إلى كل من شرب من ماء هذه الأرض، ثم حمل طعمها في قلبه أينما رحل… لم تكن عيون القطيف مجرد ينابيع ماء… بل كانت عيونًا تُبصر بها الأرض وتتنفّس. تنبجس من جوف التربة كأنها تنهيدة صبرٍ خرجت من قلب نخلة عجوز، تسري بين السواقي والجدوال كأغنية أزلية، تعرف طريقها دون أن تُرشد. تفتح الفجر بجريانها، وتغسل وجوه الفلاحين قبل أن …
أكمل القراءة »من التراث
عيون الدبَّابيَّة – بقلم أحمد بن جواد السويكت
أنعم الله سبحانه وتعالى على منطقة القطيف بالخيرات الكثيرة، ومنها مياه العيون المتميزة في تدفقها ليلًا ونهارًا دون توقف منذ القدم. , وتتواجد هذه العيون في جميع أنحاء واحة القطيف بمخزون هائل ، حيث يزيد عددها على 300 عينًا تتدفّق بغزارة فوق أراضيها وتوابعها، وبين بساتينها ونخيلها، التي تسقي منها دون انقطاع. ومن بينها بلدة الدبَّابيَّة التي تحتوي على مجموعة …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف: “حين كانت الحكمة تُسكب في فناجين القهوة” (المشهد السادس) – بقلم صادق علي القطري
[رحلة حنين الى قلعة القطيف: المشهد السادس] “حين كانت الحكمة تُسكب في فناجين القهوة” في بيتٍ من بيوت قلعة القطيف، تحت سقفٍ من جريد النخل، ورفوفٍ تحضن كتبًا بخط اليد، كانت المجالس العلمية تُقام كل ليلة خميس، كأن القلعة تختار هذا الموعد لتتطهّر من الجهل، ولتُشعل قناديل الفكر في أزقتها. يجتمع الرجال في الحوش… شيخٌ بعمامته البيضاء يجلس في الصدر، …
أكمل القراءة »حين تتكلم الأرض بلسان أهلها – بقلم صادق علي القطري
القطيف ليست مدينة فحسب، بل ذاكرةٌ تمشي على الأرض. هنا، لا تُقاس الهوية بجواز سفرٍ أو شعار إداري، بل تُقاس بصوت المئذنة القديمة، ورائحة الخبز في الفرن الطيني، ولمعة اللؤلؤ في يد الغوّاص، ودعاء الجدّة عند غروب الشمس. إنها فسيفساء من الطبقات الثقافية، حيث اختلطت الأصول العربية، والبصمات الإسلامية، والمفردات البحرية، والحرف الزراعية، لتنتج مزيجًا فريدًا لا يشبه سواه. في …
أكمل القراءة »من أساتذة النجارة في منطقة القطيف – بقلم أحمد بن جواد السويكت
تُعَد حرفة النجارة من الحرف التقليدية في منطقة القطيف باعتبارها من المهن الأساسية والمهمة والتي لعبت دورًا تاريخيًا منذ القدم، حيث أبدع النجارون القدامى في القطيف وتفننوا في العديد من الصناعات اليدوية الخشبية من خلال تشكيلها وتهذيبها لإضفاء الجمال عليها. بأسلوب فني يمتاز بالدقة والابداع. ومن الرواد الأوائل القدامى في منطقة القطيف الذين عملوا في مهنة النجارة وبالتحديد من بلدة …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الخامس) – بقلم صادق علي القطري
“حين كانت الأسواق تقول صباح الخير…” في قلب قلعة القطيف، حيث تتشابك الأزقة كأصابع متشابكة، يمتد السوق القديم كحكايةٍ لا تعرف النهاية. طين الجدران يحتفظ بأصوات المساومة، وخشب السقوف يميل كلما مرّت تحته ضحكة، أو سلام، أو دعاء. الفجر لا يُعلن عن السوق، السوق هو الذي يوقظ الفجر. يُفتح دكان الحاج سلمان أولًا، يفرش سجادة صغيرة، يصلي، ثم يُخرج علب …
أكمل القراءة »لِمْتُورَب: “واتريمبوه.. واليومي”… لاعلاقة له بالإنجليزية مطلقاً! – بقلم عبد الرسول الغريافي
يشاع وبشكل قوي أن الإهزوجة الشعبية: (واتريمبوه.. واليومي) أنها من أصل انجليزي نصه: (White rainbow..while you and me) والتي تكون ترجمتها بالعربية: “قوس قزح أبيض.. عندما نكون أنا وانتِ – معاً”! فمن أين جاء هذا التناقض؟ وكيف تم تركيب عبارة انجليزية كمقدمة لإهزوجة من أعماق تراثنا الشعبي ذات الطابع الخليجي التقليدي والتي تحمل سمات دينية ولها ارتباطها بطقوس عالم زفاف …
أكمل القراءة »الحاج أحمد بن مذكور: وجه لا يُنسى محفور في الذاكرة – بقلم علي الجشي
بعض الوجوه تبقى في الذاكرة لا تمحوها الأيام، كأن الزمن ينحني إجلالًا لها كلما مرّ، ومن هذه الوجوه، وجه الحاج أحمد بن مذكور. كان طويل القامة، ممشوق القوام، تتسع خطاه بثقة، مفتول الساعدين، عريض الكفين، يميل برقبته قليلًا إلى الأمام. عيناه واسعتان، ووجهه سمح، تكسوه راحة ووقار. في نظراته عقل راجح، وفي حضوره طمأنينة، كأن وجوده ضمان لأمن الحارة وسكينة …
أكمل القراءة »ليست دعوة لعودة القسوة بل حفاظ على الذاكرة – بقلم إسماعيل هجلس
[رد على تعليق] … يبدو أنك حدث السن ولم تعايش هذه المباني ويتضح أنك ولدت بعد قدوم الكهرباء إلى منطقتنا… أنت عاشق للماضي لانك لم تعايش مرارة العيش في ذلك الزمان وإنما تنسجه من الخيال بأنه جميل… ، اسمح لي أن أختلف معك… لا بأس أخي العزيز… وإليك بعض التوضيح… أنا من مواليد مطلع الستينات الميلادية ، نشأتُ في زمنٍ …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الرابع) – بقلم صادق علي القطري
“الليلة التي بكت فيها السماء… وابتسمت القلوب” كان الليل قد أرخى ستائره على قلعة القطيف، لكن لم يكن ليلًا عاديًّا… الغيوم تكدّست فوق الطين العتيق، والريح كانت تمشي بين الأزقة كأنها تبحث عن شيء ضائع. ثم فجأة… بدأت السماء تبكي. المطر الأول. ليس فقط قطرات ماء، بل همساتُ أرواحٍ قديمة تعود لتزور المكان. في أحد البيوت، اجتمعت العائلة في الديوان، …
أكمل القراءة »