من التراث

رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الثاني) – بقلم صادق علي القطري

{ الزمن الذهبي… حين كانت القلعة تنبض كقلبٍ كبير } في فجرٍ من “فجور” الخريف، حين كانت السماء تميل بلطف نحو الزرقة، تصحو قلعة القطيف على صوت المؤذن، يرتفع من المسجد الصغير، يمتزج نداء الصلاة مع خرير الماء المنساب من عين “الحيا” كأن الأرض كانت تصلي بطريقتها أيضًا. النساء يخرجن مبكرًا، يحملن الجرار الفخارية، أقدامهن تخطّ على التراب خريطة عتيقة …

أكمل القراءة »

رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الاول) – بقلم صادق علي القطري

{ في لحظةٍ ما… حين توقفت قلعة القطيف عن التنفّس } كان النهار في بدايته، والريح تُصفّر في الأزقة الفارغة، كأنها تعرف ما سيحدث… كأنها تودع المكان قبل أن يُنتزع من تاريخه. رجالٌ حفاة يتأملون الجرافات، نسوةٌ يشدِدن العباءات على وجوههن، وأطفالٌ لا يدرون لمَ تتغير ملامح الأبواب التي اعتادوا على الركض تحت ظلّها. كانت الجرافات تتقدّم كأنها لم تدخل …

أكمل القراءة »

كي لا تصبح القطيف حكاية من حكايات الزمن – بقلم صادق علي القطري

إلى أولئك الذين يعرفون أن المدن تموت مرتين، مرة حين تُهدم جدرانها، ومرة حين يُنسى اسمها…لا نكتب عن القطيف لنوثّق فقط، بل لننقذ ما يمكن إنقاذه من الذاكرة. فالمدينة، كالكائن الحي، إن لم تجد من يحبها، تضمحل في صمتٍ بطيء. وإن لم تجد من يكتب عنها، تتحوّل إلى هامشٍ في كتب التاريخ، تُقرأ دون شعور، وتُطوى دون أسى. القطيف ليست …

أكمل القراءة »

لمن يبحث عن اسمه بين نخلة وظلّ، وبين مرفأ وصلاة – بقلم صادق علي القطري

الجرهاء الاسم الأول للقطيف في قديم الأزمنة، حين كان البحر أكثر حكمةً من اليابسة، وحين كانت الرمال تحفظ أسرار الطرق كما تحفظ الأم قصائد الغائبين، وُجدت مدينة لا تُشبه المدن. لم تكن من طينٍ فقط، بل من رائحة البخور، من لمعان اللؤلؤ، ومن هواجس التجار الذين يكتبون خرائطهم بأقدام الإبل وسفن الداو. تلك المدينة كانت تُدعى “الجرهاء” (Gerrha)، كما نطقها …

أكمل القراءة »

عين الصَّبَخَة – بقلم أحمد بن جواد السويكت

سمّيت عين الصَّبَخَة بهذا الإسم نسبة إلى النخل المعروف بـ « الصبخة» وتسمى أيضًا « عين الصبخة بيانان » كما عرفت العين باسم آخر:«عين الهدارة » وهي عين ارتوازية تقع بسيحة الدبَّابيَّة في وسط نخيل الهدارة ، وعلى الطريق يقع مسجد الهدارة الذي يعرف حاليًا بـ « مسجد الزهراء » وهو من المساجد القديمة في القطيف. وعلى امتداد الطريق تقع …

أكمل القراءة »

سوق الجبلة والعيد – بقلم عبد الرسول الغريافي*

الجبلة هي جزء من أسواق القطيف المركزية وقد سبق الحديث عنها على أنها إحدى الأسواق العامة في القطيف في المركز وبالقرب من فرضة جمرك القطيف الأقدم والأول في الشرقية والواقعة شرق سوق السكة في الزاوية الجنوبية الشرقية منها، وفيها مجموعة من تجار التمور والجص ثم الإسمنت بعد ذلك وبها سوق دهن (سمن) الغنم وسوق الإسكافية والجلود وسوق صفافير وبها مقاهي …

أكمل القراءة »

بين المقالع والمناجف وبين المجافر واللحوف – بقلم عبد الرسول الغريافي*

أربعة مصطلحات إلتصقت بالبيئة القطيفية تربط بينهم علاقات بيئية متجانسة وأخرى متناقضة في الوقت ذاته،،، حيث المقلع والمنجف مصدران لأهم مادتان بنائيتان إحداهما مغمورة في البحر وهي المقالع وهي مصدر الحجارة المعروفة بحجارة الفروش والتي يستعملها للبناء أهالي الخليج عامة ويستعملها أهالي القطيف في المناطق الساحلية منها ولها النسبة العليا في الإستعمال، وأما في القرى والمناطق الغربية منها فيستعملون الحجارة …

أكمل القراءة »

مرحلة خياطة المدرسة من سن المراهقة حتى سن الزواج – بقلم عبد الرسول الغريافي*

منذ نهاية خمسينات قرن العشرين الماضي وبداية ستيناته حدثت عند المرأة القطيفية نقلة اعتبرتها تطورية في عالم الزي القطيفي لكونه قد أحدث بعض التغيرات. فالمرأة القطيفية كثيرة الإنشغال بالخياطة اليدوية والحياكة والتطريز وحتى أثناء زياراتها للأهل والصديقات فهن لا يجلسن دون أن يشغلن أيديهن بسف الخوص -مثلاً- أو شغل خياطة سراويل (لخياطة) او المحجّل بما فيها النغدة وعمل القيطان وكذلك …

أكمل القراءة »

*من هم الدغَّاية وما حكاية كلاب السِّيف وماحمير السِّيف – بقلم عبد الرسول الغريافي*

السِّيف -بكسر السين وتشديدها- كما هو معروف في لهجات الخليج أنه الشاطئ المطل على البحر وخصوصا الرملي وهو من أصل عربي فقد عَرَّفته كثير من المعاجم العربية كلسان العرب في قوله: “والسَّيفُ ساحل البحر والجمع أَسياف وحكى الفارسي أَسافَ القومُ أَتوا السِّيفَ ، ابن الأَعرابي الموضع النَّقِيُّ من الماء ومنه قيل درهم مُسَيَّفٌ إذا كانت له جوانبُ نَقِيَّة”. ثلاثة ألفاظ …

أكمل القراءة »

أبواب القطيف الخشبية – بقلم إسماعيل هجلس

من قلب الزمن القديم مروراً بعشرات السنين ، تتشابك الأيادي الماهرة مع أنواع الخشب ، خشب السدر والتيك والماهكوني والساج والسيسم والسدر واللوز،،،، كانت أبواب القطيف الخشبية، تنطق بحكايات لا تُمحى ، هناك في أسواقها العتيقة ، وعبر ممراتها الضيقة، ودكاكينها المتراصة ، وقفت كل دروازة وكل باب شامخاً كحارس أمين، يروي بالنقوش المحفورة فوقه قصة دارٍ عامرة، نُثر بآياتٍ …

أكمل القراءة »