القطيف ليست مدينة فحسب، بل ذاكرةٌ تمشي على الأرض. هنا، لا تُقاس الهوية بجواز سفرٍ أو شعار إداري، بل تُقاس بصوت المئذنة القديمة، ورائحة الخبز في الفرن الطيني، ولمعة اللؤلؤ في يد الغوّاص، ودعاء الجدّة عند غروب الشمس. إنها فسيفساء من الطبقات الثقافية، حيث اختلطت الأصول العربية، والبصمات الإسلامية، والمفردات البحرية، والحرف الزراعية، لتنتج مزيجًا فريدًا لا يشبه سواه. في …
أكمل القراءة »من التراث
من أساتذة النجارة في منطقة القطيف – بقلم أحمد بن جواد السويكت
تُعَد حرفة النجارة من الحرف التقليدية في منطقة القطيف باعتبارها من المهن الأساسية والمهمة والتي لعبت دورًا تاريخيًا منذ القدم، حيث أبدع النجارون القدامى في القطيف وتفننوا في العديد من الصناعات اليدوية الخشبية من خلال تشكيلها وتهذيبها لإضفاء الجمال عليها. بأسلوب فني يمتاز بالدقة والابداع. ومن الرواد الأوائل القدامى في منطقة القطيف الذين عملوا في مهنة النجارة وبالتحديد من بلدة …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الخامس) – بقلم صادق علي القطري
“حين كانت الأسواق تقول صباح الخير…” في قلب قلعة القطيف، حيث تتشابك الأزقة كأصابع متشابكة، يمتد السوق القديم كحكايةٍ لا تعرف النهاية. طين الجدران يحتفظ بأصوات المساومة، وخشب السقوف يميل كلما مرّت تحته ضحكة، أو سلام، أو دعاء. الفجر لا يُعلن عن السوق، السوق هو الذي يوقظ الفجر. يُفتح دكان الحاج سلمان أولًا، يفرش سجادة صغيرة، يصلي، ثم يُخرج علب …
أكمل القراءة »لِمْتُورَب: “واتريمبوه.. واليومي”… لاعلاقة له بالإنجليزية مطلقاً! – بقلم عبد الرسول الغريافي
يشاع وبشكل قوي أن الإهزوجة الشعبية: (واتريمبوه.. واليومي) أنها من أصل انجليزي نصه: (White rainbow..while you and me) والتي تكون ترجمتها بالعربية: “قوس قزح أبيض.. عندما نكون أنا وانتِ – معاً”! فمن أين جاء هذا التناقض؟ وكيف تم تركيب عبارة انجليزية كمقدمة لإهزوجة من أعماق تراثنا الشعبي ذات الطابع الخليجي التقليدي والتي تحمل سمات دينية ولها ارتباطها بطقوس عالم زفاف …
أكمل القراءة »الحاج أحمد بن مذكور: وجه لا يُنسى محفور في الذاكرة – بقلم علي الجشي
بعض الوجوه تبقى في الذاكرة لا تمحوها الأيام، كأن الزمن ينحني إجلالًا لها كلما مرّ، ومن هذه الوجوه، وجه الحاج أحمد بن مذكور. كان طويل القامة، ممشوق القوام، تتسع خطاه بثقة، مفتول الساعدين، عريض الكفين، يميل برقبته قليلًا إلى الأمام. عيناه واسعتان، ووجهه سمح، تكسوه راحة ووقار. في نظراته عقل راجح، وفي حضوره طمأنينة، كأن وجوده ضمان لأمن الحارة وسكينة …
أكمل القراءة »ليست دعوة لعودة القسوة بل حفاظ على الذاكرة – بقلم إسماعيل هجلس
[رد على تعليق] … يبدو أنك حدث السن ولم تعايش هذه المباني ويتضح أنك ولدت بعد قدوم الكهرباء إلى منطقتنا… أنت عاشق للماضي لانك لم تعايش مرارة العيش في ذلك الزمان وإنما تنسجه من الخيال بأنه جميل… ، اسمح لي أن أختلف معك… لا بأس أخي العزيز… وإليك بعض التوضيح… أنا من مواليد مطلع الستينات الميلادية ، نشأتُ في زمنٍ …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الرابع) – بقلم صادق علي القطري
“الليلة التي بكت فيها السماء… وابتسمت القلوب” كان الليل قد أرخى ستائره على قلعة القطيف، لكن لم يكن ليلًا عاديًّا… الغيوم تكدّست فوق الطين العتيق، والريح كانت تمشي بين الأزقة كأنها تبحث عن شيء ضائع. ثم فجأة… بدأت السماء تبكي. المطر الأول. ليس فقط قطرات ماء، بل همساتُ أرواحٍ قديمة تعود لتزور المكان. في أحد البيوت، اجتمعت العائلة في الديوان، …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الثالث) – بقلم صادق علي القطري
{ قلبٌ واحد بثلاث نبضات: الشيخ، والمرأة، والطفل } في بيتٍ عتيق داخل قلعة القطيف، حين تسللت خيوط الفجر إلى الغرف الطينية، كان الشيخ “أحمد” يُصلّي على سجادة من الخوص، مُتّكئًا على جدارٍ يعرف انحناء ظهره جيدًا. صوته خافت، لكنه يملأ المكان هيبةً، كأنه يُناجي الله بلسان القلعة كلّها، وفي عينيه سُهاد الأعوام، وحكمة البحر، وحنينٌ لا يزول. في الجهة …
أكمل القراءة »روح تختبئ خلف الجدران – بقلم إسماعيل هجلس
[المباني التقليدية القديمة: روح تختبئ خلف الجدران] ليست الجدران الطينية، ولا الأقواس، ولا النوافذ الخشبية وحدها ما يجعل المباني التقليدية القديمة جميلة ، بل هو شيء أعمق، شيء لا يُرى بالعين بل يُحسّ بالقلب ، تلك الأبنية تحمل في أحجارها أنفاس من مرّوا بها، وفي زواياها بقايا همسات، وذكريات، وخطى لم تعد تُسمع. كل شق في جدار، وكل تصدّع في …
أكمل القراءة »رحلة حنين الى قلعة القطيف (المشهد الثاني) – بقلم صادق علي القطري
{ الزمن الذهبي… حين كانت القلعة تنبض كقلبٍ كبير } في فجرٍ من “فجور” الخريف، حين كانت السماء تميل بلطف نحو الزرقة، تصحو قلعة القطيف على صوت المؤذن، يرتفع من المسجد الصغير، يمتزج نداء الصلاة مع خرير الماء المنساب من عين “الحيا” كأن الأرض كانت تصلي بطريقتها أيضًا. النساء يخرجن مبكرًا، يحملن الجرار الفخارية، أقدامهن تخطّ على التراب خريطة عتيقة …
أكمل القراءة »