أصدرت هيئة الفنون البصرية بالمملكة العربية السعودية هذا العام كتابًا فوتوغرافيًّا، بعنوان “رحلة تصويرية عبر المملكة.. فنانون ومساحاتهم” – بتاريخ 31 مايو 2025م. الكتاب يوثّق الفضاءات الإبداعية لبعض الفنانين من المملكة. من عمل “المصور عبدالله الشهري” ونصوص “الدكتورة رحاب الغذامي”.
في هذا الكتاب وثّق الشهري 28 فنانا من مختلف أنحاء المملكة، في عمل يعكس علاقة الفنان بمساحاته من خلال حوار بصري ثري وهم:
عثمان الخزيم – علي الطخيس – محمد الرصيص – علي الريزيزاء – عبد الحميد البقشي – عبد الستار الموسى – عبد الله المرزوق – فيصل سمرة – علي الصفار – محمد الصقعبي – صالح النقيدان – فؤاد مغربل – ضياء عزيز – طه الصبان – عبد الله حماس – عبد الله نواوي – نايل ملا – بكر شيخون – نبيل نجدي – فوزية عبد اللطيف – يوسف جاها – خليل حسن خليل – سعود القحطاني – مفرح عسيري – عبد الرحمن السليمان – كمال المعلم – علا حجازي – عبد الله الشلتي.
توضح الدكتورة رحاب عبد الله الغذامي (أستاذة النقد والتذوق الفني بجامعة الملك سعود) فكرة الكتاب قائلة: “أتت فكرة الكتاب حينما طرح الفنان والمصور الفوتوغرافي عبد الله الشهري تساؤلات متعددة حول رواد الفن التشكيلي في المملكة: من هم؟ وما هي أشكالهم؟ وأين هم الآن؟ وهو ما قاده إلى إجراء دراسة استكشافية محاولاً من خلالها الدخول إلى عالمهم واكتشاف مواطن إبداعهم، ليخلص إلى إنتاج صورة حيّة تعكس هوية الفنان الفنية داخل مساحته، ويكون بذلك قد ساهم في نقل التاريخ الفني إلى أجيال المستقبل”.
وتختم الدكتورة رحاب تمهيدها للكتاب بقولها: هذا الكتاب هو رسالة تقدير لكل فنان قدم لنا الإبداع وأعطانا الفرصة لنستمتع بفنه.
مقدمة الكتاب:
يسر هيئة الفنون البصرية تقديم هذا الكتاب المخصص لتوثيق مجموعة من الفنانين التشكيليين السعوديين.
يدعونا كتاب “رحلة تصويرية عبر المملكة فنانون ومساحاتهم”، الإبحار في رحلة بصرية إلى عوالم بعض رواد الفن التشكيلي، واستكشاف مساحاتهم ومساهماتهم القيّمة في مشهدنا الفني من خلال عدسة المصور عبدالله الشهري.
يوثق الشهري ۲۸ فناناً من مختلف أنحاء المملكة ومساحات عملهم، وتقدم صوره لمحة عن العلاقة الحميمة بين الفنانين وبيئاتهم. كل صورة هي بمثابة حوار بصري يعرض تنوع الممارسات والأصوات الفريدة التي شكلت ولاتزال تشكل مشهد الفن التشكيلي السعودي.
تسعى هيئة الفنون البصرية إلى تسليط الضوء على الفنانين والممارسين في المملكة عبر المبادرات المختلفة ومن أهمها توثيق الفنانين التشكيليين في المملكة. ونحن إذ ندرك الطبيعة الديناميكية للمشهد الفني السعودي دائم التطور والتوسع، نرى في هذا الكتاب خطوة افتتاحية نحو توثيق أشمل للمواهب الفنية في بلدنا.
نود أن نشكر عبد الله الشهري على مشروعه المميز وتفانيه في تنفيذه. فعمله هذا لا يحافظ على لحظات من الزمن فحسب، بل نأمل أن يلهم أيضاً أجيال المستقبل من الفنانين.
كما أننا نثمن جهود الدكتورة رحاب الغذامي التي ترجمت ما رآه الشهري من خلال عدسته إلى نصوص تكشف لنا عوالم هؤلاء الفنانين.
إلى الفنانين المشاركين، نعرب عن تقديرنا العميق لمشاركتكم قصصكم ورؤاكم والمساحات التي تعملون فيها. هذا الكتاب هو إحتفاء بكم وبإبداعكم.
ومن بين هؤلاء الفنانين يلتقي الكتاب مع “الفنان علي الصفار” من القطيف ليسلط الضوء على علاقة الفنان الصفار مع مساحاته الفنية:
[يجب إعطاء المشاهد الفرصة للتعبير عن نفسه في اللوحة]
فنان التعبير اللوني، الذي يتعامل مع الألوان وكأنها كلمات ذات معانٍ يصوغها بشكل واقعي تعبيري. كلماته شفافة رقيقة تشع حياة ونوراً، يصور من خلالها المشهد الديني والحياة التي يعيشها في القطيف بطقوسها وأشكالها؛ ليعيد صياغتها بتعبير صادق ثري بالزخارف والمفردات التي يستلهمها من جدران المساجد وأرضيتها.
يعيش الصفار الحياة بشكلها المعتاد، ويعيشها مرة أخرى بشكلها التشكيلي، وكأنه يخلق مدينةً جديدة، وحياةً مختلفةً مليئة بالنور والروحانية والصفاء، مجسّداً الأبواب والنوافذ في تمثيله التشكيلي الذي يُعدُّ بمثابة المداخل المتعددة للحياة والأبواب الجديدة التي ستفتح أمام متلقيها، لينطلق هو الآخر بمعاني الحياة التي يراها بعين الصفّار بشكلها الشفّاف النقي.
[هيئة الفنون البصرية]