حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Gold Injections in The Eye May Be The Future of Vision Preservation
(بقلم: ديفيد نيلد – David Nield)

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجًا غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي المرتبط بالعمر[1] (age-related macular degeneration – ADM) ومشاكل العين الأخرى.

ويُصيب التنكس البقعي ملايين الأشخاص حول العالم، ويزداد احتمال الإصابة به مع التقدم في السن. ويُسبب تلف البقعة، الموجودة في شبكية العين والتي تحتوي على خلايا مستقبلة للضوء حساسة للضوء، عدم وضوح الرؤية ومشاكل أخرى في الرؤية. وعلى الرغم من توفر علاجات لإبطاء تطور التنكس البقعي المرتبط بالعمر، إلا أنها لا تُعالجه.

مصدر الصورة: فلوريانا / صور غيتي

وتقول الدكتورة جياروي ني، مهندس الطب الحيوي [باحثة ما بعد الدكتوراه] من جامعة براون في رود آيلاند: “هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى أي نوع من الجراحة المعقدة أو التعديل الجيني”. وتضيف: “نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي”.

وإليكم آلية عمل العلاج الجديد: تُحقن جزيئات الذهب النانوية الدقيقة جدًا، وهي أرق بآلاف المرات من شعرة الإنسان، بأجسام مضادة لاستهداف خلايا عين محددة. ثم تُحقن في الحجرة الزجاجية المملوءة بالهلام بين الشبكية والعدسة.

جمعت الدراسة جزيئات الذهب النانوية مع ضوء الأشعة تحت الحمراء. (ني وآخرون، مجلة “النانو” التي تصدرها الجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS Nano) ACS Nano، 2025).

وبعد ذلك، يُستخدم جهاز ليزر صغير يعمل بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجزيئات النانوية وتنشيط خلايا محددة بنفس طريقة عمل المستقبلات الضوئية. وإذا نجح العلاج في الوصول إلينا نحن البشر أيضًا، فيمكن دمج هذا الليزر في نظارة طبية.

وفي الفئران التي جُرِّبت عليها هذه التقنية، والمُصمَّمة خصيصًا لعلاج اضطرابات الشبكية، كانت طريقة العلاج فعّالة في استعادة البصر، جزئيًا على الأقل (من الصعب إجراء فحص كامل للعين على الفأر). وقد أظهرت النتائج أن الجزيئات النانوية يمكن أن تساعد في تجاوز المستقبلات الضوئية التالفة.

وتقول الدكتورة ني: “أظهرنا أن الجسيمات النانوية يمكن أن تبقى في شبكية العين لأشهر دون أي سمية كبيرة. وأظهرنا قدرتها على تحفيز الجهاز البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية”.

لوحظ تحسن في الرؤية لدى فئران الدراسة. (ني وآخرون، مجلة “النانو”، 2025).

ويتشابه هذا النهج مع العلاجات الحالية للضمور البقعي المرتبط بالعمر والحالات ذات الصلة مثل التهاب الشبكية الصباغي. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة الجديدة أقل تدخلاً، ولا تتطلب جراحة أو غرسات كبيرة داخل العين، كما أنها تَعِد بتغطية مجال رؤية أوسع.

وكما هو الحال في معظم الدراسات على الفئران، هناك فرصة جيدة لتطبيق النتائج على البشر، ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى ذلك – وللحصول على مادة آمنة يمكن اعتمادها للاستخدام. وهذه خطوة أولى مهمة.

ويُقدم عدد متزايد من الدراسات طرقًا يمكن من خلالها معالجة أمراض العيون باستخدام أحدث التقنيات والعلوم، بما في ذلك إعادة برمجة خلايا شبكية أخرى لاستبدال المستقبلات الضوئية التي لم تعد تعمل.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة: “يُمثل هذا الابتكار إنجازًا هامًا، يُمهّد الطريق لتطوير مستقبلي لأطراف اصطناعية لشبكية العين الضوئية الحرارية، مثل النظارات الواقية القابلة للارتداء”. وأضافوا: “للتطبيقات البشرية المستقبلية، لا بد من مزيد من التطوير”. وقد تم نشر البحث في مجلة “النانو” التي تصدرها الجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS Nano).

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/gold-injections-in-the-eye-may-be-the-future-of-vision-preservation
الهوامش:
[1] التنكس البقعي، المعروف أيضًا باسم التنكس البقعي المرتبط بالعمر، هو حالة طبية قد تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو انعدامها تمامًا في مركز المجال البصري. وغالبًا لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة. ويعاني بعض الأشخاص من تدهور تدريجي في الرؤية قد يؤثر على إحدى العينين أو كلتيهما. فعلى الرغم من أنه لا يؤدي إلى العمى التام، إلا أن فقدان الرؤية المركزية قد يُصعّب التعرف على الوجوه أو القيادة أو القراءة أو أداء أنشطة الحياة اليومية الأخرى. وقد تحدث أيضًا هلوسات بصرية. ويحدث التنكس البقعي عادةً لدى كبار السن، وينتج عن تلف في بقعة الشبكية. وقد تلعب العوامل الوراثية والتدخين دورًا في ذلك. ويتم تشخيص الحالة من خلال فحص شامل للعين. تُقسم شدتها إلى أنواع مبكرة ومتوسطة ومتأخرة. ويُقسم النوع المتأخر أيضًا إلى شكلين “جاف” و”رطب”، حيث يُشكل الشكل الجاف 90% من الحالات. ويُصنف الفرق بين الشكلين حسب التغير في البقعة. ويعاني المصابون بالضمور البقعي المرتبط بالعمر الجاف من تراكمات خلوية في البقعة الصفراء، مما يُلحق الضرر تدريجيًا بالخلايا الحساسة للضوء ويؤدي إلى فقدان البصر. أما في الضمور البقعي المرتبط بالعمر الرطب، فتنمو الأوعية الدموية تحت البقعة الصفراء، مما يُسبب تسرب الدم والسوائل إلى شبكية العين. المصدر: ويكيبيديا.

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *