Pruning of The Tree of Life
{تشذيب شجرة الحياة}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي وبتصرف من قبل الكاتب]
إذا كنت بستانيًا أو سبق لك أن اعتنيت بشجرة، فلعلك مارست فن التشذيب او التقليم وهو إزالة الأغصان الميتة أو المريضة أو القديمة بعناية.
في البداية، قد يبدو هذا الفعل متناقضًا، بل حتى مؤذيًا وجائراً. لكنك تعلم أن هذا الفعل المتعمّد يمثل خطوة أساسية في رعاية صحة الشجرة وحيويتها. لقد شاهدت كيف أن التشذيب، رغم قسوته الظاهرة، يؤدي في النهاية إلى شجرة أكثر ازدهارًا ونضارة وحيوية.
وبالمثل، في حياتنا، نمر أحيانًا بمواقف تتطلب عملية تشذيب مشابهة. علينا نحن أيضًا أن نتخلّى عن بعض جوانب حياتنا. قد يكون ذلك مؤلمًا، لكنه ضروري لنمونا وقوتنا وقدرتنا على الصمود لمدى اطول.
إن الشبه بين تشذيب الشجرة وتجربة الإنسان مدهش جدا. فكما أن إزالة الأغصان لا تقتل الشجرة، بل تمنحها فرصة للحياة، فإن النكسات لا تُعرّفنا بقدراتنا ومعرفتنا فقط، بل تُنقّينا من الشوائب. فقدان قائد، أو علاقة، أو عادة مألوفة قد يكون مؤلماً او مدمرًا، لكنه قد يشكّل أيضًا نقطة انطلاق للتجدد والنمو والتحول (التغير إلى ما هو افضل).
وفي سياق المجتمعات البشرية، يمكن النظر إلى إزالة قائد أو قوة مهيمنة كنوع من التشذيب. فرغم أن الأمر قد يبدو مدمرًا أو فوضويًا في البداية، إلا أنه قد يؤدي في النهاية إلى بروز قادة ومجتمعات وأفكارا أكثر قوة ومتانة. فالتاريخ البشري حافل بأمثلة عن مجتمعات تحوّلت وتقوّت بعد زوال أنظمة قمعية أو ظالمة، لتنبثق أكثر تنوعًا وازدهارًا.
ويُجسّد هذا المعنى بأعمق صوره في حياة وإرث رمزين خالدين هما السيد المسيح (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، اللذَين لم تُنقص تضحياتهما من رسائل الحب والعدالة والحرية التي حملاها، بل زادتها سطوعًا وخلودًا. بل إن تضحياتهما كانت بمثابة الشرارة التي نشرت تعاليمهما، والتي لا تزال تُلهم الأجيال وترفع من شأنها حتى بعد رحيلهما الجسدي بزمن طويل.
ما بدا في وقته ضربة قاصمة لأتباعهما، تبيّن لاحقًا أنه نصر إلهي، إذ استمرت رسائل الأمل والفداء بالإنتشار، مؤثرة في مسار التاريخ الإنساني بطرق عميقة وخالدة.
ويُبرز هذا التناقض القوة الدائمة لإرثهما، ويذكّرنا بأنه حتى في وجه المحن، فإن الروح الإنسانية قادرة على أن تنهض أقوى، وأكثر صلابة، وأشد إشراقًا من أي وقت مضى. فرغم المحاولات المستمرة لطمس رسائلهما وإسكات إرثهما، فإن الحق لا يزال يشع من نوافذ التاريخ، وان أراد الشر أن يغلقها.
وقد يبدو هذا الأمر غير منطقي لأولئك المرتبطين بعالم المادة، ولكن العالم ليس مقتصرا بهذا الارتباط، وكثيرون لم يكتشفوا بعد هذه الحقيقة الأعمق.
الحق لا يزول حتى إن تم تشذيبه او إزالة حامليه والمؤمنين به، بل ينهض في شخص آخر، أقوى وأطهر.
وفي عالمٍ مهووسٍ بالراحة والمادة، لا يزال الحق يطالب بالشجاعة.
سيظل هناك دائماً “مسيح” أو “حسين” في كل زمان، سيكون عارف بالحق وعامل به.
ومن الناس من يحضى بمعرفتهم ورؤيتهم، ومنهم من يحمل نورهم في قلبه ويعكسه في عمله.

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:
https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:share:7344105571140231170/