This AI ‘thinks’ like a human — after training on 160 psychology studies
(Miryam Naddaf – بقلم: مريم نداف)
يتجاوز نموذج «سينتاور» (Centaur) المهام الفردية ويتنبأ بمجموعة واسعة من السلوكيات البشرية.
يستطيع نظام ذكاء اصطناعي مبتكر التنبؤ بالقرارات التي سيتخذها الناس في مواقف متنوعة، متفوقًا في كثير من الأحيان على النظريات الكلاسيكية المستخدمة في علم النفس لوصف الخيارات البشرية.

وقد قام الباحثون الذين طوروا النظام، والمعروف باسم «سينتاور» (Centaur)، بتحسين نموذج لغوي كبير (LLM) باستخدام مجموعة هائلة من البيانات من 160 تجربة نفسية، حيث اتخذ 60 ألف شخص أكثر من 10 ملايين خيار في مهام متعددة.
وتلتزم معظم النماذج الحاسوبية والنظريات المعرفية بمهمة واحدة. فعلى سبيل المثال، لا يستطيع برنامج “ألفاغو” (AlphaGo) من “غوغل ديب مايند” (Google Deepmind) سوى لعب لعبة الاستراتيجية “غو” (Go)، ولا تستطيع نظرية الاحتمالات سوى التنبؤ بكيفية اختيار الشخص بين الخسائر والمكاسب المحتملة. وعلى النقيض من ذلك، يستطيع «سينتاور» محاكاة السلوك البشري في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك المقامرة وألعاب الذاكرة وحل المشكلات.
وأثناء الاختبار، تمكن النظام حتى من التنبؤ بخيارات الناس في مهام لم يُدرّب عليها. وقد وُصف تطوير نظام «سينتاور» في ورقة بحثية نُشرت اليوم في مجلة “الطبيعة” (Nature)1.
ويعتقد الفريق الذي ابتكر النظام أنه قد يصبح يومًا ما أداة قيّمة في مجال العلوم الإدراكية. ويقول الدكتور مارسيل بينز، المؤلف المشارك في الدراسة، وعالم الإدراك في معهد هيلمهولتز (Helmholtz) للذكاء الاصطناعي المتمركز حول الإنسان في مدينة ميونيخ بألمانيا: “يمكنك ببساطة إجراء جلسات تجريبية حاسوبيًا بدلًا من إجرائها على مشاركين بشريين فعليين”. ويضيف أن ذلك قد يكون مفيدًا عندما تكون الدراسات التقليدية بطيئة للغاية، أو عندما يصعب إشراك الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية.
ويقول البروفيسور جيوسوي باجيو، عالم النفس اللغوي في الجامعة النرويجية للعلوم والتقنية في مدينة تروندهايم: “إن بناء النظريات في مجال العلوم الإدراكية أمر صعب للغاية. من المثير للاهتمام أن نرى ما يمكننا التوصل إليه بمساعدة الآلات”.
منافسة شرسة
لطالما عانى العلماء من استخدام نماذج خاصة بمهام محددة لمحاكاة جوانب واسعة من السلوك البشري، لأن هذه الأدوات لا يمكنها التعميم على مجموعة واسعة من المهام.
أراد بينز وزملاؤه التغلب على هذا القيد. قضوا خمسة أيام في ضبط برنامج “لاما” – وهو برنامج لغوي كبير أصدرته شركة التقنية “ميتا” في مينلو بارك، كاليفورنيا – باستخدام مجموعة بيانات سلوكية ضخمة تُسمى “علم النفس 101”.
وضبط الباحثون النموذج للتنبؤ ليس فقط بمتوسط سلوك لمهمة معينة، بل بمجموعة السلوكيات النموذجية في المجتمع. ثم اختبروا مدى قدرته على التنبؤ بسلوك المشاركين الذين لم يُدرجوا في مجموعة بيانات التدريب. وفي جميع المهام الـ 32، باستثناء مهمة واحدة، تفوق «سينتاور» على “لاما” و14 نموذجًا معرفيًا وإحصائيًا في التنبؤ بالخيارات التي سيتخذها المشاركون. وكانت تلك القيمة الشاذة الوحيدة هي مهمة حكم فيها المشاركون على صحة الجمل نحويًا.
كما أظهر «سينتاور»أداءً جيدًا عند إعطائه نسخًا معدلة من المهام التي تدرب عليها، وحتى مهامًا لم تُشبه أيًا منها في تدريبه، مثل التفكير المنطقي.
ويقول البروفيسور راسل بولدراك، عالم الأعصاب الإدراكي في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا: “هذا يُظهر وجود بنية واضحة في السلوك البشري. إنه يُعزز حقًا من قوة النماذج التي ينبغي أن يطمح إليها علم النفس”.
محاكاة محدودة
على الرغم من إمكانياته الواسعة، يقول الباحثون إن «سينتاور» لا يزال يعاني من بعض القيود. ويعتمد نموذج الذكاء الاصطناعي كليًا على المهام اللغوية، كما يقول البروفيسور بولدراك. فعلى سبيل المثال، يمكنه التنبؤ بما قد يختاره الشخص خلال مهمة معينة، لكنه “لا يستطيع التنبؤ بالمدة التي سيستغرقها” لاتخاذ قراره.
ويقول المؤلفون إنهم يعملون على توسيع مجموعة بيانات التدريب بحيث تصل إلى أربعة أضعاف المجموعة الحالية. وتأتي العديد من البيانات الحالية من سكان غربيين متعلمين وصناعيين، وهو ما يُقرّ الباحثون بأنه قد يحدّ من مدى ملاءمة تنبؤات «سينتاور»لمجموعات متنوعة.
ويقول الدكتور بينز إن الخطوة التالية لـ «سينتاور»، المتاح الوصول إليه مجانًا، هي “ضرورة التحقق منه خارجيًا من قِبل مجتمع البحث”. ويضيف: “في الوقت الحالي، ربما يكون هذا أسوأ إصدار من «سينتاور» على الإطلاق، وسيتحسن الوضع تدريجيًا”.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.nature.com/articles/d41586-025-02095-8
مراجع:
1. Binz, M. et al. Nature https://doi.org/10.1038/s41586-025-09215-4 (2025).
