سوق الأحجار الكريمة في منطقة القطيف…. ذاكرة وتراث – بقلم أحمد بن جواد السويكت*

شهدت سوق الأحجار الكريمة في منطقة القطيف، تنقلات متعددة من موقع إلى آخر، ومع كل انتقال كان يشهد تطورًا وزيادة في عدد باعة الأحجار الكريمة والباعة المتجولون الذين يعرضون بضائعهم على مفارش في الأرض أو طاولات صغيرة، إضافة إلى ازدياد اهتمام هواة ومحبي الأحجار الكريمة.

ومع مرور الوقت، بدأ السوق يأخذ طابعًا أكثر تنظيمًا وتنوعًا أوسع في معروضاته، التي شملت مختلف أنواع الأحجار الكريمة وشبة الكريمة سواء أكانت طبيعية أو صناعية او معالجة أو مقلدة بالإضافة إلى “الخواتيم” الفضية المركب عليها الكهرمان والعقيق والمرجان الأحمر، إلى أن استقر أخيرًا في سوق واقف، والبعض يسميه سوق ” الحراج ” الذي يقع في داخل سوق الخميس، وهو موقع واسع ومناسب لجميع الباعة والزبائن في مكان واحد، مما ساهم في تعزيز نشاطه وجذب المزيد من الزوار والمهتمين من داخل المنطقة وخارجها.

الباعة يعرضون بسطة الأحجار الكريمة على الأرض في سوق واقف بداخل سوق الخميس (تصوير: كاتب المقال).
بسطة تضم مجموعة من المسابيح في سوق واقف بداخل سوق الخميس (تصوير: كاتب المقال).

ومن أبرز الأماكن التي شهدت فيها بيع الأحجار الكريمة في القطيف “وهي كالتالي”:
• سوق مياس
تعتبر سوق مياس من الأسواق العريقة في مدينة القطيف، التي كانت تعج من الصباح الباكر حتى المساء بالناس، نظرًا لتنوع المنتجات والبضائع المختلفة فيها، ومن هذا السوق انطلقت أولى بسطات بيع الأحجار الكريمة في القطيف بجانب مسجد الإمام زين العابدين (ع)، حين بدأها بائعان فقط في بداياتها، وهما:
– المرحوم الحاج محمد علي آل ربيع (من أهالي العوامية)
– السيد حسين السيد جعفر علوي العماري (من أهالي مياس)
ثم بعد مدة انضم إليهم:
– المرحوم الحاج منصور الامرد (من أهالي الخويلدية)
وقد شكّلت هذه البداية النواة الأولى في بيع الأحجار الكريمة في منطقة القطيف(1).

سوق ميّاس القديمة، أحد المواقع التي عُرفت ببيع الأحجار الكريمة في القطيف، وكان يقع بجوار مسجد الإمام زين العابدين (ع) (تصوير: الأستاذ ميرزا أحمد الضامن عام 1388هـ).
المرحوم الحاج علي محمد آل ربيع “أبو جعفر” من أهالي بلدة العوامية، يعد من أقدم باعة الأحجار الكريمة في سوق ميّاس بالقطيف. وكان من أوائل من امتهنوا هذا المجال في مدينة القطيف.
بسطة لبيع الأحجار شبه الكريمة المفردة، بكميات كبيرة على مفرش أرضي في سوق الأحجار الكريمة في مدينة القطيف. (تصوير: حسين عبيدان).

• سوق الخضار المركزي
سوق الخضار في القطيف يُعد من الأسواق المركزية الحيوية في المحافظة، ويقع في حي الشريعة في قلب المدينة مما يجعله وجهة مفضلة للمتسوقين من مختلف المناطق. يتميز السوق بتوفيره تشكيلة واسعة من الخضروات والفواكه الطازجة، سواء كانت محلية من مزارع القطيف أو مستوردة من الخارج. كما يضم منتجات موسمية يعرضها المزارعون مباشرة.

وهذا السوق يُعد المحطة الثانية لباعة الأحجار الكريمة بعد انتقالهم من سوق مياس، حيث تواجدوا بجوار سوق الخضار لمدة تقارب العامين، قبل أن ينتقلوا إلى مواقع أخرى.

سوق الخضار في القطيف خلال الثمانينات الميلادية (تصوير: عثمان علي أبو الليرات رحمه الله).
سوق الخضار قبل إزالته…
المرحوم الحاج أحمد آل مطر من أهالي بلدة العوامية، أحد أقدم باعة الأحجار الكريمة في محافظة القطيف، حيث واكب مختلف مراحل انتقال السوق، وشارك في عرض وبيع الأحجار الكريمة في جميع المواقع التي تواجد فيها السوق منذ بداياته (مصدر الصورة: مكي خليفة الشاخور).
المرحوم الحاج جمعة صالح محمد آل صفوان “أبو منير”، من أهالي بلدة سنابس “العمدة”، يُعد من أقدم العاملين في سوق الأحجار الكريمة بمحافظة القطيف. واكب مختلف مراحل انتقال السوق منذ بداياته، وكان معروفًا بخبرته الواسعة ومكانته المرموقة بين الباعة والهواة في هذا المجال (تصوير: حسين عبيدان).

• سوق اللحوم المركزي
يعتبر سوق اللحوم المركزي في محافظة القطيف من الأسواق القديمة، ويقع في حي الشريعة بشارع الملك عبد العزيز، بالقرب من تقاطع دوار مجسّم السفينة. وقد شهد السوق في إحدى فتراته في المرحلة الثالثة من انتقال باعة الأحجار الكريمة إلى جواره، حيث استقروا فيه لمدة عام واحد فقط، قبل أن ينتقلوا إلى مواقع أخرى.

موقع باعة الأحجار الكريمة في الزاوية بجانب سوق اللحوم المركزي (مصدر الصورة: القطيف اليوم).
(من اليمين) المرحوم الحاج عبد المجيد منصور الماجد، من أهالي بلدة الدبابية(2)، يُعد من أوائل العاملين في سوق الأحجار الكريمة، (ومن اليسار) المرحوم الحاج علي عبد الله آل نويس، أيضًا من أهالي الدبابية، ويُعد من ا القدامى العاملين في سوق الأحجار الكريمة.
الحاج مكي خليفة الشاخور “أبو علي” من أهالي سيهات، من أحد أقدم العاملين في مجال بيع الأحجار الكريمة في محافظة القطيف. بدأ مزاولة هذه المهنة منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، وشارك في مختلف مواقع أسواق بيع الأحجار الكريمة بالقطيف، متنقلاً بينها، حيث أمضى فيها أكثر من 55 عامًا، مما جعله من الوجوه المعروفة والمخضرمة في هذا السوق. (تصوير: كاتب المقال).

• حي المدارس
يُعدّ حي المدارس من الأحياء الحيوية في مدينة القطيف، لموقعه القريب من مركز المدينة، واحتوائه على العديد من المحلات التجارية. وقد شهد هذا الحي مرحلتين في انتقال باعة الأحجار الكريمة إليه:
المرحلة الأولى: بدأ باعة الأحجار الكريمة مع الباعة المتجولين بالتجمّع عند دوار مجسم السفينة الواقع بشارع الملك عبد العزيز مع تقاطع شارع الخليفة عمر، واستقروا هناك لمدة ثلاث سنوات تقريبًا.

دوار السفينة بحي المدارس الذي كان يباع فيه بسطات الأحجار الكريمة (مصدر الصورة: من أرشيف المرحوم إبراهيم منصور البحارنه).

المرحلة الثانية: انتقل باعة الأحجار الكريمة مع عدد كبير من الباعة المتجولين من أبرزهم: المرحوم الحاج علي عبد الله آل نويس من أهالي الدبابية، والمرحوم الحاج حبيب معتوق السنان من أهالي الأوجام ،والحاج عبدالكريم آل غزوي من أهالي التوبي ، والحاج سلمان كحليني من أهل حلة محيش ، والحاج علي بن جعفر القديحي من أهالي الدبابية، والحاج خالد النمر من أهالي سيهات، والحاج أحمد خليل آل إبراهيم من أهالي الجراري، والحاج علي أحمد الأمرد من أهالي الخويلدية، والحاج مكي خليفة الشاخور من أهالي سيهات وغيرهم من الباعة المعروفين الذين ساهموا في إثراء نشاط سوق الأحجار الكريمة في مختلف مواقعه المتعددة ، إلى ساحة ترابية (أرض فضاء) في شارع الإمام الصادق (ع) مجاورة لبنك الأهلي والمقابلة لمجمع الخنيزي من جهة الجنوب ومقابلة قهوة الغراب من جهة الشرق.

واستمر نشاط باعة الأحجار الكريمة في هاتين الساحتين: الساحة المجاورة لبنك الأهلي، وساحة دوّار مجسم السفينة، لعدة سنوات، مما جعلهما محطتين بارزتين لبيع الأحجار الكريمة في تلك الفترة، ومركزًا يستقطب الهواة والمهتمين من مختلف مناطق القطيف.

الحاج سلمان كحليني من القدامى في سوق الأحجار الكريمة.
حي المدارس بشارع الملك عبد العزيز بجانب مكتبة الساحل الذهبي بالقطيف (مصدر الصورة: من أرشيف المرحوم إبراهيم منصور البحارنه).
يظهر امام الصورة المبنى الواقع عند تقاطع شارع الملك عبد العزيز مع شارع الإمام الصادق (ع)، والذي كان يُعد سابقًا ساحة معروفة لبيع الأحجار الكريمة، حيث اعتاد الباعة عرض بضائعهم هناك لفترة من الزمن قبل انتقالهم إلى مواقع أخرى ضمن مراحل تنقل سوق الأحجار الكريمة في القطيف.
بسطة السيد هاشم السيد محمد البحراني “أبو ياسر” من أهالي المدراس حيث أمضى في سوق الأحجار الكريمة أكثر من 30 عاما. (تصوير: عبد الحميد علي المخامل “أبو هاني”).

• سوق الخميس
يُعدّ سوق الخميس الشعبي في محافظة القطيف من أبرز وأقدم الأسواق الشعبية في المنطقة، ويقصده الزوار من داخل المحافظة وخارجها. لما يتميز به من طابع تراثي وبضائع متنوعة.

سوق الخميس القديم في حي السطر بشارع الملك فيصل، قبل إزالة المظلات التي كانت تُستخدم كأماكن للباعة (مصدر الصورة: مجلة القافلة تصوير عبد الله يوسف دبيس – العدد شهر شعبان 1407هـ/مارس/ابريل1987م) والمجلة من أرشيف الأستاذ منصور محروس الصلبوخ – حفظه الله تعالى-.

وفي أوائل عام (1403هـ/1982م)، تم نقل سوق الخميس من موقعه القديم في حي ميّاس إلى موقعه الجديد في حي السطر بشارع الملك فيصل، ضمن خطة تنظيم السوق وتوسعة مساحته لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الباعة والمتسوقين.

وقد انتقل باعة الأحجار الكريمة مع الباعة المتجولين القدامى وابرزهم: المرحوم الحاج عبدالله عبد ربه (السيهاتي) ، والمرحوم الحاج حبيب معتوق السنان من أهل الأوجام ، والحاج علي منصور الجشي ، والحاج علي بن جعفر القديحي ، والحاج مكي خليفة الشاخور وغيرهم من الباعة المعروفين ، من الساحة الواقعة بجوار البنك الأهلي إلى الموقع الجديد “سوق الخميس الشعبي” حيث كانت تُستخدم المظلات، كأماكن لعرض البضائع من قِبل جميع أصحاب البسطات واستمر ذلك حتى أواخر عام (1409هـ/1989م) تقريبًا، حين بدأت أعمال إزالة تلك المظلات ضمن خطة تنظيم السوق وتحديثه. وقد نقل جميع أصحاب البسطات من الباعة إلى الساحة المقابلة لمنتزه القطيف العام.

المرحوم الحاج حبيب معتوق عبد الله السنان “أبو علي” من أهالي الأوجام، يُعد من القدامى العاملين في سوق الأحجار الكريمة بمحافظة القطيف، وكان له حضور دائم في السوق ومكانة طيبة بين روّاده – رحمه الله تعالى – (مصدر الصورة: الحاج ناجي السنان “أبو صادق”).

• منتزه القطيف العام
شهد سوق الأحجار الكريمة انتقال الباعة من جانب سوق الخميس الشعبي بعد إزالة المظلات للباعة في عام (1409هـ – 1989م)، إلى الساحة الترابية المقابلة لمنتزه القطيف العام، والواقعة في الجهة الغربية منه، يفصل فقط بينهما شارع فرعي، وقد خصصت هذه الساحة في ذلك الوقت لجميع باعة سوق الخميس، بما فيهم باعة الأحجار الكريمة وأبرزهم: الحاج مكي خليفة الشاخور ، والصديق الحاج علي منصور الجشي ، والسيد هاشم البحراني ، والمرحوم الحاج منصور المطرود ، والمرحوم علي البدراني ، والحاج علي الأمرد ، والحاج احمد السلمان ، والحاج علي القديحي وغيرهم ، حيث استقروا فيها لمدة عامين ونصف، قبل أن يُنقل السوق لاحقًا إلى موقع جديد.

من الجهة اليسرى في الساحة الترابية المقابلة للمنتزه العام، كان يتمركز باعة الأحجار الكريمة، حيث اعتادوا عرض بضائعهم على مفارش على الأرض، هناك قبل انتقالهم لاحقًا إلى موقع آخر (مصدر الصورة: القطيف اليوم).

• سوق الخميس بحلة جديدة
في مطلع عام (1412هـ/1991م) تقريبًا، بعد الانتهاء من تطوير سوق الخميس وبناء المظلات الأسمنتية أصبح أكثر تنظيمًا وتهيئة للباعة، حيث تم تسليم هذه الأماكن الجديدة، إلى جميع الباعة في سوق الخميس الشعبي الواقع في حي السطر بشارع الملك فيصل. بما فيهم من كانوا في الساحة الترابية المقابلة لمنتزه القطيف العام، وانتقلوا بالكامل إلى سوق الخميس، مع باعة الأحجار الكريمة، الذين واصلوا نشاطهم في الموقع الجديد، مما ساهم في تنظيم حركة البيع والشراء في سوق الأحجار الكريمة. وكان نشاط باعة الأحجار الكريمة والباعة المتجولين، يتركز خلال الأيام العادية من الأسبوع في الفترة المسائية من العصر حتى أذان المغرب.

سوق الخميس بعد تطويره وبناء المظلات الأسمنتية وقد أصبح أكثر تنظيمًا.

منذ ذلك الوقت، أصبح هذا الموقع محطة رئيسية لباعة الأحجار الكريمة والباعة المتجولين، حيث تنوعت المعروضات لتشمل أبرز وأشهر أنواع الأحجار الكريمة، وفي مقدمتها العقيق بأنواعه المختلفة، والفيروز، ودر النجف (البلور الشفاف)، والزمرد الأخضر، والياقوت الأحمر، والأماتيسيت “الجمشت“، والجزع، واللازورد، والزبرجد، والمالاكيت، واليشم، واليشب، والزفير، والتوباز، والتورمالين، والسترين، والكهرمان، والمرجان، ومسابح الكهرمان، ومسابح العقيق، والخواتيم الفضية المركبة عليها أحجار الكريمة وشبة الكريمة، وكان الباعة يعرضون بضائعهم على مفارش بسيطة على الأرض، ومع مرور السنوات ترسخ اسمه كمكان معروف يقصده الهواة والمهتمون من داخل القطيف وخارجها.

مجموعة من الخواتيم الفضية المركب عليها أحجار العقيق والفيروز (تصوير: كاتب المقال).

وقد عرف هذا السوق بوجود باعة يمتلكون خبرة طويلة في مجال الأحجار الكريمة والأحجار شبه الكريمة، وكان مقصدًا للهواة ومحبي الأحجار الكريمة، وعكست هذه البسطات المتنوعة جزءًا من ذاكرة وتراث القطيف.

بسطة الأحجار الكريمة للمرحوم الحاج أحمد آل مطر من أهالي العوامية في سوق واقف عام 1431هــ (مصدر الصورة: الحاجّ مكي خليفة الشاخور).

ويعشق معظم الهواة ومحبي الأحجار الكريمة من أهالي منطقة القطيف حجر العقيق، وخاصة العقيق اليماني المعروف بلونه الكبدي العميق، الذي يتصدر قائمة اختياراتهم. يليه حجر الفيروز النيسابوري بلونه الأزرق المميز، ثم الزمرد بلونه الأخضر العشبي الجذاب. ويأتي بعده در النجف الشفاف، ثم العقيق الشجري، وحجر العقيق البقراني، كما يحرص بعض المهتمين على اقتناء مسابيح الكهرمان، خاصةً المكون من ” 99 حبة “، لما له من قيمة روحية وجمالية.

العقيق اليماني من أبرز الأحجار الكريمة المفضلة لدى أهالي منطقة القطيف، خاصة ذلك الذي يتميّز بلونه البني الكبدي العميق (تصوير: كاتب المقال).
أحجار العقيق الطبقي، والبعض يطلق عليه اسم “سليماني” أو “بقراني” (تصوير: كاتب المقال).
خواتيم فضية مرصعة بأحجار الفيروز ذات اللون الأزرق السماوي، وتتميز بلمعان جذّاب يزداد بريقه عند انعكاس الضوء عليها. هذه الصفات، إلى جانب حجم الحجر وشكله الطبيعي، يجعله من الأحجار الثمينة والعالية القيمة، ويعد من الأنواع المفضلة لدى أهالي المنطقة. (تصوير: كاتب المقال).
الزمرد الأخضر الشعبي العميق، ويعد من الأحجار الكريمة المفضلة لدى أهالي المنطقة. (تصوير: كاتب المقال).
مجموعة من الخواتيم الفضية، مرصعة بأحجار الفيروز النيسابوري المعروف بلونه الأزرق الصافي، والفيروز الشجري الذي يتميز بعروقه المتداخلة، إضافة إلى الفيروز المعرق الذي يتميز بلونه الأزرق مع شكل خطوط سوداء متعرجة تخترق وجه الحجر بصورة غير منتظمة، وتُعد هذه الأنواع من الأحجار المفضلة لدى أهالي المنطقة (تصوير: كاتب المقال).
(من اليمين) بسطة المرحوم الحاج منصور حسن الأمرد من أهالي الخويلدية في مفرش على الأرض بسوق واقف في أحد أركان سوق الخميس (من اليسار) أحد المتسوقين (مصدر الصورة: مكي خليفة الشاخور).
(من اليسار) بسطة المرحوم الحاج مكي عبد الله المطرود “أبو عماد” من أهالي سيهات، أحد الوجوه البارزة في سوق واقف بداخل سوق الخميس، ويظهر بجانبه زميله الحاج مكي خليفة الشاخور. (مصدر الصورة: الحاج مكي خليفة الشاخور).
بسطة الحاجّ مكي خليفة الشاخور من أهالي سيهات مع الحاجّ علي حسن المخرق من أهالي الدبابية في سوق واقف بداخل سوق الخميس (مصدر الصورة: مكي خليفة الشاخور).
الحاج أحمد علي السلمان “أبو نضال” من أهالي بلدة القديح، يُعد من الوجوه البارزة في سوق الأحجار الكريمة بالقطيف، حيث يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 42 عامًا في هذا المجال. وهو متخصص في قطع وصقل الأحجار الكريمة (تصوير: كاتب المقال).
بسطة الحاج عبد الكريم آل غزوي ” أبو وافي ” من أهالي التوبي من الباعة القدامى في سوق الأحجار الكريمة.
بسطة الحاج حسن مبارك أبو السعود في سوق واقف بداخل سوق الخميس حيث أمضى في السوق أكثر من 20 عامًا (تصوير: كاتب المقال).
موقع بيع الأحجار الكريمة في سوق واقف بداخل سوق الخميس الشعبي (تصوير: كاتب المقال).
الحاج علي أحمد الأمرد ” أبو حسين ” من أهالي الخويلدية من الوجوه البارزة في سوق الأحجار الكريمة في القطيف، حيث أمضى أكثر من 45 عامًا في هذا المجال (تصوير: حسين عبيدان).
المرحوم الحاج حبيب معتوق السنان من أعمدة سوق الأحجار الكريمة في مدينة القطيف.
الحاج علي بن جعفر القديحي ” أبو حسين ” من أهالي الدبابية أحد أقدم الباعة المتجولين في مختلف مواقع سوق بيع الأحجار الكريمة في القطيف، حيث أمضى فيها أكثر من 44 عامًا، مما جعله من الوجوه المعروفة والمخضرمة في سوق الأحجار الكريمة. (تصوير: كاتب المقال).

وأما سوق الأحجار الكريمة في سوق واقف الذي يقع في داخل سوق الخميس، فقد مر بعدة مراحل من التنقل: –
المرحلة الأولى: في مطلع عام (1412هـ/1991م). وبعد تطوير سوق الخميس الشعبي وبناء مظلات بمادة البناء المسلح، شهد السوق نقلة تنظيمية كبيرة، حيث تم تسليم المواقع الجديدة إلى جميع الباعة، بما فيهم باعة الأحجار الكريمة، الذين انتقلوا مجددًا إلى السوق في مواقع أكثر ترتيبًا وتنظيمًا.
المرحلة الثانية: في أواخر عام (1418هـ – 1997م)، انتقل باعة الأحجار الكريمة مع عدد من الباعة المتجولين، من سوق الخميس الشعبي إلى الساحة الغربية المجاورة لسوق الخميس الشعبي المعروفة بسوق واقف، والمجاورة أيضًا لسوق الطيور الذي تباع فيه الطيور بمختلف أنواعها، وفي هذا الموقع بدأ باعة الأحجار الكريمة بعرض تشكيلات متنوعة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، مثل: العقيق، الفيروز، الياقوت، الزمرد، ودر النجف، والكوارتز، التوباز، والتورمالين، والأكورامارين، والأماتيسيت، والألكسندرايت ، بالإضافة إلى الخواتم والمسابيح اليدوية.

وقد تميز السوق آنذاك بوجود عدد من الباعة ذوي الخبرة والمعرفة في هذا المجال، واستمر تواجدهم ونشاطهم في هذا السوق حتى عام (1422هـ -2002م)، ثم رجعوا مرة أخرى إلى سوق الخميس في نفس الموقع بحي السطر في شارع الملك فيصل. مما جعل السوق محطة بارزة ومقصداً للهواة والمهتمين بهذا المجال.

سوق الطيور وتباع فيها الأحجار الكريمة. 
التوباز النفيس المكتشف حديثًا في جمهورية روسيا يُعد من أغلى وأندر الأحجار شبه الكريمة، ويمتاز بدرجاته اللونية المتعددة، وبريقه العالي وشفافيته الجذابة، يُقدّر هذا النوع لقيمته الجمالية وندرته (تصوير: كاتب المقال).

وأنا من روّاد سوق واقف، بحكم اهتمامي وهوايتي في مجال الأحجار الكريمة. ولا زلت حتى اليوم أحرص على اقتناء الأحجار الكريمة وشبه الكريمة الطبيعية من معروضات هذا السوق المتنوعة، لما تحمله من جمالٍ وقيمة.

مع ابن الديرة السيد حسين السيد طالب آل إسماعيل، من أهالي بلدة الدبابية(2)، في صباح يوم الخميس داخل السوق، حيث يُعد من الوجوه البارزة والمعروفة في سوق الأحجار الكريمة، الذي أمضى في هذا المجال 25 عامًا.
سوق واقف عام 1425هـ (تصوير: الأستاذ ميرزا أحمد الضامن).
المرحوم الأستاذ سعيد بن المقدس الشيخ فرج العمران، أحد الهواة والمهتمين بالأحجار الكريمة، التُقطت له هذه الصورة من قبل زميله الأستاذ ميرزا أحمد الضامن ” أبو أحمد ” في سوق واقف عام 1425هـ، حيث كان يُعرف بشغفه بهذا المجال وحرصه على اقتناء مختلف أنواع الأحجار الكريمة.
بسطات باعة الأحجار الكريمة في سوق واقف بجانب سوق الطيور، ويظهر في الصورة من الجهة اليمنى المرحوم الحاج مكي المطرود، وفي الوسط الحاج مكي خليفة الشاخور من أهالي سيهات، ومن الجهة اليسرى المرحوم الحاج علي البدراني من أهالي العوامية (مصدر الصورة: الحاج مكي خليفة الشاخور).
بسطة الأحجار الكريمة للمرحوم الحاج عبد الله بن حبيب (الغانم) في سوق واقف بجانب محلات الطيور (مصدر الصورة: الحاج مكي خليفة الشاخور).
(من اليمين) المرحوم الحاج مكي مطرود – رحمه الله -، وفي الوسط الحاج مكي خليفة الشاخور من أهالي سيهات، (ومن اليسار) المرحوم الحاج علي البدراني من أهالي العوامية، أما الشخص الظاهر في الخلف فهو الحاج علي بن جعفر القديحي من أهالي الدبابية (مصدر الصورة: الحاج مكي خليفة الشاخور).
بسطة الأحجار الكريمة للحاج عبد العظيم مهدي غراب ” أبو محمد ” من أهالي الكويكب في سوق واقف بداخل سوق الخميس (تصوير: كاتب المقال).
بسطات بيع الأحجار الكريمة مقابل محلات بيع الطيور في سوق واقف ويظهر قرب البسطة البائع المتجول الحاج أحمد خليل آل إبراهيم من أهالي الجراري حيث أمضي 40 عامًا في بيع وشراء الأحجار الكريمة. (تصوير: السيد زكي).

المرحلة الثالثة: في مطلع عام (1442هـ/2020م) انتقل باعة الأحجار الكريمة مع باعة المتجولين مؤقتًا إلى الساحة الواقعة شرق معرض أبو فارس للسيارات، حيث استقروا هناك لمدة عامين ونصف، وبعدها عادوا مجددًا إلى سوق الخميس الشعبي في نفس المكان، حيث لا يزال نشاطهم قائمًا فيه حتى اليوم.

سوق الأحجار الكريمة في ساحة شرق معرض أبو فارس (تصوير: حسين عبيدان).
بسطة الأحجار الكريمة الخاصة بالحاج أحمد علي السلمان “أبو نضال” من أهالي القديح، في ساحة بيع الأحجار الكريمة الواقعة شرق معرض أبو فارس، وذلك خلال عام 1442هـ، (تصوير: حسين عبيدان).

كما يوجد عدد من المحلات المتخصصة في بيع الأحجار الكريمة في مدينة القطيف ومن أبرز أصحابها: الشيخ علي الخاطر، وهو من الأسماء البارزة في مجال الأحجار الكريمة (وقد أغلق محله لاحقًا)، والحاج سلمان السنان ، أحد الأسماء البارزة في هذا المجال، والحاج محمد سعيد المخرق (وكان محله معروفًا، قبل أن يغلق) ، والحاج محمد جواد احمد عيسى المعروف بـ ” أبو صادق ” (بحريني الجنسية)، بالإضافة إلى الحاج زكي علي الموسى ، صاحب فضيات الزهراء ، والحاج حسن المسباح ، صاحب ورشة شيرزاد الواقعة في حي أم الجزم بالدبابية ، والتي تُعد من الورش المتميزة في صياغة الفضة وتطعيمها بالأحجار الكريمة.

الفني حسن المسباح في ورشته.

وقد أسهمت هذه المحلات إلى جانب باعة الأحجار الكريمة والباعة المتجولين، دورًا مهمًا في إبراز تجارة الأحجار الكريمة في سوق القطيف، مما جعل هذا السوق مقصدًا للهواة والمهتمين من داخل المنطقة وخارجها.

المصادر:
1-الحاج مكي خليفة الشاخور
2-الحاج علي بن جعفر القديحي
3-الحاج أحمد علي السلمان
4-الحاج باقر سعيد المخرق
5-الحاج علي حسن المخرق
وشكر خاص إلى أخينا العزيز مكي خليفة الشاخور “أبو علي”، لما قدّمه من دعم كبير عبر تزويدنا بالمعلومات والصور القيّمة التي أثرت هذا التوثيق. فجزاه الله خير الجزاء.

الهوامش: 
* الأستاذ أحمد بن جواد السويكت اختصاصي في مجال الذهب والمجوهرات وحاصل على شهادات في مجال الذهب والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة من الأكاديمية الدولية لعلوم المجوهرات (GIA) عام (1998م) وله مؤلفات عديدة في مجال الذهب والمجوهرات، كما كتب مقالات متخصصة نشرت في عدد من المجلات السعودية الرائدة مثل: القافلة، الفيصل، الاقتصاد، أهلا وسهلا.. ويمتلك خبرة عملية تمتد لأكثر من 34 عامًا في مجال الذهب والمجوهرات.
(1) بعض باعة الأحجار الكريمة هم في الأساس موظفون في أعمال ووظائف مختلفة، لكنهم يمارسون بيع وشراء الأحجار الكريمة كهواية ومصدر دخل إضافي. ويحرص هؤلاء على التواجد في سوق الخميس الشعبي خلال الفترة المسائية من العصر حتى أذان المغرب، بعد انتهاء دوامهم الرسمي.
(2) من أبناء بلدة الدبابية العاملين في مجال الأحجار الكريمة: المرحوم الحاجّ عبد المجيد منصور الماجد “أبو عبد الرزاق”، والمرحوم الحاج علي عبد الله رضي ال نويس “أبو عبد العزيز”. والحاجّ علي بن جعفر القديحي “أبو حسين” ، والحاج محمد سعيد المخرق “أبو سعيد”، وأخوه باقر “أبو جعفر”، وكذلك الحاج علي حسن المخرق “أبو حسن”، والسيد حسين السيد طالب آل إسماعيل، والمرحوم الحاج منصور إبراهيم البحارنه “أبو عدنان” ، بالإضافة إلى العبد الفقير إلى ربه أحمد بن جواد السويكت.

الأستاذ أحمد بن جواد السويكت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *