ظهور “البطة السوداء” في جزيرة تاروت على الساحل الشرقي للمملكة

في رصد ميداني نادر بتاريخ 17 سبتمبر 2025م (25 ربيع الأول 1447هـ)، وُثّق وجود زوج من البطة السوداء (Anas rubripes) برفقة ستة من أفراخها على الساحل الشرقي لجزيرة تاروت بمحاذاة غابات المانغروف. تُعد هذه الملاحظة حدثًا فريدًا خارج نطاق التوزيع الطبيعي المعروف لهذا النوع، ما يستدعي اهتمامًا علميًا لدراسة أسبابه وتبعاته.

البطة السوداء نوع مائي ينتمي إلى عائلة البطيات (Anatidae)، يتركز نطاق تكاثره الطبيعي في أمريكا الشمالية، خصوصًا في ولايتي داكوتا الشمالية والجنوبية ومقاطعات البراري الكندية. أما في فصل الشتاء، فتنتقل أعداد كبيرة منها إلى المناطق الساحلية الدافئة، حيث تُعتبر سواحل لويزيانا من أهم محطات استقراره. ووفق تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، تُدرج البطة السوداء ضمن الأنواع القلقة (Near Threatened) بسبب تدهور موائلها الرطبة وانخفاض أعدادها في مواطنها الأصلية.

إن ظهور هذا النوع في منطقة الخليج العربي، وتحديدًا جزيرة تاروت، يُشير إما إلى تحولات غير تقليدية في مسارات الهجرة أو إلى تأثيرات مناخية وبيئية أوسع قد تدفع بعض الأنواع إلى استكشاف مواطن بديلة. كما أن تواجد الأفراخ يوحي بإمكانية تكاثر عارض خارج نطاقه الأصلي، وهو ما يجعل هذه الملاحظة بالغة الأهمية على المستويين الإيكولوجي والجغرافي.

التوصيات:
– تكثيف برامج الرصد الدوري للطيور المائية في مناطق المانغروف بالساحل الشرقي للخليج العربي.
– دراسة العوامل المناخية والبيئية التي قد تكون ساهمت في ظهور هذا النوع خارج نطاقه المعروف.
– التنسيق مع مراكز أبحاث الطيور العالمية لمقارنة البيانات وتقييم مدى ارتباط هذا الحدث بالتحولات المناخية أو بالتغيرات في أنماط الهجرة.

تم توثيق الحدث والصور بواسطة:

المهندس صادق علي القطري

15 تعليقات

  1. ‫فياض العمران‬‎

    لكم كل التقدير على جهودكم لرصد ونشر كل ما هو جميل عن بيئة منطقة القطيف👍👌👌👌

    • صادق القطري ابو حسام

      شكراً أبا مازن على كلماتكم الطيبة، وتقديركم محل اعتزاز كبير. ما نقوم به ليس إلا جهدًا متواضعًا أمام غنى وجمال بيئة القطيف، التي تستحق أن نسلّط الضوء عليها ونحافظ عليها معًا للأجيال القادمة

  2. مصطفى علي أحمد

    خبر ممتاز أحسنت التوثيق نتمى البيئه الى الأفضل…..

    • شكرًا جزيلًا لك أخي مصطفى على دعمك وكلماتك الطيبة ونأمل جميعًا أن تستعيد البيئة عافيتها، وأن نكون جزءًا من الحل لا من التحدي. والوعي والتوثيق خطوة أولى نحو التغيير، وبدعمكم نستمر.
      دمت بخير وعطاء دائم.

  3. جميل جدا
    اتمنى لو فيه صور اوضح للبط المرصود في جزيرة تاروت

    • للأسف اخي العزيز لطفي البط كان بعيدا نسبيا وعدسة الكاميرا لم تساعد على ذلك،
      نأمل أن نرصدهاا قريبا ونلتقط صورا افضل.تحياتس لاهتمامك

      • تحياتي

      • حسب معرفتي البسيطة ما نقدر نصنف نوع الطير بصور غير واضحة
        تقبل مروري و لك فائق الاحترام

        • شكرًا لك أخي لطفي على مرورك الكريم وملاحظتك القيّمة. أكيد كلامك على العين والرأس، وتشخيص الطيور فعلاً يتطلب صور أوضح. ومع ذلك، تم تحديد فصيلة هذا البط باستخدام برنامج ذكاء اصطناعي متقدم قادر على تمييز الأنواع بدقة عالية. تقبل احترامي وتقديري.

  4. اخي العزيز ..نحن فخورون بك وباهتمامتك وخاصة ببيئة القطيف الغالية على قلوبنا..ادامك الله علما من اعلام المعرفة….

    • أخي الغالي فؤاد، كلماتك وسام على صدري وهو الدافع الحقيقي للاستمرار في هذا الطريق. القطيف وبيئتها ليست مجرد مكان، بل روح وهوية نستمد منها الحب والانتماء. أسأل الله أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم، وأن يوفقنا جميعًا لخدمة هذا الوطن الغالي بما نملك من علم ووعي. دمت أخًا وسندًا في دروب المعرفة والوعي.

  5. اظن انه من الانصاف أن يتم نشر الرد الذي تم كتبته قبل يومين !

    • اخي العزيز فيصل بعد التحية ام نجد لك اي تعليق سابق يمكن لديك التباس في الامر. ارجو اعادة كتابة ✍️ ماذكرت ليتسنى لنا الرد عليه. تحياتي لك من القلب

      • شكرا استاذي على الرد
        ردي السابق لا اعلم ما إذا كان لسبب خلل تقني لم يصل ، رغم أنني كنت متأكدا من نشره بالطريقة الصحيحة.
        على أية حال كان مفاد ردي الأول
        أنه ليس من الصواب النشر مع عدم وجود قرينة واثبات لما ظننت من تصنيف لهذا النوع
        خصوصا بالنظر لجودة الصور التي من الصعب جدا جدا الحكم من خلالها وتحديد النوع الذي اشرت إليه.
        أن مثل هذا الملاحظات تحتاج لاثبات أولاً ومصادقة من جهات مختصة ثانيا.
        وإن النشر بدون دلائل قد يكون بمثابة نشر معلومات مغلوطة
        انا لا اقول أن ما رميت إليه محال رغم صعوبته البالغة بالنظر للنطاق الجغرافي للبطة السوداء
        لكن اقول أنه ليس صوابا النشر بدون حجة قاطعة.

        جزيل الشكر

        • أخي العزيز فيصل،
          أشكرك على توضيحك الراقي، وعلى أسلوبك المحترم في الطرح والمناقشة.

          أتفق معك تمامًا في أهمية التريث قبل نشر أي معلومة بيئية أو علمية، خاصة حين يتعلق الأمر بتصنيف الكائنات أو رصد أنواع نادرة.
          الحذر مطلوب، لأن *المصداقية العلمية* لا تُبنى على الظن، بل على القرائن والبيانات الدقيقة والمصادقة من الجهات المختصة كما تفضلت.ما طرحته لم يكن إلا منيا على برامج ذكاء اصطناعي يحلل الصور بطريق احترافية ودقيقة وليس ملاحظة عابرة علما بان هذا الطائر رصد في منتزه بحيرة البط بارامكو قبل عدة سنوات ووثق.
          وأقدّر لك هذا التنبيه المسؤول الذي يصب في مصلحة الجميع.سعيد بهذا الحوار البنّاء، ودمت أخًا ناصحًا ورفيق درب في طريق الوعي البيئي والمعرفة.

اترك رداً على مصطفى علي أحمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *