Pomegranates Could Limit Risks From Controversial Sports Supplement
(Julia Haarhuis, The Conversation – بقلم: جوليا هارهاوس[1]، مجلة “ذا كونفرسيشن)
يصعب الاستغناء عن المكملات الغذائية الرياضية إذا كنت تُمارس الرياضة بانتظام. حتى لو لم تكن مهتمًا بها، فمن المُرجّح أن تجد في صالتك الرياضية ملصقات تُشيد بمزاياها، أو أن أصدقاءك الرياضيين سيرغبون في التحدث معك عنها.
وقد يكون من الصعب معرفة المكملات الغذائية المناسبة نظرًا لكثرة المعلومات المُتضاربة. ويُعدّ “ل-كارنيتين” [حمض اميني ينتجه الجسم] من أكثر المكملات الغذائية إثارةً للجدل. فبينما تُشير الأدلة إلى أنه يُساعد على تعافي العضلات ويُحسّن الأداء الرياضي، أظهرت الأبحاث أيضًا أنه قد يُساهم في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

أولًا، من المهم فهم ماهية الـ “ل-كارنيتين”. ويُنتج جسمك كمية صغيرة من الـ “ل-كارنيتين” بشكل طبيعي. ويحدث هذا في الكلى والكبد والدماغ.
عندما اكتُشف الـ “ل-كارنيتين” لأول مرة لدى البشر عام 1952، كان يُعتقد أنه فيتامين، وكان يُشار إليه بفيتامين “بي تي” (BT). وبعد سنوات من البحث على هذا المركب، يُعتبر الـ “ل-كارنيتين” الآن شبه فيتامين، لأن جسم الإنسان قادر على إنتاج ما يكفي منه بنفسه لدى معظم الناس.
ويمكن شراء الـ “ل-كارنيتين” كمكمل غذائي، ولكن تُضيفه الشركات المصنعة أيضًا إلى مشروبات الطاقة وبعض مساحيق البروتين لتعزيز قيمة منتجاتها. وعادةً ما تُشير الشركات المصنعة بوضوح إلى احتوائه على الـ “ل-كارنيتين”على المنتج، وهو أمرٌ لا تُحاول الشركات إخفاءه.
وتحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على الـ “ل-كارنيتين”، مثل اللحوم وبكميات ضئيلة في منتجات الألبان. ولا يُعطى الـ “ل-كارنيتين” للماشية، ولكنه موجود في الأنسجة العضلية. وقد اكتُشف الـ “ل-كارنيتين” لأول مرة في اللحوم عام 1905. ولهذا السبب، اشتُق اسم كارنيتين من الكلمة اللاتينية “كارنيس”، والتي تعني “من اللحم”.
الآثار الضارة لمكملات “ل-كارنيتين”
لا يُعتقد أن الـ “ل-كارنيتين” ضارٌّ في حد ذاته. وميكروبات الأمعاء هي المسؤولة عن المخاطر المرتبطة به.
ويمكن لجسم الإنسان امتصاص أقل من 20% من مكملات الـ “ل-كارنيتين”. وينتقل الـ “ل-كارنيتين” غير الممتص عبر الجهاز الهضمي ويصل إلى القولون. والقولون موطنٌ لتريليونات من الميكروبات، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات.

وعندما تصل نسبة 80% المتبقية من مكمل الـ “ل-كارنيتين” إلى القولون، تبدأ الميكروبات بامتصاص المادة الغذائية واستخدامها لإنتاج مركب آخر: ثلاثي ميثيل أمين (TMA). وثلاثي ميثيل أمين هو مركب يمتصه جسم الإنسان بكفاءة، وهنا تكمن الآثار الضارة المحتملة لمكملات الـ “ل-كارنيتين”.
بمجرد أن يمتص الجسم ثلاثي ميثيل أمين، ينتقل إلى الكبد عبر مجرى الدم. يقوم الكبد بتحويل ثلاثي ميثيل أمين إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين (TMAO). وقد أظهرت الأبحاث أن ارتفاع مستويات أكسيد ثلاثي ميثيل أمين في الدم يمكن أن يساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى سبيل المثال، قدمت مجموعة بحثية في عيادة كليفلاند في الولايات المتحدة للمشاركين مادة غذائية مشابهة لـ “ل-كارنيتين”، والتي تتحول أيضًا إلى ثلاثي ميثيل أمين بواسطة ميكروبات الأمعاء. وقد وجد الباحثون أن هذه المادة الغذائية تسببت في زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية لدى المشاركين.
ويُعدّ الـ “ل-كارنيتين” بحد ذاته عنصرًا غذائيًا مفيدًا. وعندما يُنتجه الجسم، وهو ما يحدث في الكلى والدماغ والكبد، لا تُستقلبه ميكروبات الأمعاء ولا يتحول إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين (TMAO). ويستطيع الجسم امتصاص الـ “ل-كارنيتين” من اللحوم أكثر من المكملات الغذائية، مما يجعله أقل ضررًا، إذ إن كمية أقل منه تصل إلى القولون.
التدخل الغذائي يمكن أن يقلل من الآثار الضارة
في مختبر فريقي في معهد كوادرام في نورويتش بإنجلترا، قمنا بمحاكاة ما يحدث عندما يصل مكمل الـ “ل-كارنيتين” إلى ميكروبات القولون. وقمنا بتغذية مزرعة ميكروبات معوية بالـ “ل-كارنيتين”، وقمنا بقياس ثلاثي ميثيل أمين التي أنتجتها الميكروبات.
بعد ذلك، قمنا بتغذية مزرعة ميكروبات معوية بالـ “ل-كارنيتين” مع مستخلص الرمان الغني بالبوليفينول. والبوليفينولات هي مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات، قد تساعد في الحفاظ على صحتك وحمايتك من الأمراض.
تنتمي البوليفينولات الرئيسية في الرمان إلى مجموعة تُسمى الإيلاجيتانينات، وهو نوع من البوليفينول يمكن أن يصل إلى القولون سليمًا تقريبًا، حيث يمكنه التفاعل مع ميكروبات الأمعاء. وعندما قمنا بقياس ثلاثي ميثيل أمين التي أنتجتها ميكروبات الأمعاء في التجربة الثانية، لاحظنا انخفاضًا كبيرًا في ثلاثي ميثيل أمين.
وتُظهر تجاربنا المخبرية أن مستخلص الرمان الغني بالبوليفينول يُمكن أن يُقلل من إنتاج ثلاثي ميثيل أمين الميكروبي، ويُزيل الآثار الضارة المحتملة لمكملات الـ “ل-كارنيتين”.

وأظهرت تجاربنا المخبرية أن مستخلص الرمان يمكن أن يقلل من إنتاج ثلاثي ميثيل أمين. كما تتوافر الإيلاجيتانينات بكثرة في فواكه ومكسرات أخرى، مثل التوت والجوز.
لذا، إذا كنت تتناول مكملات الـ “ل-كارنيتين”، تشير أبحاثنا إلى أنه قد يكون من الجيد تضمين الأطعمة الغنية بالإيلاجيتانين في نظامك الغذائي. وتناول المزيد من الفواكه والمكسرات مفيد لصحتك، لذا فإن تضمينها في نظامك الغذائي سيكون مفيدًا على أي حال.
ويعمل فريقنا الآن على نقل العلم إلى خارج المختبر. ونختبر على المشاركين من البشر مدى فعالية مستخلص الرمان في تقليل إنتاج أكسيد ثلاثي ميثيل أمين من مكملات الـ “ل-كارنيتين”.
وستوضح لنا هذه الدراسة ما إذا كان تناول مكمل الـ “ل-كارنيتين” مع مستخلص الرمان أفضل من تناوله بمفرده.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencealert.com/pomegranates-could-limit-risks-from-controversial-sports-supplement
الهوامش:
[1] جوليا هارهاوس، طالبة دكتوراه – تخصص الغذاء والميكروبيوم والصحة، في معهد كوادرام غير الربحي في المملكة المتحدة، الذي يعنى بأبحاث الغذاء والصحة، ويعمل على ربط علوم الغذاء وبيولوجيا الأمعاء والصحة، وتطوير حلول للتحديات العالمية في مجال الأمراض المرتبطة بالغذاء وصحة الإنسان.
[2] “ل-كارنيتين” حمض أميني يُنتجه الجسم، ويوجد في بعض الأطعمة والمكملات الغذائية. قد يُقدم بعض الفوائد الصحية، بما في ذلك زيادة فقدان الوزن، وتحسين وظائف الدماغ، وغيرها.
