حب…. مودة… استقرار – بقلم المهندس أمير الصالح

الحب لغة يطرب للعيش فيها كل ذي روح من بشر او غيره. ولعل انتشار لغة الحب العفيف المدموغ بخصال الاحترام والتضحية والثقة المتبادلة وعدم ترقب جني مصالح مادية هو ما تتطلع له الانفس الزكية في اي مجتمع بشري.

مع شديد الاسف وضع الإعلام التجاري الحب في إطار العلاقة الجنسية ببن الشاب والفتاة وخصوصا اطار الانجذاب الجسدي. الحب الذي كنا نعرفه وعند البعض قد يصل الى درجة ان يرى مائة سبب للرحيل ممن احبه ومع ذلك يبقى مع من احبه/ أحبهم وفاء منه وتفانيا. فالحب كما تعلمناه وعشناه هو مجموعة مشاعر واحاسيس ووجدانيات تربط قلب المحب بمن احبه بحيث ان ذكر اسم المحبوب امام المحب يجعل قلبه وتركيزه وعقله يرفرف فرحا وبهجة وهياما وراحة بال واستشراق وتفاؤل.

مصدر الصورة: medium

حب الذات
ترجمة حب الذات عند اي انسان نراها في تعزيز ثقة الانسان بنفسه وزيادة درجة انضباط سلوكه وحسن انتقاء الفاظه ورسمه الواضح للحدود والخطوط الحمراء عند التعامل مع الاخرين والتحدث الايجابي مع التغذية الفكرية الايجابية لنفسه لتفادي الندم والجلد الذاتي. وحتما يؤدي ذلك الى انتقاء محيطه البشري لتفادي سوء الاختيار للاصدقاء او زملاء مكان العمل او رفقاء محطات السفر.

الحب بين الزوج والزوجة
قصة الحب التي يكتبها وينظم شعرا فيها ملايين البشر من ذكر وانثى تنقدح بسبب واحد او اكثر من الامور التالية: اعجاب بالجسد او الانبهار بالاسلوب في الكلام او بروز مظاهر الثراء او علو النسب أو تطابق الانتماء الى الطبقة الاجتماعية او زمالة مهنة او لقاء فاتن أو توصية والدين أو تسمية سابقة منذ الطفولة أو تواصل بصري فاتن.

وتتم المعاينة وجها لوجه بين الفتى والفتاة عبر قنوات اللقاء المباشر في اماكن انعقاد انشطة مختلفة او الوصف من قبل المرسلات من اجل مهمة التمحيص. وقد تتوج قصة الحب ان وقعت بين الشاب والفتاة بالزواج الناجح جدا أو الناجح بدرجة جيد جدا أو الناجح بدرجة مقبول أو الزواج بدرجة قابل للفشل ولو بعد مضي عدة اسابيع او اشهر او سنوات من انعقاد الزواج. ولذا حسن الانتقاء من البداية يرجح النجاح والاستمرار.

عقود الزواج مليئة بالشروط والاشتراطات فاين الحب واين التماهي بين روح الزوج وروح الزوجة؟! سؤال يطرحه البعض! وعقود الزواج بالمجمل عقود اشتراطية وليست عقود تدوين مشاعر انسانية نبيلة تشمل تعهدات بحب مطلق دون قيود. التغافل والتضحية من اجل العائلة والاتفاق على الاولويات والنبل وتقديس الحياة الزوجية والاقرار بولاية الرجل امور لا يمكن تلمسها قبل الدخول في معترك الحياة الزوجية.

الحب في دائرة العقود
اضحت الدنيا كلها عقود في عقود وصارت الشروط داخل العقود تشمل جزاءات وعقوبات ومقدم ومؤخر وهذه الديباجة شملت ايضا عقود النكاح. والزواج في الاصل هو تتويج ل ذروة علاقة الحب بين الزوج والزوجة حيث موطن السكينة النفسية والاطمئنان المنشود.

اذا كان الواقع الذي نعيشه اليوم لا يترجم هذه المعاني الطيبة ، فلماذا لا نكون كافراد مجتمع واضحين ونصيغ عقود الزواج بلغة واضحة وبنود تتخطى لغة المجاملات وتضع حلول استباقية لامور مستقبلية طارئة وتدرج سلم الاولويات ونطاق التضحية والتنازلات يتفق عليها كلا الطرفين. والزام الزوج وزوجته حفظ الكرامة لكل منهما نحو الاخر وتقديم اولوية الحفاظ على كيان الاسرة على سائر الامور المالية او ذات العلاقة بالوظائف المهنية.

والعمل على تفادي الاستغلال أو الابتزاز العاطفي عبر الاطفال او المتعة الجسدية الصرفة أو السلطة المطلقة لطرف على آخر او تهميش طرف لصالح طرف أو التهديد بالسلطة على كل شارد ووارد. ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم 21].

حب الذرية
لا نقاش بان الانسان جُبل على حب امتداده من الابناء والاحفاد. واهل الصلاح والفلاح يبذلون طاقتهم لتامين حياة كريمة لابناءهم ويبذلون بسخاء عليهم وعلى احفادهم طالما في المال والرزق متسع لذلك. الا ان البعض ينقلب ذلك الحب الغير موزون الى مبرر للسرقة واخذ الرشوة وتحطيم النزاهة طنا بان ذلك سيساعده على توفير القدر الكاف من المال لتامين مستقبل ابناءه! ولعل المتصفح بشكل سريع في قضايا الفضائح المالية سيجد ان مبررات الاختلاس والرشوة التي تورطوا فيها ويعتمدها مدراء ووزراء ورؤساء بنوك هي شغفهم الغير منطقي بتأمين ثروة مالية مناسبة لمستقبل ابناءهم!!

مصدر الصورة: timesofindia

الحب والمال

﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر 20]. اذا احببت احد ( شخص / نشاط رياضي أو سياحي / اعمال بر ) فان ذاك الحب قد يتحول الى حب اعمى ، فهل تهب كل مالك او مبلغ كبير جدا في ذاك السبيل؟. في الفقه يصنف اي شخص يسيئ ادارة التصرف بالمال بانه سفيه ويجب حجره عن التصرف بالمال وان كان بالغا لانه يقود نفسه ومن يعيله نحو الفقر والفقر كارثة على الجميع.

وليس هناك رجل / أمرأة عاقل ورشيد يرتضي لنفسه ذل الفقر تحت اي ظرف ولذا يجب حسن الادارة المالية بغض النظر عن العواطف الجامحة. وعليه يكون الجواب للسؤال المذكور: لا لن اهب اموالي او مبلغ كبير منه لمن احبه لمجرد اني احبه وانما امد يد العون له بقدر الحاجة وبناء على رشد المتلقي وحسن تدبيره. شخصيا ارى ربط مستوى الحب بهبة المال الكثير اما يكون استغلال لمشاعر المحب من قبل المحبوب او ابتزاز للمحب او تجارة مشاعر او استغفال عقل المحبوب أو استثمار في تشوة عابرة.

الحب والاعتذار والغفران
س: اذا تعرضت لإساءة متعمدة من شخص تحبه ( حب غير مشروط ) هل ستواصل حبه اثناء وبعد وقت الإساءة؟
قد يكون جوابك:
١- اذا اعتذر المحبوب ساغفر له!
٢- سأتلمس للمحبوب الاعذار حتى لو لم يعتذر وامضي قدما في صداقتنا
٣- سأتجنبه واحذر منه واهجره
٤- اصارحه واعتب عليه واشرح له فهمي لكامل الحدث / الموقف واطلب منه توضيح مقاصده قبل ان اصدر حكم اتجاه العلاقة التي تربطني به
٥- لن اسامحه وان كنت مضطر على وجوده في حياتي ساصبر على وجوده مع التفنن في تحاشيه والحفاظ على مسافة كافية منه
٦- الهجران عنه لفترة من الزمن عله يعيد الى رشده
٧- تجاهله والصمت عنه وتخفيض مستوى التواصل معه حتى يرتدع ويفيق من تماديه

هل الحب مقيد او مطلق؟
قيل ان الحب الغير مشروط يتجاوز المحب فيه عن كل العيوب والهفوات والاخطاء الصادرة من محبوبه. وقيل ان الحب الواقعي والمقيد يشمل في ثناياه شروط تمد الحب بعناصر بقاءه واستمراره ومن تلكم الشروط الاحترام والصدق والثقة والوفاء ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[المائدة: 54]. بالنسبة لك هل الحب مقيد او مطلق؟

الحب اعمى
الحب يكون احيانا كثيرة اعمى للمحب. فيرى البعض ان الحب هو حالة يعيش فيها المحب بنظره وجدانية للطرف المحبوب حيث لا يرى عيب ، ولا نقص ، ولا خلل في محبوبه!.

وقيل غالبا “الحب الاعمى” اي ان تحب وانت تعلم خلل من تحبه وتعلم عيوبه وترى نقصه في الجسد والنفس والروح والسلوك ، سواء كان / كانت الرجل /المرأة المحبوب اعرج/ عرجاء او أعور/ عوراء أو اصلع/ صلعاء أو احول/ حولاء وتحبه وانت واع بذلك كله ولست أعمى عن تلك الامور. ولكن هل الحب الذي يصطدم مع حساب الكرامة يُعتبر حب ام انه اذلال واستغلال عاطفي!

البِر والحب
البِر بالوالدين واجب شرعي ديني واجتماعي ولكن مشاعر الحب من الابناء نحو اي من والديهم تتفاوت درجاته طبقا لتفاوت قوة وضعف العلاقة منذ البداية. في الغالب الاعم ، نرى حب الابناء لوالدتهم اكبر من حبهم لابيهم وان كان الابناء يبرون بوالديهما الا ان ذلك لا يعني ان البر هو الحب والحب يعني البر.

فقد تكون وتيرة معاملات البر من الاولاد ارتداد لمعاملة الوالدين للابناء اثناء طفولة الابناء. فمن احسن الزرع حصد الاجود من الثمار ومن اهمل الزرع حصد الادنى من الثمار. وتقلب مزاج الوالدين في التربية للابناء والتعامل معهم سيعني تقلب مستوى البِر بالوالدين من قبل الابناء عندما يشيخ الوالدان.

هذا في الشرق من الكرة الارضية ، اما في دول الغرب فان اعمال بر الوالدين تقوم به مؤسسات دور رعاية كبار السن الرسمية أو الاهلية بعد دفع رسوم مالية شهرية أو سنوية. وشخصيا اقترح على كل اسرة ناضجة ومتمكنة ماليا بتكوين صندوق “بر الوالدين” حتى ان كان الاب او الام مدرجين في صندوق التأمينات الاجتماعية كونهما او احداهما موظف سابق.

فالتضخم في الاسعار وخصوصية العناية الغذائية لكبار السن والمناولة والتنقل الكثيرة من / الى المستشفيات تفرض مصاريف مالية كبيرة قد تؤزم المشهد داخل الاسرة الواحدة ان لم يكن الصندوق مخطط له سلقا وداخل الخدمة قبل بضع سنوات من ولوج تلكم الحالة.

مصدر الصورة: quickanddirtytips

حُب الخير للجميع

{… وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ} الانفاق بالمال حبا في تغيير واقع مؤلم لانسان معدم عمل جليل القدر وتوفيق الهي مميز. نتضرع الى الله ان نصل واياكم لمثل هكذا مرتبة روحية عليا.

المودة
المودة تشمل الحب والطاعة لمن نحب. وعادة الانقياد والطاعة أمر عزيز على النفس وكبرياءها. الا ان الله في محكم كتابه افرد لذلك آية مميزة في كتابه الكريم. متى تكون المودة واجبة؟
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (سورة الشورى 23)، وهذه الاية مخصصة لانقى واطهر نسل بشري عُرف بين الانسانية وقرن الله مودة آل بيت النبي محمد (ص) برد الجميل ل النبي (ص). فنسأل الله حسن التعبد بهذه الاية القرآنية العظيمة والتي ستقف شاهدة علينا بالوفاء أو لا سامح الله بالخذلان.

تجاوز خذلان من احببتهم
اسناد كل الأمور لله وعدم انتظار رد الجميل من الاخرين أبدا. ولكون الانسان ينتظر الثواب من الله فقط فحتما الخير اتي في الوقت الذي يراه الله مناسب للشخص المحسن في حياته. استجماع القوة الارادية واخذ زمام المبادرة عند صنع الخير وافشاء المحبة ووضع كل ذلك في إطار انه لله ولوجه الله سواء كان المستفيد شخص قريب أو شخص بعيد هو امر عملي ويتخطى معضلة انتظار رد الجميل. التبرير المتكرر للشخص الناكر للجميل يخلق احساس باستغباء الشخص لنفسه وهذا ضد مبدأ احترام الذات.

الكيد والافتراء
الاستحواذ على الاخرين في كل شؤون حياتهم سمة الانانيين. وترى اهل الانانية عندما يسجلون مشاركة احدهم له فيما يحبه تنبعث مشاعر النبذ لذلك الشيء وقد تتطور لدرجة العبث بذلك الشيء. وتبدأ رحلة عكسية بدأ من الصدود وتنتهي بالافعال الكيدية. الصدود مرحلة اولية من مراحل انقلاب الصورة للمحب وقد يتطور ذلك الامر بسرعة مذهلة الى الكره للشخص الذي كان بالامس محل الحب ثم يتطور الكره الى السعي الى ايقاع الاذى به كيدا وحنقا.

من كان يتوقع ان تتحول امرأة عزيز مصر التي كانت تراود الفتي الجميل (نبي الله يوسف (ع)) الى اتهامها له بمحاولة الاعتداء الاثم عليها (فَلَمَّا رَأى‏ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف 28). ونحن نعلم مع تعدد قنوات التماس والاختلاط بين الرجل المستقيم والمرأة المنحرفة أو اختلاط الرجل المنحرف بالمرأة المحترمة في زمننا الحاضر سواء في اماكن العمل أو رحلات السفر أو لقاءات الاندية الادبية أو معارض الكتاب أو مهرجانات التعليم أو فعاليات تراثية،

وجب على الانسان القويم (رجل أو امرأة) ان يتحرز من مواقع ومواطن الشبهة وينتقي كلماته بعناية وينقل بصره بذكاء ويتحاشى طول النظر لاي شخص. يصعب على اي انسان ان يصف حالات الانقلاب في بعض القلوب ولكن ذو الحواس المنطقية الفطنة يستشعر مواطن ومواقف واساليب اهل الشر والغدر والكيد فيتجنبها استباقا بذكاء وفراسة.

المحاكم الشرعية مليئة بقضايا كيدية وخلع وطلاق وتخبيب وتحرش وادعاء تحرش. ومع تزايد رسوم المرافعات القانونية اتجه البعض للاستعانة بمنصات الكترونية للاستشارات القانونية مثل منصة شورى تخفيفا على نفسه من اتعاب المحاماة. ولكن تسأل كيف وصل الحال باولئك الى تلكم المرحلة؟

ختاما
من يحبك لن يتعمد الاساءه لك ، وسيكون حبه غير مشروط غالبا. وان كان لابد من شروط فلتكن واضحة ومتفق عليها ومن دون اي نوايا سيئة وتحفظ كرامة كل طرف. والشخص الذي يتعمد ايقاع الايذاء عليك من وجهة نظري لديه مشاكل اضطرابات نفسيه وغالبا لا يبادل من احبهم ذات المشاعر لان من يحب لا يجرح ولا يؤذي ولا يسعى لايذاء او تجريح من يحبهم او الافتراء عليهم او التشكيك فيهم.

وعموما عند ملاحظة اي اضطرابات في العلاقة بمن كنت تحبهم وسعي بعضهم باستفزازك أو ايذائك او تجاهلك او جرك لنقاشات او اماكن غير محمودة ، ابتعد عنهم فورا بلا تردد ولا استثناء لاي شخص من اي مستوى من الروابط الاسرية او الصداقة او الزمالة المهنية أو الزمالة الاجتماعية او حتى النسبية.

لانه من الاحتمال الكبير انك انت تحب ذاك الشخص ولكن هو عنده / او من يقف خلفه من اهله خلل واضطرابات متعدد الرؤوس ، ولا يتفي الله فيك ويؤذيك في راحتك العقليه والنفسيه ويهدم استقرارك ولايتورع بالذهاب للسحرة والمشعوذين والاستقواء بمن يعرفهم من اهل النفوذ لايقاع اكبر قدر من الاذى بك. والافضل تجنب ذلك بضربات استباقية وعدم التصادم مع اي شخص وترك مسافه ليبقى على الاقل الاحترام وتهنأ عيشتك.

همسة في اذن الشباب والفتيات
ونحن على مشارف مواسم الزواج ، يقال بان الزوجة الصالحة تشكل ٩٠٪؜ من الحياة السعيدة لزوجها ، فاحسن الاختيار. وتذكر بان من يحترم حدودك ويعزز الثقة بنفسك وبرشدك للافضل ويبذل الوقت والمال من اجل تحسين صورتك وحفظ هيبتك فهو من يحبك.

ومن لا يحترم شخصك ويصر على اختراق خصوصياتك واستقراء نقاط ضعفك لاستغلالها ضدك ويرجف ضمنا او تصريحا بطردك او تخريب منزلك او تشويه سمعتك فهو اما انه شخص جاهل احمق أو شيطان أخرس او لديه مشاكل نفسيه ، وعليك باسرع وقت ان تقرر الابتعاد عنه او تجميد وتحويل العلاقه الى علاقة سطحيه فاترة أو الانسحاب التام في هدوء من اي نشاط او ارتباط معه وحتى قطع العلاقة معه من الجذور دون اي مجاملة او …الخ .. الامر يتوقف على قرارك انت.

فاملك الحزم والقوة والشجاعة لتفعيله لكي تعيش حياتك في بناء ونمو وازدهار لا ان تعيشها في اروقة محاكم ومطالبات قضائية ودهاليز مخافر. ليس هناك احد غيرك يعرف مشاعرك واهدافك وقيمك وما تصبو اليه في قادم سنواتك.

حب الناس في جوهره تبادل منافع وارواء مشاعر اما حب الله فهي رحمة الله الواسعة والدائمة وهي غير مشروطه ووسعت كل شيء ونحن شيء من كل شيء. فان استطعت اظفر بصديق تحبه ويحبك في الله ، وزوجة تحبها وتحبك في الله ، ومجتمع يحبك وتحبه في الله.

اقوال في الحب:

القرآن الكريم:

١- ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: ٥٤]

٢- ( شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) سورة يوسف، آية 30

٣- (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) سورة البقرة، آية 165،

الحديث النبوي الشريف:

١- رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: ما ضاقَ مَجلِسٌ بِمُتَحابَّينِ
٢- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدا

الامام علي عليه السلام:
١- عنه عليه السلام: مَن أحَبَّ شيئاً لَهِجَ بذِكْرِهِ
٢- عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: “إِيَّاكَ أَنْ تُحِبَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَتُصَفِّيَ وُدَّكَ لِغَيْرِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *