مصدر الصورة: .indiablooms.com

دماغ المرأة يتفاعل بأكثر قوة مع السلوك الإيجابي المحابي للمجتمع من الرجال – ترجمة عدنان احمد الحاجي 

The female brain reacts more strongly to prosocial behavior
(جامعة زيورخ – University if Zurich)

أثبتت التجارب السلوكية أن النساء أكثر سخاءً من الرجال.

فقد استطاع باحثون من جامعة زيورخ  إثبات أن أدمغة الإناث والذكور تعالج السلوك الاجتماعي [يُطلق عليه أيضًا السلوك المحابي للمجتمع(1)] وسلوك الأثرة(2) [والذي يُعرف على نطاق واسع بـ السلوك الأناني] بشكل مختلف.

أما بالنسبة للنساء، فإن السلوك المحابي للمجتمع يؤدي إلى إطلاق شارة مكافأة أقوى [أي إفراز الدوبامين (هرمون المتعة)(3)]، بينما نظام المكافأة لدى الرجال يستجيب بقوة أشد للسلوك الأناني [المترجم: ما يعنى أن إفراز الدوبامين لدى الرجال يزيد كلما مارسوا سلوكًا أنانيًا].

تتصرف النساء بسخاء أكثر من الرجال عندما يوزعن مبلغًا نقديًا. صورة موقع (NeuroscienceNews.com) مقتبسة من أخبار جامعة زيورخ العلمية.

وقد أثبتت التجارب السلوكية ذالك حين تقاسمت النساء مبلغاً من المال مع غيرهن بشكل أكثر سخاءً من الرجال. وللحصول على  فهم أكثر عمقاً لهذا التصرف، نظر باحثو علم الأعصاب، من قسم الاقتصاد، في مناطق الدماغ التي تنشط عندما تُتخذ قرارات من هذا القبيل.  هؤلاء الباحثون كانوا  أول من اثبت أن ادمغة الرجال والنساء تستجيب بشكل مختلف للسلوك المحابي للمجتمع  والسلوك الأناني.

السلوك الأناني ينشط نظام المكافأة(3) بأكثر قوة لدى الرجال

الجسم المخَطّط(4) (striatum) في وسط الدماغ هو المسؤول عن تقييم المكافأة، ويصبح منشطًا (مفعَّلًا) كلما اتُخذ قرارٌا. وتثبت النتائج ان الجسم المخطط يُنشَّط في أدمغة الإناث أثناء القرارات المحابية للمجتمع بشكل أقوى منها أثناء اتخاذ قرارات أنانية. وعلى النقيض من ذلك، أدت القرارات الأنانية إلى تنشيط أقوى لنظام المكافأة في أدمغة الذكور.

نظام المكافأة المتعطل يؤدي إلى سلوك أكثر أنانية لدى النساء

في التجربة الثانية، عُطل نظام المكافأة وذلك بعد إعطاء المشتركات في التجربة دواءً. في ظل هذه الظروف، تصرفت النساء بأكثر أنانية، في حين أصبح الرجال أكثر محاباةً للمجتمع. هذه النتيجة الأخيرة فاجأت الباحثين. كما أوضح الكساندر ساوتشيك (Soutschek Alexander) ، “هذه النتائج تثبت أن أدمغة النساء والرجال تعالج السخاء أيضا بشكل مختلف على المستوى الدوائي [المترجم: لازم ذلك أن يكون للدواء تأثير على كل من سلوك النساء والرجال فيما يتعلق بالسلوك المحابي للمجتمع أو السلوك الأناني، إذ يمكن أن يبذل الدواء نوعي السلوك من واحد إلى آخر] . النتائج لها أيضا اهمية على ابحاث الدماغ المستقبلية ، ومع ما نص عليه ساوتشيك أن “الدراسات المستقبلية تحتاج إلى أن تأخذ الاختلافات بين الجنسين على محمل الجد”.

أنماط سلوك الإشراط الثقافي(5) قاطعة

حتى لو كانت هذه الاختلافات ثابتة على المستوى البيولوجي، حذر ساوتشيك من افتراض أنها لا بد أن تكون فطرية أو لها أصل تطوري. “نظاما المكافأة(3) والتعلم [التعلم هنا تعني عملية تغير شبه دائمة في سلوك الفرد لا يلاحظ بشكل مباشر لكن يستدل عليه من السلوك ويتكون نتيجة الممارسة، كما يظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي. ويعرف أيضا على أنه عملية تذكر وتدريب للعقل وتعديل في السلوك(6)] في أدمغتنا يعملان بتعاون وثيق.

وتظهر الدراسات التجريبية أن الفتيات يكافئن بالثناء على سلوكهن الايجابي المحابي المجتمع، مما يعني أن نظام المكافأة لديهن يتعلم (يكتسب مهارة) من شأنها أن تضفي مكافأة على سلوك المساعدة ( المحابي للمجتمع) لا على السلوك الأناني. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن الاختلافات بين الجنسين التي لاحظناها في دراستنا يمكن من الأفضل أن تُعزى إلى التوقعات الثقافية المختلفة المناطة بكل من الرجال والنساء”.

أهمية  التعليم هذه مدعومة أيضا بالنتائج التي تشير إلى الاختلافات المعتبرة في حساسية نظام المكافأة للسلوك المحابي للمجتمع وللسلوك الأناني بين الثقافات المختلفة. الورقة منشورة في دورية نتشر للسلوك البشري المكافأة(7) (Nature Human Behavior).

مصادر من داخل وخارج النص:
1- “السلوك المحابي للمجتمع (prosocial behaviour) أو نية إفادة الآخرين، السلوك الاجتماعي «يفيد الآخرين أو المجتمع على وجه العموم»، مثل المساعدة والتشارك والتبرع والتعاون والتطوع.  قد يُعتبر الالتزام بالقواعد / المعايير والامتثال للسلوكيات المقبولة اجتماعيًا (مثل التوقف عند إشارة «توقف» ودفع أموال مشتريات البقالة) نوعًا من السلوك المحابي للمجتمع.  قد تدفع تلك الأفعال بالتقمص الوجداني وبالاهتمام برفاهية وحقوق الآخرين، أو بسبب المشاغل الأنانية أو العملية، مثل مكانة الفرد الاجتماعية أو السمعة، أو الأمل في المعاملة بالمثل سواءً مباشرةً أو بصورة غير مباشرة، أو التمسك بتصور الفرد الخاص عن الإنصاف.  ربما يدفع الإيثار هذه السلوكيات، بالرغم من جدلية الإيثار المحض. يطرح البعض أن هذا الجدل يخضع للنطاق الفلسفي لا النفسي.  تشير الأدلة الى ضرورة محاباة المجتمع لرخاء الجماعات الاجتماعية على العديد من المستويات، ومنها المدارس.  للسلوك المحابي للمجتمع وقع مهم في الصف الدراسي على تحفيز التلاميذ للتعلم والمساهمة في الصف والمجتمع.  التقمص الوجداني أحد أهم دوافع إثارة السلوك المحابي للمجتمع، وله جذور تطورية عميقة” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوك_محابي_للمجتمع
2- “الأثرة (selfeshness) ترجع إلى صفة إنسانية تعرض لبعض الناس، وتعني أن يختص الإنسان بالشيء لنفسه دون الآخرين، ويصنفها علماء السلوك الإنساني كنوع من الأخلاق غير السليمة في بعض الحالات، لأنها قد تدل على نوع من الأنانية وحب الذات على حساب الآخرين، وقد تسبب الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع، وقد تناول القرآن هذا المصطلح وكذلك ورد ذكره في كلام النبي محمد (ص)، وورد كذلك في أدبيات كتب السلوك لدى العلماء” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/أثرة
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظام_المكافأة_في_الدماغ
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/جسم_مخطط
5- “الاشراط (الاقتران) الثقافي (cultural confditioning) هو عملية نقوم من خلالها باستيعاب وتفسير التأثيرات والأعراف والرسائل التي نتلقاها من محيطنا ونترجمها إلى ما نعتقد أنها سلوكيات مقبولة اجتماعيًا” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.exceptionalfutures.com/cultural-conditioning/
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/تعلم
7- https://www.nature.com/articles/s41562-017-0226-y

المصدر الرئيس:
https://www.eurekalert.org/news-releases/777879

 

الأستاذ عدنان احمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *