مصدر الصورة: medicalxpress.com - Credit: Pixabay/CC0 Public Domain

توصلت دراسة إلى أن التفجع قد يزيد من احتمالات الإصابة بأزمات قلبية – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Grief can increase risk of heart problems, study finds
(بقلم: نيرانجانا رجالاكشيمي – Niranjana Rajalakshmi)

قد تحدُث وفاة لأحد الأحباء (loved ones) ضررًا فادحًا ليس فقط في الصحة النفسية بل أيضًا في الصحة البدنبة.

درس باحثون من جامعة أريزونا تأثير التفجع(1) في وظائف القلب ووجدوا أن التفجع الشديد يمكن أن يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في ضغط الدم.  تشير النتائج إلى أن التفجع قد يكون عامل احتمال لحدوث أزمات قلبية.

[المترجم:  أحد الإحباء هو أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء، بحسب التعريف] التفجع هو  التوجع والتضور للرزية، بحسب لسان العرب لابن منظور). 

الدراسة التي نُشرت في مجلة الطب السيكوسوماتي(2) (Psychosomatic Medicine) أثبتت وجود علاقة بين شدة التفجع وارتفاع ضغط الدم الانقباضي(3).

 فكرة “الوفاة من متلازمة القلب المنكسر(4)” ، والتي يمكن أن تحدث بعد وفاة أحد الأحباء، كانت الدافع وراء هذه الدراسة،  كما قالت ماري فرانسيس أوكونور (Mary-Frances O’Connor)، كبيرة مؤلفي للدراسة والاستاذ المشارك في علم النفس في جامعة أريزونا والمتخصصة في دراسات التفجع.  زيادة احتمال الوفاة بعد وفاة أحد الأحباء قد وُثقت منذ زمن طويل في الدراسات الوبائية. الدراسة التي أجرتها أوكونور وزملاؤها اعنبرت ضغط الدم عاملًا محتملًا مسببًا للوفاة. 

شارك في الدراسة 59 مشاركًا فقدوا أحد أحبائهم في السنة الماضية.

 “كنا نبحث عن طريقة لاختبار تأثير التفجع في القلب الوعائي (القلب والأوعية الدموية) خلال تلك السنة الأولى بعد الوفاة التي يكون فيها الفاقد متأثرًا جدًا” ، كما قال المؤلف الأول للدراسة رومان باليتسكي (Roman Palitsky)، طالب دكتوراه في جامعة أريزونا عندما أُجريت هذه الدراسة وهو الآن مدير المشاريع البحثية في مجال الصحة الروحية(5) في مركز العلوم الصحية بجامعة إيموري وودروف (Emory University Woodruff).  

أثناء مقابلة مع المشاركين في الدراسة طُلب منهم التركيز على مشاعر الفراق ومشاعر التعلق من خلال عملية أطلق عليها الباحثون “تذكر لحطات التفجع”. 

  [المترجم: مشاعر الفراق (feelings of separation) هي المشاعر التي تنتاب الشخص بعد فقده من كان متعلقًا به].

تحدث الباحثون مع كل مشارك لمدة 10 دقائق وطلبوا منهم اخبارهم عن لحظة شعروا فيها بالوحدة الشديدة بعد وفاة أحد أحبائهم. ثم قام الباحثون بقياس ضغط الدم عند المشاركين في الدراسة.

“عندما يراجع أحد الناس طبيب قلب، فالطبيب لا يقيس ضغط دمه فحسب. بل يقوم أحيانًا بإجراء اختبار الإجهاد له، باستخدام، مثلًا، جهاز الجري (التريدميل)، ويقيس ضغط الدم قبل هذا الاختبار وبعده. وهذا يشبه إلى حد ما اختبار الإجهاد العاطفي” ، كما قالت أوكونور.

بعد تذكر المشارك لحظات التفجع، زاد ضغط دمه الانقباضي – الضغط الانقباضي هو الضغط الذي يمارسه القلب على الشرايين أثناء النبض – من خط الأساس، ارتفع ضغط الدم الانقباضي بمقدار 21.1 ملم زئبق في المتوسط – وهي الوحدة المستخدمة لقياس ضغط الدم. وهذه هي الزيادة في ضغط الدم المتوقعة تقريبًا أثناء ممارسة رياضية معتدلة.

 من بين 59 مشاركًا، أولئك الذين بدت عليهم  أعلى مستويات أعراض التفجع عانوا من زيادة في ضغط الدم أثناء تذكرهم لحظات التفجع.

“هذا يعني أنه ليست وفاة أحد الأحباء هي التى كان لها فقط وقع على القلب ، وإنما استجابتنا العاطفية [وهي المشاعر التي نظهرها استجابة لتذكر لحظات التفجع] على هذه الوفاة هي التي أثرت في القلب” كما قالت أوكونور. 

وقالت أوكونور إن نتائج الدراسة مفيدة للأطباء، حيث تبين أن الذين يتفجعون  معرضون بشكل أكثر لارتفاع ضغط الدم ومشاكل أخرى تتعلق بصحة القلب.

وقالت: “من المهم للأطباء النفسيين والمعالجين تشجيع المراجعين المتفجعين على إجراء فحوصات طبية منتظمة. في كثير من الأحيان ، نغفل عن العناية بصحتنا وحمايتها من التعرض لضرر التفجع حين  نكون قائمين على العناية بأحد الأحباء   المحتضر”.

في مختبر أبحاث التفجع والوفاة والضغط الاجتماعي في قسم علم النفس، تدرس أوكونور أحد التدخلات العلاجية يسمى بـ “استرخاء العضلات التدريجي”. هذا التدخل يدرب المتفجعين على شد مجموعة العضلات الرئيسة ثم إرخائها تمامًا. قالت أوكونور إن هذا النوع من التدخل القائم على تدريب عضلات الجسم يمكن أن يكون مفيدًا للمتفجعين للحد من تأثير تفجعهم وبالتالي من الحد من مستويات التوتر والاجهاد.

وقالت “أواصل البحث عن التدخلات التي من شأنها أن تساعد في معالجة الجانب الجسدي والطبي للتفجع، بالإضافة إلى الجانب العاطفي له”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- “التفجع (grief) هو استجابة متعددة الأوجه للخسارة، خصوصًا عند فقدان شخص أو شيء تربطنا به علاقة قوية. على الرغم من أن تركيزنا تقليديًا على الاستجابة العاطفية لهذه الخسارة، إلا أن له أبعادًا بدنية وادراكية وسلوكية واجتماعية وفلسفية. يعتبر وفاة شخص قريب منا تجربة إنسانية مشتركة سواء أكانت وفاة صديق أم وفاة أحد أفراد الأسرة أو أي رفيق آخر. بينما يستخدم في كثير من الأحيان مصطلحي الحزن والتفجع بصورة متبادلة إلا أن التفجع غالبا ما يرجع إلى حالة الفقدان ويشير الحزن إلى ردة الفعل تجاه هذه الخسارة. ينطوي تحت هذه  الخسارة وفاة أحد الأحباء أو فقدان الوظيفة في العمل أو فقد حيوان أليف أو خسارة المكانة الاجتماعية أو عدم الشعور بالأمان والنظام، أو خسارة ممتلكات” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/فجع
2- https://journals.lww.com/psychosomaticmedicine/Abstract/9900/The_relationship_of_prolonged_grief_disorder.132.aspx
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/ضغط_الدم
4- “يُعرف القلب المنكسر بأنه حالة تحدث عند تعرض الإنسان لحدث نفسي أو عاطفي كبير ومفاجئ، حيث يشعر فيها الشخص بألم شديد ومفاجئ في الجهة اليسرى من الصدر، وينتابه شعور بأنه يعاني من نوبة قلبية حادة.  ما يفسر حدوث هذه الحالة هو حدوث اضطراب مؤقت في وظائف ضخ الدم في إحدى مناطق القلب، وهذا للاضطراب قد يكون ناتجًا من الارتفاع المفاجئ في نسبة هرمونات معينة في الدم.  يزداد حدوث متلازمة القلب المنكسر عند النساء أكثر من الرجال، وخاصةً بعد عمر 50 عامًا” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.webteb.com/articles/القلب-المنكسر-والنوبات-القلبية_18472
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/الدين_والصحة
6- https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/stress-test/about/pac-20385234

المصدر الرئيس:
https://news.arizona.edu/story/grief-can-increase-risk-heart-problems-study-finds#:~:text=Researchers%20at%20the%20University%20of,risk%20factor%20for%20cardiac%20events

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *