بإنتظار البديل – بقلم شريف حسين الصالح

أمام المد الجارف .. المكتسح للغابات ومعظم المساحات الخضراء .. المشوه لجمال الطبيعة ولتناغم أحيائها مع جماداتها، أمام كل هذا تتقدم التكنولوجيا حثيثاً وجاهدة بعقول مفكريها في هذا المنحى باذلة أقصى جهودها ونتاجاتها في محاولات مدروسة ومحسوبة أملاً في إبطاء هذا المد تدريجياً.

مصدر الصورة: welovecycling

ولعلها تكون واحدة من المنتجات التي يكاد الإنسان أن يستهلكها على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً، لا يملها ولا تمله! بل أنه يموت بها شغفا ويذوب فيها حلاوة لتعلقه بها أيما تعلق! … إنها تلك الحبة السمراء والتي تغري العين بسمرتها وتتفتح القلوب بها قبل الأدمغة فتنتعش من عبق رائحتها، ولرائحتها بلا شك حكاية متفردة أخرى! وأما المذاق فما أدراك ماهو إذ لا شبيه ولا منافس له في تصنيفه! أعني بذلك القهوة … القهوة وحسب!

‌ولكونها تستهلك بكثرة وبسرعة فإن القهوة هي الأخرى قد عمدت إلى احتلال جزء غير بسيط من أراضي الغابات فجنت على الجمال وعلى الطبيعة ككل! (عفواً) فإني أعني بهذا.. المخلوق الطامع دوماً وأبداً في تجميع الثروات .. واللاهث (جما) في حب المال! وإلا فلا الجمال يعني له شيئاً يجب أن يعنى به، ولا الهواء (لا أكسجينه ولا ثاني أكسيد كربونه) أو ما سواهما يمكن أن تجده مدرجا ضمن قاموس حياته.

وعودة إلى التكنولوجيين، فإنهم أيضاً يعملون لكسب المال ولكن من خلال تطبيق وتفعيل وتطوير علومهم، ويبقى علينا لزاماً أن نشهد لهم بأن تحقيقهم لأي نجاح أو إنجاز فإنهم يهدفون من وراء ذلك تقويم أي اعوجاج أو ترشيد أي إسراف في بيئات الإنسان والكائنات التي تشاطره التربة والهواء، وأما الهدف الأسمى من كل ذلك فهو الحفاظ على ما يحق لكل إنسان في هذا العالم أن يمتلكه أو ينعم به كي يحيا حياة كريمة ونقية وجميلة!
‌ولوقف المد الجائر والتعدي على المساحات الخضراء ، فقد قام بعض الباحثين والمهتمين بالتحضير لإنتاج بديل مشابه ومحاك للقهوة!

فعمد بعض من العلماء مؤخرا إلى إنتاج قهوة معدلة وراثيا حينما استخدم الباحثون، المقيمون في فنلندا، عملية تسمى الزراعة الخلوية – والتي تتضمن استخراج الخلايا من عينة نباتية أو حيوانية صغيرة.

الزراعة الخلوية للقهوة – مصدر الصورة: hcabarbieri.it

وفي أحدث مثال للبدائل المزروعة في المختبر، أخذت عينات من الخلايا من (Arabica)، وهو مصنع قهوة مشهور ويمثل 56% من الإنتاج العالمي، ثم نقلت عينات الخلايا إلى المفاعلات الحيوية لإنتاج الكتلة الحيوية، والتي جرى حصادها من أجل التحميص والتخمير.

وقفة:
فلأن هذا المشروب الأسمر يبهر متذوقيه في شتى الاتجاهات، فإنا نراهم يسارعون بل ويستأنسون بالتقاط ما يحلو لهم من الصور، ولعل الصور التي تخص القهوة والتي تحويها دفتا الانترنت تكاد تفوق في عددها أي صور لمشروب آخر!
وهنا أدرجت لكم لقطتين: صورت إحداها عن طريق جوالي، وما الأخرى إلا كانت عن طريق جوالي كذلك؟! لقد رسمتها باستخدام أحد التطبيقات وفاء لهذا المشروب الأسمر وانتظارا شائقا للبديل والذي نرجو أن ينجح (التكنولوجيون) في إتقانه لونا ورائحة وذوقا …. هذه هي قوة القهوة وهذا ما تفعل!!

 

تعليق واحد

  1. مقال جميل عن القهوه المشروب الاسمر و الحفاظ على البيئه . الصوره و الرسمه كلاهما جميلتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *