مصدر الصورة: fox29.com

جينات الطحالب ساعدت الرجل الأعمى على استعادة بعض من بصره – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Genes from algae helped a blind man recover some of his vision
(Nicoletta Lanese – بواسطة: نيكوليتا لانيس)

ملخص المقالة:

تمكن رجل كفيف شخصت حالته بالتهاب الشبكة الصباغي قبل 40 عامًا، عن عمر يناهز 18 عامًا، من ادراك أشكال ضبابية، وذلك بفضل العلاج الجيني وزوج من النظارات الواقية المصممة خصيصًا. ويحمل الأشخاص المصابون بالتهاب الشبكة الصباغي (1 من 4000 شخص) جينات معيبة تؤدي، بسبب العديد من الطفرات، إلى انهيار الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين في الجزء الخلفي من العين،  وفقًا للمعهد الوطني للعيون. وقد قام العلماء بإدخال جينات ترمز لبروتين حساس للضوء موجود في الطحالب أحادية الخلية في فيروس معدل، ثم حقنوا تلك النواقل الفيروسية المعدلة وراثيًا في إحدى عينيه. وقد أدرك المريض وحدد موقعًا وعدّ ولمس أشياء مختلفة باستخدام عينه المعالجة وحدها وأثناء ارتداء النظارات الواقية. 

( المقالة )

مصدر الصورة: Getty / PASIEKA / SPL

يمكن للرجل الكفيف الذي لا يرى سوى أضعف جزء من الضوء أن يدرك الآن أشكالًا ضبابية، وذلك بفضل العلاج الجيني وزوج من النظارات الواقية المصممة خصيصًا.

وقد تم تشخيص الرجل بحالة تسمى التهاب الشبكية الصباغي قبل 40 عامًا، عن عمر يناهز 18 عامًا، وفقًا لتقرير جديد نُشر يوم الاثنين (24 مايو) في مجلة “طب الطبيعة” (Nature Medicine). ويحمل الأشخاص المصابون بالتهاب الشبكية الصباغي جينات معيبة تؤدي، بسبب العديد من الطفرات، إلى انهيار الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين في الجزء الخلفي من العين، وفقًا للمعهد الوطني للعيون (National Eye National Eye Institute) [تأسس في عام 1968 ويقع في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، ويجري وينفذ أبحاثًا في علاج الأمراض التي تصيب العين او الرؤية والوقاية منها، ويعد واحدًا من 27 معهدًا ومركزًا لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، وهي وكالة تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية].

وعادةً ما تقوم هذه الجينات بترميز البروتينات الوظيفية في شبكية العين، ولكنها بدلاً من ذلك تفشل في بناء تلك البروتينات، أو تصنع بروتينات غير طبيعية تؤدي إلى خلل وظيفي أو إنتاج مواد تلحق الضرر المباشر بنسيج الشبكية. وتؤثر الحالة على ما يقرب من 1 في 4000 من الناس في جميع أنحاء العالم، وفقا للمعهد الوطني للعيون، ويمكن أن تؤدي أحيانا إلى العمى الكامل، كما حدث في المريض البالغ من العمر 58 عاما في دراسة جديدة ذكرتها أخبار هيئة الإذاعة البريطانية (BBC News).

وفي محاولة لعلاج فقدان البصر لدى الرجل، قام العلماء بإدخال جينات ترمز لبروتين حساس للضوء في فيروس معدل، ثم حقنوا تلك النواقل الفيروسية المعدلة وراثيًا في إحدى عينيه، حسبما أفاد الباحثون. ويعتبر البروتين المسمى كريمسون آر (Chrimson R) نسخة معدلة هندسيًا من بروتين حساس للضوء موجود في الطحالب أحادية الخلية، والذي يسمح للكائن وحيد الخلية باكتشاف ضوء الشمس والتحرك نحوه، وفقًا لتقرير “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” (MIT Technology Review).

وينتمي كريمسون آر إلى عائلة من البروتينات الحساسة للضوء تسمى “تشانيلرودوپسينس” (channelrhodopsins) ، ومن هنا تمت إضافة الحرف “اتش” (H)  في اللون القرمزي (cimson)، وقد تم تعديله ليتفاعل مع الألوان الموجودة في النهاية الحمراء للطيف اللوني، أي الضوء الكهرماني. وعن طريق حقن جينات لـ كريمسون آر في شبكية العين – على وجه التحديد إلى خلايا الشبكية العقدة، وهو نوع من الخلايا العصبية التي ترسل الإشارات البصرية إلى الدماغ –  أمّل الفريق في جعل هذه الخلايا حساسة للضوء الأصفر والبرتقالي، كما أفاد “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”.

وهنا تأتي النظارات الواقية الخاصة، التي تلتقط التغييرات في شدة الضوء من البيئة ثم تترجم تلك الإشارة إلى صورة كهرمانية مكثفة يتم عرضها مباشرة على شبكية عين المريض، بهدف تنشيط كريمسون آر.  ومرت الأشهر قبل أن تتراكم كمية كبيرة من كريمسون آر في عين الرجل وبدأت في تغيير رؤيته، ولكن في النهاية، بدأ في إدراك أنماط الضوء بمساعدة من النظارات الواقية، حسبما أفادت أخبار هيئة الإذاعة البريطانية.

وكتب الباحثون في الدراسة أن “المريض أدرك وحدد موقعًا وعدّ ولمس” أشياء مختلفة باستخدام عينه المعالجة وحدها وأثناء ارتداء النظارات الواقية. فعلى سبيل المثال، يمكن للمريض أن يرى دفترًا وأكوابًا موضوعة على طاولة أمامه، على الرغم من أنه عندما يُطلب منه عد الأكواب لم يعطِ الرقم الصحيح دائمًا، وفقًا لـ “إم آي تي ​​تكنولوجي ريفيو”.

وأفاد الباحثون أنه قبل تلقي العلاج، لم يكن الرجل قادرًا على اكتشاف الأشياء، مع ارتداء النظارات أو بدونها، وبعد الحقن، لم يكن بإمكانه الرؤية إلا أثناء ارتداء النظارات الواقية، لأنها تحول كل الضوء إلى لون كهرماني.

وبالإضافة إلى دفتر الملاحظات والأكواب، أفاد المريض أنه تمكن من رؤية الخطوط البيضاء المرسومة عند معبر المشاة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. “كان هذا المريض في البداية محبطًا بعض الشيء لأنه استغرق وقتًا طويلاً بين الحقن والوقت الذي بدأ فيه رؤية شيء ما” ، هذا ما قاله المؤلف الأول الدكتور خوسيه ألان ساهل، طبيب عيون وعالم في جامعة بيتسبرغ ومعهد الرؤية في باريس، لهيئة الإذاعة البريطانية. وقد بدأ المريض التدريب باستخدام النظارات بعد حوالي 4.5 شهرًا من حقنه ولم يبدأ في الإبلاغ عن تحسن في رؤيته إلا بعد حوالي 7 أشهر من ذلك، حسبما أفاد الفريق.

وأضاف البروفيسور ساهل لهيئة الإذاعة البريطانية: “لكن عندما بدأ في الإبلاغ بشكل عفوي، كان قادراً على رؤية الخطوط البيضاء لتظهر عبر الشارع، ويمكنك أن تتخيل أنه كان متحمسًا للغاية. كنا جميعًا متحمسين”. وحتى الآن، لا تزال رؤية الرجل محدودة إلى حد ما، حيث يمكنه فقط رؤية الصور أحادية اللون وبدقة منخفضة إلى حد ما.

وقال كبير الباحثين الدكتور بوتوند روسكا، المدير المؤسس لمعهد طب العيون الجزيئي والسريري في بازل بجامعة بازل ، لـ أخبار هيئة الإذاعة البريطانية: “تقدم النتائج دليلاً على المفهوم القائل بأن استخدام العلاج البصري الوراثي لاستعادة الرؤية جزئيًا أمر ممكن”. و يصف ” علم البصريات الوراثي ” على نطاق واسع تقنية استخدام الضوء والتعديل الجيني للتحكم في نشاط الخلايا العصبية. بالطبع، على الرغم من أن هذه النتائج الأولية مثيرة، إلا أن الدراسة محدودة لأن مريضًا واحدًا فقط قد تلقى العلاج حتى الآن، كما أخبر هيئةَ الإذاعة البريطانية البروفيسورُ جيمس بينبريدج، أستاذُ دراسات الشبكية في كلية لندن الجامعية والذي لم يشارك في الدراسة.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.livescience.com/man-partially-recovers-sight-after-gene-therapy.html

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *