نادي تحفيز الأنشطة الرياضية – علي الجشي

للتغلب على الحجر القسري والإبتعاد عن مراكز اللياقة البدنية وتجنب ركود الحركة داخل المنزل في ظل جائحة كورونا توصلت مجموعة من الأصدقاء في القطيف إلى فكرة تشكيل نادي رياضي افتراضي لتشجيع بعضهم البعض على أداء الأنشطة البدنية وعمل ما يلزم للإلتزام بأداء التمارين الرياضية بشكل مستمر للحفاظ على حياة نشطة وصحية خلال الإقامة في البيت والتعايش مع (Covid-19).

بدأت الفكرة بتوجيه دعوة للأصدقاء والمعارف الذين هم في الغالب في الخمسينات والستينات من العمر. وافق خمسة عشر منهم على المشاركة فورا على تشكيل هذا الفريق والالتزام بأنشطته المستهدفة.

فكرة النادي بسيطة جدا ، وكان استخدام كلمة النادي يهدف فقط إلى خلق شعور بالتقارب والتواجد الروحي لأعضاء الفريق على الرغم من أنهم في الواقع متباعدون جسديًا. وتكمن الفكرة الأساسية للنادي الافتراضي هذا  في أن التواجد معًا روحيًا لا يقل أهمية من التقارب المادي. في الواقع، يعيش أعضاء الفريق في مناطق مختلفة وبعضهم في قارات بعيدة. لقد جمعهم هذا النادي معًا كما لم يحدث من قبل.

كما أن أجندة الأنشطة الرياضية التي يهدف لها هذا النادي الافتراضي بسيطة للغاية وسهلة التطبيق. فالهدف الأساس هو محاربة الخمول ، فقط نريدك أن تتحرك. نوعية ما تعمله من تمارين ليس مهمًا، فقط تحرك وقم بعمل، أي نوع من الحركة.

بناء على ما تقدم ، تم الإتفاق على إنشاء مجموعة WhatsApp خاصة للأعضاء الخمسة عشر في الفريق، وبدأت أنشطة النادي على الفور من قبل الجميع. شملت الأنشطة المشي في الهواء الطلق خلف أسوار المنزل، والمشي على أجهزة المشي داخل المنزل، والقيام بتمارين هوائية، وأنشطة منزلية خارجية وداخلية مثل البستنة والتنظيف والطبخ وغيرها من المهام المنزلية، وكل ما يستوجب الحركة ومقاومة الرغبة في الخمول.

وأتت النتائج بشكل غير متوقع، فتصاعدت المنافسة بين أعضاء الفريق للقيام بأعمال مفيدة وتحقيق نتائج جيدة. أصبح الجميع متحمس للقيام بعمل يخدم تحقيق الهدف الأساسي ونجاحه ، وتشجيع الآخرين على المشاركة والاستمتاع بأفضل ما يمكن. لقد أصبحت المنافسة تهدف لجعل الآخرين يفعلون المزيد ويحققون شيئا ممتعا ومفيدا، إنه عمل جماعي بإمتياز رغم تباعد المسافات. وهكذا أصبحت أنشطة النادي رائعة ومشجعة بشكل يدعوا للمزيد من النشاط والحركة. وصار وقت التمارين والمتابعات مع الأصدقاء ممتع للغاية.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً ليشعر الأعضاء بالفوائد التي حققها النادي. ولاحظ جميع أعضاء الفريق الأثر الإيجابي لنشاطات النادي البدنية والعاطفية عليهم. أصبحوا أكثر انخراطًا في مساعدة بعضهم البعض بشكل تفاعلي مميز ، مما أدى الى الإحساس بسعادة مريحة وهم يهتمون ببعضهم البعض ويتشاركون بخبراتهم. وبدأوا في مناقشة طرق تحسين أدائهم الرياضي وأمورهم الصحية.

في نهاية كل اليوم، يقدم كل عضو في الفريق تقريرًا بسيطًا يشير إلى إنجازه خلال الأربعة وعشرون ساعة الماضية والذي يتضمن بشكل أساسي أنواع الأنشطة التي أنجزها من خلال معايير تم الإتفاق عليها لقياس كم وجودة الإنجاز، بعد ذلك يتم تسجيل وتصنيف هذه البيانات في جداول ومنحنيات للمقارنة مما يجعل مسير التحفيز متواصلة بين أعضاء النادي.

يتضمن التقرير الذي يرفعه كل عضو يوميا بيانات مختلفة مثل:

مسافة المشي – سرعة المشي لإكمال المسافة – الوقت المستغرق لأداء النشاط – السعرات الحرارية المستهلكة خلال التمرين –  الأنشطة البدنية الأخرى التي أنجزها المشاركون – الشعور العام (الحالة المزاجية) – كمية الماء التي تم تناولها – الوزن – وقت التمارين – عدد فترات التمارين.

بعد جمع جميع التقارير للأعضاء يتم الإعلان عن إنجاز النادي اليومي ، وعلى إثره تجري مناقشات ساخنة ورائعة بين أعضاء الفريق، جزء منها لا يخلو من المتعة والجزء الآخر يصب في رفع مستوى المنافسة في الأداء. وبهذه الطريقة يكون اليوم التالي أكثر تنافسية وإثارة وحماسًا، وهكذا دواليك….

وبعد برهة قصيرة من الزمن بدأ الفريق خطوة متقدمة، حيث بدأ بعض الأعضاء في إنتاج مقاطع فيديو تظهر تمارينهم الخاصة بالإحماء وزيادة اللياقة ومشاركتها مع بعضهم البعض للتشجيع والتعليم.

علاوة على ذلك، عمد أعضاء الفريق بتذكير بعضهم البعض بالحاجة إلى تناول طعام صحي وضرورة شرب كمية كافية من الماء على أساس يومي بالإضافة إلى التوصية بأنواع معينة من الطعام الشهي وطرق طهيه.

ومن أهم نتائج هذا النادي الغير مخطط لها ، أصبح الأعضاء أكثر نشاطًا ورغبة في مساعدة أفراد أسرهم من خلال مطالبتهم بالمساعدة في أداء المهام المنزلية ، والتي تنطوي على أنشطة بدنية.

عزيزي قارئ هذا المقال، لقد قرر أعضاء الفريق في هذا النادي الافتراضي أن يطلعوك على هذه التجربة لإرسال رسالة إلى المجتمع بأنه بغض النظر عن الصعوبات والمواقف الطارئة، يمكننا دائمًا اتخاذ الخطوات اللازمة والقيام بأشياء رائعة ومفيدة تقدم لنا أقصى الفوائد كما فعل فريقنا مع أنشطته الرياضية بطريقة سهلة وجميلة.

وقبل أن نختتم هذه المقالة، ينبغي علينا جميعًا أن نشكر أعضاء هذا النادي لتعاونهم وإصرارهم على جعل هذه التجربة ناجحة ومفيدة. هذه دعوة للجميع لتكرار هذه الفكرة مع أصدقائهم وذويهم ، ولن تندمون ، نتمنى لأعضاء نادي تحفيز الأنشطة الرياضية ولكم كل التوفيق والنجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *