فيروس كورونا (الصيني) منشأه من الخفافيش – ترجمة* حسن المرهون

 في دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية لانست يوم 29 يناير 2020م أظهرت تسلسل الجيل التالي (NGS) لفيروس كورونا الجديد لعدد من المرضى في الصين أن الفيروس مرتبط ارتباطًا وثيقًا بفيروسين كورونيين نشأ في الخفافيش ، ولكن قد يكون هناك مضيف وسيط مسؤول عن انتشار المرض إلى البشر.

في أواخر ديسمبر 2019 ، وبالتعاون مع سوق الماكولات البحرية بمدينة ووهان الصينية تم التعرف على عدد من مرضى الالتهاب الرئوي الفيروسي. وقد أبلغت الصين في حينها عن أكثر من 8200 حالة مشتبه فيها مع 170 حالة وفاة. يعد فهم أصل هذا الفيروس وإجراء مراقبة مستمرة لانتشاره أمرًا ضروريًا لمنع المزيد من تفشي المرض وحماية الصحة العامة.

في هذه الدراسة الوبائية ، قدم الباحثون بيانات عن تسعة مرضى من مدينة ووهان. استخدموا تسلسل الجيل التالي من سائل غسل القصبات الهوائية المعزول مختبريا مع استزراع بكتيري لتحديد فيروس كورونا الجديد في جميع المرضى التسعة، وكشفوا عن معلومات مهمة حول أصل الفيروس وآلياته.

ثمانية من المرضى التسعة قاموا  بزيارة سوق هوانان للمأكولات البحرية في مدينة ووهان ، بينما بقي أحدهم في فندق قريب قبل ظهور المرض. ومن خلال المتابعة تأكد انتقال العدوى من إنسان لآخر لدى أفراد الأسرة والعاملين في المجال الطبي ، وهذا أمر مثير للقلق.

أجرى الباحثون تحليل النشوء والتطور لفيروس كورونا الجديد من المرضى ووجدوا أن الفيروس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسلالتي فيروس كورونا المشتقة من الخفافيش ، بنسبة 88% ، مقارنة مع فيروسات كورونا عام 2003م (متلازمة التنفس سارس) بنسبة 79%، ومع فيروسات كورونا عام 2013م (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS) بنسبة 50%.

تم الإستعانة بتقنية محاكاة سلوك الجزيئات (أو ما تسمى بالنمذجة الجزيئية) لفهم ربط مستقبلات فيروس كورونا الجديد ومقارنتها مع أنواع الكورونا الاخرى مثل السارس وفيروس كورونا الشرق الأوسط. وأفادت النتائج أن فيروس كورونا الجديد وفيروس السارس يستخدمان نفس مستقبلات الأنزيم (الأنزيم 2 المحول للأنجيوتنسين ACE2) لدخول الخلية.

كانت نتيجة التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد من جميع المرضى التسعة متطابقة تقريبًا ، (هوية تسلسل تصل الى أكبر من  99.9٪ )، مما يشير إلى أن الفيروس نشأ من مصدر واحد خلال فترة قصيرة جدًا. تشير البيانات إلى أن حيوانًا آخر يعمل كوسيط بين الخفافيش والبشر. ومما يؤيد هذا:

  1. أنه تم الإبلاغ عن تفشي المرض لأول مرة في أواخر ديسمبر عام 2019م ، وفي هذا الوقت تكون معظم أنواع الخفافيش في ووهان في سبات داخل الكهوف.
  2. لم يتم بيع الخفافيش في سوق المأكولات البحرية Huanan ، على الرغم من أن الثدييات الأخرى كانت تباع.
  3. فيروسات الخفافيش (Bat-SL-CoVZC4 و bat-SL-CoVZXC21) ليسا من الأسلاف المباشرين ل فيروس كورونا الجديد نظرًا لأن هوية التسلسل بينهما كانت أقل من 90٪.
  4. الخفافيش كانت المستودع الطبيعي لفيروسات كورونا لعام 2003م و2013م مع مضيف وسيط (حيوان قط الزباد لفيروس سارس والجمال لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية).

في هذه الحالة ، قد يكون المضيف الوسيط حيوانًا بريًا يُباع في سوق المأكولات البحرية هوانان.

“من المثير للدهشة أن تسلسل الجيل التالي لفيروس كورونا الجديد  الذي حدد من مرضى مختلفين كان متطابقًا تقريبًا” ، مما يعني أن فيروس كورونا الجديد نشأ من مصدر واحد وخلال فترة قصيرة جدا،،،، هذا ما أكده مختبر السلامة الحيوية التابع للجنة الصحة الوطنية ، والمعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها ، والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ولأن الفيروس ينتشر بسرعة  ، فإن هناك حاجة إلى مراقبة مستمرة للطفرات الناشئة.

المصدر:

https://www.scienceboard.net/index.aspx?sec=ser&sub=def&pag=dis&ItemID=457

2 تعليقات

  1. ما عجبتني تسمية الڤيروس بالصيني، وهذه مقالة علمية مو حچي أو هدرة.

    • حسن المرهون

      الأخ الكريم … نوافقك الرأي فالفيروس وإن بدأ إنتشاره في الصين فينبغي أن لا يسمى بالفيروس الصيني ….. لكن هذه مقالة مترجمة وينبغي إحترام النص المُترجم….. وعنوان المقالة باللغة الإنجليزية هو:
      (NGS of China coronavirus shows bat origins, intermediate host)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *