The Builders of Hope: Seeing the Invisible
{بُناة الأمل: رؤية ما لا يُرى}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي من قبل المؤلف]
في عالمٍ يضجّ بالتشاؤم والضبابية والتحديات، يبقى الأمل هو الوقود الذي يُشعل النور، ويغذّي الشغف، ويزرع الصبر، مُلهِمًا إيانا لأن نسعى نحو غدٍ أفضل. إنه الطاقة التي تدفعنا للاستمرار في الحياة، في المحبة، في التعلّم، وفي القيادة.
الأمل مرآة فريدة لا نظير لها، تعكس ما لا يُرى بطريقةٍ استثنائية. فهو بطريقةٍ غامضة يُحوِّل الألم والمعاناة إلى صلابة وقوة، ويكشف لنا عن الفرص الكامنة داخل التحديات، ويجعل من المعاناة ساحات تدريب للنمو والتطور.
وحين نتأمل في مرآة الأمل، نبدأ في رؤية العالم من منظور مختلف، منظور يتجاوز حدود العالم المادي الظاهر. نبدأ في ملاحظة الجمال والحكمة والقوة الكامنة في الألم والجراح والمعاناة. وندرك أن هذه التجارب لا تُعرّفنا وتحدنا، بل تُنقّينا. نفهم أن الأمل لا يُنكر الألم، بل يُحوّله، كاشفًا عن طاقاتٍ خفية بداخلنا للاستمرار والعمل، وقدرتنا على النهوض والتغلب والازدهار.
لكن، ما هو مصدر هذا الأمل؟
رغم كونه أمرًا داخليًّا غير مرئي، إلا أنه متجذّر في ارتباطنا بشيءٍ أعظم. فكما يذكر في هذه القصة القديمة: عندما أراد الله أن يخلق السمك، تكلّم مع البحر. وعندما أراد أن يخلق الأشجار، تكلّم مع الأرض. ولكن عندما أراد أن يخلق الإنسان، رجع إلى نفسه، وقال: “لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا”.
وهنا تتجلّى حقيقة أساسية: كما أن السمك لا يمكن أن يعيش بدون ماء، والأشجار لا تنمو دون تربة، فإن الإنسان لا يستطيع أن ينهض ويزدهر دون صلته بالله. الماء يظل ماءً دون سمك، والتربة تظل تربة دون أشجار، ولكن السمك بلا ماء، والشجر بلا أرض، والإنسان بلا الله… لا شيء.
[هذه الحقيقة ينبغي أن تزرع فينا التواضع، وتُذكرنا أننا لسنا كيانات مستقلة، بل كائنات مترابطة، تعتمد في وجودها على بيئتها الأصلية]
فبينما نخوض صعوبات الحياة، فلنتذكّر أن نبقى على صِلةٍ بالجوهر الإلهي، موطننا الأسمى. ولنُنمِّ في أنفسنا مشاعر التقديس والرهبة والامتنان لهذه النعمة العظيمة التي تُدعى “الحياة”، مدركين أن الأمل ليس مجرد شعور، بل هو خيار، قرار بالثقة في علم الله، وحكمته، ومحبّته.
حين نبقى على اتصال بالمصدر الإلهي، فإننا نستمد منبع الأمل اللامتناهي، ونصبح نحن بُناته. هذا الاتصال يحيي الأمل في الداخل، ويحوّله إلى سلام داخلي يشعّ منّا، صانعًا عالمًا أكثر تناغمًا وسكينة ورضا.
[بُناة الأمل يأتون من كل طبقات المجتمع. هم القادة، والنشطاء، والفنانون، وأولئك الناس البسطاء الذين يعملون دون كلل من أجل عالمٍ أكثر عدلاً وإنصافًا وسلامًا. هم أولئك الذين تتجاوز طاقتهم حضورهم، وتبقى آثارهم حيّة في من حولهم]
ولا شكّ لدي أنك من بين هؤلاء البُناة، وأن طاقتك تُحيي أرواحًا كثيرة، سواء كنتَ تعرفهم أم لا تعرفهم، هم يعرفونك.
وفي سعينا لغرس الأمل في حياتنا وحياة من حولنا، فلنتذكّر دائمًا أن نتمسّك بمصدره الأسمى… ذاك المصدر الحاضرٌ في كل شيء، لكنه يظل خفيًا عن أعين الكثيرين.

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:
https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:share:7329559008917241857/