We Need RI More Than AI
{نحن بحاجة إلى الذكاء الحقيقي أكثر من الذكاء الاصطناعي}
[تمت الترجمة الى العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي من قبل المؤلف]
في عام 1966، وأثناء مقابلة مع قناة ال (BBC)، نظر طفلٌ إلى الكاميرا، وقال بهدوء: “لا أعتقد أن هناك حربًا نووية ستحدث”.
وقال آخر: “الناس سيُنظر إليهم كإحصاءات أكثر من كونهم بشرًا”.
وأضاف ثالث: “الناس سيفقدون وظائفهم، فالمكائن ستقوم بكل شيء”.
وقال رابع: “أعتقد أن المستقبل سيكون مملًا، كل شيء سيكون متشابهًا، أعني الناس والأشياء”.
وحذّر خامس قائلًا: “لن تكون هناك وظائف كافية للجميع، والوظائف المتبقية ستكون فقط لمن يتمتعون بذكاء عالٍ”.
هذه لم تكن حوارات مكتوبة في فيلم سوداوي، بل كانت ملاحظات صادقة من أطفال، لم يملكون سوى تفكيرهم النقدي الحُر.
كان هذا هو الذكاء الحقيقي (RI) في أنقى صوره: فطري، غير مدعوم، ومقلق في دقته وتفاصيله. هؤلاء الأطفال شعروا بقلق زمنهم، وربطوا النقاط، وتحدثوا عن مستقبل يشبه واقعنا الحالي، دون خوارزميات، دون شفرات، مجرد تفكير حر.
شاهد المقابلة وتأمّل:
اليوم، تُنفق المليارات على الذكاء الاصطناعي، وتستميت المؤسسات في جعل الآلات تحل المشكلات التي عجزنا عن حلّها. ولكن، ماذا لو كانت الأزمة الحقيقية ليست في نقص القدرة الحاسوبية، أو بطء الاتصال، أو ضعف تخزين المعلومات، بل في التآكل البطيء لقدرات الإنسان الفكرية/العقلية؟
تأمل مفارقة هذا العصر: نملك القدرة على الحصول على معلومات أكثر من أي جيلٍ مضى، لكن بفهمٍ أقل وهنا الحديث عن العامة. الطالب اليوم يمكنه “حل” مسألة رياضية بمجرد تصويرها بهاتفه وعرضها على برنامج لحل المسائل. وآخر يمكنه نسخ سؤالك ولصقه في (ChatGPT) بدلًا من أن يفكر في إجابته مستقلا بنفسه او حتى بمساعدة الآخرين. والقادة يوكلون استراتيجياتهم لنماذج ذكاء اصطناعي مبنية على تحيّزات سابقة.
لقد أنشأنا أنظمة تُكافئ السرعة على حساب التفكير بعمق، والراحة على حساب الفهم. والنتيجة؟ عالم يغرق في الإجابات لكنه يتضوّر جوعًا للحكمة والمعرفة الحقيقية.
هنا يظهر مبدأ “الجدّ الذي عرضناها في المقال السابق. الرجل العجوز الذي رفض تنظيف الفوضى التي أحدثها الطفل عمدًا، وقال له ببساطة: “نظّفها… وسنبدأ العمل من جديد”. هذا الفعل البسيط وردة فعل الجد لتعليم حفيده، اختيار المعاناة بدلًا من الحلول السهلة، هو جوهر الذكاء الحقيقي.
الذكاء الحقيقي لا يعني امتلاك الإجابات الصحيحة، بل القدرة على التفاعل مع الإجابات الخاطئة. إنه بطيء، وقد يكون مزعجاً، ويتطلب صبرًا في عالمٍ مهووس بالنتائج الفورية المبهرة.
الرهانات اليوم أكبر من أي وقتٍ مضى. سيستمر الذكاء الاصطناعي في التقدم، وقد يصبح يومًا ما قوةً موحّدة للخير وخادماً للعارفين والعاملين للخير. ولكن دون الذكاء الحقيقي، سننتهي إلى حل مشكلات لم نفهمها، وتحسين مستقبل لم نتساءل بشأنه. فكيف لنا ان نقدره او نقدر حلوله او نقيمها.
الحل ليس في رفض التقنية، بل في استعادة القدرة البشرية على التفكير العميق.
دعوا الطلاب يخطئون. كافئوا الفضول بدلًا من الحلول السريعة. كُن مثالا لـ “الجد الصبور” في تعليمه لأحفاده، لا الوالد الذي يقول: “دعني أفعلها عنك”.
السؤال ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيتفوّق علينا، فهذا قادم لا محالة وفي كثير من المجالات، بل هل سنتنازل عن عقولنا قبل او حتى بعد حدوث ذلك؟
إسأل نفسك: هل تُنمّي الذكاء الحقيقي داخلك، أم أنك ستجعل الآلات تفكر عنك، او ربما تستبدلك؟
المستقبل لمن يملك الذكاء الحقيقي، ويعرف كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي، لا من يدعه يقرر بالنيابة عنه.

*المهندس سعيد المبارك – مهندس بترول ومستشار في الحقول الذكية و التحول الرقمي ورئيس قسم الطاقة الرقمية بجمعية مهندسي البترول العالمية ، فاز بجائزة جمعية مهندسي البترول للخدمة المتميزة. ألقى محاضرات كثيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود بالرياض وفي محافل كثيرة أخرى. مؤلف كتاب “أي نسخة من التاريخ ليست إلاّ رواية”.
رابط المقال الأصلي باللغة الإنجليزية:
https://www.linkedin.com/feed/update/urn:li:ugcPost:7328517758852243456/