تقنية تصوير جديدة تساعد جراحي جامعة ستانفورد على تقليل تكرار جراحات الثدي – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

New imaging tech helps Stanford surgeons reduce repeat breast surgeries
(بقلم: ليسا كيم – Lisa Kim)

جراحو الثدي في كلية الطب بجامعة ستانفورد هم الأوائل في البلاد الذين يستخدمون تقنية جديدة تُسلط الضوء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد إزالة الورم. تشرح البروفيسور إيرين وابنير، التي تستخدم هذا النظام لمرضى استئصال الورم، آلية عمله وتأثيره على المرضى.

بالنسبة للاتي يخضعن لجراحة لإزالة سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، فإن إحدى أكثر النتائج إحباطًا هي معرفة، بعد أيام من العملية، أن بعض الورم ربما يكون قد بقي.

وبعد استئصال الورم عادةً – إزالة ورم موضعي في الثدي – يقوم أخصائيو علم الأمراض بتحليل الأنسجة المستأصلة لمعرفة ما إذا كانت حوافها، المعروفة باسم الهوامش، خالية من السرطان. وإذا لم تكن كذلك، فغالبًا ما يُقترح إجراء جراحة ثانية.

البروفيسور إيرين وابنير | بإذن من كلية طب ستانفورد

وقد يمنع نهج جديد تكرار العمليات الجراحية. فباستخدام نظام التصوير الفلوري، يمكن للجراحين – أثناء وجودهم في غرفة العمليات – معرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية لا تزال موجودة بعد إزالة الورم. وإذا كان الأمر كذلك، فيمكنهم إزالة السرطان المتبقي على الفور.

وقد تمت الموافقة على التقنية الجديدة، المعروفة باسم “نظام لومي” (LumiSystem)، من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2024 ؛ وتُعد كلية طب ستانفورد أول نظام مستشفيات يدمجها في برنامج علاج سرطان الثدي الخاص بها. وبدأ جراحو جامعة ستانفورد، الدكتورة إيرين وابنير (استاذ في الجراحة)، والدكتورة كيمبرلي ستون (استاذ مشارك في الجراحة)، والدكتورة جاكلين تساي (استاذ مشارك في الجراحة العامة)، باستخدام النظام على مريضات استئصال الورم المؤهلات اللواتي اخترنه.

وقد تحدثنا مع البروفيسور وابنير، التي كانت أيضًا باحثة رئيسية في تجربة وطنية محورية لهذه التقنية، حول آلية عملها والمستفيدين منها. وتم تحرير هذه المقابلة للتوضيح والاختصار:

لماذا يصعب معرفة ما إذا كان ورم الثدي قد أُزيل بالكامل أثناء الجراحة؟

عند إجراء استئصال الورم، يحاول الجراحون دائمًا استئصال ورم الثدي بالكامل. ولكن لا يمكننا دائمًا تحديد أماكن حواف الورم. ونحتاج إلى إزالة طبقة ضيقة من الأنسجة الطبيعية المحيطة بالورم مع إزالة أقل قدر ممكن من الأنسجة السليمة للحفاظ على المظهر الطبيعي للثدي.

ويفحص أخصائي علم الأمراض أجزاءً رقيقة من الورم تحت المجهر، ليحدد ما إذا كانت حواف الأنسجة خالية من السرطان. وإذا لم تكن كذلك، فقد يعني ذلك وجود خلايا ورمية متبقية، مما يشير إلى الحاجة إلى إعادة الجراحة. ومن المهم الإشارة إلى أن أخصائيي علم الأمراض يفحصون أقل من 1% من مساحة سطح الورم، لذا قد يغفلون أيضًا عن خلايا الورم.

كيف تساعد هذه التقنية الجديدة؟

يتيح النظام النظر مباشرة داخل الثدي وفحص المنطقة التي أُزيل منها الورم. ويستخدم النظام صبغة فلورية تضيء عند مصادفتها إنزيمات موجودة فقط في خلايا الورم أو في الخلايا الالتهابية المرتبطة بالورم. وبعد إزالة الورم، نُظلم الغرفة ونُدخل منظارًا صغيرًا محمولًا باليد يُظهر إشعاعًا فلوريًا في التجويف. ويتصل الجهاز بجهاز كمبيوتر يُعرض على شاشة ويُرشد الجرّاح إلى الخلايا السرطانية.

ماذا يعني هذا لمرضى سرطان الثدي وعلاجهم؟
الأمر الأهم هو أننا نُخفف العبء النفسي الناتج عن إعادة المريضة لإجراء عملية جراحية أخرى. ومن المُحبط دائمًا أن نضطر الى اخبار المريض: “علينا العودة”. وإذا استطعنا تجنّب ذلك، فسيكون ذلك أفضل للمريض وللنظام الصحي.

كنا جزء في تجربة سريرية وطنية لهذا النهج، فماذا أظهرت النتائج؟
في الدراسة، استخدم الجرّاحون النظام الجديد عند إجراء عمليات استئصال ورم على 357 مريضة. وقد وجدنا أن هذه التقنية أدّت إلى تحسينات ملموسة. ومن بين 62 مريضة لديهن هوامش شفاء إيجابية – وكان من المُفترض أن يُوصى بإجراء عملية جراحية أخرى – حدّد النظام السرطان المتبقي لدى 14.5% منهن. وفي حالات أخرى، اكتشف النظام وجود سرطان في حين كانت نتائج أخصائي علم الأمراض تُشير إلى عدم وجود أي سرطان متبقٍّ. وهذا مؤثر. وقد لاحظنا أيضًا قيمة تنبؤية سلبية عالية، مما يعني أنه إذا لم تُظهر التقنية أي فلورسنت، فمن المرجح جدًا أنها صحيحة.

الأمر الأكثر أهمية هو أننا نخفف العبء النفسي الناتج عن إعادة شخص ما لإجراء عملية جراحية أخرى.

كيف يتناسب هذا مع سير العمل الجراحي؟ هل يُمثل تغييرًا كبيرًا؟
ليس تمامًا. إذ تتلقى المريضات حقنة الصبغة قبل الجراحة بساعتين تقريبًا. وبعد إزالة الورم، لا يستغرق مسح التجويف بجهاز التصوير سوى بضع دقائق. وإذا لزم الأمر، نزيل “أجزاء” إضافية من الأنسجة. وفي المتوسط، أضافت هذه التقنية حوالي خمس إلى سبع دقائق إلى العملية.

هل أصبح هذا الإجراء معياريًا لجميع جراحات سرطان الثدي في جامعة ستانفورد؟
ليس بعد. فنحن نقدمها للمريضات المؤهلات ونشرح آلية عملها. ومعظمهن متحمسات لها – فبمجرد أن يسمعن أنها قد تُجنّبهن جراحة ثانية، يوافقن عليها. ونحرص على الشفافية بشأن حدودها. وفي الوقت الحالي، نقدمها فقط للمريضات اللاتي يعانين من آفة ثدي واحدة ولم يخضعن سابقًا للإشعاع أو العلاج الكيميائي أو استئصال الورم. ولكننا بدأنا ندرسها لدى المريضات اللاتي يعانين من انتكاسات أو جراحات ما بعد العلاج الكيميائي. وأعتقد أن هذا النوع من التقنية يساعد الجراحين وأخصائيي علم الأمراض والمريضات على تحقيق نتائج أفضل.

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://news.stanford.edu/stories/2025/04/about-breast-surgery-imaging-technology-lumisystem

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

تعليق واحد

  1. عماد آل عبيدان

    مقال علمي مهم يترجم الأمل إلى واقع طبي؛ فالتقنية ليست مجرد أداة، بل فرصة ثانية للشفاء بدقة أعلى ومعاناة أقل. بوركت يد المترجم على هذا الجهد النبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *