[العلاج البصري لتحسين البصر] هل يدعمه العلم؟ طبيب عيون يبين لماذا لا ينبغي علينا أن نكون إمعه – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Eye exercises to improve sight – is there any science behind them? An ophthalmologist explains why you shouldn’t buy the hype
(بنجامين بوتسفورد، أستاذ مساعد في طب العيون، كلية  تشأن للطب بجامعة ماساتشوستس)
(Benjamin Botsford, Assistant Professor of Opthalmology, UMass Chan Medical School)

ربما شاهدت إعلانات تجارية تدعي أنه باستخدام العلاج البصري(1) أو تمارين العين بشكل أساس تنفي الحاجة إلى نظارات طبية. وتشمل هذه التمارين الضغط على العينين بوضع راحتي اليدين عليهما أو تمارين حركة العينين (يمنة ويسرة)؛ أو استخدام نظارات مشتراة بوصفة طبية خاطئة لتجنب إجهاد العينين بسبب القراءة،  

بصفتي برفسورًا في طب العيون – وكطبيب عيون فحص آلاف المرضى – أستطيع أن أقول إنه لا توجد دراسة حتى الآن قدمت دليلاً رصينًا على أن هذه التمارين تنفي الحاجة إلى نظارات طبية أو تقدم أي فوائد بصرية معتبرة على الأمد الطويل(3). ببساطة ليس هناك دليل علمي على هذا الإدعاء(3).

شاهد مقطع فيديو يشرح كيف تعمل العين البشرية:

ماذا يقول العلم

عدم وجود أدلة علمية تثبت صحة هذا الإدعاء تنطبق على جميع حالات وأمراض العيون تقريبًا، بما في ذلك أمراض العيون الشائعة،  مثل قصر النظر(4)، والذي يعني أن المصاب يرى الأشياء القريبة بوضوح، ولكن الأشياء البعيدة تبدو ضبابية له.

وينطبق هذا أيضًا على طول النظر (بعد النظر أو مد البصر)(5) حيث يرى المصاب به الأشياء البعيدة واضحة ولكنها تبدو غير واضحة على مسافة قريبة. كما أن تمارين العين هذه لا تساعد في علاج طول (قصو) النظر الشيخوخي(6)، أو تنفي الحاجة إلى نظارات قراءة طبية، وهي مشكلات تبدأ عمومًا في سن الأربعين تقريبًا.

في حالة طول النظر الشيخوخي، لا يعاني المريض من قصر النظر أو طول النظر ولا يحتاج إلى نظارات مسافة [المترجم: نظارات المسافة تعمل على تصحيح مجموعة من العيوب البصرية: قصر النظر ، طول النظر  والاستغماتيزم (اللابُؤْرِيَّة)(7)].

ومع ذلك، نظرًا لأن عدسة العين تصبح أقل مرونة بمرور الزمن، فإن العين تحاول جاهدةً التركيز على الحروف والنصوص ذات البنط (حجم الحروف) الصغيرة. وسيستمر هذا الانخفاض مع التقدم في السن، ومعه ستزداد الحاجة إلى نظارات قراءة أقوى.

على الرغم من أن بعض الطرق تدعي أنها تقلل من الحاجة إلى نظارات قراءة، إلا أنه لا توجد هناك أدلة كافية على فائدتها(8).

ومع ذلك، إليك بعض الأشياء التي يمكن لأي شخص ممارستها للحفاظ على صحة بصره:

تطور حالة البصر عند الأطفال

يجب أن يخضع جميع الأطفال لفحص خط الأساس للبصر أثناء مرحلة الرضاعة ثم مرة أخرى بين بلوغه ما بين 6 و 12 شهرًا. ويجب أن يخضعوا لفحص ثالث ببلوغهم ما بين سنة إلى 3 سنوات، ثم فحص آخر بين 3 إلى 5 سنوات للتحقق من صحة البصر واحتمال وجود حَوَل (eye misalignment) (أو ما يعرف بـ strabismus) وما إذا كانت هناك حاجة للنظارات.

الإخفاق في معالجة حول العين، أو في توفير النظارات التي يحتاجها الطفل، يؤدي إلى تطور غير طبيعي في مشكلات البصر أو الغمش وهي العين الضعيفة أو الكسولة (10 ، 9).

يمكن إبطاء تطور قصر النظر لدى الأطفال وذلك بأخذ فترات راحة وتجنب استخدام الهاتف أو الكمبيوتر لفترة طويلة تمتد إلى وقت متأخر في الليل(11). الحد من وقت القراءة على مسافة قريبة من النص خارج المدرسة – والحد من وقت الشاشة أو غير ذلك – قد يساعد في إبطاء تطور قصر النظر لدى الأطفال.

قضاء وقت طويل أمام الشاشات والقراءة من مسافة قريبة من الشاشة قد يتسبب في الإصابة بقصر النظر.

مطالعة الأجهزة المزودة بشاشات كالتلفونات والأجهزة اللوحية والكمبيوترات قد تؤدي إلى إجهاد العين وجفافها(12). لذلك أقترح اتباع قاعدة 20-20-20: خذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة وانظر بعيدًا عن الجهاز إلى ما يصل إلى 20 قدمًا (6 متر) بعيدًا. التركيز على إسترخاء وراحة العينين والرمش (إغماض العين وفتحها عدة مرات مما يساعد على ترطيب العين وعدم جفافهاها(13)) .

الاستخدام العرضي لقطرات للدموع الاصطناعية (قطرة الدموع الطبيعية natural tears)، والتي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية من الصيدليات، قد يساعد في علاج جفاف العين.

قضاء فترة يسيرة خارج البيت مفيد لعينيك(14) وله علاقه بانخفاض معدل الإصابة بقصر النظر في مرحلة الطفولة. لكن يجب توخي الحذر من التحديق مباشرة في عين الشمس، ولو لفترة وجيزة، فهو  أمر خطير ويمكن أن يسبب تلفًا دائمًا في شبكية العين(15).

حاصرات الضوء الأزرق والمكملات الغذائية

تدعي الإعلانات التجارية أن النظارات التي تحجب الضوء الأزرق تقي من الصداع وإجهاد العين وتحسن من جودة النوم. لكن بعض الدراسات، بما فيها دراسة كبيرة منضبطة معشاة، وجدت أن العدسات ذات اللون الأزرق لم تؤثر في أعراض إجهاد العين(16). بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد سوى أدلة محدودة تثبت أن هذه النظارات تعمل على تحسين الساعة البيولوجية(17).

كن على حذر من المكملات الغذائية أو العلاجات الطبيعية التي تدعي أنها علاج لجميع حالات العيون. هذه الإدعاءات ليست مدعومة بأدلة علمية رصينة، ولا يوجد دليل على أنها تحسن الرؤية، أو تقلل من عوائم العين(18) أو تساعد على انتفاء الحاجة إلى نظارات طبية. وينطبق الشيء نفسه على الادعاءات التي تقول بأن الزيوت الأساسية (الزيوت العطرية)(19أو غيرها من المواد الموضعية قد تحسن من الرؤية.

على الرغم من أن أحماض أوميغا 3 قد وصفت سابقًا لعلاج أعراض جفاف العين، إلا أنه لا يوجد دليل علمي رصين على أنها تنفع في ذلك، على الرغم من أن هذا لا يقلل من فوائدها الصحية الكثيرة الأخرى(20).

أثبتت إحدى الدراسات أن تطور الضمور البقعي المتوسط المرتبط بالشيخوخة تباطأ لدى بعض المرضى بعد استخدام الفيتامينات التي لا تستلزم وصفة طبية؛ على وجه التحديد، صيغة فيتامينات (AREDS2) (المعروف بـ بريسيرفيسون = مزيج من الفيتامينات الرئيسة والتي تعمل كمكل غذائي). ومع ذلك، فإن هذه الفيتامينات لم تكن مفيدة للمرضى الذين يعانون من أعراض مبكرة للمرض أو لم تظهر عليهم أي أعراض له.

ما العمل؟

هناك بعض حالات العين التي قد يُوصى فيها بالعلاج، بما فيها مشكلات مثل الحول (strabismus) وصعوبة تركيز النظر على الأشياء عن قرب، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل “الرؤية المزدوجة (رؤية صورتين للشيء الواحد في نفس الوقت)”. في نهاية المطاف، من الأفضل معالجة هذه الحالات من قبل طبيب عيون؛ ولا علاقة لهذه الحالات بالحاجة أو بانتفائها إلى نظارات القراءة أو نظارات المسافة [المترجم:  نظارات المسافة تعمل على تصحيح مجموعة من العيوب البصرية: قصر النظر ، طول النظر والاستغماتيزم(21)].

بالنسبة لصحة العين بشكل عام، فإن اتباع نظام غذائي غني بالخضروات وغيرها من الأطعمة الصحية قد يساعد في الحد من الإصابة ببعض أمراض العيون(22). تثبت بعض الدراسات أيضًا أن التمارين الرياضية لها علاقة بالحد من احتمال الإصابة بالغلوكوما أو الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة(23).

التدخين له علاقة بالكثير من أمراض العيون، بما فيها الضمور البقعي المرتبط بالشيخوخة، لذا فإن الإقلاع عن التدخين أو تجنبه يعد أمرًا بالغ الأهمية.

وأخيراً، لا تفرك عينيك؛ يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التهيج. إزالة المكياج ليلاً يساعد على الحد من تهيج الجفن. ولا تنام بالعدسات اللاصقة(24) – فقد يؤدي ذلك إلى التهابات القرنية وغيرها من الحالات التي قد تلحق الضرر ببصرك.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- “العلاج البصري (vision therapy) هو مروحة من العلاجات القائمة على تمارين العين” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://en.wikipedia.org/wiki/Vision_therapy
2- https://journals.lww.com/optvissci/abstract/2012/08000/objective_measures_of_the_effects_of_the__read.17.aspx
3- https://www.nature.com/articles/s41433-023-02739-x
4- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/nearsightedness/symptoms-causes/syc-20375556#
5- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/farsightedness/symptoms-causes/syc-20372495
6- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/presbyopia/symptoms-causes/syc-20363328
7- https://www.zeissvisioncenter.com/en_be/asse/products/zeiss-precision-lenses/distance-glasses.htm
8- https://journals.lww.com/optvissci/abstract/2012/08000/objective_measures_of_the_effects_of_the__read.17.aspx
9- https://www.aao.org/eye-health/tips-prevention/children-eye-screening
10- https://www.nei.nih.gov/learn-about-eye-health/eye-conditions-and-diseases/amblyopia-lazy-eye#
11- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/lazy-eye/symptoms-causes/syc-20352391#
12- https://link.springer.com/article/10.1007/s40123-022-00540-9
13- https://link.springer.com/article/10.1007/s40123-022-00540-9
14- https://mayfairvisionclinic.com/2024/03/27/blinking-an-important-part-of-eye-health/
15- https://iovs.arvojournals.org/article.aspx?articleid=2127681
16- https://www.vox.com/science/24119318/solar-eclipse-2024-safety-glasses
17- https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S0002939421000726
18- https://www.nigms.nih.gov/education/fact-sheets/Pages/circadian-rhythms.aspx
19- “عوائم العين (eye floaters) هي بقع تظهر في مجال الرؤية. وقد تظهر لك على شكل بقع أو خيوط أو أنسجة عنكبوت سوداء أو رمادية. وقد تشعر بتحركها مع حركة عينك. ويبدو أن العوائم تنطلق بعيدًا عندما تحاول النظر إليها مباشرة.  وترجع أسباب معظم حالات الإصابة بعوائم العين إلى التغيرات المرتبطة بالعمر التي تحدث عندما تتحول المادة الشبيهة بالهُلام (الجسم الزجاجي) داخل العينين إلى قوام سائل، ثم تتعرض للانكماش. وتتكون كُتَل متناثرة من ألياف الكولاجين داخل الجسم الزجاجي، وقد يكون لها ظلال ضئيلة للغاية على شبكية العين. وتسمى الظلال التي تراها باسم العوائم”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/eye-floaters/symptoms-causes/syc-20372346
20- https://www.aao.org/eye-health/tips-prevention/scariest-eye-cures-viral-tiktok-influencer
21- https://www.aao.org/eye-health/tips-prevention/does-fish-oil-help-dry-eye
22- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/aos.15191
23- https://www.nature.com/articles/s41433-018-0081-8
24- https://www.healthline.com/health/eye-health/sleeping-with-contacts

المصدر الرئيس:
https://theconversation.com/eye-exercises-to-improve-sight-is-there-any-science-behind-them-an-ophthalmologist-explains-why-you-shouldnt-buy-the-hype-217655

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *