الحاجة لعلم المنطق – بقلم السيد موسى العلوي

خُلق الإنسان مفطورا على النُطق، وجُعل اللسانُ آلة.
والانسان هو الوحيد الذي ينطق بإدراكٍ ووعي وبصيرة إلا المُضلِّين, ومن تربى تربية فاسدة, ومن أغرتْهُ الدنيا وزينتها.
{ إِنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱۚ وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ یُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا یَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَ ٰ⁠لَكُمۡ }
[سُورَةُ مُحَمَّدٍ: ٣٦]

[ومن اتخذ الدنيا لعِبا ولهوا, فقد تاه خلف السحاب]

مصدر الصورة: ae.linkedin.com

ونقول لأصحاب القلوب النَّيِّرة, والعقول الناضِجة المنفتحة, هناك أساليب لتَنال رتبة متقدمة من علم المنطق:
١- رتِّب معلوماتك المتراكمة والمشوشة, وخصوصا في العقيدة.

٢- ترتيب المعلومات بالشكل الصحيح, يخضع إدراكات الفكر السليم (وهو العقل) ، وقد قيل: {العقل السليم في الجسم السَّليم}

فسلامَة الجسم ماديا, والعقل على مستوى التفكير, سيوصِلك لكبِد الحقائق, وسوف تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وإلَّا فسوف تتيه ومن معك كما تاه بنو إسرائيل أربعين سنة, وهم يدورون في دائرة مغلقة, وسوف يتبع هذا التِّيه انغلاق الفكر, والخاتمة هي: الطَّرد من رحمة الله, وإلى الأبد.

والسؤال؟؟؟
ما قيمة عقلٍ خضع للأهواء وعبادة الشياطين والأبالسة؟ وابتعد عن صبغة الله بقرارِه واختياره. (فلا يلومنَّ ضالٌ يوم القيامة إلّا نفسَه).

والله يقول:
{ صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةࣰۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَـٰبِدُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٣٨]

والصبغة هنا بمعنى الفطرة. فالفطرة السليمة, صُبِغَت بالطهار والنقاوة, وبالورع والتقوى, والعفة والنزاهة والنبل, وسوف تبقى هذه الفطرة على طهارتها وسلامتها, مالم يعبث بها هوى النفس الأمّارة بالسوء, وإبليس وجنود إبليس, من الجنة والنّاس أجمعين.

{ وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا (٧) فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا (٨) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا (٩) وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا (١٠) }
[سُورَةُ الشَّمۡسِ: ٧-١٠]

{ كَمَثَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَـٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّی بَرِیۤءࣱ مِّنكَ إِنِّیۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ }
[سُورَةُ الحَشۡرِ: ١٦]

(المادة والهيئة)

هناك مادة وهيئة لكل جملة حملية, من حيث الصحة والبطلَان لواحدة منهما أو لكليهما.

{ ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ (خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲ) فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ وَكِیلࣱ }
[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ١٠٢]

فالموضوع: هو الله ، والمحمول: (خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲ)

الله خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲ. الجملة هذه من حيث المادة صحيحة:

الله: مبتدأ مرفوع بالضمة
خالق: خبر مرفوع بالضمة، وهي مضاف.
كل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهي مضاف، وشيء مضاف إليه مجرور بالإضافة.

ومن حيث الهيئة كذلك صحيحة: أليس الله هو خالق كلِّ شيء؟
وهذي يقال عنها هيئة صحيحة. (فالجملة صحيحة مادة وهيئة).

(الله غير موجود)
مادة صحيحة مكونة من مبتدأ وخبر، والجملة مفيدة، أفادت خبرا.

ولكنّ الهيئة باطلة عاطلة.

(وهنا تكمن الحاجة الى علم المنطق)

السيد موسى العلوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *