امتلاك هاتف ذكي في سن الثانية عشرة يرتبط بهذه المشاكل الصحية لدى الأطفال – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Owning a Smartphone at Age 12 Is Linked to These Health Issues in Kids
(David Nield – بقلم: ديفيد نيلد)

نتعلم بسرعة كيف تؤثر الهواتف الذكية على الطفولة، ونتائج دراسة جديدة حول المراهقين على أعتاب المراهقة تُثير بعض الشكوك.

فقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن امتلاك هاتف في سن الثانية عشرة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والسمنة وقلة النوم، مقارنةً بعدم امتلاكه.

مصدر الصورة: جوزيانتونا / آيستوك / غيتي إيماجز بلس

وتم إطلاق هاتف آيفون قبل أقل من 20 عامًا، لذا فإن العديد من الأطفال الذين يدخلون الآن مرحلة المراهقة لم يعرفوا سوى عالم مع الهواتف. وتحاول دراسات كهذه تحليل هذه الآثار.

ويقول البروفيسور ران بارزيلاي، طبيب نفس الأطفال والمراهقين من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا: “تشير نتائجنا إلى أنه ينبغي علينا النظر إلى الهواتف الذكية كعامل مهم في صحة المراهقين، مع مراعاة قرار منح الطفل هاتفًا بعناية، والنظر في الآثار المحتملة على حياته وصحته”.

وقد قدمت بيانات من 10,588 شابًا، جُمعت كجزء من دراسة جارية حول نمو دماغ المراهقين، لمحة عامة عن صحة المشاركين في سن 12 عامًا، إلى جانب بعض الأدلة على الاختلافات التي قد يُحدثها الحصول على هاتف (أو عدمه) خلال العام المقبل.

وأخذ الباحثون في الاعتبار متغيرات أخرى، مثل التركيبة السكانية والوضع الاجتماعي والاقتصادي، ووجدوا أنه في سن 12 عامًا، تم تشخيص ما يقرب من 6.5% ممن لديهم هواتف بالاكتئاب، مقارنة بنحو 4.5% ممن لا يملكون هواتف. وهذا فرق إحصائي يبدو صغيرًا ولكنه ذو دلالة إحصائية.

وبالنسبة للسمنة، كانت الأرقام المقابلة حوالي 18% لمستخدمي الهواتف الذكية مقارنة بـ 12% من الأطفال في سن 12 عامًا الذين لا يملكون هذه الأجهزة.

أما بالنسبة للنوم، فقد أفاد 47% من الأطفال في سن 12 عامًا الذين يملكون هواتف بعدم كفاية النوم (أقل من تسع ساعات في الليلة) مقارنة بـ 31% من أقرانهم الذين لا يملكون هواتف.

يرغب الباحثون في اتخاذ المزيد من التدابير لحماية الأطفال من الأضرار المحتملة للهواتف. مصدر الصورة: بروس مارس / أنسبلاش

وكان الأطفال الذين امتلكوا هواتف في سن الثالثة عشرة أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاكل الصحة النفسية (بما في ذلك الاكتئاب) وقلة النوم مقارنةً بمن لم يمتلكوها. ومع ذلك، لم يُلاحظ أي تغيير ملحوظ في خطر السمنة خلال ذلك العام.

ويُقرّ الباحثون بأن استخدام الهواتف قد يكون له فوائد، كما أظهرت دراسات أخرى، لكنهم يرغبون في بذل المزيد من الجهود لضمان استخدام هذه الأجهزة بمسؤولية.

ويقول البروفيسور بارزيلاي: “بالنسبة للعديد من المراهقين، يمكن للهواتف الذكية أن تلعب دورًا بنّاءً من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية، ودعم التعلم، وتوفير الوصول إلى المعلومات والموارد التي تُعزز النمو الشخصي”.

ويضيف: “وبالمثل، قد ترى بعض العائلات أن الهاتف الذكي ضرورة للسلامة أو التواصل”.
وهناك بعض الفروق الدقيقة في البيانات. فعلى سبيل المثال، تم قياس الاكتئاب كأي فترة اكتئاب خلال حياة الطفل حتى الآن، لذا قد يكون قد حدث قبل حصوله على هاتف، في بعض الحالات.

ومن غير الممكن أيضًا استخلاص أي استنتاجات حول السبب والنتيجة في دراسة رصدية كهذه، ولكن قوة الارتباطات – بالإضافة إلى التغييرات التي سُجلت بين سن 12 و13 عامًا، حيث حصل بعض الأطفال على هواتف بينما لم يحصل آخرون عليها – تستحق المزيد من البحث.

وتتوافق النتائج مع ما نعرفه عن البالغين والهواتف الذكية: أن هذه الأجهزة يمكن أن تزيد من التوتر، وتجعلنا نشعر بمزيد من التشتت والإرهاق، وتُعيد تشكيل طريقة عمل أدمغتنا.

وفي الدراسات المستقبلية، يرغب الباحثون في دراسة مدى تأثير وقت الشاشة وأنواع التطبيقات المختلفة على هذه النتائج، وكيف يمكن أن تمتد النتائج على مدى فترات أطول من المراهقة، وما هي التدابير المضادة التي يمكن اتخاذها.

ويقول البروفيسور بارزيلاي: “من الضروري أن يخصص الشباب وقتًا بعيدًا عن هواتفهم لممارسة النشاط البدني، مما يمكن أن يحمي من السمنة ويُعزز الصحة العقلية مع مرور الوقت”. وقد نُشر البحث في مجلة طب الأطفال (اقرأ الورقة العلمية على الرابط: Smartphone Ownership, Age of Smartphone Acquisition, and Health Outcomes in Early Adolescence | Pediatrics | American Academy of Pediatrics).

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/owning-a-smartphone-at-age-12-is-linked-to-these-health-issues-in-kids

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *