علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
طائرٌ ساحليٌّ أنيق، يشقّ الطين بخطواتٍ حذرة ومنقارٍ أحمر كأنه أداة نجّارٍ قديم، يحلّ ضيفًا على سواحل تاروت في مواسم الهجرة، قادمًا من سواحل بعيدة، حاملًا معه ذاكرة المدّ والجَزر، ومذكّرًا بأن هذه السواحل ليست هامشًا، بل محطة عابرة في خريطة الطيور الكبرى.
النوع: التادورنا الشائع
الاسم العلمي: (Tadorna tadorna)
التصنيف: طيور مائية – فصيلة البطيات (Anatidae)
يُعدّ التادورنا الشائع من الطيور المائية متوسطة إلى كبيرة الحجم، ويتميّز بتركيبة لونية واضحة وسلوك هادئ في أثناء التغذية والحركة. يفضّل البيئات الساحلية الضحلة، خاصة المصبّات، والمستنقعات المالحة، والمناطق المحاذية لأشجار المانغروف.
تم تسجيل هذا النوع لأول مرة على سواحل جزيرة تاروت بتاريخ 26 ديسمبر 2024م، في رصدٍ يُعدّ مهمًا من الناحية التوثيقية. ثم اختفى لاحقًا خلال الدورة الموسمية المعتادة للهجرة. وفي 21 نوفمبر 2025م، أُعيد رصده في الموقع ذاته تقريبًا، مما يشير إلى استخدام المنطقة كمحطة موسمية محتملة ضمن مسارات الهجرة. واستمر توثيق وجوده حتى 7 ديسمبر 2025م، حيث شوهد بالقرب من مناطق المانغروف، ما يعزّز قيمة هذه البيئات كموائل مهمة للطيور الزائرة.
يُعرف هذا النوع بانتشاره الواسع في أوروبا وغرب آسيا، ويُعدّ زائرًا شتويًا في مناطق متعددة من الشرق الأوسط، بما فيها سواحل الخليج العربي. ويؤكد هذا الرصد أهمية سواحل تاروت بوصفها جزءًا من الشبكة البيئية لمحطات توقف الطيور المائية المهاجرة، ويبرز الحاجة إلى حماية هذه الموائل الساحلية واستدامتها.
مقالات ذات صلة:
– https://www.qatifscience.com/?p=26928
– https://www.qatifscience.com/?p=26978
لعلى وعسى أن تعود مثل هذه الطيور المهاجرة التي كانت تشاهد بالآلاف وعلى أختلاف الأنواع والأشكال وإن كان هذا من المستبعد وذلك لنحسار البيئة الحاضنة ولذلك وجب على الأقل المحافظة على ماتبقى منها وحمايتها.. أحسنتم أبى حسام على هذا التوثيق الجميل👍👌👌👌🌹