الأسس العلمية وراء الشعور بتعكر المزاج وعدم الارتياح مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

The science behind waking up on the wrong side of the bed
(جامعة ميشيغان – University of Michigan)

دراسة أجرتها جامعة ميشيغان ودارتماوث هيلث تناولت الأسس العلمية للشعور بتعكر المزاج وعدم الشعور بالارتياح مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم.

الدراسة، التي استخدمت بيانات أجهزة فيتبيتسFitbits] (1)] من أكثر من 2500 طبيب متدرب (طبيب امتياز)  طوال عامين، وجدت أن دورات الحالة (التقلبات) المزاجية(2) التي أبلغ عنها أطباء الامتياز ذاتيًا وصلت إلى أدنى نقطة لها [أي متعكر المزاج جدًا] حوالي الساعة 5 صباحًا وأعلى نقطة لها [أي غير متعكر المزاج] في حوالي الساعة 5 مساءً.

قلة النوم جعلت هذه التقلبات المزاجية أكثر حدة، مما أدى إلى حالة مزاجية هي الأكثر سوءًا وتقلبات كبيرة في الحالة المزاجية طوال اليوم.

“يتقلب المزاج(3) عادةً بشكل طبيعي حيث يبلغ  أدنى مستوى له في الصباح وأعلى مستوىً له في المساء بغض النظر عن قلة النوم أو عدمه. وقال بنيامين شابيرو (Benjamin Shapiro)، المؤلف الرئيس للدراسة والطبيب النفسي في جامعة دارتموث هيلث، يعتبر الحرمان من النوم عملية منفصلة تزيد الحالة المزاجية السلبية سوءً [زيادة في الحالة المزاجية السلبية، ومنها الغضب والإحباط والارتباك والتهيج والحزن، بحسب التعريف] وانخفاض في الحالة المزاجية الإيجابية.

“لذا فإن الشخص المستيقظ (السهرانً) طوال الليل لابد أن يكون مزاجه في الساعة 5 صباحًا أكثر سوءً مما لو كان قد استيقظ للتو في الساعة 5 صباحًا. ومع ذلك،سيظل مزاجه عند الساعة 5 صباحًا يوميًا أكثر تعكرًا مما هو عليه في المساء”.

الدراسة(4)، التي نشرت في مجلة (PLOS Digital Health)، حللت بيانات من 2602 طبيب امتياز طوال عامين. وقام الباحثون بقياس معدل ضربات القلب بنحو  مستمر [من خلال جهاز كان المشاركون يرتدونه] لأطباء الامتياز وعدد الخطوات التي مشوها، وساعات نومهم، ودرجات الحالة المزاجية اليومية [درجات حسب مقياس يتدرج من واحد إلى عشرة، حيث واحد يعتبر أسوأ مزاج وعشرة أفضل مزاج]. وقام الباحثون أيضًا بتقدير الساعة البيولوجية (النظام اليوماوي(5)] ووقت الاستيقاظ من جهاز يرتديه المشارك في التجربة يقيس معدل ضربات القلب وقياسات الحركة بالدقيقة.

وقال داني فورجر (Danny Forger)، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ الرياضيات والطب الحوسوبي والمعلوماتية الحيوية في كلية الطب بجامعة مشيغان: “اكتشفنا أن المزاج يتبع إيقاعًا معينًا مرتبطًا بالساعة البيولوجية للجسم، ويزداد تأثير الساعة البيولوجية كلما بقي الشخص مستيقظًا لفترة أطول”.. “تسلط الدراسة الضوء على الدور المهم الذي تلعبه ساعة الجسم البيولوجية في الحالة المزاجية مما جعل التكنولوجيا [مثل فيتبيتس] القابلة للارتداء وسيلة جديدة ومثيرة لاستكشاف هذه العوامل المؤثرة في مشكلات الصحة العقلية”.

كما أكمل أطباء الامتياز تقييمًا واحدًا في أي وقت من اليوم؛  وهذا التقييم يتطلب الجواب على السؤال التالي فقط: كيف كان مزاجك اليوم؟  وهؤلاء الأطباء في سنتهم الأولى من برنامج الامتياز هم جزء من دراسة صحة أطباء الإمتياز (Intern Health Study)، وهي دراسة متعددة المراكز في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ثم قام الباحثون بعمل رسوم بيانية لدرجات الحالة المزاجية للمشاركين مقابل ساعاتهم البيولوجية (نظامهم اليوماوي) ومقابل وقت استيقاظهم. ووجدوا أن المزاج يبلغ ذروته [أي مستواه الآيجابي] في الساعة الخامسة مساءً. وينخفض إلى أدنى مستوياته [أي مستواه الأسوأ] في الساعة 5 صباحًا. ووجدوا أيضًا أن الحالة المزاجية تسوء كلما طالت فترة استيقاظ المشاركين [أو عدم نوم / حرمانهم من النوم].

“الطب النفسي كان ولا يزال يعرف أن النوم وإيقاع الساعة البيولوجية يلعبان دورًا مهمًا في الصحة العقلية. ومع ذلك، فإن هذه النتائج لم تثبت إلا في عينات صغيرة وفي بيئة مختبرات. “هذه الدراسة استطاعت أن تعمم هذه النتائج على الحياة اليومية الطبيعية لعدد كبير من المشاركين”.

يقول الباحثون إن دراستهم تناولت فقط نموذج عام لمزاج أطباء الامتياز، وأن الاختلافات الفردية في الحالة المزاجية هي أكثر تعقيدًا وتعتمد على عوامل مثل الديناميكيات الاجتماعية(6) وجداول الدوام النهارية والنوبات الليلية وحالات(7). كما كان هناك عدد قليل من المشاركين ممن بقي مستيقظًا لأكثر من 18 ساعة خلال اليوم. أخيرًا، لم يستخدم الباحثون مقاييس التقييم الانفعالي (emotional) المعتمدة، مثل مقياس الاكتئاب والقلق والإجهاد [لقياس حدة هذه السمات من خلال اسئلة استبانة، انظر مثلًا مقياس حدة الاكتئاب(8) أو أدوات الفحص السريري [المعتمدة أيضًا على اسئلة، والتي من شأنها أن تساعد في تفسير عوامل التشويش المؤثرة(9) الممكنة للاضطرابات المزاجية(10) واضطرابات القلق(11)].

لكن الباحثين أثبتوا أن أدوات القياس غير الجراحية مثل أجهزة فيتبيتس (Fitbits) أو الساعات الذكية الأخرى يمكن أن تكون مفيدة في تتبع اضطرابات المزاج وإيقاعات الساعة البيولوجية.

وقال شابيرو: “بدلاً من سحب عينات دم أو مراقبة درجة حرارة الشخص لتتبع اضطراباته المزاجية، يمكننا الآن الحصول على نفس البيانات، مثلًا، من جهاز فيتبيتس (Fitbit) يوميًا”. “وهذا يفتح الباب أمام أطباء الصحة العقلية لاستخدام مقاييس إيقاع الساعة البيولوجية في الممارسة السريرية اليومية”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- أجهزة فيتبيت (Fitbit) لتتبع الأنشطة وأجهزة قابلة للارتداء تقيس بيانات مثل عدد معدل ضربات القلب وخطوات المشي وغيرها من المقاييس الشخصية المعنية باللياقة البدنية.  مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/فيتبيت
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/تحول_المزاج
3- https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/Mood-and-sleep
4- https://journals.plos.org/digitalhealth/article?id=10.1371/journal.pdig.0000439
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظم_يوماوي
6- “الديناميات الاجتماعية هي سلوكيات المجموعات / الجماعات الناجمة عن التفاعلات بين أفراد كل مجموعة / جماعة وكذلك دراسة العلاقة بين تفاعلات الأفراد وسلوك الجماعة”.  ترجمناه  من نص ورد على هذا العنوان:  .https://archive.unescwa.org/social-dynamics
7- “مصطلح المزاج (temperanant) إلى جوانب شخصية الفرد مثل الانطواء أو الانفتاح، والذي يعتبر في كثير من الأحيان من الأمور التي توجد بالفطرة ولا يكتسبها الإنسان. وقد تطورت العديد من البرامج التصنيفية الكبيرة الخاصة بالحالة المزاجية؛ على الرغم من عدم تحقيق توافقٍ عام بين الأوساط الأكاديمية. يُحدد المزاج من خلال ملامح سلوكية محددة، تركز عادة على تلك التي يمكن قياسها واختبارها بسهولة في مرحلة الطفولة المبكرة. وبصفة عامة تتضمن هذه العوامل الانفعال والنشاط والتبسم باستمرار والاقتراب أو الانطوائية التجنبية للأحداث غير المألوفة. بصفة عامة هناك ترابط قليل بين ما يصفه المعلمون وبين ملاحظات العلماء المتخصصين في تحديد المزاج. ومن المفترض أن المزاج يرتبط بالعوامل البيولوجية، لكن هذه أثبتت صعوبة للاختبار المباشر”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/مزاج
8- https://en.wikipedia.org/wiki/Rating_scales_for_depression
9- :يُعرَّف عامل التشويش (أو عامل الإرباك) (Confounding factor) بأنه متغيِّر خارجي (Extraneous variable) يؤثر وجوده في صحة نتائج البحث؛ فلا يعكس العلاقة الفعلية ما بين المتغيرات المدروسة والمخرجات (outcome). ومن الضروري أن يكون عامل التشويش على ارتباط بكل من التعرُّض المدروس (exposure) (قد يكون تدخل دوائي أو غير ذلك) والنتيجة (outcome) (كالإصابة بمرض معين أو الموت)، وليس جزءً من العلاقة بين التعرّض والنتيجة. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://www.syr-res.com/article/21695.html
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_مزاجي
11- https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/anxiety-disorders

المصدر الرئيس:
https://news.umich.edu/the-science-behind-waking-up-on-the-wrong-side-of-the-bed/

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *