إسم الكتاب:
عصر رأسمالية المراقبة: الكفاح من أجل مستقبل إنساني على الحدود للسلطة الجديدة
The Age of Surveillance Capitalism: The Fight of a Human Future at the New Frontier of Power
مؤلف الكتاب:
السيدة شوشانا زوبوف (Shoshana Zuboff) (من مواليد ١٨ نوفمبر ١٩٥١م) وهي مؤلفة أمريكية، وأستاذة جامعية، وعالمة نفس اجتماعي، وفيلسوفة، وباحثة وحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة هارفارد (Harvard University)، وكذلك درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة شيكاغو (University of Chicago). وهي حاليا تجلس على كرسي استاذية السيد تشارلز إدوارد ويلسون (Charles Edward Wilson) الفخرية في كلية هارفارد للأعمال.
بالإضافة الى هذا الكتاب، هي أيضا مؤلف لكتاب “في عصر الآلة الذكية: مستقبل العمل والقوة واقتصاد الدعم: لماذا تفشل الشركات أعمال الأفراد والحلقة التالية من الرأسمالية” In the Age of the Smart Machine: The Future of Work and Power and The Support Economy: Why Corporations Are Failing Individuals and the Next Episode of Capitalism، والذي شاركت في تأليفه السيد جيمس ماكسمين (James Maxmin).
تعد أعمال السيدة زوبوف مصدرًا للعديد من المفاهيم الأصلية بما في ذلك “رأسمالية المراقبة”، و”القوة الذرائعية”، و”تقسيم التعلم في المجتمع”، و”اقتصاديات العمل”، و”وسائل تعديل السلوك”، و”حضارة المعلومات”، و”الكمبيوتر”. – العمل الوسيط، وجدلية “الأتمتة/المعلوماتية”، و”تجريد العمل”، و”فردنة الاستهلاك”، و”الانقلاب من فوق”.
منصة الوميض** (Blinkist) قامت بتلخيص الكتاب في ثمان ومضات معرفية ، وهي كالتالي:
المقدمة – ما الفائدة من هذا الكتاب بالنسبة لي؟ اكتشف كيف أصبحت شركة جوجل (Google) وشركة فيسبوك (Facebook) ثريين من بياناتك الشخصية:
إذا أنت تقرأ حاليا هذه الومضات المعرفية، فمن المؤكد أنك تستخدم الإنترنت بطريقة ما. دعونا نواجه الأمر بواقعية مباشرة: سيكون من الصعب للغاية العيش في الحياة هذه الأيام دون التعامل مع العالم الرقمي. وهذا هو الوضع المثالي الذي ينشده رأسماليي المراقبة اليوم.
رأسمالية المراقبة هي العمل على أخذ بيانات الأشخاص واستخدامها لتحقيق الأرباح. يتضمن ذلك تتبع مواقع الويب، وسجل البحث، وجهات الاتصال، وسجل التصفح، والبيانات البيومترية (البصمات)، ومتى تذهب للنوم ومتى تستيقظ، وعدد المرات التي تقوم فيها بإعادة شحن البطارية – والقائمة تطول وتطول. يتم بعد ذلك تحليل هذه المعلومات بحثًا عن الاتجاهات السلوكية وبيعها لمساعدة المعلنين على استهداف العملاء بشكل أفضل.
ومع ذلك، فإن العديد من الكتب التي تنتقد رأسمالية المراقبة تساعد في تطبيعها من خلال التوصية ببساطة بأن يقوم الناس بإغلاق أجهزتهم بشكل أكبر وتقليل الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الكاتبة السيدة شوشانا زوبوف (Shoshana Zuboff) تأمل ألا يقبل الناس هذه الممارسات العدوانية الجائرة باعتبارها وضعا طبيعيا، وتأمل في أن نتمكن من إيجاد طريقة بديلة وذلك بوضع قوانين أفضل للخصوصية في المجال الرقمي.
في هذه الومضات المعرفية، سوف تكتشف العديد من الحقائق، ومنها:
- كم عدد ملفات تعريف الارتباط (cookies) التي سيجمعها جهاز الكمبيوتر الخاص بك عن طريق زيارة مواقع الويب الأكثر شعبية؛
- كيف تواجه سلوكيات المشكوك فيه من الممارسات التجارية اليوم؛ و
- كيف وضعتنا هجمات ١١ سبتمبر الإرهابية على الطريق نحو رأسمالية المراقبة.
ومضة رقم ١ – في رأسمالية المراقبة، يتم تحويل جميع جوانب التجربة الإنسانية إلى بيانات وبيعها لمجموعة متنوعة من الشركات لأسباب متنوعة:
هل تعرف إلى أي مدى تتم معالجة تحركاتك وخطابك وأفعالك وخبراتك وسلوكياتك وبيعها من قبل شركات مثل شركة جوجل (Google) وشركة فيسبوك (Facebook) وشركة مايكروسوفت (Microsoft) وشركة أمازون (Amazon)؟ القليل منا يفعل ذلك، وهذه هي الطريقة التي يرغب بها مروجي رأسمالية المراقبة في الاحتفاظ بها.
أولاً وقبل كل شيء، يمكن لبياناتك الشخصية أن تساعد الشركات على استهداف جهودها الإعلانية بشكل أفضل. هل أنت الان قريب من أحد مطاعم ماكدونالدز مثلا؟ اذن، إليكم إعلان عن وجبة بيج ماك (Big Mac).
وهذه البيانات يمكن أن تساعد أيضًا في إنشاء منتجات تنبؤية، على غرار المساعدين الافتراضيين مثل أليكسا (Alexa) من شركة أمازون (Amazon)، والتي يتم استخدامها بعد ذلك لجمع بيانات أكثر ربحية.
لقد كانت شركة جوجل رائدة في رأسمالية المراقبة، ولا تزال في المقدمة. ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن تدرك الشركات الأخرى قيمة سوق البيانات الشخصية الجديد هذا. ففي نهاية المطاف، بمجرد أن بدأت شركة جوجل في استخدام البيانات لتحسين دقة الإعلانات المستهدفة، تحولت الشركة من نزيف وهدر في الأموال إلى زيادة في الإيرادات بنسبة خرافية بلغت ٣٥٩٠% – وذلك في أربع سنوات فقط!
كانت شركة فيسبوك أول من سار على خطى شركة جوجل، وهم الوحيدون الذين ينافسون شركة جوجل في الكم الهائل من البيانات المتراكمة. في دراسة أجريت عام ٢٠١٥م في جامعة بنسلفانيا الامريكية، نظر الباحثون إلى أفضل مليون موقع إلكتروني والأكثر شعبية. ووجدوا أن ٩٠ بالمائة منهم يسربون البيانات الشخصية إلى تسعة نطاقات خارجية في المتوسط، حيث يتم تعقب هذه المعلومات واستخدامها لأغراض تجارية. ومن بين مواقع الويب التي تقوم بتسريب البيانات، يرسل ٧٨ بالمائة من المعلومات إلى نطاقات خارجية مملوكة لشركة جوجل (Google)، بينما يرسل ٣٤ بالمائة منها إلى نطاقات مملوكة لـشركة فيسبوك (Facebook).
تقوم كلتا الشركتان (جوجل وفيسبوك) ببيع المعلنين بيانات مستهدفة والتي تتضمن عناوين البريد الإلكتروني ومعلومات الاتصال وأرقام الهواتف وزيارات موقع الويب من جميع أنحاء الإنترنت. في عام ٢٠١٢م، أضافت شركة فيسبوك إشارة مختصرة لسياسة التتبع الجديدة هذه إلى اتفاقية شروط الخدمة الجديدة التي كانت طويلة جدًا بحيث كان من المحتمل أن يقرأ عدد قليل من الأشخاص كل كلمة. هذا النوع من العقود غير القابلة للقراءة هو تكتيك نموذجي لرأسمالية المراقبة.
ومع ذلك، لا يقتصر هذا التتبع على تصفح الإنترنت فقط. وقد وجدت دراسات أخرى أن العديد من التطبيقات المباعة لأجهزة التليفونات التي تستخدم نظام التشغيل اندرويد (Android) من شركة جوجل (Google) تحتوي على أدوات تتبع تعمل على تسريب المعلومات الشخصية حتى عندما لا يتم استخدام هذه التليفونات بشكل نشط. وربما ليس من المستغرب أن توفر هذه الأجهزة التي تستخدم نظام اندرويد، مثل أغلب الأجهزة “الذكية” والتي تباع هذه الأيام، دفقاً مستمراً من بيانات المواقع والسلوكيات للأشخاص حاملي هذه التليفونات.
كيف وصلنا إلى هنا؟ لماذا يعني استخدام الإنترنت أو المنتجات الرقمية الآن بشكل أساسي هي بمثابة فتح الباب أمام المراقبة العدوانية الجائرة من قبل أطراف غير معروفة؟ في الومضتين التاليتين، سننظر في كيفية ظهور رأسمالية المراقبة.
ومضة رقم ٢ – ساعدت التغييرات السابقة في الرأسمالية على تخفيف القيود التنظيمية وتغيير المواقف في عصر الإنترنت:
إن قصة رأسمالية المراقبة هي قصة حديثة. ولكن لكي نفهم صعودها وهيمنتها الحالية، يتعين علينا أن ننظر إلى فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. خلال هذا الوقت، خضعت قواعد الرأسمالية نفسها لتغيير كبير.
قبل السبعينيات، كانت الرأسمالية شيئًا يشتمل على نظام من القوانين والسياسات، يُعرف مجتمعًيا بالحركة المزدوجة، والتي تم تصميمها لحماية المجتمع من الرأسمالية المسعورة.
وكما يصفها المؤرخ السيد كارل بولاني (Karl Polanyi)، فقد تم دمج الحركة المزدوجة في النظام الرأسمالي للتأكد من أن المؤسسات المعنية لا تضر بالعمل والأرض والمال. لقد أدرك السيد بولاني، مثل آدم سميث (Adam Smith) وغيره من الاقتصاديين من قبله، أن الرأسمالية تحتوي على ميول واتجاهات مدمرة محتملة. يمكن أن يكون للجشع والترويج للسلطة تأثيرات مدمرة، وقد تم تصميم الحركة المزدوجة خصيصًا لمواجهة هذه الاتجاهات.
ومع ذلك، فقد صعد صوتان مؤثران إلى واجهة السياسة الاقتصادية في سبعينيات القرن العشرين، وهما الاقتصادي النمساوي السيد فريدريك هايك (Friedrich Hayek) والاقتصادي الأمريكي السيد ميلتون فريدمان (Milton Friedman). وقد اقترح كل منهما أننا سنكون في وضع أفضل بدون الحركة المزدوجة. بشر هذان الرجلان بإنجيل اقتصاد السوق الحر المنظم ذاتيًا، وغير المثقل بأشياء مزعجة مثل القوانين واللوائح التي لم تؤدي إلا إلى الحد من الإمكانات اللامحدودة للمؤسسة الرأسمالية.
حصل كل من السيد هايك والسيد فريدمان على جوائز نوبل. لقد أثبت هذا الاعتراف بصحة أفكارهم وربما كان السبب وراء تنفيذ هذه الأفكار بسرعة في جميع أنحاء العالم. وفي الولايات المتحدة، تم إلغاء القواعد التنظيمية المتعلقة بالحركة المزدوجة بشكل منهجي ــ أولا، في ظل إدارة جيمي كارتر (Jimmy Carter)، ثم أثناء ولاية رونالد ريجان (Ronald Regan). وفي أوروبا، كان يُنظر إلى رأسمالية السوق الحرة باعتبارها الترياق الأمثل لتهديدات الشيوعية والشمولية.
لكن ليس من قبيل الصدفة أنه في السنوات التي تلت تفكيك الحركة المزدوجة، وصل مؤشر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية إلى مستويات عالية بشكل خطير. وفي العقود الأخيرة، تم تحويل مبالغ غير مسبوقة من الأموال إلى الفئات الأعلى دخلا. وفي عام ٢٠١٦م، ذهب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي إلى حد وصف هذا التراكم غير المتناسب للثروة بأنه تهديد للاستقرار.
وفي بيئة الشركات غير المنظمة هذه، تزدهر رأسمالية المراقبة. ذات يوم، أدرك المخترع توماس إديسون (Thomas Edison) ما لاحظه آخرون، بما في ذلك عالم الاجتماع السيد إميل دوركهايم (Emil Durkheim). وهذا الادراك هو: مبادئ الرأسمالية تصبح مبادئ المجتمع ككل. وعلى سبيل المثال، إذا كانت مسار شركة جوجل مسارا ناجحًا، فلا بد أن يكون صحيحًا وجيدًا. وإذا نجحت رأسمالية المراقبة في إطار قواعد الحكم الذاتي لرأسمالية السوق الحرة، فلابد أن تكون أيضًا صحيحة وصالحة.
ومضة رقم ٣ – تم تحطيم المخاوف المبكرة بشأن الخصوصية عبر الإنترنت لصالح قوانين المراقبة الفضفاضة:
رأسمالية المراقبة لم تمر مرور الكرام. في الواقع، العديد من الأشخاص الأذكياء يشعرون بالقلق. لكن الأمر المثير للاهتمام هو أننا عندما ننظر إلى الوراء، نرى أن هذه المخاوف يمكن أن تتلاشى بسرعة وتتحول إلى قبول.
دعونا نستكشف المشكلة من خلال النظر في ملفات تعريف الارتباط (cookies). على عكس المخبوزات اللذيذة، فإن ملفات تعريف الارتباط الموجودة على أجهزة الكمبيوتر لدينا ليست شيئًا يدعو إلى الشعور بالرضا. إنهم يتتبعوننا أينما ذهبنا عبر الإنترنت، ولم يتم الترحيب بهم بأذرع مفتوحة. في عام ١٩٩٦م، بدأت لجنة التجارة الفيدرالية الامريكية (FTC) في اتخاذ خطوات للحد من مقدار تسرب ملفات تعريف الارتباط (cookies) الخاصة بالمعلومات الشخصية. عارضت لجنة التجارة الفيدرالية رغبات المعلنين في اقتراح بروتوكول آلي بسيط من شأنه أن يضع المعلومات الشخصية تحت سيطرة المستخدم افتراضيًا.
أدركت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) أن التنظيم الذاتي لم يكن مثاليًا عندما يتعلق الأمر بإنشاء وحماية الخصوصية عبر الإنترنت. وفي عام ٢٠٠٠م، كانوا على وشك وضع تشريعا من شأنه أن يجعل قواعد التجارة عبر الإنترنت مماثلة لتلك التي تتم خارج الإنترنت. ولكن للأسف، تعطلت هذه الخطط بسبب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م.
بعد الهجمات، لم تشدد حكومة الولايات المتحدة قوانين الخصوصية في الفضاء الإلكتروني؛ بل ذهب في الاتجاه الآخر، حيث أنشأت قانون الوطنية (Patriot Act) وبرنامج فحص الإرهابيين (Terrorist Screening Program)، والذي خفف بشكل واضح وكبير من القواعد التنظيمية المتعلقة بالمراقبة. وسرعان ما كثفت وكالة المخابرات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA)، على وجه الخصوص، جهودها لمراقبة نشاط الإنترنت. وبطبيعة الحال، لجأوا إلى شركة جوجل للحصول على الدعم.
في عام ٢٠٠٣م، عملت شركة جوجل مع وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية لتزويد الوكالات المنطوية تحتهما بتقنيات بحث أفضل. أتاحت لهم الأدوات التي مررتها شركة جوجل تحليل جبال من البيانات الوصفية، وتحديد الأنماط السلوكية، والتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية.
كما اتضح، فإن كنز شركة جوجل من البيانات الشخصية هو النوع الدقيق من المعلومات التي سيدفع كل من المعلنين ووكالات إنفاذ القانون مقابلها مبالغ كبيرة. وبعد فوزها بعقود خاصة مع وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية في عام ٢٠٠٣م، واصلت شركة جوجل رعاية العديد من علاقات متبادلة المنفعة مع مجتمع الاستخبارات. وفي عام ٢٠١٠م، كتب مدير وكالة الأمن القومي مايك ماكونيل (Mike McConnell) عن الحاجة إلى شراكة “سلسة” مع شركة جوجل، حتى تستمر البيانات في التدفق دون عوائق.
وهذا يعيدنا إلى ملفات تعريف الارتباط (cookies). حيث أظهرت دراسة أجريت عام ٢٠١٥م أنه من خلال زيارة أكثر ١٠٠ موقع ويب شهرة، سيجمع جهاز الكمبيوتر الخاص بك أكثر من ٦،٠٠٠ ملف تعريف ارتباط. ووجدت الدراسة أيضًا أن ٨٣% من ملفات تعريف الارتباط جاءت من أطراف ثالثة، وليس من مواقع الويب التي تمت زيارتها بالفعل. كيف يكون هذا ممكنا؟ تبين أن “البنية التحتية للتتبع” من شركة جوجل (Google) نشطة في ٩٢ موقعًا من أفضل ١٠٠ موقع.
ومضة رقم ٤ – تُعد عمليات جوجل للتجول الافتراضي (Google’s Street View) وكذلك نظارة جوجل (Google Glass) من الأمثلة الرائعة على تحول الغضب إلى قبول:
من الواضح أن المخاوف الأولية بشأن إمكانات التتبع على مستوى الإنترنت لملفات تعريف الارتباط (cookies) قد تراجعت على جانب الطريق. وبينما ننظر إلى كيفية ظهور رأسمالية المراقبة، يمكننا أن نرى أن هذا اتجاه متكرر. هناك غضب أولي عند اكتشاف الممارسات العدوانية الجائرة لرأسماليي المراقبة. لكن هذا يتحول في النهاية إلى شعور بالقبول على مضض.
للأسف، هذا الأمر يلعب مباشرة لصالح بعض الشركات مثل شركتي جوجل وفيسبوك، الذين يريدون وبكل صراحة أن يعتقد عامة الناس أن ممارساتهم لا مفر منها.
من المحتمل أنك شاهدت سيارة جوجل ذات المظهر الغريب، المزودة بكاميرا بزاوية ٣٦٠ درجة تبرز مثل المنظار. ولكن ربما لم تكن تعلم أن مثل هذه السيارات تلتقط أكثر من مجرد صور.
في عام ٢٠١٠م، وجدت وكالة اتحادية ألمانية أن سيارات جوجل للتجول الافتراضي كانت تقوم بمسح شبكات الواي فاي (WiFi) بهدوء وتجمع المعلومات الشخصية من كل عمليات الإرسال غير المشفرة التي تصادفها. وبطبيعة الحال، أثار هذا الموضوع ضجة دولية. وبعد إجراء تحقيقات في ١٢ دولة، تبين أن شركة جوجل قد انتهكت القوانين في تسع دول على الأقل.
ومع ذلك، فإن محاكمة مثل هذه القضايا ليست بهذه السهولة. المشكلة الأساسية هي أن ممارسات رأسمالية المراقبة غير مسبوقة، لذلك لا توجد عادة أي قوانين تتناول على وجه التحديد قضايا الخصوصية والحدود في المجال الرقمي. وكما تعلم، استمر فعلا برنامج جوجل للتجول الافتراضي في التوسع.
وفي عام ٢٠١٢م، كان هناك أيضًا احتجاج عام على طرح نظارة (Google Glass)، وهي تقنية يمكن ارتداؤها والتي سمحت لشركة جوجل (Google) برؤية الأماكن الخاصة. أدى رد الفعل السلبي إلى تغيير العلامة التجارية الى اسم جديد تحت عنوان: “اصدار نظارة المؤسسة التجارية Glass Enterprise Edition” في عام ٢٠١٧م، والذي وضع المنتج على أنه مصمم خصيصًا لمكان العمل، وربما وقتها قد خفضوا الناس بالفعل توقعاتهم بشأن الخصوصية.
لكن شركة جوجل وجدت بالفعل طريقة ناجحة للغاية للدخول إلى زوايا وشقوق في الحياة الخاصة. حيث أطلقت شركة نيانتيك (Niantic)، وهي شركة الألعاب المملوكة لشركة الفابيت (Alphabet Inc). وهي الشركة الأم لشركة جوجل (Google)، لعبة باسم بوكيمون جو (Pokémon Go) في عام ٢٠١٦م. وتستخدم اللعبة كاميرا جهاز التليفون الذكي ومعلومات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للكشف عن موقع مخلوقات بوكيمون (Pokémon) الافتراضية التي يمكن للمستخدمين التقاطها. ويمكن العثور على تلك البوكيمونات في الساحات الخلفية لبيوت الأشخاص وداخل الشركات، وهي الأماكن التي ربما لم تتمكن كاميرات التجوّل الافتراضي من التقاطها بعد.
كانت اللعبة ظاهرة شائعة على نطاق واسع. لكنها حقًا وسيلة رائعة لالتقاط المعلومات الشخصية. ما هو السبب الذي يجعل اللعبة تتطلب الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك وتحتاج إلى “العثور على حسابات على جهاز هاتفك الذكي” وهذه المعلومات في نفس الوقت لا علاقة لها بشروط اللعبة؟ السبب بكل وضوح: تفعيل أساليب رأسمالية المراقبة.
ومضة رقم ٥ – أصبحت رأسمالية المراقبة أكثر تفصيلاً في جمع البيانات:
في هذه المرحلة، ربما تفكر، بالتأكيد، أن شركة جوجل تقوم بتجميع كل أنواع البيانات، ولكن ليس لدي ما أخفيه، فلماذا أهتم؟
حسنًا، حتى لو كنت على استعداد لأن تعيش حياتك مثل كتاب مفتوح، إذا كنت من محبي الديمقراطية أو الإرادة الحرة، فيجب أن تهتم. وكما سنرى، فإن جمع بيانات المواقع وعادات التصفح على الأفراد ليس سوى خطوة واحدة في العملية.
طموحات شركة جوجل واسعة النطاق. ترغب الشركة في معرفة كل شيء عن وضعك السابق والحالي، بحيث تتمكن الشركة من الإجابة على سؤالك في “معرفة ما تريد وإخبارك به قبل طرح السؤال”. وهذا ليس سرا، حيث هي الطريقة التي شرح بها السيد هال فاريان (Hal Varian)، كبير الاقتصاديين في جوجل، نوايا الشركة في احدى اطلالاته ذات مرة.
هذا يعني الوصول إلى التفاصيل الدقيقة حول رغباتك واحتياجاتك، بالإضافة إلى حالتك العاطفية. لقد تطور مجال التحليلات العاطفية، والذي يُعرف أحيانًا باسم “الحوسبة العاطفية affective computing”، بحيث يمكن اكتشاف حتى التعبيرات الدقيقة على وجهك والتعرف عليها على الفور على أنها تمثل حالة عاطفية معينة. وبطبيعة الحال، يمكن لصورة واحدة لوجهك أيضًا أن تكشف عن العمر والعرق والجنس.
إحدى الشركات الأكثر تقدمًا في هذا المجال هي شركة ريلييز (Realeyes)، التي تحتوي على مجموعة بيانات تضم أكثر من ٥،٥ مليون إطار مشروح لأكثر من ٧،٠٠٠ موضوع من جميع أنحاء العالم – كل ذلك في محاولة لبناء أكبر مجموعة في العالم من التعبيرات والعواطف والإشارات السلوكية.
تمثل كل هذه العوامل منجم ذهب للبيانات بالنسبة للمعلنين. ينص تقرير أبحاث السوق حول هذا الموضوع بوضوح على أن “معرفة الحالة العاطفية في الوقت الآني يمكن أن تساعد الشركات على بيع منتجاتها وبالتالي زيادة الإيرادات”. أو كما يقول موقع شركة ريلييز (Realeyes): “كلما زاد شعور الناس، كلما أنفقوا أكثر”.
وضعية الجسم والإيماءات هي أيضًا أدلة على ما يفعله الشخص وما يشعر به. ولهذا السبب تعمل شركة جوجل (Google) على تطوير أقمشة محسنة رقميًا يمكن تحويلها إلى ملابس ويرتديها الأشخاص. سيؤدي هذا إلى جلب مستوى جديد تمامًا من البيانات السلوكية الدقيقة إلى مناجم بيانات الشركة المتزايدة باستمرار.
ولكن إذا كان الشخص نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكن أيضًا تحليل منشوراته الشخصية وخلاصة الأخبار التي يستقيها لتقديم تنبؤ دقيق بما يشعر به الشخص. وعندما يعرف المعلنون وغيرهم من أصحاب رؤوس الأموال في مجال المراقبة ما تفعله أنت وما تشعر به، سيعرفون الوقت المثالي لدفعك في الاتجاه المطلوب.
ولكن كيف يستطيع رأسماليو المراقبة تعديل سلوك شخص ما؟ سنلقي نظرة فاحصة عن هذا الموضوع في الومضة التالية.
ومضة رقم ٦ – يأمل رأسماليو المراقبة في تحديد لحظات الحساسية الرئيسية من أجل زيادة فرص الشراء وتعديل السلوك:
ونظراً لأن قسماً كبيراً من العاملين في وادي السيليكون (Silicon Valley) يهتمون بتحليل البيانات السلوكية، فمن المنطقي أن تكون شركات مثل جوجل وفيسبوك مهتمة بمجال السلوكية الغامض.
ففي نهاية المطاف، تعلم المدرسة السلوكية أن الإرادة الحرة ليست سوى وهم؛ وكل سلوك يمكن تفسيره بالظروف التي تسبقه. قم بتعريض الأشخاص مثلا لمحفزات محددة وستحصل على استجابة محددة.
السيد بي اف سكينر (B. F. Skinner) هو أحد الشخصيات البارزة في المدرسة السلوكية، والذي كان أستاذًا في جامعة هارفارد (Harvard University) ورائدًا في التحليل السلوكي (behavioral analysis) والتفكير الطوباوي (مدرسة المدينة الفاضلة) (utopian thinking). من وجهة نظر السيد سكينر للعالم، لا يوجد شيء اسمه الحرية أو الإرادة الحرة، وإذا كنت تعتقد أن هناك شيئًا ما من هذا القبيل – حسنًا، فهذا مجرد تعبير عن جهلك.
بموجب العلامة التجارية للسلوكية المتطرفة التي وضعها السيد سكينر، يمكن تفسير كل فعل بطريقة علمية رياضية من خلال البيانات السلوكية. وإذا كانت تصرفات شخص ما تبدو وكأنها تتحدى التفسير، فهذا فقط لأننا لم نجمع ما يكفي من البيانات الصحيحة.
توفي السيد سكينر في عام ١٩٩٠م، مما يعني أنه لم يعش ليرى اليوم الذي كان فيه الكثير من الناس يحملون الهواتف الذكية، ويعيشون مع مكبرات الصوت الذكية، ويستخدمون المساعدين الافتراضيين. هذه هي بالضبط نوعية الأجهزة التي حلم السيد سكينر بأن يتمكن من استخدامها للمراقبة والتجربة على مواضيعه.
لا تخطئوا أبدا، فشركتي جوجل وفيسبوك يجريان بالفعل التجارب واتباع الإرشادات التي تركها السيد سكينر وراءه. وكما أوصى البروفسور السي سكينر، فإن السيناريو المثالي للتحليل السلوكي الدقيق هو عندما يكون الأشخاص غير مدركين لمن يقومون بالتجربة عليهم ويجمعون كل بياناتهم.
اعترفت شركة فيسبوك بإجراء تجارب على محتوى خلاصات أخبار التي يستقيها الأشخاص، والطريقة الدقيقة للنظر إلى لعبة بوكيمون جو (Pokémon Go) انما هي بمثابة اختبار تجريبي، تديره شركة جوجل، لمعرفة ما إذا كان من الممكن التلاعب بالأشخاص رقميًا للذهاب إلى حيث يتم توجيههم، وبعدها يمكن التأثير عليهم بإنفاق أموالهم.
في ذروة شعبية لعبة بوكيمون جو (Pokémon Go)، سمحت اللعبة للشركات بدفع الأموال من أجل أن تصبح نقاطًا ساخنة – الأماكن التي كان من المؤكد أن اللاعبين سيجدون فيها المخلوقات الافتراضية التي كانوا يبحثون عنها. وشهدت هذه الشركات زيادة في الأعمال التجارية بنسبة تصل إلى ٧٠ بالمائة.
ومضة رقم ٧ – لا يجب أن يُنظر إلى المستقبل العدواني الجائر والمسيطر بالكامل لرأسمالية المراقبة على أنه أمر لا مفر منه:
في عام ١٩٤٨م، صدر كتابان. أحدهما كان باسم “والدن الثاني Walden Two” للبروفسور السيد بي إف سكينر (B. F. Skinner) وقد قدم الكاتب فيها نسخته من العالم الطوباوي “المثالي” (عالم مدرسة المدينة الفاضلة) حيث كانت السلوكية المتطرفة مفهومة ومقبولة، وتوقف الناس عن الاهتمام بالوهم السخيف للحرية الشخصية. أما الكتاب الثاني فهو للكاتب السيد جورج أورويل (George Orwell)، والذي قدم أيضًا نظرة على عالم خالٍ من الحرية الشخصية. ولكن بدلاً من تقديمها على أنها مدينة فاضلة، رأى السيد أورويل بوضوح أنها ديستوبيا (dystopia) وهي عبارة عن مكان خيالي حيث يكون الناس غير سعداء وعادة ما يكونون خائفين لأنهم لا يعاملون بإنصاف.
أحد هذه الكتب، والدن الثاني، تعرض لانتقادات واسعة النطاق من قبل النقاد عند صدوره، في حين لا يزال الآخر يمثل تحذيرًا مؤلمًا لما يمكن أن يبدو عليه عالمنا إذا تخلينا عن الكثير من السيطرة لمن هم في مناصب السلطة.
وعلى الرغم من التحذيرات الواردة في كتاب السيد أورويل، فإن مروجي رأسمالية المراقبة يريدون أن يتواجدوا في منازلنا، وسياراتنا، ومتاجرنا، وأماكن عملنا، لمراقبة كل ما نقوله ونفعله. من وجهة نظرهم، سيسمح ذلك بجميع أنواع وسائل الراحة.
أحد الأمثلة الأكثر شعبية في رؤية شركة جوجل للمدينة الفاضلة هو عقد السيارة الجديد. بموجب هذا العقد، إذا فاتتك دفعة السيارة، فستتوقف سيارتك عن العمل تلقائيًا. لا داعي للأعمال الورقية المزعجة أو عناء إرسال شخص ما لمعرفة ما يحدث معك. يمكن أتمتة كل شيء.
لا تهتم شركة جوجل بالأسئلة الصارخة حول السائق وكيف أن التوقف المفاجئ مثل هذا قد يفصل أحد الوالدين عن طفلهما أو يمنع شخصًا ما من مغادرة موقف خطير. في نظرهم فقط، فكر في مقدار البيروقراطية التي سنكون قادرين على تجاوزها!
هذه الأنواع من العقود الآلية هي شيء يحب رأسماليو المراقبة وصفه بأنه أمر لا مفر منه. لكن الحقيقة هي أنه لا شيء من هذه الأشياء لا مفر منه.
في الآونة الأخيرة، حصلنا على نظرة أفضل على ما يعتبر إجراء تشغيل قياسي في منصة وتطبيقات فيسبوك. في عام ٢٠١٨م، تم الكشف عن أنهم قدموا كميات كبيرة من البيانات الشخصية إلى شركة كامبريدج أناليتيكا (Cambridge Analytica)، وهي شركة استخدمت هذه البيانات لاستهداف الناخبين بحملة من المعلومات المضللة.
وقد أثار هذا بعض التساؤلات المثيرة للقلق حول حالة الديمقراطية اليوم والمخاطر التي قد تنشأ عندما يُطلق العنان لحافظي المعلومات لجمع ما يريدون منا واستخدامها في أي استخدام يرونه مناسباً.
ومضة رقم ٨ – رأسمالية المراقبة ليست “حتمية”، والناس ليسوا مستعدين وراغبين في التخلي عن الخصوصية باسم الراحة:
إذًا، ما الذي يمكن فعله بشأن رأسمالية المراقبة؟ بداية، من المهم أن يدرك الناس النطاق الحقيقي لما يجري خلف الكواليس، وأن هناك خيارات أخرى.
أظهرت الدراسات الاستقصائية التي أجريت في عامي ٢٠٠٩م و ٢٠١٥م أن ما بين ٧٣٪ و ٩١٪ من الأشخاص يرفضون فكرة الإعلانات المستهدفة عندما يتم إخبارهم عن الطرق التي يتم بها جمع بياناتهم الشخصية.
في الوقت الحالي، هناك توازن غير متناسب إلى حد كبير في المعلومات. يمتد هذا إلى كيفية قيام الشركات بجمع المعلومات الشخصية، وما هي أنواع البيانات التي يتم جمعها وتحليلها، وما هي تلك المعلومات والغرض من استخدامها. وعندما يصبح هذا واضحا، سرعان ما يتبع ذلك الغضب.
ومن المهم أيضًا الرد القاسي الآن. هناك جيل من الأشخاص الذين نشأوا ولم يعرفوا أبدًا عالمًا بدون هواتف ذكية. ليس هذا الجيل أكثر عرضة إلى تطبيع ممارسات رأسمالية المراقبة فحسب؛ بل إنه أيضا عرضة بشكل خاص للآثار النفسية لهذه الممارسات.
في عام ٢٠١٧م، اعترف رئيس شركة فيسبوك السابق السيد شون باركر (Sean Parker) بأن شركة فيسبوك، مثل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، تستخدم تكتيكات سلوكية مثل التعزيز المتغير لإبقاء الناس يطاردون حالات النشوة كضربات الدوبامين – والأهم من ذلك، لإبقائهم ملتصقين بآخر أخبارهم.
ومن غير المستغرب أن يؤدي هذا إلى نفس الأعراض النفسية الاكتئابية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من الإدمان وتجربة الانسحاب. ولكن إلى جانب الإدمان، تبين أيضًا أن التعرض شبه المستمر عبر الإنترنت الذي يواجهه المراهقون اليوم ينتج عنه مشاعر الارتباك والضيق والملل والعزلة.
أظهرت الأبحاث أن “استخدام تطبيق او موقع فيسبوك لا يعزز الرفاهية”، ويمكن قول الشيء نفسه عن ممارسات رأسمالية المراقبة بشكل عام. لكن لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو.
في عام ٢٠٠٠م، قام الباحثون في معهد جورجيا للتكنولوجيا (Georgia Tech) بتطوير برنامج المنزل الواعي (Aware Home). كانت هذه رؤية لـ “الحوسبة في كل مكان ubiquitous computing” والتي ليست بعيدة عن “المنزل الذكي” الذي جلبه رأسماليو المراقبة إلى الواقع. والفرق الكبير هو أن المنزل الواعي تم تصميمه مع وضع خصوصية المستخدم في الاعتبار.
ستكون البيانات التي ينتجها المستخدمون تحت سيطرتهم. لقد كرم المفهوم القديم بأن منزل الشخص هو ملاذه ومكانه حيث يمكن أن يكون خاليا من المراقبة.
للأسف، وبعد مرور عام واحد، اقتلعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر هذا المفهوم من جذوره. ولكن هذا لا يعني أن علينا أن نتخلى عن هذا الحلم الجدير بالاهتمام.
الملخص النهائي: الرسالة الرئيسية في هذه الومضات:
في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، تم تنحية الجهود المبذولة لوضع قوانين الخصوصية عبر الإنترنت جانبا. يوجد الآن عدد قليل جدًا من القوانين التي تحمي بياناتك الشخصية من جمعها وبيعها للمعلنين واستخدامها في صنع أجهزة ذكية تنبؤية أكثر قوة. تتضمن هذه المعلومات سجل التصفح وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني وسجل المواقع والبيانات البيومترية (biometric data) (البصمات) وحتى الملف النفسي استنادًا إلى حسابات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك.
أصبحت هذه المعلومات أكثر تحديدًا وتفصيلاً مع دخول الأجهزة “الذكية” الأكثر تقدمًا إلى السوق وتقليل مقدار المساحة التي لا تتم مراقبتها للبيانات السلوكية.
*تمت الترجمة بتصرف.
**المصدر: منصة الوميض (Blinkist) وهي منصة تقوم بتلخيص الكتب ، ومكتبتها تحتوي على آلاف الكتب ويشترك في هذه المنصة الملايين من القراء.