“ملاحظات نحو تعريف الثقافة”
(للشاعر الأمريكي توماس ستيرنز إليوت)
مصطلح الثقافة له ارتباطات مختلفة وفقا لما يتعلق به من تطور فكري يخص الفرد أو المجموعة أو الطبقة أو المجتمع بأكمله. فللثقافة حس فردي وحس طبقي وحس مجتمعي.
أشارت أطروحة ت. س. إليوت (ملاحظات نحو تعريف الثقافة) إلى أن ثقافة الفرد تعتمد على ثقافة المجموعة أو الطبقة التي تنتمي إليها، وأن ثقافة الجماعة أو الطبقة تعتمد على ثقافة المجتمع الذي تنتمي إليه بأكمله.
لذلك، فإن ثقافة المجتمع هي الأساس، ومعنى مصطلح الثقافة فيما يتعلق بالمجتمع بأسره هو الذي يجب فحصه أولًا، وليس ثقافة الفرد.
عندما يتم تطبيق مصطلح الثقافة على سلوكيات الكائنات الحية الدنيا ونتائجها –في عالم الجراثيم أو الزراعة–، يكون المعنى واضحا بما فيه الكفاية، لأنه يمكن أن يكون لدينا إجماع فيما يتعلق بالغايات التي تحققها هذه العوالم البسيطة.
لكن، عندما نقوم بتطبيق مصطلح الثقافة على تحسين العقل والروح البشرية، فمن غير المرجح أن نتفق على ماهية الثقافة.
فالمصطلح نفسه، كدلالة على شيء يمكن استهدافه بوعي في الشؤون الإنسانية، ليس له تاريخ طويل.
كشيء يمكن تحقيقه بقصد، يكون “للثقافة” مفهوم نسبي عندما نهتم بصقل الذات للفرد، الذي ننظر إلى ثقافته من خلال خلفية ثقافة المجموعة والمجتمع الذي ينتمي إليه.
ثقافة المجموعة أيضا، لها معنى محدد على عكس الثقافة الأقل تطورًا لجماهير المجتمع.
من هنا نستنتج إنه لا يمكن فهم الفروقات بين التطبيقات الثلاثة (الفردي والطبقي والمجتمعي) لمصطلح الثقافة بشكل أفضل إلا من خلال فهم مدى تتداخل العلاقة بين الفرد والمجموعة أو الطبقة والمجتمع ككل. ففهم هذا التداخل ضرورة للمعرفة الواعية بمعنى الثقافة.
ولتجنب قدر كبير من الالتباس في مفهوم الثقافة علينا أن نمتنع عن ربط ما يمكن أن يكون هدفًا للفرد فقط بأهداف المجموعة التي ينتمي إليها؛ وأن لا نربط هدف المجموعة بهدف المجتمع ككل.

المصدر:
كتاب “Notes Towards a Definition of Culture” – تأليف توماس ستيرنز إليوت
