الديانات في الهند: التسامح والفصل الديني يتسايران يدًا بيد {الجزء الرابع} – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Religion in India: Tolerance and Segregation
(بقلم: نيها سهغال  وجوناثان إيفانز  وأريانا مونيك سالازار كيلسي جو ستار ومانولو كوريشي)
(Neha Sahgal, Jonathan Evans, Ariana Monique Salazar, Kelsey Jo Starr, and Manglo Corichi)
[تقرير مركز بيو (Pew) للأبحاث]

يقول الهنود إنه من المهم احترام جميع أتباع الديانات، لكن أتباع الديانات الرئيسة لا يلاحظون وجود الكثير من المشتركات بينهم ويرغبون في العيش مع أتباع ديانتهم منفصلين عن أتباع ديانات أخرى.

بعد أكثر من 70 عامًا على تحرير الهند من الحكم الاستعماري البريطاني، يعتقد الهنود عمومًا بأن بلادهم قد ارتقت إلى أحد المُثل العليا(1) لما بعد الاستقلال: وهو تكوين مجتمع يستطيع أتباع العديد من الديانات العيش فيه وممارسة طقوسهم العبادية بحرية.

مصدر الصورة: aljazeera.net

التحول من ديانة الى أخرى في الهند

في السنوات الأخيرة، كان تحول الذين ينتمون إلى الطبقات الدنيا (بما في ذلك طبقة الداليت (طبقة المنبوذين) من الهندوسية – وهي ديانة غير تبشيرية تقليدية – إلى الديانات التي تقوم بالدعوة / بالتبشير الديني ، وخاصة الاسلام والمسيحية، قضية سياسية مثيرة للجدل في الهند الاجتماعية(26). اعتبارًا من أوائل عام 2021، سنت تسع ولايات قوانين ضد الدعوة / التبشير(27)، وبينت بعض الدراسات الاستقصائية السابقة أن نصف الهنود يؤيدون الحظر القانوني على التحول الى ديانات أخرى(28).

على الرغم من ذلك، وجد هذا الاستطلاع أن التحول من ديانة الى أخرى، له تأثير ضئيل في الحجم الإجمالي للطوائف الدينية في الهند. على سبيل المثال ، وفقًا للاستطلاع ، قال 82٪ من الهنود إنهم تربوا على الهندوسية، وتقول نسبة مماثلة تقريبًا إنهم هندوس حاليًا، مما يشير بعدم وجود نقص  اجمالي في الطائفة بسبب اعتناقهم ديانات أخرى. ظهرت مستويات مماثلة من الاستقرار [عدم النقص] في عدد الأتباع في الطوائف الأخرى.

التغييرات في المشهد الديني في الهند بمرور الزمن هي إلى حد كبير نتيجة للاختلافات في معدلات الخصوبة بين الطوائف الدينية، وليس بسبب التحول من ديانة الى أخرى. [المترجم: شهد معدل الخصوبة في الهند انخفاضًا سريعًا في العقود الأخيرة.  في الوقت الراهن ، من المتوقع أن تنجب   المرأة الهندية في المتوسط  2.2 طفل في حياتها، وهو معدل خصوبة أعلى من المعدلات في العديد من البلدان المتقدمة اقتصاديًا مثل الولايات المتحدة (1.6) ولكنه أقل بكثير من هند عام 1992 (3.4) أو 1950 (5.9).”(29)].

طرح سؤالان منفصلان على المشاركين في الاستطلاع لقياس مدى التحول من ديانة إلى أخرى: “ما هي ديانتك الحالية ، إن وجدت؟” وبعد ذالك طُرح سؤال آخر في ، “ما هي الديانة التي تربيت عليها، إن وجدت؟” بشكل عام، صدرت من 98٪ من المشاركين نفس الإجابة على هذين السؤالين.

الصورة العامة للاستقرار في نسبة الطوائف الدينية كانت مقترنة بمكاسب اجمالية بسيطة من جراء التحول من إحدى الطوائف الدينية إلى أخرى والعكس موجود في معظم الطوائف الدينية الأخرى. بين الهندوس، على سبيل المثال، أي تحول منها الى طائفة أخرى قابَلَه تحول اليها: قال 0.7٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم تربوا على الهندوسية ولكنهم الآن يعتنقون دينًا آخر، وعلى الرغم من أن النصوص والأعراف الهندوسية لا تتفق على أي عملية رسمية بالتحول إليها من ديانة أخرى ، تقول نفس النسبة تقريبًا (0.8 ٪) إنهم لم يكونوا  هندوسًا في الأصل ولكنهم الآن يعتنقون الهندوسية.  معظم أتباع الهندوسية الجدد متزوجون / متزوجات من هندوسيات / هندوس.

وبالمثل ، فإن 0.3٪ من المشاركين قد تركوا الإسلام منذ الطفولة ، في المقابل، نسبة مماثلة ممن قالوا إنهم نشأوا في ديانات أخرى (أو لم يكن لديهم دين من الطفولة) وأصبحوا مسلمين منذ ذلك الحين.

بالنسبة للمسيحيين ، هناك بعض المكاسب الاجمالية في عدد الأتباع من جراء التحول من ديانات أخرى اليها: 0.4٪ من المشاركين في الاستطلاع هم من الهندوس السابقين الذين يُعتبرون الآن مسيحيين، على الرغم من أن 0.1٪ منهم كانوا مسيحيين من السابق.

الجنوبي من البلاد – وهي المنطقة التي تضم أكبر عدد من المسيحيين. نتيجة لذلك ، هناك زيادة طفيفة في عدد السكان المسيحيين في الجنوب خلال حياة المشاركين في الاستطلاع: 6٪ من الهنود في جنوب البلاد  قالوا إنهم تربوا مسيحيين، بينما قال 7٪ إنهم مسيحيون حاليًا [المترجم: أي اعتنقوا المسيحية لاحقًا].

بعض المتحولين إلى المسيحية (16٪) يقيمون في شرق البلاد أيضًا (ولايات بيهار وجارخاند وأوديشا والبنغال الغربية) ؛ حوالي ثلثي المسيحيين في شرق البلاد (64٪) ينتمون إلى القبائل المصنفة.

على الصعيد الوطني، تنتمي الغالبية العظمى من الهندوس السابقين الذين اعتنقوا المسيحية إلى الطبقات الاجتماعية المصنفة (48٪) أو القبائل المصنفة (14٪) أو الطبقات الاجتماعية المتخلفة الأخرى (26٪). ومن المرجح أن يقول الهندوس السابقون أكثر من السكان الهنود عمومًا أن هناك الكثير من التمييز ضد الطبقات الدنيا في الهند.

على سبيل المثال، يقول ما يقرب من نصف معتنقي المسيحية منهم (47٪) أن هناك الكثير من التمييز ضد الطبقات الاجتماعية المصنفة في الهند ، مقارنة بـ 20٪ من إجمالي السكان الذين يلحظون هذا المستوى من التمييز ضد الطبقات الاجتماعية المصنفة. ومع ذلك ، يقول عدد قليل نسبيًا من المتحولين عن الهندوسية إنهم ، شخصيًا، واجهوا تمييزًا بسبب طبقتهم الاجتماعية في الشهور الـ 12 الماضية (12٪).

الدين مهم جدًا لكل طوائف الهند الدينية

على الرغم من أن ممارساتهم ومعتقداتهم المعينة قد تختلف، إلا أن جميع الطوائف الدينية الرئيسة في الهند ملتزمة جدًا بالمعايير الدينية المعروفة. على سبيل المثال ، تقول الغالبية العظمى من الهنود، من جميع الطوائف الدينية الرئيسة، أن الدين مهم جدًا في حياتهم. ويقول ثلاثة أرباع من أتباع كل ديانة رئيسية على الأقل إنهم يعرفون الكثير عن دينهم وممارساته. على سبيل المثال ، يدعي 81٪ من البوذيين الهنود أن لديهم قدرًا كبيرًا من المعرفة بالديانة البوذية وممارساتها.

المسلمون الهنود أكثر احتمالًا لاعتبار الدين مهمًا جدًا في حياتهم من الهندوس (91٪ مقابل 84٪) وهي نسبة تفوق قليلاً نسبة الهندوس. المسلمون أيضا أكثر تواضعًا من الهندوس قي الإدعاء بأنهم يعرفون الكثير عن دينهم (84٪ مقابل 75٪).

أعداد كبيرة من كل طائفة دينية تمارس عباداتها بشكل يومي ، والمسيحيون هم أكثر طائفة تقوم  بممارسة عباداتها (77٪) – على الرغم من أن المسيحيين هم الأقل احتمالًا من بين الطوائف الست في الإدعاء بأن الدين مهم جدًا في حياتهم (76٪). يمارس معظم الهندوس والجاينيّة أيضًا طقوسهم العبادية يوميًا (59٪ و 73٪ على التوالي) ويقولون إنهم يمارسون البوغا(30) يوميًا (57٪ و 81٪ على التوالي)، إما في المنزل أو في المعبد.

بشكل عام ، يتشابه الهنود الأصغر والأكبر سنًا، وذوي الخلفيات التعليمية المختلفة، والرجال والنساء في مستويات أدائهم لشعائرهم الدينية. الهنود الجنوبيون هم الأقل احتمالًا للقول بأن الدين مهم جدًا في حياتهم (69٪) ، والجنوب هي المنطقة الوحيدة التي أفاد أقل من نصف سكانها  أنهم يمارسون طقوسهم العبادية يوميًا (37٪).

في حين أن الهندوس والمسلمين والمسيحيين في الجنوب هم أقل احتمالًا من نظرائهم في أي منطقة أخرى في الهند في القول بأن الدين مهم جدًا بالنسبة لهم، انخفاض معدل ممارسة الطقوس الدينية في منطقة الجنوب كان أساسًا بسبب وجود الهندوس: ثلاثة من كل عشرة من الهندوس في الجنوب يقولون أنهم يؤدون طقوسهم العبادية يوميًا (30٪) ، مقارنةً بحوالي ثلثي (68٪) الهندوس في بقية أنحاء البلاد (انظر أدناه “يختلف الناس في الجنوب عن باقي البلاد في آرائهم المتعلقة بالدين والهوية القومية” لمزيد من المناقشة حول الاختلافات الدينية في جنوب الهند).

كما سأل الاستطلاع عن ثلاثة طقوس من طقوس العبور(31): والتي تتكون من طقوس دينية للولادة (أو الطفولة) والزواج والموت. يعتبر أتباع جميع الطوائف الدينية الرئيسة في الهند أن هذه الطقوس هي طقوس مهمة جدًا. على سبيل المثال ، تقول الغالبية العظمى من المسلمين (92٪) والمسيحيين (86٪) والهندوس (85٪) أنه من المهم جدًا أن يكون دفن موتاهم أو حرق جثثهم  تجري حسب شرائعهم الدينية.

سأل الاستطلاع المشاركين أيضًا عن ممارسات خاصة بأديان معينة ، مثل ما إذا كان الناس قد عُمل لهم تطهير بالاستحمام في مسطحات مائية مقدسة، مثل نهر الغانج ، وهو طقس وثيق الصلة بالهندوسية. حوالي ثلثي الهندوس عمل لهم هذا النوع من التطهير (65٪). معظم الهندوس لديهم  أيضًا نبات الريحان (الحبق) المقدس (نبات التولسي(32) في منازلهم ، كما يوجد أيضًا مع معظم الجايين (72٪ و 62٪ على التوالي). وحوالي ثلاثة أرباع السيخ يقومون بممارسات سيخية متمثلة في تطويل شعر رؤوسهم (76٪).

لمزيد من المعلومات حول الممارسات الدينية عند الطوائف الدينية في الهند ،  راجع  الفصل  السابع(33).

شبه إجماع على الإيمان بإله واحد، ولكن هناك تباين كبير في كيفية تصور هذا الإله

يقول جميع الهنود تقريبًا إنهم يؤمنون بإله واحد (97٪) ، ويقول حوالي 80٪ من الناس في معظم الطوائف الدينية إنهم لا يشكون في وجود إله. الاستثناء الرئيس يكمن في البوذيين، حيث يقول ثلثهم إنهم لا يؤمنون بإله. ومع ذلك، هناك من بين البوذيين من يعتقد أن هناك إلهًا، يقول معظمهم إن ليس لديهم شك في ذلك.

في حين أن الإيمان بإله عليه شبه اجماع في الهند، وجد هذا الاستطلاع أن هناك مجموعة واسعة من الآراء حول نوع الإله أو الآلهة التي يؤمن بها الهنود. الرأي السائد هو أن هناك إلهًا واحدًا “له العديد من التجليات” (54٪). لكن حوالي ثلث الناس يقولون ببساطة: “يوجد إله واحد فقط” (35٪). يقول عدد أقل بكثير أن هناك عدة آلهة (6٪).

على الرغم من أن الهندوسية يشار إليها أحيانًا على أنها ديانة متعددة الآلهة ، إلا أن قلة قليلة من الهندوس (7٪) يتخذون الموقف القائل بوجود آلهة متعددة. ولكن، الرأي الأكثر شيوعًا بين الهندوس (وكذلك بين الجاينيّة) هو أنه يوجد “إله واحد فقط له العديد من التجليات” (61٪ بين الهندوس و 54٪ بين الجاينيّة).

من بين الهندوس، أولئك الذين يقولون أن الدين مهم جدًا في حياتهم هم أكثر احتمالًا من غيرهم من الهندوس للإيمان بإله واحد له العديد من التجليات (63٪ مقابل 50٪) وأقل احتمالًا للقول بأن هناك العديد من الآلهة (6٪ مقابل 12٪).

في المقابل، تقول غالبية المسلمين والمسيحيين والسيخ إن هناك إلهًا واحدًا فقط. وبين البوذيين ، فإن الاجابة الأكثر شيوعًا بينهم هي أيضًا الإيمان بإله واحد. ومع ذلك، من بين كل هذه الطوائف ، يقول واحد من كل خمسة أو أكثر إن للإله العديد من التجليات ، وهذا الموقف يعد أقرب إلى مفهوم مواطنيهم الهندوس عن الإله.

يعتقد معظم الهندوس بأنهم يعتقدون بعدة آلهة ، لكن الآلهة: شيفا(34) وهانومان(35) وغانيشا(36) هي الآلهة الأكثر شهرة.

تقليديًا، العديد من الهندوس لديهم “إله شخصي” أو (ishta devata): إله أو إلهة معينة يشعرون معها بعلاقة شخصية. سأل الاستطلاع جميع الهندوس الهنود الذين يقولون إنهم يؤمنون باله عن الإله الذي يشعرون بأنهم يعتقدون به – مظهرين لهم 15 صورة لآلهة على بطاقات كخيارات ممكنة لهذه الآلهة  – واختار الغالبية العظمى من الهندوس أكثر من إله واحد أو أشاروا إلى أن لديهم العديد من الآلهة الشخصية (84٪) . هذا صحيح ليس فقط بين الهندوس الذين يقولون إنهم يؤمنون بآلهة متعددة (90٪) أو بإله واحد له العديد من التجليات (87٪) ، ولكن أيضًا بين أولئك الذين يقولون إن هناك إلهًا واحدًا فقط (82 ٪).

الإله الذي يشعر الهندوس عادة أنهم يعتقدون به هو شيفا (44٪). بالإضافة إلى ذلك، حوالي ثلث الهندوس يعتقدون بالإله هانومان أو غانيشا (35٪ و 32٪ على التوالي).

هناك تباين إقليمي كبير في مدى اعتقاد الهندوس ببعض الآلهة. على سبيل المثال ، يعتقد  46٪ من الهندوس في غرب الهند بالإله غانيشا، لكن 15٪ فقط يعتقدون به في الشمال الشرقي للهند. ويعتقد 46٪ من الهندوس في الشمال الشرقي في إله كريشنا، بينما يقول 14٪ فقط في جنوب الهند بنفس المعتقد.

مشاعر الاعتقاد بـ راما(37) قوية بشكل خاص في المنطقة الوسطى من الهند (27٪) ، والتي تضم ما يدعي الهندوس أنه مسقط رأس راما القديم(38)، في مدينة أيوديا في شمال الهند. لا زال الموقع في أيوديا الذي يعتقد العديد من الهندوس أن رام قد ولد فيه مصدرًا للجدل: الغوغاء الهندوس هدموا مسجدًا في الموقع في عام 1992، بدعوى وجود معبد هندوسي في الأصل هناك.

في عام 2019 ، قضت المحكمة الهندية العليا بأن المسجد المهدوم قد شُيد فوق مبنى غير إسلامي موجود مسبقًا وأنه يجب منح الأرض للهندوس لبناء معبد لهم على أنقاضه، ومنحوا المسلمين موقعًا آخر في المنطقة لبناء مسجد جديد. (للحصول على نتائج إضافية حول الإيمان بالإله ، انظر الفصل الثاني عشر(39)).

هامش: على الرغم من التقدم الاقتصادي، هناك بعض المؤشرات على تراجع أهمية الدين لدى الهنود

نظرية بارزة في العلوم الاجتماعية تفترض أنه مع تقدم البلدان اقتصاديًا، يصبح سكان تلك البلاد أضعف من ناحية التزامهم بالدين ، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تغيير واسع من الناحية الاجتماعية. تُعرف باسم “نظرية العلمنة(40)” ، وهي تعكس بشكل خاص تجربة دول أوروبا الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.

على الرغم من النمو الاقتصادي السريع ، لا يُظهر سكان الهند حتى الآن سوى بعض القرائن، إن وجدت، على تراجع أهمية الدين في حياتهم. على سبيل المثال ، لم يجد كل من الإحصاء الهندي وهذه الدراسة الاستقصائية الجديدة أي نمو فعلي في نسبة الفئة التي لا تدعي أي هوية دينية.

فالدين بارز في حياة الهنود بغض النظر عن الوضعية الاقتصادية الاجتماعية(41) لديهم. بشكل عام، في جميع أنحاء البلاد، هناك اختلاف بسيط في ممارسة الشعائر الدينية الشخصية بين سكان الحضر والريف أو بين أولئك الذين حصلوا على تعليم جامعي مقابل أولئك الذين ليس لديهم تحصيل جامعي.  الغالبية العظمى بين كل هذه الطوائف تقول أن الدين مهم جدًا في حياتهم ، وأنهم يمارسون عباداتهم بانتظام ويؤمنون بالإله.

جميع الطوائف الدينية لهم تقريبًا نفس التوجه في اعتبار الدين مهمًا عندهم، باستثناء المسيحيين، ومن بينهم أولئك الحاصلون على تعليم عالٍ والذين يقيمون في المناطق الحضرية حيث مستويات التزامهم بالدين أضعف. على سبيل المثال، بين المسيحيين الحاصلين على شهادات جامعية، يقول  59٪ منهم أن الدين مهم جدًا في حياتهم، مقارنة بـ 78٪ بين أولئك الذين لديهم تعليم أدنى من المستوى الجامعي.

بيَّن الاستطلاع انخفاضًا طفيفًا في الأهمية المتصورة للدين في حياة المستطلعة آراؤهم ، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الهنود يشيرون إلى أن الدين لا يزال يُعتبر محورًا في حياتهم ، وهذا صحيح بين الراشدين الشباب وكبار السن.

ما يقرب من تسعة من كل عشرة من الراشدين الهنود يقولون إن الدين كان مهمًا جدًا لعائلاتهم عندما كانوا هم صغارًا (88 ٪)، بينما تقول نسبة أقل قليلاً أن الدين لا يزال مهمًا جدًا بالنسبة لهم حتى الآن (84 ٪). هذه الصورة متطابقة لو أُخذت في الاعتبار فقط غالبية السكان الهندوس في الهند. في أوساط المسلمين في الهند ، نفس النسبة تقول أن الدين كان مهمًا جدًا لأسرهم  عندما كانوا هم صغارًا ولا زال مهمًا جدًا بالنسبة لهم حتى الآن (لا زالت النسبة تراوح الـ 91 ٪).

ولايات جنوب الهند (أندرا براديش وكارناتاكا وكيرالا وبودوتشيري وتاميل نادو وتيلانجانا) أبرزت انحدارًا هو الأكبر قي الأهمية المتصورة للدين لحياة المستطلعة آراؤهم: 76٪ من الهنود الذين يعيشون في الجنوب يقولون إن الدين مهم جدًا لأسرهم عندما كانوا هم أنفسهم صغارًا، مقارنة بـ 69٪ يقولون أن الدين لا زال مهمًا جدًا بالنسبة لهم شخصيًا حتى الآن. يُلاحظ أيضًا انخفاض طفيف في أهمية الدين ، وفقًا لهذا المقياس ، في القسم الغربي من البلاد (غوا وغوجارات ومهاراشترا) وفي الشمال ، على الرغم من أن الغالبية العظمى في جميع مناطق البلاد تقول إن الدين مهم جدًا في حياتهم اليوم.

قريبا: الديانات في الهند: التسامح والفصل الديني يتسايران يدًا بيد {الجزء الخامس} – انتشار واسع للمعتقدات والممارسات والقيم في كل الطوائف الدينية في الهند.

مصادر من داخل وخارج النص:
26- https://www.pewresearch.org/religion/2021/06/29/attitudes-about-caste/
27- https://timesofindia.indiatimes.com/india/dalit-converts-to-christianity-islam-wont-get-quota/articleshow/80871535.cms
28- https://www.indiatoday.in/news-analysis/story/anti-conversion-laws-in-india-states-religious-conversion-1752402-2020-12-23
29- https://www.pewresearch.org/religion/2021/09/21/religious-composition-of-india/
30- “اليوجا أو اليوغا (yoga) هي مجموعة من الطقوس الروحية القديمة أصلها الهند، كمصطلح عام في الهندوسية،  تعرف اليوغا بأنها تشير إلى «طريقة فنية أو ضوابط محددة من التصوف والزهد والتأمل مما يرمي إلى خبرة روحية وفهم عميق جدًت أو بصيرة في الخبرات».خارج الهند، أصبحت اليوغا مرتبطة بالممارسة في وضعية من التمارين «هاثا يوجا»، كما أنها أثرت بشكل كامل في عائلات تدين بالبراهمانية وممارسات أخرى روحية حول العالم” ، مقتبس من نص ورد على عذا العنوان:  https://ar.wikipedia.org/wiki/يوجا
31- “طقس العبور (Rite of passage): في علم الانثروبولوجيا، عبارة “طقوس العبور” هي ترجمة للمصطلح الفرنسي “rites de passage” الذي استعمله أوّل مرّة عالم الاجتماع الفرنسي أرنولد ڤان غينيب (A. Van Gennep) في كتاب له صدر سنة 1909 بعنوان “طقوس”. وفيه بيّن أنّ طقوس العبور ثلاثة أضرب هي: طقوس التجميع، (مثل الزواج) وطقوس الانفصال، (مثل الموت) والطقوس الهامشيّة، (مثل الحمل والخطوبة).  وترى نبيلة إبراهيم أنَّ طقس العبور يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، وإجراء الطقس يقوم بوظيفة اللاعودة إلى المرحلة الأولى، والتسلح بأسلحة سحرية تعين على مواجهة المرحلة الثانية” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/طقوس_العبور
32- https://ar.wikipedia.org/wiki/حبق_رقيق_الأزهار
33- https://www.pewresearch.org/religion/2021/06/29/religious-practices-2/
34- https://ar.wikipedia.org/wiki/شيفا
35-https://ar.wikipedia.org/wiki/هانومان
36- https://ar.wikipedia.org/wiki/غانيشا
37- https://ar.wikipedia.org/wiki/راما_(هندوسية)
38- https://www.bbc.com/news/world-asia-india-50065277
39- https://www.pewresearch.org/religion/2021/06/29/beliefs-about-god-in-india/
40- https://ar.wikipedia.org/wiki/علمنة

المصدر الرئيس:
https://www.pewresearch.org/religion/2021/06/29/religion-in-india-tolerance-and-segregation/

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *