ملخص رسالة السيد وارن بافيت (Warren Buffet) السنوية للمستثمرين في عام ٢٠٢٣م – ترجمة وتلخيص عبدالله سلمان العوامي

Warren Buffett, in annual letter, stays upbeat and preaches patience
(نقلا عن السيد جوناثان ستيمبل من وكالة رويترز للأنباء – Jonathan Stempel)

في رسالته السنوية إلى مساهمي شركته بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway Inc)، حث المستثمر الملياردير السيد وارن بافيت (Warren Buffett)، والبالغ من العمر ٩٢ عام، المستثمرين على الكثير من الأمور ومنها:

  1. التركيز على الصورة الكبيرة للاقتصاد وسوق البورصة على المدى الطويل، بدلا من التركيز على ارتفاع التضخم والعوامل الأخرى التي خفضت أسعار الأسهم في عام ٢٠٢٢م،
  2. عبر عن تفاؤله ويبشر بالصبر، وقال إلى أنه لم يفقد أي من ثقته الدائمة في الاقتصاد الأمريكي وشركته بيركشاير هاثاواي.
  3. كما حث الأمريكيين على عدم التشنج والانزعاج بسبب “النقد والشك الذاتي”، قائلا إن ديناميكية البلاد استفادت منها شركة بيركشاير خلال ٥٨ عاما من إدارته للشركة.
  4. كتب السيد بافيت: “نحن نعتمد على الرياح الخلفية للاقتصاد الامريكي، وعلى الرغم من أنها قد تم تهدئتها من وقت لآخر، إلا أن قوتها الدافعة تعود دائما”.
  5. “لم أر بعد وقتا كان من المنطقي فيه المراهنة ضد أمريكا على المدى الطويل”. وأشك بشدة في أن أي قارئ لهذه الرسالة سيكون لديه تجربة مختلفة في المستقبل.
  6. يقلل بافيت من صافي النتائج لشركته بأنها متقلبة وتتأثر بالقواعد المحاسبية.
  7. قال بافيت: “الأسواق الفعالة” موجودة فقط في الكتب المدرسية. “في الحقيقة، الأسهم والسندات القابلة للتسويق محيرة، وعادة ما يكون سلوكها مفهوما فقط في وقت لاحق”.
  8. كما قال بافيت إن “الثقة والالتزام بالنظم ضرورية” في إدارة الشركات الكبيرة، حتى في خضم خيبات الأمل الحتمية، وحث المستثمرين على عدم الخوض في ظروف السوق على المدى القريب.
  9. ظهر بافيت، وهو ديمقراطي، في رسالته لانتقاد الرئيس الأمريكي السيد جو بايدن بشكل غير مباشر الذي حث هذا الشهر على مضاعفة ضريبة بنسبة ١٪ على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات إلى أربعة أضعاف والتي أصبحت قانونا في قانون خفض التضخم في أغسطس الماضي. في حين أن الرئيس الأمريكي السيد بايدن لم يطالب بإنهاء عمليات إعادة الشراء، قال بافيت إن أولئك الذين يدعون أن جميع عمليات إعادة الشراء “ضارة بالمساهمين أو بالبلد، أو مفيدة بشكل خاص للرؤساء التنفيذيين” هم “إما أميون اقتصاديا أو ديماغوجيون من الفضة”.
السيد وارن بافيت

( تعليق المترجم )

المتتبع لخطابات السيد بافيت يلحظ انه يخاطب المستثمرين، وعادة تأتي مخرجات نصائحه واضحة وجلية للمستثمرين على المدى الطويل.

في موضوع سابق تم نشره في ملحق اصنعها من شبكة سي ان بي سي الاقتصادية (CNBC Make It) حسب الرابط أدناه وتحت عنوان ٦ حكم بليغة من الملياردير واسطورة الاستثمار السيد وران بافيت (Warren Buffett) في عيد ميلاده التسعين، وقمت بترجمته ونشره في المدونة في أواخر أغسطس ٢٠٢٠م. واليك ثلاث حكم منها خصصها السيد وارن بافيت للمستثمرين وهي:

 الحكمة الأولى – فكر على المدى الطويل:

إذا كنت تخطط للاستثمار في أسهم محددة بعينها، فلا تعتمد في اختيارك على الشركات التي تحقق أداءً جيدًا في الوقت الحالي. بدلاً من ذلك، فكر في الشركات التي تتمتع بقوة البقاء.

قال السيد بافيت لبرنامج “صندوق النعيق” في شبكة سي ان بي سي (CNBC Squawk Box) في عام ٢٠١٨: “لا أحد يشتري مزرعة بناءً على أنهم يعتقدون أنها ستمطر العام المقبل”. ثم أضاف: “يشترونها لأنهم يعتقدون أنه استثمار جيد على مدى ١٠ أو ٢٠ عامًا”.

يقرر السيد بافيت أن الأعمال التجارية التي تستحق الاستثمار فيها بناءً على اعتقاده أنها ستستمر. اشترى أسهم في شركة سيز كاندييز (See’s Candies) مع شريكه التجاري منذ فترة طويلة السيد تشارلي مونجر (Charlie Munger) في عام ١٩٧٢ وأنفق أكثر من مليار دولار في أسهم شركة كوكا كولا (Coca-Cola) في عام ١٩٨٨ – وكلا الاستثماران تحولا الى رهانات مربحة ولا يزال يمتلكهما حتى اليوم.

كتب السيد بافيت في رسالته إلى المساهمين عام ١٩٩٦: “قم بتجميع عدد من الشركات التي ارتفعت أرباحها الإجمالية على مر السنين في محفظة، وخذ في الحسبان ايضا القيمة السوقية للمحفظة”. ثم قال: “إذا لم تكن على استعداد لامتلاك سهما ما لمدة ١٠ سنوات، فلا تفكر حتى في امتلاكه لمدة ١٠ دقائق”.

الحكمة الثانية – أبقى في نفس المسار:

قد يكون الأمر مرهقًا عندما تنخفض قيمة الاسهم في أسواق البورصة، لكن لا داعي للذعر ولا للقيام ببيع استثماراتك بسبب ما تسمعه فقط من آخر الاخبار. ستكون الأسواق دائمًا متقلبة، وأفضل شيء يمكن لأي مستثمر القيام به، بغض النظر عن الخبرة، هو الحفاظ على مستوى رأس المال، كما يقول السيد بافيت.

وكتب في رسالته إلى المساهمين في عام ٢٠١٨م: “على الرغم من أن الأسواق تبقى عقلانية بشكل عام، إلا أنها تفعل أحيانًا أشياء مجنونة”.

بدلاً من ذلك، استمر وأبقى في نفس المسار وثق بأنك استثمرت في شركات ستصمد أمام اختبارات الزمن. كتب السيد بافيت: يحتاج المستثمرون إلى “القدرة على تجاهل مخاوف الغوغاء أو حماسهم والتركيز على بعض الأساسيات البسيطة”. ثم أضاف: “الرغبة في أن تبدو عديم الخيال لفترة طويلة – أو حتى أن تبدو أحمق -هذا أمر ضروري أيضًا”.

ببساطة: “لا تراقب السوق عن كثب”، كما قال السيد بافيت لشبكة سي ان بي سي (CNBC) في عام ٢٠١٦م وسط تقلبات السوق الجامحة.

الحكمة الثالثة – اشتري صناديق المؤشرات:

عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، لا توجد ضمانات. لكن السيد بافيت أكد مرارًا وتكرارًا أن وضع أموالك في صناديق المؤشرات طريقة موثوقة للاستفادة من مكاسب السوق مع التحوط من المخاطر.

على وجه التحديد، يوصي السيد بافيت بالاستثمار في صناديق المؤشرات كوسيلة لتعزيز مدخرات التقاعد. قال في حديث لبرنامج المال في شبكة سي ان بي سي (CNBC On The Money) في عام ٢٠١٧: “اشترِ باستمرار صندوق مؤشر اس آند بي ٥٠٠ (S&P 500) منخفض التكلفة.  أعتقد أنه الشيء الأكثر منطقية من الناحية العملية طوال الوقت”.

تعتبر صناديق المؤشرات منطقية لسببين، فهي: ١) غير مكلفة، و  ٢) غير مرتبطة بنجاح كيان واحد.

يقول السيد بافيت: “الفطنة والذكاء ليست اختيار الشركة المناسبة”. “الفطنة هي في الأساس شراء جميع الشركات الكبيرة من خلال مؤشر اس آند بي ٥٠٠ (S&P 500) والقيام بشراء ذلك باستمرار”.

المصادر:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *