مصدر الصورة: technologyreview.com

الولايات المتحدة تبدأ تجربة اختبارات الدم التي تعد باكتشاف السرطانات في وقت مبكر – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

The US is launching a trial for blood tests that promise to catch cancers earlier
(Hana Kiros – بقلم: هانا كيروس)

ملخص المقالة:

معظم أنواع السرطان لا يمكن فحصها بشكل موثوق قبل أن تبدأ الأعراض، ولتحسين فرص الاكتشاف، صممت عشرات الشركات اختبارات فردية لاكتشاف علامات الإصابة بأنواع متعددة من السرطان في الدم المأخوذ من ذراع المريض بالبحث عن بقايا الخلايا السرطانية التي تنفجر عندما يهاجمها الجهاز المناعي. وتتم الاستعدادات لاطلاق تجربة وطنية في الولايات المتحدة يديرها المعهد الوطني للسرطان لمعرفة مدى جودة هذه الاختبارات في الواقع، حيث ستبدأ في تسجيل المشاركين في عام 2024 واختبار مدى فعالية اختبارات الدم المختلفة في اكتشاف السرطان لدى 24000 مريض أصحاء على مدى أربع سنوات. وفي حال كانت النتائج واعدة، فستبدأ تجربة سريرية أكبر بعشرة أضعاف تقريبا. ويعتقد بعض الباحثون أنه يمكن تقليل الوفيات بسبب السرطان بمقدار النصف في حال اكتشف المصابون مبكرا.

 ( المقالة )

توجد العشرات من هذه الاختبارات، لكن حتى الآن لم يحصل أي منها على موافقة إدارة الغذاء والدواء.

لا يمكن فحص معظم أنواع السرطان بشكل موثوق قبل أن تبدأ الأعراض – أدوات مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية ومسحات عنق الرحم هي استثناءات وليست قاعدة.

ولتحسين (فرص) الاكتشاف، صممت عشرات الشركات اختبارات فردية لاكتشاف علامات الإصابة بأنواع متعددة من السرطان في الدم المأخوذ من ذراع المريض. والآن، تتم الاستعدادات لاطلاق تجربة وطنية في الولايات المتحدة لمعرفة مدى جودة هذه الاختبارات في الواقع.

وفي خطاب ألقاه يوم الاثنين (12 سبتمبر 2022) في مدينة بوسطن، سلط الرئيس الأمريكي جون بايدن الضوء على اختبارات الدم الجديدة هذه والتجربة القادمة باعتبارها أساسية لمشروع “طلقات قمر السرطان” (Cancer Moonshot) – وهي حملة فيدرالية لخفض وفيات السرطان في الولايات المتحدة إلى النصف في السنوات الـ 25 المقبلة. وجاء خطاب بايدن في الذكرى الستين لخطاب الرئيس جون ف. كينيدي متعهداً بارسال رجل إلى القمر والعودة – الإلهام وراء “طلقة القمر” الأخيرة هذه.

وستبدأ التجربة الجديدة، التي يديرها المعهد الوطني للسرطان، في تسجيل المشاركين في عام 2024 واختبار مدى فعالية اختبارات الدم المختلفة في اكتشاف السرطان لدى 24000 مريض أصحاء على مدى أربع سنوات. وإذا بدت النتائج واعدة، فستبدأ تجربة سريرية أكبر بعشرة أضعاف تقريبا.

وتعمل معظم اختبارات الكشف المبكر عن السرطانات المتعددة (MCEDs)، بالبحث عن بقايا الخلايا السرطانية التي تنفجر بعد أن يهاجمها الجهاز المناعي. ويظهر حطام الأورام الميتة في مجرى الدم، حيث يمكن اكتشافه للتحذير من السرطان قبل أن يشعر الشخص بالمرض. وإذا أكد التصوير النتيجة، يتبع ذلك خزعة.

ويتم حاليًا استخدام واحد فقط من هذه الاختبارات في الولايات المتحدة. ويدعي اختبار “غاليري” اكتشاف أكثر من 50 نوعًا من السرطان، وهو متاح بوصفة طبية مقابل 949 دولارًا. ولكن نظرًا لأنه يفتقر إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء، فإن معظم شركات التأمين لا تغطيه. وتُظهر البيانات الجديدة التي نشرها مطوروه أن الاختبار اكتشف السرطان لدى 35 شخصًا من بين مجموعة من حوالي 6600 شخص يُعتقد أنهم يتمتعون بصحة جيدة – و 26 من الحالات التي تم اكتشافها كانت سرطانات لم يتم فحصها بشكل روتيني.

وتبقى الأسئلة حول كيفية تفسير نتائج اختبار الكشف المبكر عن السرطانات المتعددة. ويمكن لبعض اختبارات الدم فقط تحديد العضو الذي يوجد فيه السرطان بالفعل. ويجب إجراء الاختبارات المعملية على الأنسجة التي يحتمل أن تكون سرطانية لتأكيد التشخيص، ولكن لا يمكنك أخذ خزعة من جسم شخص ما بالكامل. وتظل الإيجابيات الكاذبة مشكلة بالنسبة لمجال فحص السرطان بأكمله، والذي يتضمن، حسب التصميم، غربلة أكوام من الاختبارات الصحية للعثور على السرطان. وقد أشار اختبار “غاليري” – اختبارات الكشف المبكر عن السرطانات المتعددة الأبعد على طول الطريق إلى الاستخدام الواسع – خطأً على 57 عينة دم صحية على أنها سرطانية في الدراسة المذكورة أعلاه.

مصدر الصورة: thehill.com

وهناك أيضًا خطر القفز الى استنتاجات – فبعض السرطانات لا تصبح أبدًا غازية أو مهددة للحياة، ولكن الاكتشاف المبكر قد يحث (الأطباء) على (اجراء) علاج قاسي مثل العلاج الكيميائي. وتشير بعض البيانات إلى أن السرطانات الأقل إثارة للقلق تظهر بالفعل في مجرى الدم بشكل أقل، مما قد يقلل من هذه المشكلة.

وستساعد تجربة المعهد الوطني للسرطان في تحديد كيفية تفسير نتائج اختبار الدم للسرطان، ويجب أن توفر نهجًا قياسيًا لإطلاق دراسات فحص السرطان حيث تغمر الشركات المجال بطوفان من الاختبارات الجديدة.

ويقول البروفيسور تيموثي ريبيك، أستاذ الوقاية من السرطان في جامعة هارفارد: “لا أعتقد أن معظم الشركات تميل إلى مقارنة اختباراتها رأسا لرأس”. ويضيف: “إنه مكلف وصعب. لذا يحتاج شخص آخر، جهة محايد مثل المعهد القومي للسرطان، القيام بذلك”.

ويعتقد أن اختبارات الدم في التجربة الجديدة ستثبت أنها مفيدة للغاية في حالات سرطان البنكرياس والكبد والمبيض، والتي تفتك بالبشر عادة، وليس لها أي شكل آخر من أشكال الفحص. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تجارب أطول لتأكيد ما إذا كان الوقت الذي تم توفيره باختبارات الدم هذه ينقذ الأرواح.

لكنه متفائل بشأن الهدف النهائي لمشروع “طلقات قمر السرطان” قائلا: “يبدو أنه من الواقعي جدًا بالنسبة لي أن أعتقد أنه يمكننا تقليل الوفيات بمقدار النصف”.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.technologyreview.com/2022/09/12/1059266/us-trial-cancer-blood-tests-early-detection

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *