i0.wp.com

دراسة جديدة وجدت أن الدخل ، لا الأسعار، هو المحرك للاقتصاد – ترجمة عدنان أحمد الحاجي 

New Study Finds That Income, Not Prices, Drives the Economy
(بقلم: إيمي أولسون – Amy Olson)

مراجعة: عبدالله سلمان العوامي

وجد البروفيسور كومين وزملاؤه أنه كلما زاد ثراء المستهلكين كلما زاد إنفاقهم على الخدمات.

كلما أصبح المستهلكون أكثر ثراءً ، كلما زاد انفاقهم على الخدمات، كالصحة والتعليم ، حيث يصبح الطلب عليها متناسبًا طرديًا بشكل أكثر مع التغير في الدخل (1) ، وبشكل أقل مع المنتجات الزراعية والسلع المصنعة، وفقًا لدراسة حديثة، شارك في قيادتها دييغو كومين (Diego Comin)، بروفسور الاقتصاد. نُشرت النتائج في مجلة ايكونوميتريكا (Econometrica – المجلة الاقتصادية الاكاديمية المحكَّـمة، 2، 3). حتى الآن ، غالبًا ما يُنظر إلى الإنتاجية على الأقل على أنها هامة، إن لم تكن أكثر أهمية، من التفضيلات (4)، في التأثير على المكِّونات القطاعية للاقتصاد (5).

غالبًا ما يطرح القادة السياسيون ورجال الأعمال ادعاءات بشأن سبب انكماش قطاعات معينة من الاقتصاد، مثل تراجع التصنيع في الولايات المتحدة بسبب الروبوتات أو التجارة مع الصين. مثل هذه التقييمات معيبة، لأن المكونات القطاعية للاقتصاد مدفوعة في الغالب بالتفضيلات (4) وليس بالإنتاجية، وفقًا للدراسة، التي تمثل التغيير الهيكلي طويل الأمد في الاقتصاد (6).

“السبب وراء إنفاقنا حصة أقل من دخلنا على السلع المصنعة وحصة أكثر على الخدمات ليس بسبب قلة عدد السلع المصنعة التي تُنتج في الولايات المتحدة، بل لأننا نريد أن يكون استهلاكنا من الخدمات أكثر عندما نصبح أكثر ثراءً” ، يقول كومين المشارك في تأليف الدراسة.

عادات إنفاق المستهلكين تلعب دورًا في حركة الاقتصاد. “الانخفاض في حصة التصنيع في الإنفاق أو الإنتاج هو في الغالب علامة على الثروة ، وليست علامة على سياسة تجارية أو منافسة تجارية أو نمو في الإنتاجية في قطاع معين”، يقول كومين. “من السهل أن نفترض أن التغييرات في الاقتصاد ناتجة عن شيء خارجي بالنسبة لنا، مثل التجارة أو التكنولوجيا. ومع ذلك ، قد لا يدرك الناس عواقب أنماط استهلاكنا على الاقتصاد”.

لدراسة العوامل الأساسية التي تحرك مكونات الاقتصاد [الصناعة والزراعة والخدمات، بحسب ما ورد في 5 و 7] ، استخدم باحثون من جامعة دارتموث وكلية بوسطن وجامعة نورث وسترن بيانات أسرية من الولايات المتحدة والهند – بالإضافة إلى بيانات على مستوى الدولة ل 39 دولة – في الفترة الواقعة ما بين عام 1970 إلى 2005. قام الباحثون بوضع البيانات الأسرية في ثلاث فئات: الزراعة (المنتجات من المحاصيل الزراعية أو الحيوانات) ؛ التصنيع (السلع التي يتمكن المرء من لمسها) ؛ والخدمات التي لا تُنقل منتجاتها، كالتعليم والصحة والتكنولوجيا.

كشفت النتائج أنه كلما زاد ثراء الدول، كلما تحركت نفقاتها تجاه الخدمات وبعيدًا عن المنتجات الزراعية والسلع الصناعية، بسلاسة على مدى فترات طويلة من الزمن ، بدلًا من أن تتحول من قطاع إلى آخر فجأةً بمجرد تجاوز عتبة معينة في الدخل ، كما افترض باحثون آخرون.

لأن تأثير الدخل على التكوين القطاعي للاقتصاد لا يتراخى / يهبط ​​، فإن الدخل والتفضيلات تلعب دورًا أكبر من الإنتاجية في التأثير على التكوين القطاعي للاقتصاد، كما وجدت الدراسة. كجانب من التحليل، طور الباحثون نموذجًا رياضيًا يتوافق مع هذه الملاحظة.

أكثر من 80٪ من الاقتصاد الأمريكي يتكون من الخدمات ، وفقًا لمكتب الولايات المتحدة للتحليل الاقتصادي (8). الخدمات تضم الاسكان والفنون والأعمال التجارية والتعليم والترفيه والمالية والحكومة والصحة والمعلومات والتأمين والتكنولوجيا والاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل، وغير ذلك.

“عندما يواجه الاقتصاد انخفاضًا في التصنيع، فإن هذا يعكس رغبة المستهلكين في شراء أقل من السلع المصنعة وفي إنفاق أكثر على الخدمات” ، كما يقول كومين. “تعتبر هذه جانب من جوانب تفضيلاتنا، كما يقول كومين. حين تكسب مالًا أكثر، فهل ترغب في شراء ثلاجة جديدة ، أو تساعد في دفع تكاليف التعليم الجامعي لولدك / لأبنتك؟ الثلاجة الجديدة، أو أي منتج استهلاكي آخر،  قد تكون جزءاٌ صغيرًا من الإنفاق”.

وجد الباحثون أن النموذج ينطبق على البيانات على مستوى الأسرة ومستوى الدولة. لقد اختبر الباحثون النموذج الذي طوروه مقابل النماذج التي طورها  آخرون ووجدوا أنه يناسب البيانات بشكل أفضل من النماذج الأخرى لأنها أخذت في الاعتبار الملاحظة التجريبية بأن تأثير الدخل على استهلاك الخدمات مقابل التصنيع مستقر على مدى فترات طويلة من الزمن.

“تُظهر نتائجنا أنه بمجرد نمذجة التفضيلات بشكل صحيح، فإنها تمثل أكثر من 90٪ من التحول بين القطاعات (sectoral transformation) لمجموعة واسعة من الاقتصاديات، بما في ذلك اقتصاديات الولايات المتحدة” ، كما يقول كومين.

مصادر من داخل وخارج النص:

1-  https://www.investopedia.com/terms/i/incomeelasticityofdemand.asp

2- https://en.wikipedia.org/wiki/Econometrica

3- https://www.econometricsociety.org/publications/econometrica/2021/01/01/structural-change-long-run-income-and-price-effects

4- “التفضيل (بالإنجليزية: Preference)‏ هو مصطلح تقني يُستخدم في علم النفس والاقتصاد والفلسفة في الإشارة عادة إلى ما يتعلق بالاختيار بين البدائل: فالشخص يفضل (أ) على (ب) إذا ما اختار (أ) بدلا من (ب)” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:  https://ar.wikipedia.org/wiki/تفضيل

5- “المكون القطاعي للاقتصاد هو المساهمة النسبية للقطاعات المختلفة في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي (GDP) للاقتصاد خلال عام. ويساهم في حصص القطاع الزراعي والقطاع الصناعي وقطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي GDP. .” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.studyadda.com/ncert-solution/11th-economics-indian-economy-1950-1990_q8/383/28740

6- “التغيير الهيكلي (Structural Change): يشير التغيير الهيكلي إلى التغيير العميق والمؤثر الذي يغير تماماً طريقة عمل اقتصاد الدول، مثل التغيير في السلطات وتدفق رأس المال والمسؤوليات، ويؤدي إلى تغيير طريقة العمل وبعض الأهداف الاقتصادية”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://hbrarabic.com/المفاهيم-الإدارية/التغيير-الهيكلي/.

7-  https://www.theglobaleconomy.com/sectoral_composition.php

8-  https://apps.bea.gov/iTable/iTable.cfm?reqid=150&step=2&isuri=1&categories=gdpxind

المصدر:

https://news.dartmouth.edu/news/2021/03/new-studyfinds-income-not-prices-drives-economy

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *