عين اللبانية – عبد الرسول الغريافي

عين اللبانيه هي إحدي عيون السيح القديمه ببلدة القديح بالقطيف، والقديح تضم ثاني أكبر عدد من عيون السيح القديمه على مستوى القطيف (بعد الأوجام).

وعين اللبانية هي من أكثر العيون شهرة على مستوى القطيف إذ يفد إليها الكثير من أهالي القطيف للسباحة فيها على مدار الأربع وعشرين ساعه وخصوصا في فصل الصيف لما لها من ميزة في خفة مائها ونظافته وقوة دفعها واستراتيجية موقعها ودفء مياهها شتاء واعتداله صيفا، فهي تقع خارج بلدة القديح من الجهة الشماليه بين ريفها وبساتينها وهي تقع غرب المصرف (السد) الواقع شمال القديح من وسطها.

وجدير بالذكر أن عين اللبانية هي من أواخر العيون التي لحقها النضوب إذ أن كارثة نقص ونضوب مياه أراضي الخليج الغنية بالمياه بدأ منذ عام 1416 الموافق 1996م على وجه التحديد، أما مياه عين اللبانية فقد (ماطلت) عن النضوب وتأخر بدء نضوبها إذ لم تظهر عليه أعراض النقص إلا بعد أكثر من سنتين علما بأن مياهها بقيت مصرة على البقاء دون النضوب الكلي حتى أيامنا هذه، فلا يزال قاعها مغمور بالماء الرقراق الصافي ولا يزال البعض من الشباب مصرا على السباحة فيها ولاتزال بعض البساتين والمزارع المحيطة بها تسقى من مياهها بواسطة المواطير.

الشاعر أمجد المحسن يخاطب حاملي الكامرا وهم يصورون ما آلت إليه عين اللبانية من بعد عز ، بأبيات لا تخلو من الحسرة بفقدان قُصيبة هوائية – كان جزء من واحة القطيف – يتنفس بها:

(اللبانية عينُ ماءٍ قطيفية)

يا حاملَ الكامرا ، ما أنتَ فاعلُهُ؟

فلتصْطد الكامِرا البرقَ الذي لَمحا

@@@

وقال: أعرفُ هذا البحرَ! ، تعرفه؟ ،

لا يعرفُ البحرَ مَن لم يعرِف البُرَحا

وكم تزيَّتْ بزيِّ الصّبرِ عاشقةٌ ،

لم تبلغ الكَامِرا قلباً بها جُرِحا

@@@

مِلْ بي على عينِ لبَّانيَّة سقَطَتْ

سهواً كجرَّةِ طينٍ ، وانتهتْ شَبحا

هيّا بنا لقوافيها ، أُعرِّفُها

نفسي ، وأطلُبُها الدّهرَ الذي جَنَحا

@@@

ولا تقُلْ لي: لا شيئٌ هناكَ سوى

كتابة بيد السّاقي … صحا فَمحا!

فربَّما إمرأةٌ قال الحليبُ لها:

تمثَّلي بي قَواماً ، وارتدتْ فَرَحا

@@@

لاذَتْ كما خفِي المعنى بمشْمرِها ،

خوفَ الغريب ، وأغواني الذي سنَحَا!

ولسماع هذه الأبيات عن عين اللبانية بصوت الشاعر ، إفتح الرابط أدناه:

https://youtu.be/_QT5tJKE9a8

المؤرخ عبد الرسول الغريافي
الشاعر أمجد المحسن

2 تعليقات

  1. هي الطلول طغى في الظلم أهلوها…بما كسبتم يد المنان تمحوها

  2. أحمد الخميس

    أثرت في النفس شجى الذكريات أستاذنا العزيز، رحم الله عين اللبَّانية ورحم عيون القطيف الموارة بالجمال والعذوبة، ورحم ذاك الزمن الجميل. أستودع الله تلك العيون التي فاضت جوداً وجمالاً وأستودع الله واحةً خضراء فاضت خيراً وكرماً ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *