القراءاتُ السّبع لسيهات (1)

رائعة من روائع الشاعر “أمجد المحسن” بعنوان “القراءاتُ السّبع لسيهات” ، يبدأ مطلعها بسؤال: “ما سِرُّ سيــهاتَ ؟” ، الفنانة التشكيلية “رملاء صالح الجضر” و الفتوغرافي “خالد الطلالوة” يحاولان الإجابة على السؤال ومعرفة هذا السر من خلال جمال العدسة والريشة.

@@@

ما سِرُّ سيــهاتَ  ؟ ، لا يدري بهِ أحدٌ ،

وحسبُـــــنا قولُــــنا : ما سِرُّ سَيهاتِ ؟

دروازةُ الذّاتِ حيثُ الشِّعــــــرُ يغْزِلُــــهُ

ما حاكَ في الرّوحِ من نسجِ الطّفولاتِ

إنِّي أفتِّــــــشُ ذاتَ الأرضِ عــــن ذاتِي ،

عن أهلــــها ، عنْ نوايـــاها العميقاتِ

عن الذينَ تربَّـــــــوا في ملامحــــها ،

وأشبهوهـــــا علــى شَــــرعِ المُحاكاةِ

عن كلِّ ما لم تُغيِّـــــرهُ الدُّهـــــورُ بهِمْ ،

وما ستصنعُــهُ فيـهِــــمْ يَـــــــدُ الآتي !

خُذني إلى سِيفِ سيـــهاتٍ ، ليُخبِرَني

عن أوَّل البحـــــــرِ عن خطٍّ وممحاةِ

خُذني لصاحِبيَ ” الخطِّـــــــي” ، إنَّ لنا

شَراكــــــةً هي كنْــــزي في  الشّراكاتِ

يقولُ : هلا سألتَ الرّبعَ ، قُلتُ لـــــهُ :

سألتُــهُ ،  لم يُعنِّــــي في الإجــــاباتِ

شِعري تهجَّأْتُـــــهُ في سِيـفِها ، ولقدْ

أملـــى عليَّ  ألِفْـــــباءَ المَـــجــــــازاتِ

لم يُوجَد الشِّعــــرُ إلا حينَ قيـــــلَ لهُ :

” سيهـاتُ مرَّتْ بِبالِ الأبجديَّــــاتِ ” !!

لا يبلغ الشِّعر من سيـهاتَ  ما بلَغَتْ

من نفسهــــا أبداً ، قُـــل للمليحاتِ !

..تلكَ المليحةُ عند السِّيفِ ، أعشقُها ،

هل قُلتَ “سيهاتَ “، خُذني نحو سيهاتِ !

خِمارُها بحرُ فيــــــروزٍ  ،  وخاتمُهـا

زبَــــرجَـــــدٌ مثـــلُ لَـــــون الأريـــحِـــيَّاتِ

سيهاتُ مُصحـــــفُ عشقٍ في تلاوته

فُلْـــكٌ لِيُنجـــيكَ ، أو  روضاتُ جنَّاتِ !

سَيهاتُ سِفـــــرٌ لإيقاعِ الحنينِ ، لها

مقامُــــها بين موســــيقَـــــى المقـــاماتِ

سيهاتُ من زعفَــــــرانٍ ذابَ من ولهٍ

في قَـهـــــوةٍ صُنـــعِ أذواقِ الجمـــــيلاتِ

سيهاتُ سيهاتُ ، لا سهـــوٌ وذاكرةٌ ،

لكـــنَّــــــها تُرجـــــمـــانٌ لِلــــمَـــــآلاتِ

تمشي القُرُونُ ثقيــــــلاتٍ حقائبُها ،

أمَّا ” القُـــــرَينُ ” فَصِنــــــوُ اللامُــــبالاةِ

قريبا القراءاتُ السّبع لسيهات (2)

الشاعر أمجد المحسن
الفوتوغرافي خالد الطلالوة
الفنانة التشكيلية رملاء الجضر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *