عودة السيليكنث – د. محمد نجم الخميس

هل تخيلت مرة أن تصادف وجها لوجه حيوان حي كان يُعتقد أنه منقرض منذ ما يقارب من 65 مليون سنه؟ و ماذا سوف يكون شعورك؟

السيدة (مارجوري إلين دورس كورتني لاتيمر) المسؤولة في متحف جنوب أفريقيا هي أول من أخبر العالم عن وجود سمك السيليكنث* في عام 1938م. مارجوري كانت تعمل على جمع أحجار و أصداف و أسماك غريبه لوضعها في المتحف. في 22 من ديسمبر من عام 1938م, استلمت السيدة مارجوري لاتيمر مكالمة عن وصول سمكة غريبة في سوق الأسماك و التي سميت بإسمها لاحقا.

السمكة كانت من صيد الكابتن (هندريك جوسين) و كان طول السمكة تقريبا متر و نصف و كانت مغطاة بقشور خشنة و لها أربعة أطراف شبيهة بالزعانف و ذيل غريب ولونها بين اللون الرمادي و الأخضر و الأزرق اللامع. بعدها أخذت السمكة معها الى المتحف و حاولت أن تبحث عنها في الكتب و لكن لم تجدها. حاولت مارجوري حفظ السمكة و لكن لم تستطع. بعدها قامت بالإتصال بالبروفوسور (ج سميث) من جامعة رودوس في جنوب افريقيا و ارسلت له رسم توضيحي للسمكة لمساعدتها على التعرف عليها و لكن لم تجده مما دفعها لأخذ السمكة لمحنط الحيوانات.

في 16 من فبراير 1938م, شاهد البروفوسور سميث رسمة السمكة و على الفور تعرف عليها – إنها سمكة السيليكنث – وقال “إنها قد تكون أحد الحيوانات التي عاشت قبل 200 مليون سنه وعادت للحياة”. البروفوسور سميث أعطى السمكة إسم (لاتيمر شالومنا) ، لاتيمر إسم مكتشفتها و شالومنا نهر في جنوب افريقيا. و بعد هذه الحادثة باربعة عشر سنة, أُحضرت سمكة أخرى في نفس الموقع. الجدير بالذكر أن سمكة السيليكنث كان يعتقد أنها انقرضت في نهاية العصر الكريتاسي و الذي استمر من قبل ما يقارب 145 الى 65 مليون سنه.

لسنوات عديدة كان يعتقد أيضا أن سمكة السيليكنث تعيش فقط في غرب المحيط الهندي بجانب جزر القمر و لكن في 18 سبتمبر من عام 1997م تم إصطياد سمكة السيليكنث في منطقه شمال جزيرة سلاويسي في اندونوسيا على بعد أكثر من 10,000 كم من شرق جزر القمر. الإكتشاف في أندونيسيا كان بواسطة (مارك إردمن و ارناز) اللذان كانا في زيارة إلى اندونوسيا لقضاء شهر العسل ووجدا سمكه غريبه في سوق الأسماك في منطقه مانادوتوا في جزيرة سلاويسي و كانت بنية اللون و ليست زرقاء و أخذا لها بعض الصور قبل أن تباع في السوق. بعد توثيق هذا الإكتشاف من قبل إردمن وزوجته, عاد إردمن الى نفس الجزيره في نوفمبر 1997م و أجرى عدة مقابلات مع الصيادين هناك. وفي 30 من شهر تموز 1998م, إصطاد الصياد الإندونيسي (اوم لامه) سمكة أخرى بطول 1.2م ووزن 29 كجم و أعطاها (إردمن) و تم تصوير السمكة و هي لا تزال على قبد الحياة ووثق إردمن لونها و حركة اطرافها وبعدها حُنطت و وضعت في متحف بوجور الحيواني.

أوضح فحص الـ دي ان اي (DNA) للسمكتين أنهما يختلفان وراثيا مع أنهما يتشابها بالشكل لكنهما يختلفا في اللون. في عام 2005م, أوضحت دراسة جزيئات أن الفارق الزمني بين تكوين السمكتين يمتد بين 30 الى 40 مليون سنه و هذا يفسر الإختلاف الجيني بين السمكتين. بعد هذه النتيجة, اعتبرت سمكة اندونيسيا فصيلة جديدة و سميت بعدها بسمكة لاتيمارا ميندونوسيا في ابريل من عام 1999م.

في 5 نوفمبر من عام 2014م تم اصطياد سابع سمكة سيليكنث في المياه الأندونيسية منذ عام 1998م.  و في الحادي من شهر تموز من عام 2018م تم اصطياد سمكة أخرى من قبل صيادين سياح في قرية ايربناسوبين في جنوب شرق جزيرة وايجيو على بعد 700 كم من المكان الأول في جزيرة سلاويسي و من على عمق تقريبا 300م. 

*  سمكة السيلكنث (تكتب باللغة الإنجليزية Coelacanth وتنطق “SEE-lə-kanth”)، وإسمها العلمي Coelacanthiformes

وتسمى باللغة العربية شوكيات الجوف. ويمكن مشاهدة هذه السمكة في المختبر وفي قاع المحيط في الفيديو الأول والثاني أدناه:

الفيديو الأول: السمكة في المختبر

الفيديو الثاني: السمكة في قاع المحيط

المصادر:

  1. موقع ناشيونال جيوغرافيك (https://www.nationalgeographic.com/)
  2. موقع Wikipedia
  3. موقع (Smithsonian Ocean (https://ocean.si.edu
  4. المنطمة الدولية للمحافظة على البيئة (Conservation International) (https://www.conservation.org)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *