في مقابلة مطولة أجراها الأستاذ عبد الله سلمان العوامي مع الأستاذ الدكتور رضي المبيوق… بعنوان: “البروفسور رضي المبيوق: من فني صيانة إلى ريادة علم النفس التربوي”
وخلال مسيرته العلمية التي قاربت ال ٤٠ سنة من الخبرة والتجربة… لخص المبيوق اهم الدروس التي تعلمها عبر رحلته الطويلة بين التعلم والعطاء….
هذه الدروس أو النصائح المهمة والملهمة هي عيون الشباب التى ترى المستقبل ، وعلى كل شاب بدأ أو سيبدأ في شق طريقه في المجال الدراسي أو العملي أن يعي ويفهم هذه الدروس ويضعها نصب عينيه كي يتسلق سلم المجد خطوة خطوة وهو على يقين وطمأنينة والنجاح يملأ كفيه…

يقول الأستاذ الدكتور المبيوق: هناك الكثير من الدروس التي تعلمتها عبر رحلتي الطويلة، طالبًا ثم أستاذًا، وأود أن ألخص أبرز ما خرجتُ به من خبرة وتجرِبة في النقاط التالية:
- الكفاءة الذاتية مفتاح الإنجاز: لا بد للطالب أن يتحلى بثقة وإيمان مطلقين بقدرته على التعلم، وهو ما يُعرف في علم النفس التربوي بمصطلح “الكفاءة الذاتية” (Self-Efficacy)، التي وضع أسسها عالم النفس ألبرت بندورا (Albert Bandura)، وعرفها بأنها اعتقاد الإنسان بقدرته على تحقيق مهامه وأهدافه بنجاح. يجب على المرء ألا يضع حدوداً لقدراته العقلية التي منحها إياه الخالق، لكيلا يكون أسيراً للقيود التي فرضها على نفسه؛ إذ أن هذه القيود تنتج الإعاقة الحقيقية التي تحول دون التعلم والانتصار على التحديات مهما كان حجمها أو شكلها.
- قوة الإرادة وكُرة الثلج: بناءً على ما سبق، يستطيع الإنسان تعلم أي شيء واكتساب مهارات إضافية لم تكن في حسبانه إذا توفرت لديه الرغبة الجانحة، والثقة المطلقة بالقدرات الذاتية، والإرادة القوية على ترجمة هذه الرغبة والثقة إلى عمل ملموس. وهذا العمل بدوره يضاعف الثقة والإرادة، فتتشكل “كرة الثلج” التي تبدأ صغيرة، ولكن حركتها النشطة تجعلها تكبر وتزداد قوتها وتأثيرها.
- تحويل الأخطاء إلى مادة للتطوير لا إلى جلد الذات: بعد أي أداء غير موفق، من الطبيعي أن نشعر بالخيبة. لكن غير الطبيعي هو البقاء في دائرة جلد الذات والشعور بالفشل. النظرة الناضجة للأخطاء تجعل منها فرصًا ذهبية للتطوير. تحليل الأداء، وتشريح مصادر الخلل، والمحاولة مرارًا… هذا هو الطريق نحو تحقيق أداء يُدهش صاحبه قبل أن يدهش الآخرين. كثير من المبتكرين وصلوا لنتائجهم بعد محاولات لا تُعدّ، ليكتشفوا أن الفشل كان البوابة الأولى للإبداع.
- تحدي السردية الذاتية المهزومة: شهدتُ زملاء في دراساتهم العليا ينسحبون من برامج الدكتوراه إثر تقييم واحد ظنوه “وثيقة هزيمة”، ولم يدركوا أنهم وقعوا أسرى لسردية اختلقوها عن أنفسهم. ما لم يتجاوز الإنسان فكرة أنه “فشل”، فلن يتعافى منها ولو مرّت سنوات طويلة. وحين يكتشف كنز قدراته الكامنة، سيدرك أن المستحيل لم يكن سوى وهم مؤقت.
- المثابرة في القراءة الهادفة: على المرء المثابرة على القراءة، وخاصة لتجارب الناس الناجحين والتأسي بخطواتهم. في عصرنا الحالي، يُسرق انتباهنا بطوع إرادتنا من قبل أدوات التواصل الاجتماعي، لكن المستخدم الذكي لأدوات عصر الثورة المعلوماتية هو من يوجه طاقته نحو ما يزيد اطلاعه، ويضيف إلى علمه ومهاراته.
- التعلم والتعليم أمانة ومسؤولية متلازمتان: إخلاص النية في التعلم والتعليم يمنح كلًّا منهما قيمته الحقيقية. المعلّم قبل أن يكون موجّهًا، يجب أن يكون طالبًا نَهِمًا للمعرفة، يضيف إلى مهاراته باستمرار ويتعلم من الجميع بلا استصغار للمصادر. الفكرة الحكيمة قد تأتي من كتاب مرجعي، وقد تأتي من طفل… المهم هو الاستعداد لتلقّيها.
- العقلية النقدية في عصر المعلومات: لا بد، وخاصة في عصرنا حيث تهب علينا رياح – بل عواصف – المعلومات من كل جانب، أن نتحلى بعقلية نقدية تحاكم المعلومة وتُحللها وتُمحصها قبل إعطائها تأشيرة دخول دائمة إلى ملفاتنا المعرفية والعقلية.
وقد عرف المحاور “الأستاذ الدكتور المبيوق” قائلا:
ضيفنا هو المؤلف، الباحث، الأكاديمي، المشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، والمؤسس لمركز أبحاث، وصاحب حضور اجتماعي فاعل في ولايته وخارجها. شخصية متعددة الواجهات، تتقاطع فيها الخبرة العلمية مع المهارة العملية، وتتكامل فيها الحكمة التربوية مع روح الخدمة المجتمعية.


علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية