إنجاز علمي: علماء يبتكرون كلية “عالمية” تناسب جميع فصائل الدم – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Breakthrough: Scientists Create ‘Universal’ Kidney To Match Any Blood Type
(David Nield – بقلم: ديفيد نيلد)

بعد عقد من العمل، أصبح الباحثون أقرب من أي وقت مضى إلى إنجازٍ هام في مجال زراعة أعضاء الكلى: القدرة على نقل الكلى من متبرعين بفصائل دم مختلفة عن المتلقي، مما قد يُسرّع بشكل كبير من أوقات الانتظار وينقذ الأرواح.

وقد تمكّن فريق من مؤسسات في جميع أنحاء كندا والصين من ابتكار كلية “عالمية”، يُمكن نظريًا قبولها من قِبل أي مريض.

كلية يتم تحضيرها في المختبر. مصدر الصورة: مجلة “هندسة الطبيعة الطبية الحيوية” (Nature Biomedical Engineering)

ونجا العضو التجريبي وعمل لعدة أيام في جسم متلقي ميت دماغيًا، والذي وافقت عائلته على البحث. ويقول عالم الكيمياء الحيوية البروفيسور ستيفن ويذرز، من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا: “هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا يحدث في نموذج بشري. إنه يمنحنا رؤى قيّمة حول كيفية تحسين النتائج على المدى الطويل”.

وفي الوضع الحالي، عادةً ما يضطر الأشخاص ذوو فصيلة الدم “أ” (O) والذين يحتاجون إلى كلية إلى انتظار توفر كلية من فصيلة الدم “أو” من متبرع. ويُمثل هذا أكثر من نصف الأشخاص في قوائم الانتظار، ولكن نظرًا لأن الكلى من فصيلة الدم “أو” يمكنها العمل لدى الأشخاص ذوي فصائل الدم الأخرى، فإنها نادرة.

تُحدَّد فصيلة الدم (أو فصيلة الدم)، جزئيًا، من خلال مستضدات فصيلة الدم “أيه بي أو” (ABO) الموجودة على خلايا الدم الحمراء. وتكتشف الأجسام المضادة في بلازما الدم وجود علامة مستضد غريبة – مصدر الصورة: (InvictaHOG/Public Domain/Wikimedia Commons).

وفي حين أنه من الممكن حاليًا زراعة كلى من فصائل دم مختلفة، من خلال تدريب جسم المتلقي على عدم رفض العضو، إلا أن العملية الحالية بعيدة كل البعد عن الكمال وليست عملية بشكل خاص. إنها تستغرق وقتًا طويلاً ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر، كما تتطلب مشاركة متبرعين أحياء، حيث يحتاج المتلقي إلى وقت للتحضير.

هنا، نجح الباحثون في تحويل كلية من فصيلة “أيه” إلى كلية من فصيلة “أو”، باستخدام إنزيمات خاصة مُحدَّدة مسبقًا، تعمل على إزالة جزيئات السكر (المستضدات) التي تعمل كعلامات لفصيلة الدم “أيه”.

أنتج الباحثون كليةً مُحوَّلة إنزيميًا من فصيلة الدم “أو” (ECO)، وجاهزة للزراعة. مصدر الصورة: (Zeng et al., Nat. Biomed. Eng., 2025)

ويُشبّه الباحثون الإنزيمات بمقصّات تعمل على المستوى الجزيئي: بقطع جزء من سلاسل مستضدات فصيلة الدم “أيه”، يُمكن تحويلها إلى حالة خالية من مستضدات فصيلة الدم “أيه بي أو” التي تُميّز فصيلة الدم “أو”.

ويقول البروفيسور ويذرز: “يشبه الأمر إزالة الطلاء الأحمر من سيارة والكشف عن الطبقة التمهيدية المحايدة. بمجرد الانتهاء من ذلك، لا يعود الجهاز المناعي يعتبر العضو غريبًا”. ولا تزال هناك تحديات كثيرة تنتظرنا قبل دراسة التجارب على البشر الأحياء.

وبدأت الكلية المزروعة بإظهار علامات دم فصيلة الدم “أيه” مرة أخرى بحلول اليوم الثالث، مما أدى إلى استجابة مناعية – لكن الاستجابة كانت أقل حدة مما هو متوقع عادةً، وكانت هناك علامات على أن الجسم يحاول تقبّل الكلية.

إن الإحصائيات المتعلقة بهذه المشكلة صادمة للغاية: في الوقت الحالي، يموت 11 شخصًا يوميًا وهم ينتظرون عملية زرع كلية، في الولايات المتحدة وحدها، ومعظمهم ينتظرون كلى فصيلة الدم “أو”.

إنها مشكلة يُعالجها العلماء من زوايا متعددة، بما في ذلك استخدام كلى الخنازير وتطوير أجسام مضادة جديدة. إن زيادة عدد الكلى المتوافقة لدى هؤلاء الأشخاص قد يُحدث فرقًا كبيرًا.

ويقول البروفيسور ويذرز: “هذا ما يبدو عليه الحال عندما تتكامل سنوات من العلوم الأساسية أخيرًا مع رعاية المرضى. إن رؤية اكتشافاتنا تقترب من التأثير الحقيقي هو ما يدفعنا للمضي قدمًا”.
وللمعلومية، نُشر البحث في مجلة “هندسة الطبيعة الطبية الحيوية” (Nature Biomedical Engineering) ويمكن الاطلاع على البحث عن طريق الرابط: Enzyme-converted O kidneys allow ABO-incompatible transplantation without hyperacute rejection in a human decedent model | Nature Biomedical Engineering.

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/breakthrough-scientists-create-universal-kidney-to-match-any-blood-type

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *