I Traveled the World in Search of Wellness Wisdom—Here’s What I Learned
[طفتُ العالم باحثًا عن سر العافية – وهذه أبرز دروسي]
(بقلم: السيدة آني دالي – Annie Daly)
تنصّل:
هذه الترجمات لا تعبّر بالضرورة عن تأييدٍ أو معارضةٍ للأفكار والآراء الواردة في النصوص الأصلية، وإنما تهدف إلى إثراء المحتوى العربي بتقديم معارف ووجهات نظر متنوعة من مصادر متعددة، مع الحرص على نقل المعنى والسياق بدقة قدر الإمكان. وقد تتضمن هذه المواد رؤى أو معلومات لا تتوافق مع بعض القناعات الشخصية؛ غير أنّ نشرها يأتي بوصفه جسرًا للتواصل الثقافي والفكري، وفتحًا لباب النقاش الموضوعي في مجالات كالصحة والتقنية والاقتصاد وغيرها. ونأمل أن تُسهم هذه الترجمات في توسيع آفاق القارئ العربي وتعزيز الحوار البنّاء حول مختلف القضايا، مع التأكيد على حق كل قارئ في انتقاء الأفكار أو نقدها بوعيٍ واحترام.
( المقال المترجم )
“مقدمة”
على الأرجح، عندما تفكر في عالم العافية (Wellness)، قد يخطر ببالك أولًا الأشياء “اللامعة” والمبالغ فيها: زجاجة المياه الشهيرة الممزوجة بالكريستال بسعر ٨٠ دولارًا، أو مسحوق “غبار الدماغ (Brain Dust)” بسعر ٣٨ دولارًا الذي يعدك بأن “يغذي وعيك من الداخل إلى الخارج”، أو كل ما هو ممزوج بـ المواد المساعدة ويطلق عليها (المكيفات الحيوية (Adaptogens)). ولماذا لا يخطر ذلك ببالك؟ حيث قيمة القطاع الصناعي للعافية تقدر بحوالي ٤،٥ تريليون دولار، وهذا القطاع الصناعي قائم جزئيًا على فكرة أن الصحة والسعادة يمكن شراؤهما.
أعرف ذلك جيدًا. ففي الأيام التي سبقت الجائحة، كنت أعمل محررة في مجلة ضمن هذه الصناعة، وكان مكتبي أشبه بجبل من الكريمات والخلطات. في البداية، كنت متحمسة للحصول على كل هذه الهدايا المجانية، لكن شيئًا فشيئًا، ومع تحولي إلى التحقيق في صلصات المارينارا “عالية الطاقة” (high vibe” marinara sauces”) كجزء من عملي اليومي، بدأت أشعر بخيبة أمل من كل هذا الطابع التجاري. لقد أحببت المجلة بحد ذاتها، لا تفهمني خطأ، لكن العمل هناك جعلني أشكك في قيم الصناعة بأكملها. لذلك قررت أن أفعل ما فعله العديد من الصحفيين الفضوليين قبلي: أن أكتب كتابًا عن هذا القطاع.
من أجل كتابة كتاب وجهة العافية (Destination Wellness)، والذي صدر في تاريخ كتابة هذا المقال، سافرتُ قبل الجائحة إلى ستة أماكن مختلفة حول العالم: جامايكا (Jamaica)، النرويج (Norway)، هاواي (Hawai‘i)، اليابان (Japan)، البرازيل (Brazil)، والهند (India). أجريت مقابلات مع السكان المحليين والخبراء حول آرائهم في الصحة والحياة الأفضل (خصوصًا كيف تختلف عن مفهومنا في أراضي الولايات المتحدة (mainland U.S).
الخلاصة؟ إن الرفاهية الحقيقية والأصيلة أعمق بكثير من مجرد ملابس لولوليمون (Lululemon) أو عصائر خضراء عندما تنظر إليها من منظور عالمي. الأمر يتعلق بالعودة إلى الأساسيات وتغذية روحك بالعلاجات الخالدة التي لطالما كانت الأكثر أهمية، مثل: مجتمعك. والهواء النقي. والسماء المفتوحة. وتغيير منظورك للحياة.

تابع القراءة لتتعرف على بعض أكثر فلسفات العافية أصالةً والنصائح التي اكتشفتها خلال رحلاتي – نصائح، (دروس وعبر)، ساعدتني على تجاوز هذا العام المظلم بشكل لا يصدق، وقد تُلهمك أنت أيضًا لحجز رحلتك الأولى الآن بعد أن بدأ العالم ينفتح من جديد. واليك تسعة دروسا منها:
الدرس الأول – اقضِ أكبر وقت ممكن في الهواء الطلق — دون الحاجة إلى معدات مغامرات فاخرة.
خلال رحلتي الصحفية إلى النرويج (Norway)، تعلمت أن النرويجيين يسترشدون بمفهوم مريح تجاه الطبيعة يُعرف باسم فريلُفتسليف (Friluftsliv). بينما يميل الأمريكيون إلى ربط “محبي الطبيعة” بالمغامرة – أولئك الذين يركضون صعودًا إلى الجبال مرتدين أجهزة تتبع ضربات القلب وملابس نيون لامعة – فإن عشاق فريلُفتسليف (والذي يُترجم إلى “حياة الهواء الطلق الحر”) يفعلون ببساطة كل ما بوسعهم ليعيشوا حياتهم في الخارج قدر الإمكان، بغض النظر عن الطقس.
شراء السمك من السوق سيرًا على الأقدام هو فريلُفتسليف. القيام بنزهة مع العائلة في الحديقة هو فريلُفتسليف. التعلم في رياض الأطفال الخارجية (نعم، هذا أمر موجود في النرويج) هو فريلُفتسليف. حتى الاسترخاء في الطبيعة دون فعل أي شيء سوى التمدد على العشب هو فريلُفتسليف.
في النهاية، يتمحور قضاء الوقت في الهواء الطلق حول عدم البقاء في الداخل؛ فالأشخاص الذين تحدثت معهم مدمنون على الصفاء الذهني وإعادة التوازن التي لا يوفرها إلا الهواء النقي. وقد وصف أحد السكان المحليين الذين أجريت معهم مقابلة في مدينة برغن (Bergen) هذه الروح الأكثر بساطة بشكل مثالي، قائلا: “فريلُفتسليف هو ذلك الشعور الذي ينتابك عندما تكون في الطبيعة، تنظر من حولك، تأخذ نفسًا عميقًا وتقول… آه. وأخيرًا يمكنك أن تسترخي”.
الدرس الثاني – أعد صياغة مواعيدك مع الأصدقاء لتكون مواعيد للعافية الاجتماعية.
أعلم، إنني أعلم – احتساء عدة زجاجات من النبيذ الأحمر مع أصدقائك لا يبدو أمرًا صحيًا بالضبط، على الأقل عند مقارنته بحصة يوغا ساخنة مليئة بالتعرق تليها عصير أخضر ممزوج بعشبة الأشواجاندا (Ashwagandha). لكن كثيرًا من البرازيليين قد يرون الأمر بشكل مختلف.
يقول البروفيسور في الثقافة البرازيلية، الدكتور كلاوديو توريس (Dr. Cláudio Torres): “نحن نعتبر العافية شيئاً جماعياً، وليس شيئاً فردياً”. ويضيف: “بعد العيش في الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات، وجدت أن العافية هناك تدور بشكل أساسي حول الذات. ولكن العامل الأكبر على الإطلاق في البرازيل هو عائلتك، فمجرد التواجد حول الجميع هو أفضل طريقة لتشعر بالعافية الاجتماعية”.
ويقدّر البرازيليون أحباءهم لدرجة أن لديهم كلمة خاصة للتعبير عن الألم العاطفي العميق الذي تشعر به عندما تفتقدهم، وهي كلمة “ساوداد (Saudade)”.
العبرة؟ في المرة القادمة التي تفكر فيها بالتخلي عن التزاماتك الاجتماعية لأنك متوتر جدًا، أو كسول جدًا، أو لا مزاج لك، تذكّر أن قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم هو في الواقع ممارسة من ممارسات العافية – وهي ممارسة ستجعلك على الأرجح أكثر سعادة بكثير مما كنت عليه وأنت مستلقٍ على سريرك تصيغ رسالة “آسف / لا أستطيع / لا تكرهني”.
الدرس الثالث – احترم وقدر القوة العلاجية للماء.
قبل بضع سنوات، اكتشف العلماء أن التواجد بالقرب من الماء مرتبط بزيادة الشعور بالعافية – وهي ظاهرة باتت تُعرف الآن باسم “العقل الأزرق (Blue Mind)”. وأنا أحب هذا المجال الجديد من الأبحاث، لكن العديد من الثقافات القديمة التي ركزتُ عليها في الكتاب كانت تعرف دائمًا أن الماء يهدئ الروح.
على سبيل المثال، كان اليابانيون يستحمون منذ آلاف السنين في مياه الأونسن (Onsen) الغنية بالمعادن (الينابيع الساخنة الطبيعية) لشفاء أجسادهم وعقولهم وأرواحهم. وفي ولاية هاواي (Hawai‘i)، كان السكان المحليون يؤدون طقوس هيʻواي (Hi‘uwai) – وهي طقوس تطهير روحية في المحيط الهادي تساعد على تحرير النفس من القلق والتوتر – وذلك منذ أمد بعيد أيضًا.
الفكرة هي أن رفع معنوياتك بعد يوم سيئ قد يكون ببساطة عبر الخروج في نزهة إلى أقرب مسطح مائي. وحتى إذا لم تكن تعيش بالقرب من أي مسطح مائي، فلا يزال بإمكانك استحضار قوته العلاجية في المنزل: أعد تجربة الأونسن الياباني في حوض الاستحمام لديك بمياه شديدة السخونة مع رشّة من ملح إبسوم (Epsom salt) – أو أملاح الأونسن الفاخرة إذا رغبت – أو ببساطة ضع قليلًا من الملح تحت لسانك ودعه يذوب.
فملح البحر يعتبر مطهراً في العديد من الثقافات، وقالت لي إحدى الفنانات من هاواي التي أجريت معها مقابلة إن وضعه تحت لسانك يؤدي نفس الغرض التطهيري الذي يحققه طقس الهيʻواي في المحيط الهادي عندما يتم ذلك بنية صحيحة.
الدرس الرابع – فكّر واعتبر ان العناية بالنفس هي أيضا حماية للنفس.
عندما عدتُ إلى مدينة بروكلين (Brooklyn) في ولاية نيويورك بعد رحلاتي، قابلت طاهيًا من طائفة الراستافاري (Rastafari) يُدعى السيد مايكل غوردون (Michael Gordon)، شرح لي كيف يخلق “فقاعة من الأجواء” في شقته كلما أراد أن يبتعد عن ضغوط الحياة الحضرية. قال لي: “الحياة في المدينة صعبة، الجميع يندفعون للقيام بأشياء طوال الوقت، لذلك عليك أن تبني عالمك الصغير الخاص بك مع نباتاتك وموسيقاك وطبخك”.
أعلم أن الجلوس في شقتك والانغماس في أجوائك الخاصة قد يكون آخر ما ترغب في القيام به بعد عام كامل من البقاء في المنزل، لكن الفكرة العامة لا تزال قائمة: ممارسة العافية تعني القيام بكل ما تحتاج إليه لحماية نفسك من ضغوط الحياة العصرية ولو للحظة. وعلى الصعيد التاريخي، كان أتباع حركة الراستافاري منبوذين ومضطهدين من قبل الاستعماريين في جامايكا (Jamaica)، فهربوا إلى الجبال ليبتعدوا عن المجتمع وينغمسوا في الطبيعة. أما في عالم اليوم، مع استمرار وجود العنصرية المنهجية (Systemic Racism) وكراهية الأجانب (Xenophobia) منذ فترة طويلة، فقد يجد الكثيرون أنفسهم بحاجة إلى حماية روحية مشابهة.
هذه الحماية قد تبدو مختلفة من شخص لآخر – بالنسبة للبعض قد تعني الانعزال، بينما قد تعني لآخرين التعبير العلني والمواجهة – لكن المغزى هو أنها أصبحت، وللأسف، جزءًا أساسيًا من رفاهيتنا العاطفية.
الدرس الخامس – بسّط نظرتك إلى الطعام.
جولة واحدة في إنستغرام الطعام (Food Instagram)، وسترى على الأرجح جميع أنواع الإبداعات الطهوية المعقدة: من وعاء السموثي الملون بألوان قوس قزح الذي يبدو أشبه بعمل فني، إلى كومة من المعكرونة الملفوفة بشكل مثالي مع منديل موضوع بعناية تحت الطبق. ليس انتقاصاً من شأن الطهاة، ولكن لماذا يجب أن تكون وجباتنا معقدة جداً؟
جاءني هذا التساؤل خلال رحلتي الصحفية إلى النرويج (Norway)، عندما ذهبت في نزهة طويلة مع مجموعة من الأصدقاء الذين أحضروا معهم بضع قطع من الشوكولاتة، رغيف خبز غير متساوي، وعلبة من جبنة الهالبينو – دون أي أثر لوجبة غداء مصممة لالتقاط صور إنستغرام. بالنسبة لهم، كان الطعام مجرد قوت، شيئًا لا بد من تناوله لكي يتمكنوا من قضاء وقت أطول في الهواء الطلق.
وبالطبع، فإن القدرة على التفكير بالطعام على أنه أكثر من مجرد قوت هي امتياز كبير، لكن لأولئك الذين يملكون هذا الترف: ربما ينبغي التخفيف من التكلّف في الطعام؟ فليس كل وجبة يجب أن تكون أفضل وجبة على الإطلاق. أحيانًا يمكن أن يكون الغداء مجرد غداء، شيئًا بسيطًا لا بد من تناوله لتشعر بالراحة ولتتمكن من الصمود حتى العشاء دون الشعور بالجوع.
الدرس السادس – اتبِع روتينًا لتحافظ على صحتك (لا لتحافظ على إنتاجيتك).
في الهند (India)، تناولت مفهوم العافية من خلال عدسة الأيورفيدا (Ayurveda)، وهو النظام الطبي الهندوسي القديم و”علم الحياة”. من أبرز مبادئ الأيورفيدا هو ديناتشاريا (Dinacharya)، أي الروتين اليومي المصمم لمساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم والوقاية من الأمراض. هذا الروتين يُبنى حول الإيقاعات اليومية الطبيعية للأرض (circadian rhythms)، ويتضمن عادة: الاستيقاظ مبكرًا، وتنظيف الجسد فورًا (كشط اللسان؛ غسل الوجه والعينين والأذنين؛ وتخصيص وقت للمرحاض)، ممارسة اليوغا، وتناول معظم وجباتك في النصف الأول من اليوم (بحيث يكون الغداء أكبر وجبة، ليكون لديك وقت كافٍ للهضم).
أتدري ما الذي لا يتضمنه هذا الروتين؟ الإنتاجية. وهذه نقطة فارقة مهمة، خاصة لأولئك الذين لا يتوقفون عن قراءة المقالات الشائعة من نوع “هذا المدير في قائمة فورتشن ٥٠٠ (Fortune 500) يستيقظ في الخامسة صباحًا ليمارس الرياضة ويتناول وعاء من دقيق الشوفان” (وأنا منهم).
في الثقافات الرأسمالية مثل الولايات المتحدة، غالبًا ما تُصوَّر الروتينات باعتبارها وسيلة لإعداد نفسك للنجاح. لكن الأيورفيدا علّمتني أن أنظر إليها كوسيلة لإعداد نفسي للرفاهية الشاملة بدلاً من ذلك. وهذا فرق كبير!
الدرس السابع – … لكن لا تنسَ أن تدع الحياة تكشف عن نفسها لك أيضاً.
مثل كثير من الناس الذين يحاولون فهم مجريات الأمور، غالبًا ما أنجذب إلى نفق “ما هي خطتي في الحياة”: ما هي خطوتي المهنية التالية؟ أين أرغب أن أعيش في المستقبل؟ متى أرغب في إنجاب الأطفال؟ وعندما أجد نفسي عالقًا في هذه الدوامة المقلقة، أتذكر محادثة أجريتها مع السيدة كالا بايبايان تاناكا (Kala Baybayan Tanaka)، وهي تعمل كملاحة في المحيط الهادي من ولاية هاواي (Hawai‘i)، نصحتني بالانتباه أكثر إلى حدسي.
قالت لي: “نحن نؤمن بأنك تحتاج فقط إلى الاستماع والملاحظة والشعور بنداء الـ مانا (Mana) أي الطاقة، وسيكشف [الجواب] عن نفسه لك. وتابعت: إنها طريقة بسيطة جدًا وغير غربية في التفكير، ساعدتني على إدراك أن الأمور لا يجب أن تكون معقدة إلى هذا الحد”. بمعنى آخر، بدلاً من محاولة رسم خريطة حياتي والدفع بنفسي بقوة لتحقيق أحلامي، يجب أن أُسكت الضوضاء وأدع حدسي يقود الطريق – فقد يأخذني إلى مكان أكثر سحرًا مما كنت أتخيل.
وأضافت السيدة كالا: “ستأتيك أمور أكثر عندما تكون هادئًا وصافي الذهن. وهذا ينطبق داخل الماء وخارجه”.
الدرس الثامن – قدّر واحترم كل تفاعل إنساني يمكنك أن تحظى به.
بالطبع قد يكون الأمر مزعجًا عندما يوقفك جارك للدردشة وأنت مستعجل للحاق باجتماع، لكن تقدير مثل هذه اللقاءات يُعد في الواقع أحد الطرق التي يحافظ بها الكثير من اليابانيين على عافيتهم. هذه الفكرة متجذرة في مفهوم إيشيغو إيشيي (Ichigo Ichie) في البوذية الزن (Zen Buddhism)، والذي يُترجم إلى “مرة واحدة، لقاء واحد” أو “لقاء يحدث مرة واحدة في العمر”.
في الأصل، كان إيشيغو إيشيي يصف فكرة أن كلًا من المضيف والضيف في مراسم الشاي اليابانية يجب أن يُدركا أن هذه لحظة فريدة من نوعها، لقاء واحد لن يتكرر أبدًا. أما اليوم، فقد أصبح هذا المفهوم يُستخدم كاختصار للتعبير عن البقاء في “هنا والآن”.
يؤمن البوذيون أن كل شيء مؤقت، وهذا ما يلهمهم للتعامل مع تفاعلاتهم بجدية كبيرة – لأن كل محادثة قد تكون الأخيرة. قال لي مرشدي السياحي في إحدى جولات المشي، السيد كيغو نينوميا (Keigo Ninomiya): “العيش بهذه الطريقة يساعدني على البقاء حاضرًا في اللحظة، وتقدير كل يوم جديد. وبالنسبة لي، هذه هي العافية”.
الدرس التاسع – تذكّر أننا جميعًا مترابطون.
غالبًا ما كان الأشخاص من هاواي (Hawai‘i) الذين قابلتهم للحديث عن العافية يربطون كل شيء بمفهوم ألوها (Aloha)، والذي يعني أكثر بكثير من مجرد “مرحبًا” أو “وداعًا”. على مستوى أعمق، تشير كلمة ألوها إلى المحبة والتعاطف – وهما شعوران أصبحا أكثر ضرورة للرفاهية خلال هذا العام المليء بالصدمات.
شرحت لي أستاذة اللغة الهاوايية، السيدة أويلاني بوبِت (Uilani Bobbit)، ذلك أثناء حديثنا على فنجان قهوة قائلة: “قول ألوها يعني أنك تدرك أن هناك ارتباطًا بين كل شيء. أنا لست أكثر أهمية من الشجرة، لأنني أنا الشجرة. أنا هذا التراب، أنا هذه الفراشة، أنا هذا النبات.
تحدث المشاكل عندما لا نعترف أننا جميعًا الشيء نفسه في أشكال مختلفة – فهل يمكننا فقط أن نعمل على إدراك أننا جميعًا مترابطون؟ هذا ما يحتاجه العالم”.
نبذة مختصرة عن الكاتبة، السيدة آني دالي (Annie Daly):
آني دالي هي كاتبة ومحررة مستقلة متخصصة في موضوعات العافية (Wellness)، والسفر، والثقافة. تمتاز كتاباتها بالتركيز على فلسفات الرفاهية من حول العالم وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية المعاصرة.
قبل انتقالها إلى العمل الحر، شغلت عدة مناصب تحريرية بارزة، منها محررة رقمية في مجلات سيلف (SELF)، وبازفيد ترافل (BuzzFeed Travel)، وياهو ترافل (!Yahoo Travel)، كما عملت محررة مطبوعة في مجلتي كوزموبوليتن (Cosmopolitan) وغود هاوس كيبنغ (Good Housekeeping).
من مؤلفاتها:
1. وجهة العافية: أسرار عالمية لحياة أفضل أينما كنت (Destination Wellness: Global Secrets for Better Living Wherever You Are) – صدر في مايو 2021، ويتناول فلسفات الرفاهية الأصيلة في ثقافات متعددة حول العالم، مقدّمًا رؤية شمولية حول معنى العيش المتوازن في العصر الحديث.
2. حكمة الجزيرة: التقاليد والممارسات الهاوائية لحياة ذات معنى (Island Wisdom: Hawaiian Traditions and Practices for a Meaningful Life) – صدر في أكتوبر 2022، شاركت في تأليفه مع الهاوائي الأصلي والمسؤول التنفيذي في مجال السياحة كاينوا داينيس (Kainoa Daines)، ويُعد دليلًا لتطبيق المبادئ الهاوائية في الحياة اليومية، كما يقدّم إرشادات للمسافرين حول كيفية أن يكونوا زوّارًا مسؤولين يحترمون ثقافة الجزر.
حياتها الشخصية وهواياتها:
تعيش آني دالي في مدينة بروكلين (Brooklyn) مع زوجها. ومن هواياتها الجري، ومطاردة لحظات غروب الشمس، وإعداد قوائم موسيقية مميزة، والاسترخاء قرب المسطحات المائية، حيث تجد في الطبيعة مصدر إلهام لكتاباتها حول التوازن والسكينة.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.vogue.com/article/destination-wellness-wisdom-from-around-the-world

علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية