الزخارف الجصية … ضوء وظل – إسماعيل هجلس

تألقت وتميزت مباني القطيف التقليدية (التاريخية) بالفن والجمال، والثراء الزخرفي، وذلك لإزدهار حرفة الزخرفة الجصية

الزخارف الجصية

الزخارف الجصية فن من الفنون الإسلامية نابع من المجتمع والبيئة والتقاليد، وقد ظهر هذا الفن مع تأسيس مدينة سامراء بالعراق عام 221 هجرية الموافق 859 ميلادية في عهد الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله إبن هارون الرشيد الذي أمر ببناء سامراء كي تستوعب العدد الهائل من الجنود الأتراك اللذين جاء بهم كي يثبت ركائز ملكه.

فن العمارة بالقطيف

الموقع الجغرافي المتميز لواحة القطيف ساعد على إزدهار التجارة، وجعل منها حلقة وصل بين طرق تجارة الشرق والغرب، كما ساعدت خصوبة الأرض في تكوين ثروة زراعية كانت مصدر التموين الغذائي لبعض أنحاء الجزيرة العربية، وكانت لتجارة اللؤلؤ أهمية كبيرة في ردف إقتصاد القطيف ونتج عن ذلك إزدهاراً من الناحية الإقتصادية والتجارية وانعكس أثره على إرتقاء الفنون المعمارية ومنها فن الزخرفة.  وقد كان فن الزخرفة بطبيعته فناً بيئياً حياتياً يلعب الجمال فيه دوراً بارزاً ، حيث نجد هذا الفن في معظم الأحوال مستلهماً من الطبيعة ، ومستفيداً من أشكالها ، ومحاكياً لعناصرها ، بأسلوب تجريدي ، لتحقيق التوازن في التصميم.مصادر الإضاءة

إن تصميم الأبنية في المناطق الحارة والرطبة والمتلاصقة، يعتمد على إستعمال الضوء المنعكس من أسطح الجدران كمصدر أساسي للإضاءة ولذلك يتم اللجوء ، بتصميم فتحات تعمل على إدخال هذا النوع من الضوء المنعكس وبنفس الوقت تجنب الأشعة الشمسية المباشرة الغير مرغوب فيها وكذلك منع الضوء المؤذي للعين ، وتعتبر الزخارف الجصية واحدة من أقوى أنواع الإضاءة الطبيعية في بيوتات القطيف التراثية.

الفراغ المفتوح

تعتبر تقنية الهواء (شخل الهواء) من أهم الوظائف التي تؤديها الحليات (الزخارف) الجصية المفرغة (المثقوبة) ، فعن طريقها تتم معالجة الهواء المار من خلال زخارفها المفرغة بعدة أمور منها الإستفادة من عمق الجدار وطول المسافة لتبريد الهواء وتشتيت ضوء الشمس الحار وتنقية الهواء من الشوائب.

فبالإضافة الى التلاعب بالضوء والهواء فإن الزخارف الجصية تجسد محاكاة للطبيعة تعتمد على التكرار والتماثل والتوالد مولدة  الفراغ المفتوح الذي يصنع علاقات جمالية ممتدة الى ما لا نهاية، ويسمح بتنوع بصري متفاوت يجمع بين الأشكال والفراغات.  والنتيجة عمل فني يسحر العين داخل المسكن وخارجه.

 

الأستاذ إسماعيل هجلس

3 تعليقات

  1. عمل جيد .. أحسنت استاذنا .. و يا ليت نرى تجسيدا لهذا الفن بأسلوبه المميز من خلال تصاميم المباني الرسمية في المنطقة كالمدارس و مباني البلديات و الأمن و المتاحف التي لا يوجد لها اي أثر في الساحات العامة أو الأسواق أو على امتداد الساحل .

  2. علي المحرق ابو حسن

    أحسنت يا ابو مصطفى على هذا العمل الممتاز.. ونترقب منكم مستقبلا إصدار كتاب يختص بحضارة القطيف وتراثها. ونتمنى لكم التوفيق على هذه الجهود

  3. تمنياتنا لك بالتوفيق أبو مصطفى جميل جدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *