علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
Vegetarian Diets Can Slash Cancer Risk by Up to 45%, Large Study Finds
(Tessa Koumoundouros – بقلم: تيسا كوموندوروس)
من نوم أفضل وقلوب وأدمغة وأمعاء وأجهزة مناعة أكثر صحة، تواصل الدراسات اكتشاف ارتباطات قوية بين الأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات وانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة.
ويضيف تحليل جديد الآن إلى الأدلة المتنامية أن النباتية[1] واسلوب حياة النباتيين[2] يقللان من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ويقول البروفيسور غاري فريزر، الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم الأوبئة من جامعة لوما ليندا في الولايات المتحدة: “هذه كلها معلومات فريدة نسبيًا، وربما تكون الأكثر دقة فيما يتعلق بأنواع السرطان مثل سرطان المعدة وسرطان الغدد الليمفاوية”.
وقارن البروفيسور فريزر وزملاؤه البيانات الطبية من 79468 من أتباع الكنيسة السبتية[3] الذين عاشوا في الولايات المتحدة وكندا بين عامي 2002 و2007. في البداية، كان الأفراد خالين من السرطان، لكن نسبة منهم أصيبوا بأشكال مختلفة من المرض وفقًا لتقارير المتابعة التي جُمعت حتى عام 2015.
ويوضح البروفيسور فريزر: “كان العديد من أتباع الكنيسة السبتية غير النباتيين في هذه الدراسة لا يزالون مهتمين جدًا بصحتهم، لذا من المدهش أننا وجدنا أي شيء على الإطلاق”.
ومن المثير للدهشة أن النباتيين كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان المعدة بنسبة 45% خلال الفترة المدروسة، وأقل عرضة للإصابة بالأورام اللمفاوية بنسبة 25%. وبلغ الانخفاض الإجمالي في خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان 12%.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “تشير هذه البيانات إلى انخفاض خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان مجتمعةً لدى النباتيين، وكذلك بالنسبة لأنواع السرطان متوسطة الانتشار كمجموعة”.
ويُشير الفريق إلى أنه من المنطقي أن تظهر أوضح التأثيرات في الجهاز الهضمي.
وكتب البروفيسور فريزر وزملاؤه: “تتصل هذه الأعضاء مباشرةً بالأطعمة ونواتج تحللها أثناء الهضم، بالإضافة إلى نواتج أيضية أخرى تنتجها بكتيريا الأمعاء”.
ويُعتبر تناول اللحوم المصنعة عوامل خطر للإصابة بهذين الموقعين، وكذلك بالنسبة لسرطان المعدة، ومن المرجح أن يُوفر تناول كميات أكبر من الفاكهة (وخاصةً الحمضيات) والأسماك واللحوم المشوية والخضراوات حمايةً من السرطان.
ومع ذلك، يُشير البروفيسور فريزر إلى أن النظام الغذائي لا يوفر أي حماية من أنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك تلك التي تُصيب المسالك البولية أو الجهاز العصبي.
ويُوضح البروفيسور فريزر: “قد يُشير ذلك أيضًا إلى العديد من أنواع السرطان الأخرى، مثل سرطان الرئة والمبيض والبنكرياس. وقد أشارت الأدلة من هذه الدراسة إلى انخفاض خطر الإصابة لدى النباتيين، لكنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لتوضيح المزيد”.
وعلى الرغم من أن هذه دراسة واسعة النطاق امتدت لفترة زمنية طويلة، إلا أنها لا تُقدم سوى أدلة على الاتجاهات، وليس على الأسباب. لذا، قد يكون من المرجح أن يتخذ أولئك الذين يختارون تجنب المنتجات الحيوانية قرارات أخرى تؤثر إيجابًا على صحتهم أيضًا، مثل ممارسة المزيد من التمارين الرياضية، وهو ما يرتبط أيضًا بنتائج أفضل فيما يتعلق بالسرطان.
ويساعد التركيز على السبتيين إلى حد ما على تفسير هذا القيد، حيث يميل أتباع الدين إلى التركيز بشدة على الصحة.
ومن المهم أيضًا أن نضع في اعتبارنا أن الإفراط في أي نظام غذائي يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية. ويمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية النباتية إلى نقص في العناصر الغذائية إذا لم يتم تنفيذها بشكل صحيح. وقد يكون القيام بذلك أصعب بكثير بالنسبة لأولئك من الذين يعيشون في مناطق أقل ثراءً وأكثر عرضة للوقوع في صحاري غذائية أو غارقة في الخيارات غير الصحية.
وعلاوة على ذلك، قد يكون اتباع النظام النباتي صعبًا للغاية على أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية غذائية. ولهذه الأسباب، غالبًا ما يؤكد الباحثون على أن إضافة المزيد من الخضراوات إلى نظامك الغذائي، بدلاً من التحول إلى نظام غذائي نباتي صرف، هو أهم استنتاج من جميع هذه الدراسات. وللمعلومية، فقد نُشر هذا البحث في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (American Journal of Clinical Nutrition).
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencealert.com/vegetarian-diets-can-slash-cancer-risk-by-up-to-45-large-study-finds
الهوامش:
[1] النباتية (veganism) هي ممارسة غذائية بشرية: نظرية أو ممارسة الامتناع عن استهلاك واستخدام المنتجات الحيوانية. بينما يتجنب بعض النباتيين الأطعمة المشتقة من الحيوانات فقط، يستبعد آخرون أيضًا أي منتجات تستخدم الحيوانات كمكونات أو للاختبار. تتراوح هذه المنتجات المحظورة من الملابس (مثل الجلود) إلى… الخ. المصدر: بريتانيكا
[2] اسلوب حياة النباتيين (vegetarianism) هو أسلوب حياة يسعى قدر الإمكان إلى استبعاد جميع أشكال استغلال الحيوانات والقسوة عليها لأغراض الغذاء أو الملابس أو أي غرض آخر. وهي تتضمن نظامًا غذائيًا نباتيًا يستبعد جميع المنتجات الحيوانية، بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والعسل، وغالبًا ما يمتد إلى تجنب المواد المشتقة من الحيوانات والمنتجات التي تُختبر على الحيوانات. وهو خيار غذائي غالبًا ما يكون مدفوعًا باعتبارات أخلاقية أو دينية أو بيئية أو صحية أو غذائية. المصدر: موسوعة بريتانيكا
[3] السبتيون هم طائفة مسيحية بروتستانتية، تشتهر باحتفالها بيوم السبت، وإيمانها بمجيء المسيح الثاني، وتركيزها على الصحة والسلامة. وقد انبثقت هذه الطائفة من حركة الميلر في منتصف القرن التاسع عشر، وتم تنظيمها رسميًا عام 1863. يعكس اسم الكنيسة تركيزها على يوم السبت وإيمانها بمجيء المسيح الثاني. وفي مجال الصحة والعافية يؤكدون على اتباع أسلوب حياة صحي، غالبًا ما يشمل النظام النباتي، والامتناع عن الكحول والتبغ، وتعزيز الصحة البدنية والعقلية.
