Millions of women rely on contraceptives, but new Rice study shows they may do more than just prevent pregnancy
(جامعة رايس – Rice University)
تفيد دراسة(1) نشرتها جامعة رايس أن وسائل تحديد النسل (وسائل منع الحمل) الهرمونية(2) يمكن أن تؤثر أيضًا في انفعالات النساء [مثل، السعادة، أو الحزن، أو التوتر، أو الغضب](3) كما تؤثر في ذاكرتهن، ما يُشكل واقعهن اليومي حول العالم.
وجدت هذه الدراسة أن النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية كانت ردود أفعالهن الانفعالية قوية، وذاكرتهن للأحداث السلبية أقل تفصيلًا.
تُعد وسائل تحديد النسل (وسائل منع الحمل) الهرمونية واقعًا ملموسًا في حياة ملايين النساء حول العالم. ففي الولايات المتحدة وحدها، استخدمت أكثر من 60 مليون امرأة في سن الإنجاب هذه الوسائل، وذلك غالبًا لمنع الحمل، ولكن أيضًا لإدارة حالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي(4)، ومتلازمة تكيس المبايض(5)، وعدم انتظام الدورة الشهرية(6).
وكما أكدت الكثير من النساء أن تأثير هذه الأدوية يتجاوز مجرد تأثيرها في الجسم. فاضطرابات (تقلبات) المزاج(7)، وتذبذب وزن الجسم، والتقلبات الانفعالية (تحولات في المزاج)(8) شائعة بين النساء. لكن دراسة جديدة أجرتها جامعة رايس وجدت أن التأثيرات قد تكون أكثر تعقيدًا، بل ومفاجئة في بعض النواحي.
تُبين الدراسة، المعنونة بـ “استراتيجيات تنظيم الانفعالات تؤثر بشكل مختلف في ذاكرة من يستخدمن وسائل موانع الحمل الهرمونية”، والمنشورة في مجلة “الهرمونات والسلوك”(1)، قد تُؤثر موانع الحمل الهرمونية في شعور النساء بالانفعالات ذهنيًا وبدنيًا في لحظة وقوعها وفي مدى تذكرهن لها لاحقًا في الحياة.
إذن، لا يقتصر الأمر على منع الحمل فحسب، بل قد تؤثر الهرمونات الموجودة في هذه الموانع في المزاج والذاكرة المتعلقة بتلك الانفعالات.
“بالنسبة للنساء، تُسلّط نتائج الدراسة الضوء على ما كان يشتبه به الكثيرون منذ فترة طويلة: أن وسائل تحديد النسل قد تؤثر فيما يتجاوز مجرد الصحة الإنجابية [الصحة الجنسية والإنجابية تتضمَّن السلامة البدنية والنفسية بالإضافة إلى النشاط الجنسي](9)“، حسبما قالت بياتريز برانداو (Beatriz Brandao)، طالبة الدراسات العليا في قسم العلوم النفسية بجامعة رايس والمؤلف الرئيس للدراسة.
وأضافت: “تأثير وسائل موانع الحمل الهرمونية لا يقتصر على منع الحمل، بل تؤثّر أيضًا في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانفعالات والذاكرة، والتي تُعدّ أساسية للصحة العقلية(10)“. قارن الباحثون النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونية بنساء دوراتهن الشهرية طبيعية ومنتظمة. استخدمت المشاركات استراتيجيات مُختلفة لتنظيم انفعالاتهن بعد مشاهدتهن صورًا إيجابية وسلبية ومحايدة. من ضمن هذه الاستراتيجيات كانت استراتيجيات مثل الإبعاد(11) أو إعادة الصياغة للمساعدة في تفسير حدث بشكل إيجابي أو العلاج بالانغماس (ومنه استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي(12)). ومن ثم أجبن على أسئلة اختبار الذاكرة.
ظهر على النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونية ردود فعل انفعالية أقوى مقارنةً بالنساء اللواتي دورة عادتهن طبيعية ومنتظمة فهن أكثر رسوخًا وأسهل استرجاعًا وتذكرًا.
تُعزز هذه النتائج سؤالاً يراود الكثير من النساء، ولكن لم تتناوله إلّا دراسات قليلة: لما لا يقتصر تأثير وسائل تنظيم النسل على الجسم فقط، بل يتعداه إلى الصحة العقلية أيضًا؟ يرتبط تنظيم المشاعر والذاكرة باضطرابات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب، وتفيد هذه الدراسة بأن وسائل موانع الحمل الهرمونية قد تؤثر في هذه العمليات بطرق لا تلاحظ، ولكنها مهمة.
قالت برانداو: “لقد فوجئنا عندما وجدنا أنه عندما وظفت النساء، اللاتي تستخدم وسائل موانع الحمل الهرمونية، استراتيجيات مثل الإبعاد أو إعادة الصياغة، كانت ذاكرتهن لتفاصيل الأحداث السلبية أضعف”. “هذه الذاكرة الضعيفة لتفاصيل التجارب غير السارة قد تكون وقائية في الواقع المعاش”.
قال برايان ديني، الأستاذ المشارك في العلوم النفسية بجامعة رايس والمؤلف المشارك في الدراسة: “هذه النتائج جديدة وتُلقي الضوء على مدى تأثير وسائل موانع الحمل الهرمونية في العمليات الانفعالية والذاكرة بطرق مهمة”.
“الدراسة التي أجرتها بياتريس لا زالت جارية وبشكل ممنهج، ما من شأنه أن يسمح بإجراء المزيد من الأبحاث حول هذه العمليات لدى النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونية، وكذلك لدى النساء اللاتي دورات طمثهن الشهرية طبيعية ومنتظمة”.
قالت ستيفاني ليل (Stephanie Leal)، الأستاذ المساعد في العلوم النفسية بجامعة رايس، والأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، والمؤلف الرئيس للدراسة: “هذه النتائج مثيرة للاهتمام جدًا. فهي تشير إلى أن وسائل منع الحمل الهرمونية قادرة على تعديل مدى تنظيم النساء لانفعالاتهن، وكذلك مدى تأثير تنظيم الانفعالات في الذاكرة، وخاصةً فيما يتعلق بالتجارب والأحداث السلبية”.
تخطط برانداو وزملاؤها لتوسيع نطاق البحث، وذلك بدراسة النساء اللاتي دوراتهن الشهرية طبيعية ومنتظمة في مراحل مختلفة، ومقارنة أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل مقابل اللولب الرحمي(13).
“في نهاية المطاف، هدفنا هو فهم كيف تؤثر الهرمونات التناسلية(14) – سواء كانت طبيعية أو اصطناعية – في الصحة الانفعالية [أي القدرة على فهم وقبول وإدارة انفعالات النفس والآخر، والتعامل مع صعوبات الحياة والحفاظ على الشعور بالهناء النفسي] حتى تتمكن النساء من اتخاذ خيارات أكثر استنارة بشأن صحتهن الإنجابية والعقلية”، كما قالت برانداو.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0018506X2500131X
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/وسائل_تحديد_النسل_الهرمونية
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/شعور
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/انتباذ_بطاني_رحمي
5 – https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/WomensHealth/Pages/PCOS.aspx
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/حيض_غير_منتظم
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_مزاجي
8- https://ar.wikipedia.org/wiki/تحول_المزاج
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/صحة_إنجابية
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/صحة_نفسية
11- إحدى استراتيجيات تنظيم المشاعر هي “الإبعاد الإجتماعي (تجنُّب التعامل)”، حيث يتعامل الشخص مع حدث سلبي من خلال تخيله على أنه وقع في مكان بعيد عنه، أو حدث منذ زمن طويل، أو من منظور شخص ثالث [أي لا يتعامل معه على أنه معني بالحدث]. الإبعاد الاجتماعي استراتيجية جيدة كأداة إدراكية (ذهنية) نافعة، لكنه قد يكون غير فعال في مواقف وحالات معينة، خاصة تلك التي تنطوي على مسؤليات اجتماعية – كرجل الإطفاء ينقذ عائلة من منزل يحترق. وبدلاً من إبعاد نفسه، قد يضطر الشخص بدلاً من ذلك، إلى التعامل بشكل مباشر مع الموقف أو الحالة.” مقتبس من مقال ترجمناه سابقًا تجده على هذا العنوان:
https://adnan-alhajji.blogspot.com/2024/07/blog-post_20.html?m=1
12- https://ar.wikipedia.org/wiki/انغماس_(واقع_افتراضي)
13- https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/wh/Pages/Intrauterine-Device-IUD.aspx
14- https://ar.wikipedia.org/wiki/هرمون_تناسلي
المصدر الرئيس:
https://news.rice.edu/news/2025/millions-women-rely-contraceptives-new-rice-study-shows-they-may-do-more-just-prevent
