علماء يكتشفون دواءين موجودين يمكنهما عكس تلف الدماغ الناجم عن مرض ألزهايمر لدى الفئران – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Scientists Find 2 Existing Drugs Can Reverse Alzheimer’s Brain Damage in Mice
(بقلم: دايفد نيلد – David Nield)

في إطار الجهود المبذولة للتغلب على مرض ألزهايمر، يدرس الباحثون الأدوية المتاحة التي يمكنها معالجة هذه الحالة، وقد حددت دراسة جديدة دواءين واعدين يُستخدمان حاليًا لعلاج السرطان.

والدواءان، اللذان تمت الموافقة عليهما بالفعل من قبل الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة – مما يعني إمكانية بدء التجارب السريرية المحتملة لمرض ألزهايمر في وقت أقرب – هما “ليتروزول” (Letrozole) (يستخدم عادة لعلاج سرطان الثدي) و”إرينوتيكان” (Irinotecan) (يستخدم عادة لعلاج سرطان القولون والرئة).

مصدر الصورة: خوان كايرتنير / مكتبة صور العلوم / صور غيتي

وقد بدأ باحثون من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF) ومعهد غلادستون بدراسة كيفية تأثير مرض ألزهايمر على التعبير الجيني في الدماغ. ثم راجعوا قاعدة بيانات طبية تُسمى “خريطة الاتصال” للبحث عن أدوية تعكس هذه التغيرات في التعبير الجيني، وقارنوا سجلات المرضى الذين تناولوا هذه الأدوية كجزء من علاجات السرطان واحتمالية إصابتهم بمرض ألزهايمر. ومن المثير للاهتمام أن هذه الأدوية بدت وكأنها نجحت في تقليل مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.

وتقول البروفيسور مارينا سيروتا، عالمة الأحياء الحاسوبية من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: “يصاحب مرض ألزهايمر تغيرات معقدة في الدماغ، مما يجعل دراسته وعلاجه صعبًا، لكن أدواتنا الحاسوبية أتاحت إمكانية معالجة هذا التعقيد بشكل مباشر”.

وتضيف: “نحن متحمسون لأن نهجنا الحاسوبي قادنا إلى علاج مركب محتمل لمرض ألزهايمر يعتمد على أدوية حالية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية”.

أدى استخدام “ليتروزول” و”إرينوتيكان” إلى خفض مستوى بروتينات “تاو” (الأخضر الفاتح) في أدمغة الفئران. (لي وآخرون، مجلة “الخلية” Cell، 2025)

وبعد اختيار “ليتروزول” و”إرينوتيكان” كأفضل خيارين، اختبرهما الباحثون على نماذج فئران مصابة بمرض ألزهايمر. وعند استخدامهما معًا، أظهر الدواءان قدرة على عكس بعض التغيرات الدماغية الناجمة عن المرض.

وانخفضت بشكل ملحوظ التكتلات الضارة من بروتين “تاو” التي تتراكم في الأدمغة المصابة بمرض ألزهايمر، وأظهرت الفئران تحسنًا في مهام التعلم والذاكرة – وهما قدرتان دماغيتان غالبًا ما يضعفهما مرض ألزهايمر.

وباستخدام الدواءين معًا، تمكن الباحثون من استهداف أنواع مختلفة من خلايا الدماغ المصابة بالمرض. وبدا أن “ليتروزول” يقاوم مرض ألزهايمر في الخلايا العصبية، بينما نجح “إرينوتيكان” في الخلايا الدبقية.

ويقول عالم الأعصاب البروفيسور يادونغ هوانغ، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد غلادستون: “يُرجّح أن يكون مرض ألزهايمر نتيجةً لتغيراتٍ عديدة في العديد من الجينات والبروتينات، والتي تُؤثر مجتمعةً على صحة الدماغ”.

ويضيف: “هذا يُصعّب تطوير الأدوية – التي عادةً ما تُنتج دواءً واحدًا لجين أو بروتين واحد يُسبّب المرض – تحديًا كبيرًا”.
إنها بداية واعدة، ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به: من الواضح أن هذه الأدوية لم تُختبر مباشرةً إلا على الفئران حتى الآن، كما أن لها آثارًا جانبية. ويجب إعادة النظر في استخدامها لعلاج مرض مختلف عن الذي اعتُمدت لعلاجه في الأصل.

وإحدى الخطوات التالية هي إجراء تجارب سريرية على مرضى ألزهايمر. ووفقًا للباحثين، يُمكن أن يُؤدي هذا النهج إلى علاجات أكثر تخصيصًا وفعالية، بناءً على كيفية تغيير التعبير الجيني في كل حالة.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 55 مليون شخص مصابون بمرض ألزهايمر اليوم، ومع تزايد أعمار سكان العالم، من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد أكثر من الضعف خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة. إن إيجاد طرق للوقاية من المرض، بل وحتى عكس أعراضه، سيكون له تأثير كبير على الصحة العالمية.

وتقول البروفيسور سيروتا: “إذا أرشدتنا مصادر بيانات مستقلة تمامًا، مثل بيانات التعبير الجيني للخلية المفردة والسجلات السريرية، إلى نفس المسارات والأدوية، ثم حللت مرض ألزهايمر في نموذج وراثي، فربما نكون قد توصلنا إلى حل”.

وتضيف: “نأمل أن يُترجم هذا بسرعة إلى حل حقيقي لملايين مرضى ألزهايمر”. وقد تم نشر الورقة البحثية في مجلة “الخلية” (Cell) على الرابط: Cell-type-directed network-correcting combination therapy for Alzheimer’s disease: Cell

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.sciencealert.com/scientists-find-2-existing-drugs-can-reverse-alzheimers-brain-damage-in-mice

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *