Do Eyes Really See The World Upside Down? Here’s The Science.
(Daniel Joyce, The Conversation – “بقلم: البروفيسور دانييل جويس[1]، مجلة “ذا كونفرسيشن)
تعمل أعيننا بفضل الضوء، فالأجسام التي نراها إما أن تكون مصادر للضوء بحد ذاتها – مثل شمعة أو شاشة هاتف – أو ينعكس الضوء عنها ويصل إلى أعيننا.

أولاً، يمر الضوء عبر الأجزاء البصرية للعينين، مثل القرنية والبؤبؤ والعدسة. وتساعد هذه الأجزاء معًا على تركيز الضوء على شبكية العين التي تستشعر الضوء، مع التحكم في شدته لمساعدتنا على الرؤية بشكل جيد وتجنب تلف العين.
ووظيفة العدسة هي تركيز الضوء القادم من الأجسام على مسافات مختلفة بشكل صحيح، وتُعرف هذه العملية بالتكيف. وأثناء أداء هذه المهمة المهمة، ينعكس الضوء المار عبر العدسة. وهذا يعني أن الضوء من أعلى الجسم يسقط على شبكية العين في مستوى أدنى من الضوء من أسفله، والذي يسقط على شبكية العين في مستوى أعلى.
لذا، فإن الضوء الخارج من العدسة ليسقط على شبكية العين يكون في الواقع مقلوبًا. ولكن هذا لا يعني أن الدماغ يقلب الصورة “إلى الخلف”، وإليك السبب.

في الواقع، لا يُهمّ الاتجاه
في حين أن الضوء الذي يُفسّره الدماغ “مقلوب” مقارنةً بالعالم الحقيقي، فإن السؤال هو: هل يُشكّل هذا مشكلةً لنا حقًا؟
من تجربتك الشخصية، يُمكنك القول إن الإجابة على الأرجح لا. ويبدو أننا نُبحر ونتفاعل مع العالم بشكلٍ جيد. إذن، أين في الدماغ تُقلب الصورة أو تُدار 180 درجة لتكون “في الاتجاه الصحيح” مرةً أخرى؟
قد تُفاجأ عندما تعلم أن علماء الرؤية يرفضون فكرة ضرورة حدوث الانعكاس أو الدوران من الأساس. وهذا بسبب كيفية معالجة أدمغتنا للمعلومات البصرية.
فالجسم الذي تُدركه “يُشفّر” من خلال إطلاق خلايا عصبية مُختلفة – خلايا الدماغ التي تُعالج المعلومات – في مواقع مُختلفة من الدماغ. وهذا النمط من الإطلاق هو ما يُشفّر المعلومات حول الجسم الذي تُركّز عليه. وتأخذ هذه المعلومات في الاعتبار علاقة الكائن بكل شيء آخر في المشهد، وجسمكَ في العالم، وحركاتكَ. وطالما أن الترميزات النسبية لهذه العناصر متسقة ومستقرة، فلا داعي لانقلاب الصورة على الإطلاق.
شاهد هذا الفيديو الذي انتجته محطة “بي بي سي” عن النظارات المقلوبة يمكننا العمل بنظارات مقلوبة!
بحثت العديد من الدراسات في كيفية تكيفنا مع التغيرات الكبيرة في المدخلات البصرية، وذلك من خلال مطالبة المشاركين بارتداء نظارات تقلب الصورة الواردة. وهذا يعني أن الصورة تستقر على شبكية العين “بالطريقة الصحيحة”، إن صح التعبير، ولكن رأسًا على عقب، مما تعلمه الدماغ.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي، أجرى عالمان في النمسا تجارب نظارات إنسبروك (راجع الرابط: “The world is upside down” – The Innsbruck Goggle Experiments of Theodor Erismann (1883–1961) and Ivo Kohler (1915–1985) – ScienceDirect). وارتدى المشاركون في هذه الدراسات، لأسابيع أو حتى أشهر، نظارات غيّرت شكل العالم من حولهم. وشمل ذلك نظارات تقلب الصورة الواردة رأسًا على عقب.
وكما تتخيل، واجه الأشخاص الذين يرتدون هذه النظارات في البداية صعوبة بالغة في أداء أنشطتهم اليومية. وكانوا يتعثرون ويصطدمون بالأشياء. ولكن هذا كان مؤقتًا.
وقد أفاد المشاركون برؤية العالم رأسًا على عقب خلال الأيام القليلة الأولى، مع صعوبات في التنقل، بما في ذلك محاولة تجاوز أضواء السقف التي بدت لهم على الأرض. ومع ذلك، بدا أن الأداء قد تحسن في اليوم الخامس تقريبًا. فالأشياء التي كانت تُرى في البداية رأسًا على عقب أصبحت الآن تبدو في وضعها الصحيح، وقد تحسن هذا الوضع مع مرور الوقت. وبعبارة أخرى، مع استمرار التعرض لعالم مقلوب رأسًا على عقب، تكيف الدماغ مع المُدخلات المتغيرة.
وقد بدأت دراسات أحدث في تحديد مناطق الدماغ المسؤولة عن القدرة على التكيف مع التغيرات في المُدخلات البصرية، وما هي حدود قدرتنا على التكيف. وقد يسمح التكيف حتى للأشخاص “المصابين بعمى الألوان” برؤية الألوان بشكل أفضل مما هو متوقع من حالتهم.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencealert.com/do-eyes-really-see-the-world-upside-down-heres-the-science
الهوامش:
[1] البروفيسور دانييل جويس، مُحاضر أول في علم النفس، جامعة جنوب كوينزلاند، استراليا
