الموت يغيب “الشاعر عبد الله الجفال” يوم الأحد 3-8-1446هـ (الموافق 2-2-2025م) ، الشاعر “ابو أحمد” رحمه الله شارك موقع علوم القطيف ببعض أشعاره من خلال قسم عدسة وريشة ، رحم الله صاحب الخلق الرفيع الشاعر الولائي عبد الله الجفال رحمة الأبرار واسكنه فسيح الجنان وربط على قلب أهله ومحبيه والهمهم الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
يُعاتبني قلبي فأكتبُ مُجبرا @@@ بشوقٍ وقلبي قد تحرر وانبرى
وآتي بقرطاسٍ وتجري أناملي @@@ تخطُ بما يُملي الفؤادُ مُسطرا
{تسابيح وتجليات}
عتاهِياتٌ من حِكمٍ ومواعظ !
ما قيمةُ المرءِ إذ بالمالِ منشغلُ
فالمالُ يفنى كالزَبدِ البحرِ يرتحلُ
والمرءُ يبقى على الأزمانِ مفخرةٌ
إنْ كانتَ الناسُ من أفضالهِ انتهلوا
المرءُ بالعلمِ يبقى ذكرهُ خضِلاً
فالمالُ يجمعهُ دهراً وينتصلُ
ما ينفعُ الناسَ يبقى لا زوالَ لهُ
هيهات يفنى الذي بالخيرِ متصلُ
يا باذلَ الخيرِ زرعاً أنتَ تحصدهُ
بعد المماتِ إذا ما جاءكَ الأجلُ
فكن كريماً سخيَّ النفسِ معتدلاً
لا البخلُ يدنو ولا الإسراف والزللُ
فكن كغيثٍ يسوقُ الخيرِ مُبتذلاً
للناسِ تُعطي كماءِ المزنِ تنهملُ
وكن جميلاً من الماضين مقتبسٌ
نوراً تظلُ مدى الأزمانِ تشتعلُ
لا تأمنَ الدهرَ إلا بالتفاتتهِ
العمرُ يمشي فلا يُطمع بكَ الأملُ
رباهُ عُذني من الآفاتِ والضررِ
ومن صُروفٍ دنت مني ولا حِولُ
نبني ونبني ونجني من مفاتِنها
من المغانمِ لهواً ثم نرتحلُ !
عبدالله جفال
١٤٤٤/١٢/٨ هجري
يوم الأب العالمي !
أبي لم تغادر أنتَ مبدأُ نشأتي
نقشتُكَ في قلبي الصغيرِ بريشتي
رسمتُ محيّاكَ الجميلُ وكلما
يهيمُ خيالي فيكَ تزدادُ دهشتي
وأنتَ خيالً مر في كلِ لحظةٍ
كما في عيوني أنتَ أهدابُ رمشتي
أبي لم تزل بين الحنايا وأضلعي
وشريانِ قلبي عبرَ أنفاسِ مُهجتي
كتبتكَ شعراً من خيالٍ وصورةٍ
تشابيهَ مني قد كتبتُ بصفحتي
وتبقى بقلبي ما بقيتُ وليتني
منحُتكَ عمري قبلَ تسكابِ دمعتي
فأنتَ سبيلي حينَ أبلى وأبتلي
وتدعو فتقُضى بعد ذلكَ حاجتي
عسى اللهَ يُجزيكَ الجزاءَ بجنةٍ
أبي خذ فهل تُجزى بأفضلِ جنتي
أبي لم تغادر في الحنايا ولم تزل
وأدعو لكَ الرحمنُ في كلِ سجدةِ
لبعُدكَ آهاتٌ تقضُّ مضاجعي
وحُبكَ يجري في عروقي ومُهجتي
وأُهديكَ شعري من فؤادٍ مؤججٍ
وحبري دموعي لو تسيلُ بوجنتي !
عبدالله جفال
روابط مشاركة الفقيد “ابو أحمد الجفال” رحمه الله ببعض أبياته الشعرية في موقع علوم القطيف…
https://www.qatifscience.com/?p=7902
https://www.qatifscience.com/?p=12000
{السيرة الذاتية بإيجاز}
عبدالله أحمد الجفال: مواليد مدينة سيهات (١٣٨٥/٧/١)
موظف ومدير مكتب عمادة الدراسات العليا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
عضو منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف – وعضو منتدى سيهات الأدبي
حائز على المركز السابع بين ٢٠٠ شاعر وشاعرة من انحاء متفرقة من المملكة تحت مظله النادي الادبي بالدمام – عنوان المسابقة الدفاع عن الرسول (ص) وتم تكريمه بتاريخ (١٤٢٧/٩/١٥هـ).
حائز على المركز الثاني بين القطيف والدمام بمسابقة نبض الأمة بورقة بحث عن الوحدة الأسلامية تحت مظله المنبر الحسيني بالقطيف عام ١٤٣٧هـ بجامع المصطفى بتركية القطيف.
له ديوانين شعبي بعنوان ( وألهمني ولائي ) وفصيح بعنوان ( تسابيحٌ وتجليات ).
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها لروح “الشاعر عبد الله أحمد الجفال” ولجميع موتى المؤمنين والمؤمنات…
في رثاء الفقيد عبد الله أحمد الجفال (ابو أحمد)
{1}
(( وداعَـاً أبا أحمد ……))
في رثاء فقيدِ القطيف وشاعرها الولائي المتألق، وابنِ سيهات البار، خادم أهل البيت ع، الاستاذ عبد الله الجفال أبا أحمد، طيَّبَ الله ثراه، الذي أترع الشعر نُوراً وبَهـاءً ووَلاءً:
ضَجَّت الرُّوحُ ….
مُذْ أَذَاعوا مَصابَـكْ
كيف تَرتَـاحُ ….
وهيَ تَشكو غِيابَكْ؟
غَـالكَ المَوتُ ….
واصطفَاكَ غريبـاً ….
حين أردَاكَ ….
سهمُـهُ وأَصَابَـكْ ؟
كيف غَادَرتَ ….
يا صديقي سريعـاً ….
كيف أسرَجتَ …..
للرَّحيـلِ رِكابَـكْ؟
هل نَسِيتَ الوداعَ ….
إذ رُحتَ تَنـأَى ….؟
لَـمْ تَكُنْ قبل ذاكَ …..
تَنسَى صَحابَـكْ !!
لِـمْ تَعجَّلتَ هَلْ …..
سَئِمتَ انتِظَاراً ؟
أمْ هُو الشَّوقُ ….
للحُسينِ أَذابَـكْ ؟
كيف أَرثِيـكَ …..
والحُروف ثَكالى ؟
واليَراعُ الحزيـن ….
يَشكو غِيابَـكْ !!
كيف أَرثِيكَ ….
والرَّثاءُ قليـلٌ ؟
كيف أبكِيكَ؟ ….
إنْ بَكيتُ مَصابَكْ ؟
لَمْ تَـزلْ مُترعَـاً ….
بأَندَاءِ طِيبٍ
ولفَيضِ الجَمالِ ….
أشرَعتَ بابَـكْ
لَمْ تَـزلْ نفحَـةً ….
ودِيمَـةَ حُبٍّ …..
لَمْ تَـزلْ كالسَّحابِ ….
تَهمِـي سَحابَكْ !!
لَـمْ تَزلْ تَنتَمِي ….
لنهجِ علِـيٍّ ….
ولأهلِ الكِسَـاءِ ….
تُبدي انتِسابَكْ
لَمْ تَـزلْ مِنبَـراً ….
لعِترةِ طَـهَ …..
وبِنَبضِ الولاءِ ….
تُزجِـي خِطابَـكْ
رُزءُ عاشُور …..
في فُؤادِكَ جَمْـرٌ
كُلَّمَـا لاَحَ ….
رُحتَ تَقرعُ نابَكْ
فكَأَنَّ الرَّثَـاءَ ….
أسفَـارُ عِشقٍ ….
وكَأَنَّ الكُمَيتَ ….
فِيهـا أنابَـكْ !!
وكأنَّ القَصِيدَ ….
نحوكَ يَرنُـو ….
ضَجَّ في الفَقـدِ ….
كم تَمنَّى إيَابَكْ !!
قلبُ سَيهَـات ….
مأتـمٌ وعَـزَاءٌ
وعُيونُ القطيف …..
تَبكِـي مَصابَـكْ
يا أبا أحمَـدٍ ….
سلامَـاً وحتَّـى ….
في نعيم الجِنانِ ….
تَلقَـى مَآبَـكْ
[أحمـد الخميس – نادي الكوثر الأدبي بالقطيف]
5 فبراير 2025
{2}
(جبل المصيبة)
في رثاء أخينا الشاعر عبدالله الجفال عليه الرحمة:
كدِرَت لنفسك في الدجى الأحوالُ
متغرِّباً في مصرَ يا (جفَّالُ)
و دعاك للأمر الفظيع و ما علِمْ
تَ بِشرِّ ما أخفى لك الترحال
و جرى النَّبا سيلاً يحطم ساكناً
فتحطمَت من فعله الآمال
فإذا الهدوء مع السكينة أصبحا
غرضاً تمزق ثوبَه الأهوال
جبل المصيبة خر فوق رؤوسنا
فكأنه من هوله زلزال
و كأن صوتَ النادبين لمن مضى
متوارياً عن صحبه أثقال
و بكت قلوب أحبة لك و انتهى
لمسامع علِمَت بك الإعوال
و تقطعت من منتداكَ بمدية ال
ألم الذي أودى به الأوصال
فَلَكَم تركتَ من المآثر صفحةً
نُشِرت بها الأفعال و الأقوال
رفعتك في تلك المحافل شاعراً
و لك استوى الترحيب و الإقبال
لك بالذي كَتبَتْ يداك صحيفةٌ
بيضاءُ بين صحائفٍ تختال
فَلَكَم ذكرتَ بها مناقب فتيةٍ
نصروا الحسين و كلهم أبطال
عرجوا إلى الفردوس و الخلد الذي
رخُصت له الأعمار و الآجال
و لَكَم أشرتَ إلى سماء أفاضلٍ
هطلَت علينا منهم الأفضال
فبِهم يليق بما لهم أعطى الذي
خلق الورى التعظيم و الإجلال
و بهم يليق و لا يليق بغيرهم
شرفٌ و ما أهل الهداية نالوا
فبِمن ذكرتَ فطِب و قَر عيناً أخي
فستستقِرُّ غداً لك الأحوال
و لك الكرامة عند آل محمدٍ
فبِحُبهم غرفُ الجِنان تُنال
و عليك عزةُ تابع لهداهمُ
لا يحرمنْك بهاءها الإذلال
فبما تركتَ من الثناء عليهمُ
ستصون ذكرك فيهمُ الأجيال
و ستقرأ المدحَ الذي أنشدتهُ
من نظمِك الآباء و الأنجال
فلَكَ الخلودُ بما غملتَ تقرُّباً
و لربنا رُفِعت به الأعمال
[عبدالله جعفر آل إبراهيم أبو فؤاد]
تغمدك الله أبا أحمد بواسع عفوه ورضوانه، وعرَّف بينك وبين المصطفى وآله الأطهار في مستقر رحمته، وربط على قلوب فاقديك بالصبر والسلوان، كم آلمنا وأفجعنا خبر رحيلك الصاعق، ولكن الأمر كله لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
*عزاءنا الحار لعائلة الفقيد وللقطيف وسيهات ولجميع الفاقدين*
تغمدة الله بواسع رحمتة واسكنه الفسيح من جنته وانا لله وانا اليه راجعون والامر كله لله