نخلة وحيدة ترتدي عباءة الصمت – تصوير وبوح عاطف آل غانم

نخلة وحيدة تهزها آلامها
فيتآكل حصن قديم، محاط برذاذ الملح.
تصرخ الجدران بحكايات البطولة في الزمن البعيد،
فيرجع صداها في الظلال الباردة.

وحولها، نشيد البحر اللامتناهي، تردد أمواجه كجوقة في جولاته الأبدية.
والكثبان الرملية، كالزمن، تنزلق برفق،
كل حبة رمل ذكرى في نسيج الريح.

هنا تقف روح، وسط اتساع الطبيعة، حيث تصرخ الحمام في رقصتها المتواصلة.
الوحدة تلتصق بها مثل هواء البحر الرطب،
ترتدي عباءة الصمت المنسوجة باليأس.

ومع ذلك، في هذه العزلة، حيث تجوب النسائم وسط الأنقاض، يجد القلب منزلاً.
فحتى في فراغ الآثار البشرية،
نجد السلام في أحضان البحر الخالد..

كل ليلة، تخيط النجوم فضتها في السماء،
ولحاف الأحلام معلق فوق العيون الدامعة.
النخلة تومئ، كأنها تفهم،
تقدم العزاء في همس سعفاتها.

وفي هذا المكان، تجد الروح قوة، والقلب يشعل الفنار من جديد.
على الرغم من زيارات الوحدة من حين لآخر،
الحصن، البحر، الكثبان—تتشافى مرة أخرى.

الأستاذ عاطف الغانم

2 تعليقات

  1. عبدالله إل سهوان

    مؤلمة حد الشوق. مضى الزمان برائحة النخيل والجدران.
    لا شيء يعود كما كان.

  2. كلام نابع من القلب. خذني معك في طيات الزمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *