مؤامرة شركات الأدوية الكبرى ، حقيقة أم وهم؟ – بقلم الصيدلي غسان علي بوخمسين*

يحلو للكثيرين هذه الأيام سرد نظرية المؤامرة من قبل شركات الأدوية الكبرى، وقد تعززت هذه النظرية كثيراً مع اندلاع جائحة كورونا في السنوات الماضية، ومازال الجدل مستمراً حتى الآن، حول نشأة الفيروس ، هل هو طبيعي، أم مصنع من قبل جهات استخباراتية، أم من شركات أدوية تريد الاستفادة من بيع اللقاحات.

تشترك ما يسمى بنظرية مؤامرة شركات الأدوية الكبرى (Big pharma conspiracy theory) في عدد من الميزات مع جميع نظريات المؤامرة الأخرى:

 أولا، تشترك في نفس مبدأ المؤامرة الأساسية: يعمل عدد صغير نسبياً من الناس سراً ضد الصالح العام. والثاني هو الاعتقاد بأن معظم الناس يجهلون الحقيقة، وأن عدداً صغيراً فقط من الأشخاص الذين لديهم معرفة سرية أو مكبوتة (منظّروا المؤامرة) يعرفون الحقيقة كاملة. ثالثاً هو النهج المتخلف لمنظري المؤامرة في تقييمهم للأدلة: عدم وجود أدلة على وجود المؤامرة هو دليل على المؤامرة!. أخيراً، تستفيد النظرية من الطريقة التي يجري بها التعامل مع الأدلة التأكيدية المفترضة من الاختصارات العقلية الشائعة والتصورات الخاطئة والإشارات غير العقلانية والتحيزات غير المنطقية ، مما يجعل المؤامرة تنتشر أكثر وتصبح مقنعة ومخادعة وعصية على التجاهل.

[هذا المزيج العجيب من الأخطاء والمغالطات يجعل من الصعب جدًا مكافحة نظريات المؤامرة]

[تشكل نظريات مؤامرة شركات الأدوية الكبرى، نوعاً خاصاً ضمن الفئة الأكبر من الروايات التآمرية]

الصناعة الدوائية كما يتخيلونها في هذه القصص، هي اختصار لكيان مُتخيّل يتألف من الشركات الكبرى والمنظّمين في الجهات الرقابية الرسمية والمنظمات غير الحكومية والسياسيين، وغالباً الأطباء، وجميعهم يتحكمون في الكعكة الدوائية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار عالمياً. محاولة دمج وتجميع كل هذه الكيانات المنفصلة والمتنافرة والمتضادة في المصالح في قالب متجانس يجعل المشهد مربكاً وغريباً في نفس الوقت.

مثل العديد من نظريات المؤامرة، قد تكون هناك حقائق ملموسة حقيقية تكمن وراء نظرية المؤامرة المتقنة. على سبيل المثال، المستحضرات الصيدلانية لها آثار جانبية، وكثير منها غير مريح بل وخطير، وبعضها يمكن أن يكون قاتلا. ومع ذلك، أصبحت هذه الحقيقة الأساسية لعلم الأدوية،  أساسا للادعاءات الشاملة حول الخطورة العالمية للمنتجات الصيدلانية. بالإضافة إلى ذلك، ليست كل التدخلات الطبية ناجحة، فكثيراً ما تفشل وتسبب نتائج كارثية.

 غالبا ما يبدو أن الناس لا يفهمون أن النتائج السلبية تحدث في بعض الأحيان حتى عندما يجري كل شيء بشكل صحيح.

 ؛؛أكثر انتشار نظريات المؤامرة هي في علاجات السرطان. غالبا ما تكون علاجات السرطان شديدة التأثير وخطيرة العواقب، وعلى الرغم من أن أفضل الممارسات، في المجمل، تحسن النتائج للمرضى، إلا أنها لا تزال غير فعالة في كثير من الأحيان؛؛

قد تفشل في بعض المرضى تماما، بحيث قد يتعرض المريض لجميع الآثار الجانبية للعلاج ولا شيء من الفوائد المرجوة. بالنسبة لمناصري نظرية المؤامرة، تصبح الإعلانات المنتشرة في كل مكان من قبل شركات الأدوية نوعاً من “التحكم في العقل” أو “غسل الدماغ”، في حين يصبح لوبي الصناعة الدوائية “فساداً”.

قد تكون نظريات المؤامرة وسيلة لطمأنة النفس بأن هناك نظاماً لحياتنا، وأن الكوارث والجوائح ليست بلا معنى أو عشوائية. وهذا بدوره يمكن الناس من تحديد عدو للقتال. عندما يضطر المرضى وأحبائهم إلى قبول مرض خطير، فإنهم غالبا ما يعانون من العجز وقلة الحيلة  وانعدام اليقين ، خاصة عندما لا يتوفر علاج. قد يؤدي هذا في حد ذاته إلى البحث عن الجاني لإلقاء اللوم على معاناتهم. شركات الأدوية الكبرى هي هدف مناسب،  وغالبا ما يجري تخيله على أنه يحمل علاجاً.

 في الواقع، الفرضية الرئيسية لنظرية مؤامرة شركات الأدوية الكبرى هي مغالطة “cui bono” أو يمكن ترجمتها بالقول المشهور في عالم الجريمة ( فتش عن المستفيد) أي أن من يستفيد من وقوع المشكلة يجب أن يكون هو سببها.

في حالة نظرية مؤامرة شركات الأدوية الكبرى، يظهر المنطق (البوني) في عدد من التهم التي يجري سردها بطريقة محبوكة في كثير من الأحيان. التهمة الأكثر شيوعا، هي أنه يجري حجب العلاج لإبقاء الناس على أنظمة طبية أكثر تكلفة وأقل فعالية. في حالة السرطان مثلاً، تتراوح العلاجات المكبوتة الرخيصة والسهلة و”الطبيعية” من صودا الخبز، إلى الماريجوانا، إلى الفيتامينات، إلى حبات المشمش (التي يجري حظرها لأن الأميجدالين “vitamin B 17” علاج فعال للسرطان). 

{التهمة الأكثر تطرفا هي أن الأمراض يجري تصنيعها عمداً وباستخدام وسائل البيولوجيا الجزيئية الحديثة،  وهذه إحدى هذه الاتهامات البارزة خلال تفشي أنفلونزا الخنازير (H1N1) لعام 2009 وكوفيد19 في عام 2020}

تلعب نظريات المؤامرة المضادة للقاحات دورا في العديد من نفس المخاوف التي تقوم بها نظريات المؤامرة لشركات الأدوية الكبرى – بما في ذلك المخاوف من الآثار الجانبية والمواد “غير الطبيعية” فيها والاشتباه العام في دافع الربح في الرعاية الصحية – ولكن غالبا ما تكون هذه النظريات مبالغاً بها بسبب مخاوف الآباء.

الآباء الذين يعتقدون أن أطفالهم “متضررون من اللقاح” والذين ينخرطون في إلقاء اللوم على اللقاح في تسببه بمرض ليس له علاج، خلقوا واحدة من أكثر نظريات المؤامرة عناداً وخطورة في تاريخ الطب. بعد الاهتمام الواسع النطاق الذي حظي به مقال لانسيت الاحتيالي بالكامل لأندرو ويكفيلد لعام 1998 الذي يربط لقاح (MMR) بالتوحد (الذي سحبته المجلة في عام 2011)، انخفضت معدلات التطعيم في مرحلة الطفولة إلى ما دون المستويات اللازمة لدعم المجتمع في العديد من المناطق، وبدأ الأطفال يصابون بأمراض لم يرها العديد من الأطباء الأصغر سناً من قبل. يمكن رؤية مرونة مصنعي اللقاحات والباحثين المستهدفين لنظرية المؤامرة في حقيقة أنها مستمرة على الرغم من أكثر من اثنتي عشرة دراسة تثبت خلاف ذلك، بما في ذلك مراجعة كوكرين واحدة كان حجم العينة حوالي 14.7 مليون طفل.

 ومع ذلك، النظرية شائعة أكثر من أي وقت مضى ولا تزال مدفوعة من قبل عدد لا يحصى من ممارسي الطب البديل. يبدو أن الخوف أكثر عدوى من العقل.

بعد هذا السرد الطويل لنظرية مؤامرة الشركات الكبرى ومحاولة شرح أبعادها وتفنيدها، دعونا ننظر بعين فاحصة وناقدة ومنصفة كذلك، لأوضاع شركات الأدوية الكبرى، ونسأل السؤال المهم والكبير، هل هذه الشركات تتبع الأصول الأخلاقية والمهنية الواجب اتباعها في عملية تطوير الأدوية وتسويقها، وما يستلزمه ذلك من بحوث وتجارب ودراسات اكلينيكية مفصلة في مرحلة التطوير ، وعمليات الإفصاح عن كافة المعلومات بنزاهة وتحرد في مرحلة الاعتماد والتسويق؟

الجواب ببساطة هو لا! شركات الأدوية للأسف، لا تقوم بما يجب عليها القيام به في هذا المجال، فهناك العديد من المشاكل والخروقات والتجاوزات التي تقوم بها شركات الأدوية، وهذا يسبب خللاً في الممارسة النزيهة في صناعة الدواء بشكل عام، سأحاول ذكرها باختصار:

1/ شركات الأدوية جميعها تقريباً، هي شركات ربحية، ولا مشكلة في ذلك من حيث المبدأ، لكن المشكلة هي ان الشركات الربحية في ضمن النظام الرأسمالي في عالمنا اليوم، قائم على تنمية رأس المال والأرباح، ويجعل الهدف الرئيس لها هو الربح المادي وليس خدمة الناس وتخفيف آلامهم وإيجاد علاج لأمراضهم، ومن يدعي خلاف ذلك فأنه يجافي الحقيقة للأسف.

2/ هذه الشركات الربحية ومن أجل تحقيق هدفها الرئيس وهو الربح، قد تقترف تجاوزات وحيل غير نزيهة أخلاقياً، مثل إخفاء تفاصيل نتائج التجارب الإكلينيكية وعدم تزويد الجهات الرقابية لهده البيانات بنزاهة وتجرد، أو التلكؤ في هذه العملية. وقد يكون التلكؤ من جانب الجهات الرقابية نفسها (حيث ادعت “fda” انها لحاجة لسنوات عديدة لنشر البيانات التفصيلية للقاح فايزر للعموم، لقلة الموظفين لإنهاء ذلك وضخامة البيانات حيث تجاوزت نصف مليون صفحة، لكن المؤسسات الرسمية أجبرت الهيئة على إنهاء العملية في بضعة أشهر) وهذا يلقي الضوء على الأهمية القصوى على ضرورة تفعيل وتقوية الجهات الرقابية الرسمية؛ للتأكد من قيامها بأدوارها المناطة بها بكل فاعلية وشفافية. 

3/ صناعة الدواء لها خصوصية تلازمها، وهي الحساسية الأخلاقية، كونها صناعة تعتني بصحة ورفاه وحياة البشر، لذلك ينبغي أن تولي الشركات الجانب الأخلاقي اهتماماً خاصاً، لكن للأسف هذا غير موجود غالباً، لأن الهدف الأكبر للشركات هو الربح كما سبق ذكره، وهنا يأتي دور اللجان الأخلاقية في المؤسسات الرقابية في مراقبة عملية تطوير الأدوية،  خصوصاً التجارب الإكلينيكية،  وتفاصيل عملية الاعتماد وشفافية الوصول للبيانات، وغيرها من الآليات الضرورية لضمان الوصول لأعلى معايير الممارسة الأخلاقية في عالم صناعة وتسويق الدواء. 

في الختام،،،

لا توجد مؤامرة حقيقية من شركات الأدوية الكبرى كما يدور في أذهان الكثيرين،،،

لكن هناك شركات ربحية رأسمالية ضخمة، تدير سوقاً عالمياً يزيد حجمه عن تريليون دولار،،،

وبطبيعة الحال هذه الشركات الربحية لن تلتزم بالمعايير الأخلاقية والمهنية المطلوبة دائماً، خصوصاً اذا كان ذلك يؤثر في أرباحها ومصالحها، ومن هنا تأتي الأهمية القصوى لوجود المؤسسات الرقابية الرسمية القوية والفاعلة واللجان الأخلاقية التي تضمن سير عملية صناعة الدواء وفق المعايير المهنية والأخلاقية المطلوبة.

*غسان علي بوخمسين ، صيدلاني أول ، مستشفى جونز هوبكنز.

6 تعليقات

  1. صيدلي/ أسامة أبو السعود

    موضوع جميل عزيزي د غسان، وبصفة عامة فموضوع المؤامرة موضوع شائك جداً ومجاله خصب للعقول المبدعة في تأليف الأدلة، وإن كنا نلمس من وقوعه بعض اللفتات، كذلك فهو ليس من المستبعد أن يكون قد وقع في بعض الحالات، كما يوجد على أرض الواقع بعض المستفيدين من حقيقة المؤامرة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة (وهو سؤال مشروع لكل من يتناول أي دواء) هو هل أن موضوع المؤامرة هو نفسه مؤامرة من بعض المستفيدين من تجهيل الناس للحفاظ على مصالح خاصة قد تختلف من شخص لآخر؟؟
    لعل الجهل العام بطرق تصنيع الدواء وما يلازمها بداية من الأبحاث التي أدت إلى اكتشاف الدواء، وليس نهاية بطرح الدواء في السوق وتوزيعه على المرضى، لعل الجهل بهذه الأمور وعدم معرفتها وصعوباتها وما يبذل فيها من تعب وجهد ومال هي من أهم العوامل التي تؤدي إلى ترسيخ نظرية المؤامرة هذه، وهنا يأتي دور عاملان أساسيان لتوضيح الأمر للجميع، هذان العملان هما:
    ١- الدور الرقابي الفعال والذي إن شعر به الناس وبفاعليته فسيؤدي هذا إلى دخول الطمأنينة لقلوبهم وعدم الاندفاع بتهور خلف هذه النظرية.
    ٢- الدور البشري الواعي والملم بموضوع الدواء وهو الدور الذي يلعبه الصيدلي والذي يتمركز بنشر التوعية الدوائية الصحيحة والمبنية على أسس منطقية ومدروسة بين الناس، وهو دور لا يمكن مناقشته في هذه العجالة.

    مقال موفق د غسان

    لك مني التحية

  2. غسان بوخمسين

    شكراً لك د أسامة على القراءة والتعليق

    نظرية المؤامرة وسبق وأن طرحتها في المقال المترجم السابق، وجرى تبيين بعض الأسلاب النفسية والمعرفية لتبني البعض لنظرية المؤامرة.

    أما قضية جهل الناس بعملية تصنيع وتطوير الدواء ورحلته من المعمل لرف الصيدلية بعد اعتماده، فقد كتبت في ذلك سلسلة مقالات أرجو أن يجعل الله فيها الفائدة والنفع.

    نظرية المؤامرة باقية ومنتشرة شئنا أم أبينا؛لأنها تعطي سردية سهلة الفهم ومريحة وتجيب على كل الأسئلة المحيرة وتعطي شعوراً خادعاً باستعادة التحكم والسيطرة واليقين.
    فهل مثل هذه النظرية أو المقولة يمكن توقع زوالها او حتى تلاشيها؟!

    كل ما يمكننا فعله هو التوعية الفعالة ونسأل الله التوفيق والسداد.

  3. في الواقع، الفرضية الرئيسية لنظرية مؤامرة شركات الأدوية الكبرى هي مغالطة
    “cui bono”
    أو يمكن ترجمتها بالقول المشهور في عالم الجريمة ( فتش عن المستفيد)
    أي أن من يستفيد من وقوع المشكلة يجب أن يكون هو سببها.

    مقال كتب بعين بصيرة وحذر الواقع في مأزق المؤامرة….
    شكرا جزيلا د غسان

    هناك اسلوب الدعاية المخيف وايضا الحوافز من هدايا ومؤتمرات وسفر كورسات وغيرها
    هي من تجعل الأمر مريب نوعا ما…..
    ▪️🔸🔹🔹
    ‏بالنسبة لڤيتامين B17
    أو ما يعرف علمياً
    بالـAmygdalin
    لا توجد دراسة تدعم فائدته في علاج السرطان، وهو أحد صور مادة السيانيد شديدة السمية .. أكبر دراسة أجريت عليه كانت في السبعينات الميلادية عن طريق المعهد القومي للأورام بأمريكا NCI
    وشملت عدة مئات من الحالات ..

    https://twitter.com/DrAhmedAlShehri/status/991894898487054336?t=cgRVZeYNrK02_zP1hWEiVA&s=35

  4. عبدالجليل الخليفه

    مقال جميل دكتور غسان. بارك الله فيك.

  5. عبدالله محمد بوخمسين.

    شكراً للدكتور /غسان علي بوخمسين على هذا المقال الذي تطرق بحرفية الباحث لهذا الموضوع الذي لن يبرح عقول المرضى وغيرهم…. لقد أشرت في مقالك إلى مايشبه المؤامرة المتمثل في تحقيق الشركات الصانعة للأدوية (مضاعفة رأس المال وزيادة الأرباح) والبذل على شراء ذمم الأطباء في تسويق الأدوية لكثير من المرضى الذين لايحتوجون لنبعض أنواعها ولا للكمية التي يحتاجها المريض فترة علاجه… عموما د/غسان لك كل الشكر مع خالص التحايا

  6. د. عمرو آل عمران

    السلام عليكم ورحمة الله
    بارك الله فيك وبعلمك ا. غسان، وأحببت أن اشاركك بالموضوع لكن من زاوية أخرى.
    مثل ما تفضلت اننا نتكلم عن سوق يحمل في طياته التريليونات من الأموال الربحية لتلك الشركات، ولذا فإن ترك تلك (الكيكة) من دون اقتسام واضح بينهم بلا شك سيؤدي إلى اقتتال داخلي ولربما ينتهي بإنهيار أو على الأقل انكشاف ما تخبئه الكواليس من الأمور المهمة مثل تلك التي ذكرتها فيما يتعلق بالآثار الضائرة أو الجانبية لتلك المنتجات.
    ان من أساسيات اثبات السلامة الدوائية أن يمر العلاج بمراحل خمس وصولاً إلى السماح باستخدامه على المرضى، والمعدل المتوقع للمراحل الثلاث الأولى ما بين 3-7 سنوات (اعتمادا على معايير خاصة) وينتقل في المرحلة الرابعة للاستهلاك البشري في الأسواق وتستمر متابعته في المرحلة الخامسة الى فترة لا تقل عن ربع قرن حتى يصدر النشرة الختامية لجميع ما تم جمعه من معلومات عن المنتج، لكن خلال العشر سنوات الماضية تقريباً وبسبب الضغط الكبير من تلك الشركات على الجهات الرقابية تم ضم المرحلة الثالثة والرابعة معاً بحيث يكون البحث العلمي على استخدام المرضى للأدوية بنفس الوقت لسماح تداوله في الأسواق مما يعني أن اغلب المنتجات الجديدة أصبح كل من يستخدمها داخل في باب التجارب والبحوث العلمية.
    هذا من جهة، ومن جهة أخرى عند الاعلان عن أي نوع من الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثلا فيه آلية أو طريقة عمل للتحكم بذلك المرض من شركة (ا) مثلاً، وخلال فترة وجيزة اعلان من أغلب الشركات بإنتاج أدوية تحت مسميات مختلفة وتعمل بنفس تلك الآلية مع اختلافات بسيطة مما يطرح تساؤلات هل كانت تلك الشركات في غيبوبة عن الاكتشاف الذي أعلنت عنه الشركة (ا) مثلا ام أنه بالفعل هنالك اتفاق ضمني ولربما حتى مختبرات مشتركة تبحث عن المستجدات وبعد اكتشافه يتم التنسيق بينهم في تغيير بعض الخصائص للمنتجات ويتبعه الاعلان التسويقي لها !!؟
    الخلاصة في كلامي المطول – وعذراً على ذلك – نظرية المؤامرة لا نستطيع نفيها وبنفس الوقت لا نستطيع اثباته، لكن المؤكد أن تلك الشركات تتحرك ضمن منهجية واحدة ولديها عوائد ربحية تفوق حتى التريليونات من الأموال. دمتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *