لقد آن الاوان للعمل على تحسين الصحة المعرفية – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Now is the time to work on improving cognitive health, Virginia Tech researcher says
(بقلم: فيليسيا سبنسر – Felicia Spencer)

[يقول الباحث في معهد فرجينيا تك: لقد آن الاوان للعمل على تحسين الصحة المعرفية]

الكل يعلم أن اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة أمران مهمان للحفاظ على الصحة البدنية، ولكن ماذا عن صحة الفرد المعرفية – الصحة المعرفية هي القدرة على التفكير والتعلم والتذكر بشكل صافٍ وواضح؟

يُعد الحفاظ على الصحة البدنية والمعرفية أمرًا مهمًا، ولكن التدهور في كليهما يؤثر بشكل مباشر على حدة المرء الذهنية(1)، وقد يكون التدهور في الذاكرة العرضية(2) مؤشرًا على مراحل مبكرة من الاصابة بالخرف.

لأكثر من خمس سنوات، كان بن كاتز (Ben Katz) يدرس الوظائف التنفيذية – وهي الذاكرة العاملة(3) والتحكم التثبيطي(4) والمرونة المعرفية [المرونة المعرفية هي التفكير في مفاهيم متعددة في آن واحد(5)] – طوال حياته. كيف يظل الناس حاديِّ الذهن مع تقدمهم في السن وما يحدث للدماغ أثناء عملية الشيخوخة هي مسائل يفكر فيها الباحث في معهد ڤريجينيا للتكنلوجيا (Virginia Tech) في دراساته.  وفقًا لكاتز، فإن مجموعة العمليات المعرفية، المعنية بالتحكم في التفكير والأفعال / التصرفات وضبطها، تتغير بمرور الزمن وتتأثر بأكثر من عامل خلال التطور والنمو.

“كنت مصمم ألعاب لمدة ست سنوات في شركة تعليمية في مدينة أوستن، تكساس، ولاحقًا في شركة تدريب عقلي / تدريب معرفي(6) في سان فرانسيسكو” ، قال كاتز، الأستاذ المساعد في قسم التنمية البشرية وعلوم الأسرة في كلية الفنون الحرة والعلوم الإنسانية. “وفي مقر العمل الثاني بدأت لدي الكثير من الأسئلة بشأن تحسين الوظائف المعرفية.  اكتشفت أنه للإجابة على هذه الأسئلة يتحتم عليأن أعود للدراسة مرة أخرى”.

كاتز، الباحث أيضًا في معهد المجتمع والثقافة والبيئة (ISCE) ، قد تعاون مع باحثين آخرين لدراسة الجوانب المختلفة للوظيفة التنفيذية بما في ذلك الآثار المترتبة على التدخلات، مثل التدريب المعرفي (التدريب العقلي(6)) وتحفيز الدماغ غير الباضع بالإضافة إلى مدى تأثير عوامل الفروق الفردية مثل العمر والتفاعلات / العلاقات الاجتماعية واستخدام تقنيات الهاتف المحمول ونمط الحياة.

تضمنت إحدى دراسات الدماغ غير الباضعة استخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لدراسة الآليات العصبية للعمليات التنفيذية. “حينما يقوم المشتركون في التجربة بتنفيذ مهمة صعبة تحت جهاز التصوير هذا، بإمكاننا أن نرى أين يستخدم النشاط العصبي الخصائص الفيزيائية للدم المؤكسج”. “يستخدم جهاز التصوير هذا الخصائص المغناطيسية للركيزة (substrate) العصبية ، ويمكننا التعرف على المناطق التي قد تكون معنية بالتدخلات أو التجارب المختلفة”. باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، يستطيع كاتز تحديد موقع النشاط المرتبط بالمهمة في الدماغ.

في دراسة أخرى، استخدم كاتز تقنية تركز على تأثير التحفيز بالتيار الكهربائي المباشر للدماغ في المعرفة الاجتماعية(7) والاقتصاد الادراكي / المعرفي(8) لدى كبار السن.

“تتضمن هذه التقنية تعريض فروة الرأس لتيار كهربائي، والذي من المؤمل أن يصل إلى القشرة المخية، والذي قد يعدل من قدرتنا على تقييم الموارد العصبية أثناء القيام بمهام معينة”.

المسألة المطروحة التي يدرسها هي ما إذا كان المشاركون سيتخذون قرارات اقتصادية أو اجتماعية بشكل مختلف، لا سيما تلك التي تنطوي على مخاطرة، بعد تحفيز الدماغ غير الباضع.  عند مقارنة استخدام هذه التقنية في دراسات بحثية أخرى، وجد كاتز أنها “غير مفيدة لو طبقت فقط في  جلسة واحدة، ولكنها قد تكون مفيدة لو استخدمت على مدى جلسات متعددة”.

بالتعاون مع بريندا ديڤي (Brenda Davy) وكيڤن ديڤي (Kevin Davy)، وكلاهما من قسم التغذية البشرية والغذاء والتمارين الرياضية في كلية الزراعة وعلوم الحياة، ركز كاتز وبريندا ديڤي على استهلاك الماء، لأن الجفاف [عدم وجود نسبة كافية من السوائل داخل الجسم للقيام بوظائفه(9)] يمكن أن يُضْعف الإدراك / المعرفة (cognition)، وبالعكس،  الري الكافي بالماء / السوائل أفضل في تحسين الوظيفة المعرفية بمرور الزمن.  الدراسة الثانية، التي أجريت بالتعاون مع كيڤن ديڤي، أبرزت استخدام مكملات الكيتو(10) في مرحلة الكهولة والشيخوخة.

“وجدنا بعض الأدلة الواعدة على أن المكملات الكيتونية حسنت جوانب معينة من الوظي الإدراكية / المعرفية، على سبيل المثال، الانتباه التنفيذي [وهو القدرة على ضبط النفس، خاصة في حالات الخلافات(11)]” بحسب كاتز.

مهتمًا بما إذا كانت الاختلافات العرقية أو الاثنية تؤثر في المهارات المعرفية(12)، وجد كاتز أن هناك تأثيرات دقيقة تتعلق بشبكات العلاقات الاجتماعية.

“إحدى النقاط الإيجابية هي أن جوانب الشبكة الاجتماعية للفرد يمكن أن ترتبط بمهارات معرفية(12) أفضل، ولكنها قد تعمل بشكل مختلف وفقًا لخلفية الشخص الثقافية.  قال كاتز: “هناك نسيج غني من الخبرات ووجهات النظر التي يجلبها الناس إلى هذه الدراسات، وقد ترتبط علاقاتنا بكل من التأثيرات الوقائية والمجازفة مع تقدمنا في العمر”.

كاتز تعاون أيضًا مع جامعة ميشيغان وجامعة كاليفورنيا في مدينة ديفيس وجامعة كولورادو بولدر وشركة ساغا للتعليم (Saga Education) في دراسة ركزت على طلاب المدارس المتوسطة.  يسعى الفريق إلى وضع برنامج رياضيات لطلاب الصف السادس لتحسين مهاراتهم التنفيذية بطريقة ملائمة وذات مغزى بالنسبة للطلاب وترتبط باهتماماتهم.  هذا البحث يجعل كاتز قادرًا على دراسة الوظائف المعرفية من منظور تطبيقي.

“أفكر في العوامل السياقية التي تؤثر فينا طوال الحياة.  قال كاتز: “الناس لا يعيشون في بيئة مختبر”.  بعد الخوض في الآليات العصبية للوظائف التنفيذية للدماغ ، لا يزال يتعين على كاتز اكتساب المزيد من المعارف.

“لا يوجد حل سحري للحفاظ على الوظائف الإدراكية مع تقدمنا في السن، ولكن قد تكون هناك سلسلة من التغييرات في نمط الحياة أو العوامل التي قد نتمكن من المساعدة في توفيرها والتي يمكن أن تساعد شخصًا ما على أن يكون قادرًا على القيام بوظائف الحياة بنحو مستقل لفترة أطول أو البقاء حاد الذهن لأطول فترة ممكنة” ، كما قال.

ما الذي يوصي به كاتز لتحقيق أقصى قدر من الصحة المعرفية للفرد؟

حافظ على نظام غذائي صحي، ابق ريًِانًا بالماء / بالسوائل (اشرب ماءً كافيًا)، مارس التمارين الرياضية الهوائية (aerobic)، وابحث عن وسائل جديدة للانخراط في علاقات معرفية اجتماعية،  واحصل على قسط كافٍ من النوم واحتفظ بشبكة اجتماعية داعمة وقلل من التوتر / الضغط النفسي.

نصيحته الأخيرة: “ابدأ في الحفاظ على الوظائف الإدراكية من اليوم”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- الحدة الذهنية هي حدة الذهن. الأشياء التي تؤخذ في الاعتبار عند قياس حدة الشخص الذهنية هي الذاكرة والانغماس والتركيز والفهم. المسن المصاب بمرض الزهايمر يعاني من تدهور في حدة الذهن ولا يتذكر بالضبط كيف أو متى حدث حدث ما كما  كان يتذكر في شبابه” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان”
https://www.alleydog.com/glossary/definition.php?term=Mental+Acuity#:~:text=Mental%20acuity%20is%20sharpness%20of,he%20was%20in%20his%20youth.
2- “الذاكرة العرضية (episodic memory) هي ذاكرة أحداث السيرة الذاتية (الأوقات والأماكن والعواطف المرتبطة بها، وغيرها كمعرفة من وماذا ومتى وأين ولماذا). وهي مجموعة من التجارب الشخصية السابقة التي وقعت في وقت معين ومكان معين.  على سبيل المثال، إذا تذكر أحد عيد ميلاده السادس فإن هذه هي الذاكرة العرضية.  هذه الذاكرة تسمح للفرد أن يعود مجازيًا بالزمن الى الوراء لتذكر أحداث وقعت في الزمن والمكان المعينين” ، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_عرضية
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_عاملة
4- “التحكم التثبيطي ويسمى كذلك تثبيط الاستجابة، هو عملية إدراكية وبشكل أدق وظيفة تنفيذية تسمح للفرد بتثبيط ومنع نزواته وتثبيط الاستجابات السائدة أو الطبيعة، والاعتيادية للمنبهات (الاستجابة الأكثر قوة) في سبيل اختيار السلوك الأنسب الذي يتسق مع تحقيقه لأهدافه” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تحكم_تثبيطي
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/مرونة_إدراكية
6- “تدريب الدماغ (يُطلق عليه أيضًا التدريب المعرفي) هو برنامج للأنشطة العقلية الاعتيادية التي تهدف إلى تحسين أو الحفاظ على القدرات الإدراكية للفرد، والتي تعكس كذلك الفرضية القائلة بأن القدرات المعرفية يمكن الحفاظ عليها أو تحسينها بتمرين الدماغ، على غرار الطريقة التي يتم بها تحسين اللياقة البدنية بتمرين البدن.  إن الدعم العلمي لمفهوم «لياقة الدماغ» محدود على الرغم من وجود أدلة قوية على أن جوانب بنية الدماغ تظل «مرنة» طوال الحياة وأن المستويات المرتفعة من النشاط العقلي مرتبطة بانخفاض احتمال الاصابة بالخرف بسبب الشيخوخة. يستخدم هذا المصطلح بشكل متكرر في المؤلفات الأكاديمية، ولكنه يستخدم عادة في سياق كتب التنمية الذاتية والمنتجات التجارية”، مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تدريب_الدماغ
7- “المعرفة الاجتماعية (social cognition) هي الطريقة التي يعالج بها الناس المعلومات ويتذكرونها ويستخدمونها في السياقات الاجتماعية لتبرير سلوكياتهم وسلوكيات الآخرين والتنبؤ بها.  قد تتأثر المعرفة الاجتماعية عند الأطفال بعوامل متعددة خارجية وداخلية للطفل” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2016.01762/full
8- “الاقتصاد المعرفي / الادراكي (cognitive economy) هو أن العمليات المعرفية تنزع إلى تقليل جهد المعالجة والموارد. على سبيل المثال ، نحن لا نبدد استيعاب الذاكرة في تخزين المعلومات، مثلًا،  لكل شخص نعرفه رجلان، ونخزن هذه المعلومة في الذاكرة على أنها افتراض بديهي عام لكل الناس ونضيف ذاكرة منفصلة لمن ليس له إلّا  رحل واحدة  أو ليس له رجلين فقط في حالات استثنائية لا ينطبق فيها الوضع الافتراضي” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.oxfordreference.com/display/10.1093/oi/authority.20110803095622255;jsessionid=BA38DF10730A9C6DC77B7A1087263260
9- https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/dehydration/symptoms-causes/syc-20354086
10- https://adnan-alhajji.blogspot.com/2020/02/blog-post_96.html?m=1
11- https://www.pnas.org/doi/10.1073/pnas.0507522102
12- المهارات الإدراكية (cognitive functioning or cognitive skill) هي مصطلح يشير إلى قدرة الشخص على معالجة الأفكار التي لا ينبغي أن تستنفد على نطاق واسع في الأفراد الأصحاء.  وتعرف بأنها “قدرة الفرد على القيام بالعديد من الأنشطة العقلية المرتبطة بشكل وثيق بالتعلم وحل المشكلات” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_إدراكية
المصدر الرئيس:
https://vtx.vt.edu/articles/2022/08/isce-benkatz-nowtimetostartworkingonimprovingcognitivehealth.html
الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *