المهندس صادق علي القطري

التحفيز ودوره في تنشيط قطاع الاعمال والافراد (الجزء الأول) – بقلم صادق علي القطري

يعرف التحفيز بالحماس لفعل شيء ما ، او انها عملية تحفيز الناس على اتخاذ الإجراءات لتحقيق الأهداف. وقد اختلف العلماء في تعريف الحوافز شكليّاً، إلا أنّهم اتّفقوا في مضمونها، فعرّفوا الحوافز بأنّها: “مثيراتٌ تُحرّك السلوك الإنساني، وتُساعد على توجيهه نحو الأداء المطلوب، عندما تكون هذه الحوافز مهمّةً بالنسبة للفرد”. وقيل أيضا إنّها: “ما يُقدَّم للفرد من مُقابل ماديّ أو معنويّ ؛ كتعويضٍ عن أدائهِ المتميّز”.

والتحفيز هو مجموعة وسائل متعددة تستخدمها مؤسسة أو منظمة معينة لكي تقدمها للعاملين لتحفيزهم على الإنتاج بشكل أفضل، ويهدف التحفيز إلى إرضاء العاملين بشكل أو بآخر لكي يبذلوا كثير من الجهد لتحقيق الأهداف حيث انه هو المولد الأساسي للنشاط والفاعلية في العمل، لذلك، يجب استخدام أسرع الأساليب وأكثرها فائدة لتحقيق أهداف المؤسسة وهي زيادة الإنتاج والنمو الاقتصادي، كذلك يعتبر هو الدافع الأساسي الذي يدفع الإنسان على التميز والنجاح مما يؤدي إلى تقديره واحترامه من قبل المؤسسات او المنظمات التي يعمل فيها.

بالنسبة الى الموظف او العامل هناك عدة دوافع ورغبات يريد تحقيقها من شركته فهي من سياق أهدافه منها مثلا ما يلي:

  • الرغبة في جني المال
  • الرغبة في النجاح
  • الرغبة في التعرُّف
  • الرغبة في الرضا الوظيفي
  • الرغبة في العمل الجماعي

لذلك تتمثل إحدى أهم وظائف الإدارة هي خلق الرغبة بين الموظفين لأداء أفضل ما لديهم من قدرات وإمكانات لزيادة الإنتاجية وزيادة الربحية لذلك فان دور القائد هو إثارة الاهتمام بأداء الموظفين في وظائفهم.

هناك الكثير من الأبحاث والدراسات في موضوع أهمية التحفيز في حياة الإنسان وضرورته في تشجيع الافراد على الاستمرارية في العطاء علي المستوي الشخصي سواء في الحياة الاجتماعية أو في الارتقاء بالمستوي العملي وتقديم الدعم الإيجابي ورفع الروح المعنوية لهم والمساهمة في تعزيز وتوجيه الفرد للمصلحة العامة. فالحوافز مهمّة لمختلف الفئات سواء أفراد، او مُدرّبين، او مؤسّسات، فتحفيز العاملين وتحميسهم من أهمّ عوامل النجاح.

مصدر الصورة: https://seeingthebrightside.com

وتتمثّل عناصر التّحفيز فيما يأتي: 

  • القدرة: وهي تتمثل في مدي قدرة الشخص في تحسين الأداء والقيام بالأعمال بشكل أفضل ، حيث يختلف مدى تأثير التحفيز من شخص لآخر، لذلك يعتبر الشخص المؤهل والقادر على إنجاز المهام بسرعة يستجيب أسرع من الشخص الغير مؤهل.
  • الرغبة: هي رغبة الفرد المحفَّز في الوصول إلى الأهداف الموضوعة وتحقيقها، وهي عبارة عن وجود روابط تربط بين المؤسسة والعاملين وتبنيهم لأهداف المؤسسة ، لذلك المؤسسة هي القادرة على زيادة رغبة العامل في تحسين قدرته على إنهاء الاعمال ، من خلال المكافأت والحوافز التي تقدمها، وتهيئة البيئة المحيطة للعمل بشكل مرغوب فيه وإذا لم تكن الرغبة موجودةً لدى الفرد فإنّ فرصة النجاح تكون قليلة.
  • الجهد: وهو من أهم عناصر التحفيز، فهو الطاقة اللازمة لتحقيق الأهداف بالإضافة الى الوقت اللازم لتحقيقه وبالتالي زيادة العجلة الاقتصادية.
  • الثقة: لابد من زرع الثقة لدى العاملين ، حتى يكونوا مؤمنين بقدراتهم من خلال مشاركتهم في اتخاذ القرارات ومنحهم فرصة إبداء رأيهم ومناقشتهم في اتخاذ القرارات المهمة فإن بناء ثقافة الثقة يخلق جوًا إيجابيًا يحفز الموظفين ويزيد الإنتاجية.

أنواع التحفيز:

هناك نوعين أساسيين من التحفيز وكلاهما يحتوي أيضًا على أنواع فرعية مصاحبة وهما كالتالي:

التحفيز الداخلي: ينبع من الداخل فهو رغبة الشخص في التحدي والتميز والتفاعل مع الأخرين للتطوير من النفس وهو يشير إلى عمل تفعله لذاتك وهو يتوافق مع اهتماماتك وشغفك وقيمك الشخصية وهو رغبة الشخص في التحدي والتميز والتفاعل مع الأخرين للتطوير من النفس. ويأتي هذا المحفز مع مكافآت داخلية ، مثل الشعور بمعرفة أنك تتبع هدف ما في حياتك ومعنى أعمق من المحفزات الأخرى ، والتي يمكن أن تجعلك تركز على هدفك لفترة طويلة.

التحفيز الخارجي: فهو من العوامل الخارجية التي تؤثر على الشخص لتشجيعه على تقديم ما هو أفضل وهو غالبا ما يكون مدفوعًا بمكافآت خارجية أو حتى عواقب سلبية وما تحصل عليه يعتمد على قيامك (أو عدم إنجازك) مهمة ما. والمحفزات الخارجية عادة ما تكون مؤقتة بطبيعتها ، لذا من الأفضل استخدامها خلال انجازك لمشاريع قصيرة إلى متوسطة المدى. في الواقع ، أظهرت الدراسات أن الأشخاص يختبرون زيادة في الحافز عندما يتم وعدهم بمكافأة فورية. وكذلك يمكن أن يكون الدافع الخارجي مثلا في حالة الطلاب الذين يهدفون إلى النجاح في المدرسة لأن درجاتهم تعكس أدائهم. من ناحية أخرى ، فإن الطلاب الذين يحاولون النجاح في المدرسة لأنهم مهتمون حقًا بالمحتوى لديهم دوافع جوهرية.

وهناك ثلاث أنواع من التحفيزات (التطبيقية):

  • تحفيزات إيجابية
  • تحفيزات معنوية
  • تحفيزات سلبية

التحفيزات الإيجابية عادة ما تكون متعددة على سبيل المثال:

  • المكافأة المالية .
  • مشاركة المؤسسة موظفيها نسبة من الأرباح.
  • زيادة أجور العاملين.
  • الترقية والتدرج في المناصب.
  • المكافأة على العمل الإضافي.
  • التأمين الصحي للعاملين.
  • ربط الإنتاج بالأجر حيث كلما زاد الإنتاج زاد أجر العاملين.

التحفيزات المعنوية:

  • اختيار الوظيفة المناسبة لإمكانيات كل فرد.
  • التشجيع المستمر من رب العمل لموظفيه.
  • المعاملة الإنسانية وعدم التنمر.
  • توفير وتهيئة جو مناسب للعمل.
  • تقديم شهادات التقدير للعاملين المتميزين.
  • المشاركة في اتخاد القرارات الصادرة من مدراء المؤسسة.
  • تقديم الشكر والثناء للعاملين.
  • السماح بالمبادرات الإيجابية.
  • نزع الخوف من العاملين وخلق جو من الراحة بين الموظفين.
  • التفاعل والتواصل بشكل جيد مع العاملين.
  • شعور العامل أن سلامته لها أهمية داخل المؤسسة.
  • احتياج الإنسان الدائم في تقدير الذات.

التحفيزات السلبية:

وهي نوع من أنواع العقاب المستخدم كوسيلة لتغيير أسلوب أو عمل سلبي قام به العامل مثل:

  • عدم احترام مواعيد العمل.
  • التباطؤ في إنجاز العمل.
  • عدم الالتزام بالقوانين وتجاوزها.
  • عدم شعور العامل بالمسؤولية تجاه العمل.
  • عدم تنفيذ الأوامر من المديرين.
  • ومن هذه التحفيزات السلبية:
    • الخصم من الراتب.
    • حرمان العامل من المكافأة والامتيازات التي يحصل عليها العاملين.
    • تأخير ترقية العامل.
    • التوبيخ أمام الزملاء من العاملين معه اذا تطلب الامر.
    • الإنذارات لردع العمال.

 الخلاصة:

هناك العديد من الأفكار التحفيزية المختلفة التي يمكن استخدامها لمساعدة الأفراد والفرق على البقاء في حالة تحفز وإنتاج. تتضمن بعض الأمثلة الشائعة تحديد أهداف ذكية ، ومكافأة وتحفيز الموظفين ، وتوفير الثقة والتقدير ، واستخدام التعزيز الإيجابي ، وتشجيع التعاون ، وتوفير عمل هادف ، وتنفيذ سياسات عمل مرنة ، والسماح بالاستقلالية ، وخلق بيئة عمل إيجابية. من المهم العثور على الأفكار التحفيزية المناسبة التي تعمل بشكل أفضل مع فريقك ، بالإضافة إلى مراجعتها وتعديلها بانتظام لضمان بقاء كل فرد في الفريق منخرطًا ومنتجًا.  لذلك إذا أراد رب العمل أن يعطيه موظفه أقصى ما عنده من التعاون ، وبذل الجهد ، والتقدير ، امنحه الاهتمام اللازم والتحفيز الكافي ،اجعله يشعر بأهميته في وظيفته وأهدافه ، امنحه الفرصة للتعبير عن رايه واقتراحاته وامنحه الأمان وكافئه. وليعلم رب العمل (المدير) ان مهمة التحفيز ليست مهمة سريعة وليست سهلة، لكن المكاسب طويلة الأجل للموظفين السعداء وزيادة الإنتاجية تفوق الوقت والجهد للكشف عن تلك الدوافع وفي هذه الحالة الكل رابح المؤسسة والموظف.

والى لقاء اّخر (الجزء الثاني) والذي سأتطرق فيه الى نظريات التحفيز الأساسية.

المصادر: 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *