الهندسة الثقافية وصناعة التغيير – الدكتور عبدالجليل عبدالله الخليفه

منذ عشرات آلاف السنين جاء الإنسان الى الحياة مختلفا عن بلايين الكائنات الأخرى. ويكمن سرّ هذا الاختلاف في قدرته الفائقة على الكلام وتكوين عدد لا نهائي من الألفاظ من أبجدية لا تزيد عن 28 حرفا.

هذه القدرة العجيبة لم تتطور تدريجيا من حيوانات سابقة كما يدعي داروين في نظرية التطور بل ظهرت فجأة مع وجود الإنسان (راجع محاضرة عالم اللغات المعاصر نعوم تشومسكي). إستطاع الإنسان بعد ذلك الكتابة وبذلك تمكن أن يترك إرثا فكريا وثقافيا شمل الأديان واللغات والفنون والآداب والقيم والعادات. إنه الاستعداد التكويني للتواصل مع بقية البشر لبناء الحضارة وإعمار الأرض وحمل الأمانة. 

مصدر الصورة: abubakerjandan.net

الفرد ابن المجتمع

يولد الفرد دون اختياره ليجد نفسه في أسرة معينة تتحدث بلغة معينة وإرث ثقافي وديني معين ومستوى معيشي معين في تاريخ معين، فمن ولد في أسرة غنية تتحدث اللغة العربية في الأندلس حيث الدين الإسلامي واللغة العربية يختلف عن من ولد في أصقاع أفريقيا من أسرة بدائية تعيش على الصيد والرعي. يولد الطفل ويشرب ثقافة أسرته مع حليب أمه وهمس أبيه فيتحدث لغتهم ويتشرب بقيمهم ويعزز علاقته مع أبناء مجتمعه الصغير في المحلة التي يعيش فيها والمدرسة التي ينتسب اليها. ويتجلى الضمير الجمعي الذي يمثل القيم المجتمعية كحارس يضمن استقرار المجتمع الفكري وتجانسه الثقافي.

؛؛هكذا تترسخ هذه الثقافة الجمعية في فكر الفرد حتى يتبناها بكل قناعة وثقة فيدافع عنها ويستغرب من سؤال الآخرين وجرأتهم على معارضتها؛؛

في الأغلب الأعم، يعيش الناس ثقافة آبائهم وتاريخ أجدادهم وقليلا ما يتجرأ البعض على السؤال عن سبب هذا ونتيجة ذاك، (إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).

الإبداع الفردي

عرف التاريخ الكثير من المبدعين الذين أسسّوا مشاريع فكرية رائدة ومناهج ثقافية جديدة استطاعت أن تنقل مجتمعاتهم الى مستويات رائدة لم تكن لتتحقق لولا صلابة هؤلاء المفكرين وعزيمتهم الراسخة. وعلى العكس، عرف التاريخ أيضا انحرافات خطيرة نتيجة تبني أشخاص معينين أفكارا مغلوطة تركت ندوبا خطيرة على وجه البشرية الى يومنا هذا.

؛؛إذن، رغم الأثر الكبير الذي يطبعه المجتمع على ثقافة الفرد، يبقى هناك متسعا كبيرا ليمارس فيه الفرد دوره ومشروعه الفردي إيجابا او سلبا؛؛

والسؤال، كيف يمكن لهذا الفرد المحدود القدرات أن يصنع تحولا كبيرا يؤثر على مستقبل البشرية؟ هل هناك أسلوب او طريقة يمارسها هؤلاء المبدعين لإقناع الآخرين بأفكارهم؟  هذا ما أسميه الهندسة الثقافية.

مصدر الصورة: aaicw.org

الهندسة الثقافية

هي تلك الأساليب الماهرة التي يمارسها المفكر الصالح أو المنحرف لنقل أفكاره وقيمه وثقافته الى أذهان الآخرين ضمن جو عاطفي جذاب يهيمن على قلوبهم، حتى يتبنوا أفكاره وقيمه ويمارسونها في حياتهم بصورة عفوية وكأنها بنات أفكارهم.  هذه الهندسة الثقافية أداة يمكن للمفكر الصالح أن يستفيد منها كما يمكن للمفكر الفاسد أن يستخدمها.

اذن تحتاج الهندسة الثقافية الى ثلاثة أمور:

1) وضوح الأفكار والثقافة المطلوب تبنيها وسهولة نشرها،

2) استخدام أساليب جذابة للشحن العاطفي حتى ينبهر الأخرون بها،

3) تلميع الشخصيات التي تعيش الممارسات لتصبح قدوة لأفراد المجتمع.

المثال الإيجابي للهندسة الثقافية

إن أعظم مثال للتغيير الإيجابي مرّ على البشرية هو ما صنعه النبي محمد (ص) منذ ولادته وبعد بعثته وحتى وفاته، فكيف تم ذلك؟

كان في قريش السادة الكبراء أصحاب النفوذ والجاه والسطوة الذين يستفيدون ماليا من عبادة الأصنام والممارسات اللاأخلاقية، وقد أحكموا سيطرتهم على مفاصل النفوذ في مكة فملكوا العبيد وسيروا القوافل التجارية واعتزوا بنفوذهم. فمثل هؤلاء لا يمكن أن يقبل بهزّ الممارسات اللاأخلاقية او نقدها لأنها تشكل خطرا على مصالحه ومكانته الاجتماعية. لذا كان ضمير مجتمع قريش وكبراءها وسادتها الجمعي يراقب تصرفات أهل مكة ويحكم عليهم بالإمتثال وعدم النقد.

مصدر الصورة: researchgate.net

في هذه البيئة، ولد النبي محمد (ص) في بني هاشم الذين عرف أغلبهم بعبادة الله على دين إبراهيم الخليل عليه السلام فهم سادة البطحاء، وخير مثال على ذلك هو موقف عبدالمطلب في عام الفيل.  ولد محمد (ص) يتيما فكفله جده عبدالمطلب وبعده عمه أبو طالب، وبانت عليه الاستقامة الخلقية فعرف بالصادق الأمين وعزف عن مجتمع قريش الذي يعبد الأصنام ويشرب الخمر ويئد البنات.

؛؛عاش في قريش لكن بأخلاقه هو، فصان شخصيته عن ممارساتها، وسما بنفسه عن مساوئها وهو يفكر في نشر المبادئ الصالحة؛؛

أخذه هذا التفكير العميق والارتباط بالله تعالى على دين إبراهيم الخليل عليه السلام، الى العبادة الروحية بعيدا عن صخب قريش في فترات معينة من السنة وكأنه يستعد لصناعة التغيير العظيم.  حتى أذن الله بالبعثة النبوية فبدأ في تبليغها، وكانت أدوات الهندسة الثقافية حية موجودة ومؤثرة، فعنده:

  1. الفكر التوحيدي الذي يوافق الفطرة مقارنة بمئات الأصنام التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هذا التوحيد يبشر بالعدالة الربانية فلا فضل لسيد قرشي على عبد حبشي إلا بالتقوى،
  2. الشحن الروحي والتعلق القلبي الذي حوّل التوحيد الى حياة جديدة يضحي من أجلها العبيد والأحرار فتتحمّل سمية وياسر التعذيب حتى الموت دون تغيير المبدأ،
  3. الشخصية القدوة والمثال الحي والقلب الرحيم والرأفة الإنسانية التي لمسها الجميع من النبي محمد، فقد ملك قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم. إنها كاريزما السماء لبسها أفضل مخلوق وأعظم إنسان.

لم تكن هذه الهندسة الثقافية سهلة ميسورة فدونها المقاومة الشرسة من عتاة قريش وإغراءهم المالي ودعايتهم المضللة، لكنها انكسرت جميعا على صخرة الشخصية العظيمة للنبي محمد (ص) وقوة فكره التوحيدي وحرارة شحنه الروحي.

مصدر الصورة: ibnusina.utm.m

جميل أن نتأمل أيضا في هندسة النبي الثقافية لمجتمع يثرب وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار وكيف أسّس المجتمع المدني رغم الصعوبات والتحديات الاجتماعية الكبرى حتى جاء الفتح العظيم ودخل الناس في دين الله أفواجا.  وها نحن اليوم نعيش آثار هذه النعمة العظيمة ضمن ملياري مسلم يشهدون ليلا ونهارا بأن لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

المثال السلبي للهندسة الثقافية

لا يغيب عن القارئ الكريم، الهجمة الثقافية التي يمارسها الغرب بهندسة ثقافية ماكرة ومؤثرة ويهدف منها الى استمرار سيطرته وسطوته العالمية وتحقيق مصالحه والتي لا يمكن أن تتم إلا بالسيطرة التامة على عقول الآخرين وهندسة هوياتهم وثقافتهم حسب الهدف المطلوب.  لذا، فعّل الغرب عناصر الهندسة الثقافية الثلاثة مجتمعة:

  1. تصدير المغالطة الفكرية المفضوحة أن الدين قرين التأخر وأن المادية والتحرر من القيم الاجتماعية والأخلاقية هو السبيل الوحيد للحاق بعصر العلم والتطور والحداثة. ويشمل هذا نشر أبحاث نفسية واجتماعية تمجد النظرية الغربية في تقدير الذات وتحقيق طموحها المادي وكسب التقدير الاجتماعي على حساب الأهداف الروحية والمعنوية،
  2. الوعد الكاذب والشحن العاطفي بالسعادة التي تتمثل في بريق الرفاهية والاستهلاك والتطور وتحقيق اللذات الغريزية، عبر الأفلام ووسائل التواصل والألعاب التنافسية،
  3. ابراز شخصيات من الأثرياء والمشاهير كالممثلين واللاعبين وعرض جزء من حياة بعضهم الشخصية المنحرفة والإيحاء بأنهم قد ملكوا الثروة وحققوا السعادة ليكونوا مثالا يحتذي به الأبناء والبنات.
مصدر الصورة: legendsofamerica.com

هل ينجح الغرب في هذه الهندسة الثقافية وماذا يمكن أن تقوم به مجتمعاتنا لمقاومة هذه الهجمة الشنيعة؟ وهل نستطيع أن نستفيد من أدوات الهندسة الثقافية لنشر الخير والصلاح في أرجاء المعمورة؟

أترك هذا التساؤل للتفكير والتأمل للقارئ الكريم راجيا أن يتمعن ليرى التطبيقات الكثيرة للهندسة الثقافية التي يجب علينا كأفراد أن نمارسها لنزرع الخير في أسرنا ومجتمعنا، والحمد لله رب العالمين.

10 تعليقات

  1. أجدت اختيار العنوان والمحتوى ، وسنعتبر هذه المقالة مقدمة ، ونأمل منك التوسع.

  2. محمد الرمضان

    بارك الله فيك يا مهندسنا البارع.

  3. مقال رائع قد يكون مقدمة لتسليط الضوء على مايجري حاليا من هندسة او خلخلة المجتمعات الإسلامية لوجهة سلبية . شكرا جزيلا

  4. سيد أحمد النمر

    مقال رائع جدا وهو خير وسيلة للوقاية قبل احتياج العلاج

  5. محمد عبدالله الشخص

    مقال جميل د/ عبدالجليل بعد ان قارنت بدقة ووضوح بين ايجابيات الهندسه الثقافيه في صدر الاسلام التنويري وسلبياتها في الحضاره المعاصره بكل بريقها الزائف

  6. الشكر الجزيل لمهندسنا العزيز المتواضع ابن النخيل كما يحب أن يصف به نفسه على هذا المقال الرائع والرائق، حيث عرَّف الهندسة الثقافية (هي تلك الأساليب الماهرة التي يمارسها المفكر الصالح أو المنحرف لنقل أفكاره وقيمه وثقافته الى أذهان الآخرين) ثم أكد على أن (هذه الهندسة الثقافية أداة يمكن للمفكر الصالح أن يستفيد منها كما يمكن للمفكر الفاسد أن يستخدمها).
    بعد ذلك خرج بنتيجة واضحة أن هذه الهندسة الثقافية(تحتاج الى ثلاثة أمور):

    1) وضوح الأفكار والثقافة المطلوب تبنيها وسهولة نشرها،

    2) استخدام أساليب جذابة للشحن العاطفي حتى ينبهر الأخرون بها،

    3) تلميع الشخصيات التي تعيش الممارسات لتصبح قدوة لأفراد المجتمع).
    بعد هذا العرض أعطى مثالاً للهندسة الإيجابية وهو شخص النبي الأعظم وما قام به من دورٍ تغييري في مجتمعه حيث كان مجتمع الجزيرة العربية مجتمعاً جافاً وقاسياً حيث استطاع بدور التغيير خلال ثلاث وعشرين سنة وهذا لوحده يُعدُّ أمراً اعجازياً حيث لا نظير لهذا العمل التغييري في حياة الأمم. مؤكداً ذلك بقوله: (عاش في قريش لكن بأخلاقه هو، فصان شخصيته عن ممارساتها، وسما بنفسه عن مساوئها وهو يفكر في نشر المبادئ الصالحة)،فعزز ذلك بقوله: (حتى أذن الله بالبعثة النبوية فبدأ في تبليغها، وكانت أدوات الهندسة الثقافية حية موجودة ومؤثرة) من خلال:

    ١- الفكر التوحيدي الذي يوافق الفطرة.

    ٢- الشحن الروحي والتعلق القلبي الذي حوّل التوحيد الى حياة جديدة يضحي من أجلها العبيد والأحرار فتتحمّل سمية وياسر التعذيب حتى الموت دون تغيير المبدأ.

    ٣- الشخصية القدوة والمثال الحي والقلب الرحيم والرأفة الإنسانية التي لمسها الجميع من النبي محمد، فقد ملك قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم. إنها كاريزما السماء بحق.
    وقد أكد على جهاد النبي محمد صلى اللّٰه عليه وآله السلوكي مع قريش بقوله (لم تكن هذه الهندسة الثقافية سهلة ميسورة فدونها المقاومة الشرسة من عتاة قريش وإغراءهم المالي ودعايتهم المضللة، لكنها انكسرت جميعا على صخرة الشخصية العظيمة للنبي محمد (ص) وقوة فكره التوحيدي وحرارة شحنه الروحي).
    ودعا إلى التأمل بما قام به النبي في المدينة حيث كانت الصعوبة أشد والتحديات كبيرة (جميل أن نتأمل أيضا في هندسة النبي الثقافية لمجتمع يثرب وكيف آخى بين المهاجرين والأنصار وكيف أسّس المجتمع المدني رغم الصعوبات والتحديات الاجتماعية الكبرى حتى جاء الفتح العظيم ودخل الناس في دين الله أفواجا). هذا كله في الجنة الإيجابية للهندسة الثقافية الصحيحة.
    وأما في الجنبة السلبية فقد أشار على أن (لا يغيب عن القارئ الكريم، الهجمة الثقافية التي يمارسها الغرب بهندسة ثقافية ماكرة ومؤثرة ويهدف منها الى استمرار سيطرته وسطوته العالمية وتحقيق مصالحه والتي لا يمكن أن تتم إلا بالسيطرة التامة على عقول الآخرين وهندسة هوياتهم وثقافتهم حسب الهدف المطلوب).

    وقد سعى الغرب إلى تفعيل عناصر الهندسة الثقافية الثلاثة مجتمعة:

    ١- تصدير المغالطة الفكرية المفضوحة أن الدين قرين التأخر وأن المادية والتحرر من القيم الاجتماعية والأخلاقية هو السبيل الوحيد للحاق بعصر العلم والتطور والحداثة. على حساب الأهداف الروحية والمعنوية.

    ٢- الوعد الكاذب والشحن العاطفي بالسعادة التي تتمثل في بريق الرفاهية والاستهلاك والتطور وتحقيق اللذات الغريزية، عبر الأفلام ووسائل التواصل والألعاب التنافسية.

    ٣- ابراز شخصيات من الأثرياء والمشاهير كالممثلين واللاعبين وعرض جزء من حياة بعضهم الشخصية المنحرفة والإيحاء بأنهم قد ملكوا الثروة وحققوا السعادة ليكونوا مثالا يحتذي به الأبناء والبنات.

    وفي ختام المقال طرح سؤالاً كبيراً (هل ينجح الغرب في هذه الهندسة الثقافية وماذا يمكن أن تقوم به مجتمعاتنا لمقاومة هذه الهجمة الشنيعة؟ وهل نستطيع أن نستفيد من أدوات الهندسة الثقافية لنشر الخير والصلاح في أرجاء المعمورة؟

    أترك هذا التساؤل للتفكير والتأمل للقارئ الكريم)
    الإجابة تحتاج من كل مسلم ومؤمن بهذا الدين والقرآن الكريم وسيرة رسولنا الأعظم الطيبة أن نملك في ذلك البصيرة الإيمانية والوعي لما يعمل له الغرب في تغريب أفكار مجتمعنا الإسلامي وكيف يعمل على تخريب وتغريب الأفكار، وأنا هنا لا أريد أن أقول أن كل ما يأتينا من الغرب خطأ أو غير صحيح ولكن علينا أن نتفحص الأفكار ببصيرة ووعي ونعتز بإسلامنا لأن القرآن استطاع أن يصيغ الشخصية الإسلامية بشكل واضح لا لبس فيه.
    بارك اللّٰه فيكم مهندسنا العزيز على هذه الإثارة الجميلة والطيبة

  7. كم انت مبدع ابن العم. اتمنى ان يكون هذا عنوان كتابك القادم.

  8. ابو حسام القطري

    جميل من جميل ربي يزيدك علما دكتورنا العزيز

  9. عبدالله ابو محمد

    العزيز ابو محمد/ الحمله الغربيه اللااخلاقية تزداد شراسة وكثافة هذه الايام بإزدياد الشعور بالانحدار وافول النفوذ الغربي. الجواب على سؤالك نعم ممكن بتضافر كل الخيرين والمصلحين الواعين بطرق استخدام الهندسة الثقافيه. المقال رائع في المحتوى والتوقيت. اتمنى ان لايكون هذا المقال آخر المطاف.

  10. عبدالجليل الخليفه

    السلام عليكم ايها الاحبة و القراء الكرام: كم انا سعيد بملاحظاتكم و تعليقاتكم المضيئة و نقاشكم لهذا الموضوع المهم و انا اوافقكم انه يستحق الكثير من الضوء و النقاش و التفصيل و اسأل الله ان يوفقنا و اياكم للكتابة عن هذا الموضوع من زوايا أخرى لاكمال النقاش. ارجو ان يشرفنا الكتاب منكم في مقالاتهم المستقبلية بتناول هذا الموضوع مثلا من ناحية تطبيقات الهندسة الثقافية على مستوى الأسرة و المجتمع او من زوايا اخرى تجود بها افكارهم. الف شكر و تحية لكم جميعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *