الحَمَّامات التاريخية بالقطيف – اسماعيل هجلس

يقول أبو جعفر التطيلي الأندلسي المتوفى سنة 525 هجرية: {هذه المنشأة (الحمَّامات) كان لها دور اجتماعي وطبي وديني بارز}  ، ويقول ابن سينا في القانون: ( خير الحمَّام ما قَدُم بناؤه واتسع فضاؤه وعذب ماؤه ).

يأمر القرآن الكريم في أكثر من آية بالنظافة والتزين ، وكذلك السنة النبوية وحثها في أكثر من رواية وحديث ، وكان لهذا التوجيه والإهتمام على النظافة أن إعتنى أتباع الإسلام بالحَمَّامات ، سواء كانت الخاصة الموجودة داخل القصور أومنازل التجار والميسورين ، أو تشييد مباني للحمامات العامة ، فيؤمها الناس على اختلاف طبقاتهم ، وكان لهذه المرافق العامة شأن في الحياة الاجتماعية في مختلف العصور الإسلامية ، إذ كانت تُبنى حمَّامَات مخصصة للنساء لايدخلها الرجال ، وقسم آخر للرجال ، وتُبنى هذه الحمامات عادة بقرب المساجد ، وهي ظاهرة انتشرت بالعالم الإسلامي ، لارتباط الصلاة بالطهارة والنظافة ، وبالتالي ارتبطت مواقع هذه الحمامات بمواقع المساجد ولنأخذ “حمام عين أبو لوزة” بالقطيف مثلاً (حمام عين أبولوزة ملاصق لمسجد العباس)  ، ( ومثله كان هناك حمام تاروت وحمام عين بدي بالأوجام ).

حمام ابو لوزة: مواد بناءه من المواد المحلية كالجص والحجر البحري ( الفروش ) وماء العين معدنية كبريتية صافٍ عذب رقراق ، بحيث يجمع خدمات لراحة مرتاديه من الرجال ، وخدمات خاصة منفصلة للنساء ، ويتكون هذا الحمَّام من ممر يفصل الخدمات كالأسطبل ودورات المياه والمطبخ ، وباب يؤدي إلى رواق مسقوف مقوس بنيت على جوانبه دكات على امتداده ،

وعدة فتحات علوية للاضاءة والتهوية مخصص للاستراحة وتبديل وتخزين الملابس والحاجيات الخاصة لمرتاديه التي تملأ جدرانه الروازن ، وقبة كبيرة مدببة (نصف لوزية) تعلوا منبع ومركز العين ( المربع) ، وفي كل ركن من زوايا الحمام الأربعة دكة ( دچة ) تتسع لشخص واحد ، لوضع الملابس وأدوات تنظيف الجسم ، وبسبب عدم وجود نوافذ ( درايش ) ، ينفذ الضوء والهواء إلى الداخل عبر ( عدة فتحات ويطلق على الواحدة كوة ) مفتوحة من الجهتين في قمة القبة المدببة اللوزية وعددهم 4 تقريباً.

وتعددت القراءات و الأبحاث والروايات في ( مَن حفر ) ( واسم العين ) و مَن ( بنى ) ومَن ( رمّم ) وما ( أضيف ) …