القُبة في مباني القطيف التاريخية (حمام عين أبولوزة مثال) – اسماعيل هجلس

لقد برع الحرفي المعماري في بناء القباب ، وذلك ليُبرِز الارتباط الوجداني بتفاصيل المبنى ، فتجد العلاقة الجمالية تكاد تكون طردية مع العناصر التصميمية الأخرى ، ولم يكتفِ “الأستاد” بوضع لمساته المحلية فقط بل إنه استفاد من تداخل الحضارات وانتشار الإسلام في اقتباس بعض الطرز المعمارية والتفاصيل من عصور مختلفة لإضافتها إلى العناصر التصميمية في القبة ليزيد منظر المبنى إجلالاً وجمالاً وأناقة ، وحمام عين أبولوزة وقباب بعض البيوت بالقلعة والتي شاهدنا بعضها من خلال تداول الصور التاريخية لقلعة القطيف خير شاهد على تواجد عنصر القبة في المباني التاريخية القطيفية.


وتبدو القبة للوهلة الأولى وكأنها قطعة واحدة إلا أن المتمعن فيها يستطيع رؤية أجزائها:
1- قاعدة القبة.
2- رقبة القبة.
3- جسم القبة.
4- خاتمة القبة.
وللقباب في المباني كالمساجد ودور العبادة والمرافق العامة دور جمالي رائع لا تكاد العين تخطؤه من الوهلة الأولى، إنَّ القبة في المبنى أكثر من ظاهرة معمارية ، إنها رمز لقبة السماء العليا التي ترنو نحوها الأبصار. ومن فوائد القبة وأهمها الإنارة والتهوية.

الإنارة: 
مما لاشك فيه أن القباب قامت بأكثر من دور وأعطت أكثر من فائدة للمبنى ، فإضافةً إلى الدور الجمالي في كسر جمود المبني الكبير وتخفيف حدة الكتل الضخمة الصامتة، فللقبة فوق ذلك دور مهم في إيصال الإنارة (الإضاءة) إلى قلب المبنى عن طريق الشمس المتغلغلة من الفتحات المحيطة بالقبة ، وبذلك كان قلب المبنى مضاءً دائمًا متسمًا، بالوضوح والصفاء.


التهوية:
عندما تغطي القبة المبنى تسحب الأبخرة والهواء الساخن الذي يرتفع إلى الأعلى، فيخرج من الفتحات والنوافذ المطلة على الناحية المشمسة، أما المداخل والأبواب و الفتحات التي في الناحية الظليلة ، فيدخل منهما الهواء الرطب البارد مما يفسح المجال أمام التيارات الهوائية الصحية الصافية للتردد على جنبات المبنى طاردة الهواء الحار أو الفاسد إلى الخارج ، بل إن التحكم بالتهوية والاستفادة من حركة الهواء من خلال نوافذ (الكوة) القباب أوجد الحلول لبعض المشاكل الناتجة عن ابخرة المياه أو أسرجة الإنارة في المباني قديماً،،،،،

فقد أوجد “الأستاد” القطيفي في قبة حمام عين أبولوزة فتحات صغيرة في خاتمة القبة في اتجاهات متنوعة ليضمن تيارًا صاعدًا يجذب وراءه الأبخرة المتصاعدة من مياه العين الكبريتية الحارة.

المؤرخ اسماعيل هجلس

تعليق واحد

  1. فؤاد العبدالله

    عوافي أستاذنا بو مصطفى
    حمام عين أبو لوزة ( أسميه أسطورة تاريخية وأثرية ) ينبغي بل ويجب على الجهات المختصة بالتراث المحافظة عليها والعمل على تطويرها لتكون مرفأ سياحي للمنطقة ، ومن الممكن إعادة تهيئتها بالكامل … حمام عين أبو لوزة يجب على ألا يضيع ويُهمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *